فن وثقافة

بين أفلام الخيال العلمى والعلم: هل يعيد “تحرير الحمض النووى” الحيوانات المنقرضة إلى عالمنا؟

يتسابق العلماء في جميع أنحاء العالم على اختبار أحدث تقنيات تحرير الحمض النووي، على أمل إعادة إحياء الحيوانات المنقرضة.

ويعد فيلم “جوراسيك بارك” ( Jurassic Park) للمخرج ستيفن سبيلبرج، عام 1993، أول فيلم يتناول فكرة إحياء حيوانات ما قبل التاريخ. واليوم، هناك ثقة متزايدة بين المجتمع العلمي بأن التطورات الحديثة في الهندسة الوراثية يمكن أن تعيد بعض الأنواع المنقرضة إلى الحياة، أبرزها الماموث الصوفي وطائر الدودو، وهي حيوانات أقرب شبهاً لنظرائها في العصر الحديث.

وأعلن العلماء، في وقت سابق من هذا الشهر، عن خطة طموحة لإعادة الماموث الصوفي إلى القطب الشمالى، حيث تهدف شركة Colossal للتكنولوجيا الحيوية إلى إحياء الحيوان، الذي مات منذ نحو 4000 عام، بحلول عام 2027، من خلال تجربة الشفرة الوراثية للفيلة الآسيوية، باستخدام تقنية كريسبر (CRISPR)، وهي تقنية ثورية لتحرير الجينات.

وستنشئ الشركة، المدعومة بمبلغ قدره 15 مليون دولار، هجينا جينيا يعتمد على الحمض النووي المستخرج من بقايا الماموث المحفوظة جيدا والموجودة في سيبيريا بحسب Express.

ولا تهدف الشركة إلى إعادة الماموث الصوفي الحقيقى بطبيعته القديمة التى كانت تتناسب مع عصره حينذاك، وإنما ترمى إلى إعادته بسمات جينية جديدة تتكيف مع البرودة، التى تشمل آذانا صغيرة ودهونا أكثر في الجسم، وبصورة أقرب إلى الأفيال الحالية التي، إلى أبناء عمومتها من الأفيال، ما يخلق هجينا يمكنه التجول في القطب الشمالى حيث شوهد الماموث منذ 10 آلاف سنة.

وأوضح جورج تشيرش، عالم الوراثة بجامعة هارفارد، والذي يتمتع بخبرة عميقة في تقنية كريسبر: “هدفنا هو صنع فيل مقاوم للبرد، لكنه سيبدو ويتصرف مثل الماموث. ليس لأننا نحاول خداع أي شخص، ولكن لأننا نريد شيئا معادلا وظيفيا للماموث، سيستمتع بوقته عند -40 درجة مئوية، ويفعل كل الأشياء التي تفعلها الفيلة والماموث”.

وهناك نوع آخر من الأنواع المنقرضة يحاول العلماء إحياءه، وهو طائر الدودو. ويعود أصل الطائر الذي لا يطير إلى جزيرة موريشيوس، وبعد أن اكتشفه البحارة الهولنديون في أواخر القرن السادس عشر، انقرض في أقل من قرن.

ووفقا لورقة بحثية نُشرت في عام 2018، قال العلماء إنه قد يكون من الممكن إعادة طائر الدودو إلى الحياة من خلال استنساخ أقرب أقربائه.

وادعى مؤلفو الدراسة أن هذا ممكن من خلال ترتيب التركيب الجيني العام للديناصورات، سلف الطيور في عصور ما قبل التاريخ.

وقد يكون وحيد القرن الصوفي حيوانا منقرضا آخر يمكن للعلماء محاولة إحيائه من خلال تجربة الحمض النووي لأقاربه في العصر الحديث.

ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن هناك العديد من الاعتبارات الأخلاقية التي ينطوي عليها هذا المجال.

وجادلت عالمة الآثار أليس روبرتس في عام 2013 بأن مفهوم إعادة ماموث صوفي واحد إلى الحياة “مشكوك فيه حقا”.

 وجاءت تعليقاتها بعد تداول أخبار عن نجاح علماء فى اليابان فى استخلاص الحمض النووي لماموث صوفي عثر عليه في سيبيريا.

وقالت البروفيسورة روبرتس: “أنا شخصياً أفضل التركيز على إنقاذ الحيوانات الموجودة المعرضة لخطر الانقراض بدلا من محاولة إحياء أبناء عمومتها المنقرضة منذ فترة طويلة”، بحسب RT.

زر الذهاب إلى الأعلى