روائية أيرلندية شهيرة تتخذ موقفاً مشرفاً من الكيان الصهيونى
بسبب موقفها الرافض لممارسات الكيان الصهيونى، أثارت الكاتبة الأيرلندية سالي روني جدلا واسعا الأيام الماضية، ونالت قسطا كبيرا من هجوم بعض المسؤولين الإسرائيلين لموقفها الرافض من ترجمة كتاب جديد لها إلى اللغة العبرية بواسطة دار نشر إسرائيلية.
وأصدرت روني (30 عاما) مؤخرا رواية جديدة تحمل اسم “عالم جميل، أين أنت؟”، إلا أنها أكدت رفضها ترجمتها إلى اللغة العبرية عن طريق دار نشر إسرائيلية، وأكدت أن قرارها يأتي اتساقا مع موقفها الداعم لدعوات مقاطعة إسرائيل بسبب سياسات الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين.
وتحظى كتابات روني بانتشار كبير، وتصدرت الرواية الجديدة أعلى المبيعات حسب “نيويورك تايمز” عندما تم نشرها في سبتمبر الماضي، مثلما حققت روايتها الشهيرة “أشخاص عاديون”، نفس الشهرة وحققت أرقام مبيعات كبيرة حول العالم خاصة بعد ترجمتها إلى 46 لغة، وتحويلها إلى مسلسل حمل نفس الاسم، بحسب صحيفة “الجارديان”.
وحصلت روني على أربع جوائز في المملكة المتحدة بما في ذلك جائزة كوستا للكتاب 2018.
وقالت روني في بيان لها الثلاثاء، إنه بينما كانت “فخورة جدًا” بترجمة رواياتها السابقة إلى العبرية، فقد “اختارت الآن عدم بيع حقوق الترجمة هذه لدار نشر مقرها إسرائيل”، وأكدت “دار مودان للنشر” الإسرائيلية وهي الناشر باللغة العبرية لكتابي روني الأولين أن “روني لن تسمح بنشر كتابها الجديد بالعبرية لدعمها المقاطعة الثقافية لإسرائيل”.
وبحسب موقع “بي بي سي” قال وزير إسرائيلي بارز إن “مثل هذه المقاطعات تعدّ من أشكال معاداة السامية”.
وأكدت روني في بيان لها أنها لا ترفض ترجمة قصتها إلى العبرية بشكل مطلق، وقالت إنها فخورة بأن قصتيها السابقتين “حوار مع أصدقاء” (2017) و”أشخاص عاديون” (2018)، تم ترجمتهما إلى اللغة العبرية، إلا أنه، بحسب بيان روني “في الوقت الراهن، رأيت ألا أبيع حقوق الترجمة إلى دار نشر تتخذ من إسرائيل مقرًا لها”.
وقالت “لا تزال حقوق الترجمة العبرية لروايتي الجديدة متاحة، وإذا تمكنت من إيجاد طريقة لبيع هذه الحقوق التي تتوافق مع قواعد المقاطعة المؤسسية لحركة BDS، فسأكون سعيدة وفخورة جدًا للقيام بذلك. وبالمناسبة أود أن أعبر مرة أخرى عن تضامني مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة والمساواة”.
وأكدت على أن قرارها جاء دعمًا لحركة “المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات” المناصِرة للفلسطينيين، والداعية إلى مقاطعة شاملة لإسرائيل، واستندت على تقرير صدر حديثا عن منظمة هيومن رايتس ووتش يتهم الاحتلال بـ”العنصرية”.
وأكدت، بحسب “سبوتنيك”، على رفضها “قبول اتفاق جديد مع شركة إسرائيلية لا تنأى بنفسها علانية عن الفصل العنصري، ولا تدعم حقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الأمم المتحدة”.
وعلى عكس الموقف الإسرائيلي من قرار سالي روني، جاءت الإشادة بقرارها، وسبق لروني أن شاركت مع آلاف الفنانين توقيع رسالة تتهم إسرائيل بـ”الفصل العنصري” وتدعو إلى عزلها دوليا.
جدير بالذكر أن روني ليست أول مؤلفة ترفض الترجمة إلى العبرية لأسباب سياسية. فقد سبقتها أليس ووكر، مؤلفة كتاب The Color Purple والحائز على جائزة بوليتزر، عندما رفضت السماح بترجمة عبرية لروايتها في عام 2012 بسبب ما أشارت إليه باسم “دولة الفصل العنصري” في الأراضى المحتلة.
وفي يوليو الماضي، أعلنت شركة المثلجات العالمية ومقرها في مدينة ساوث برلنجتون الأمريكية، “بن آند جيريز” وقف بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية كون ذلك يتعارض مع قيمها.
وأبلغت الشركة وكيلها الحصري في إسرائيل بأنها في حال جددت العقد معه نهاية العام المقبل، فلن يشمل ذلك البيع في المستوطنات.
وبرفض الكيان الصهيونى اتهامات حملة المقاطعة الإسرائيلية ويرى أن الحملة هدفها إزالته من الوجود، وأنها تمول بأموال معادية للسامية.