منوعات

هل تعانى من رهاب “المهرج”؟

ما الذي يجعل البعض يخاف من المهرجين؟

مع اقتراب عيد الهالوين الشهير، تحدث موقع “ميل أونلاين” إلى عدد من علماء النفس للحصول على أفكارهم حول أسباب ما يسمى برهاب المهرجين (أو كولروفوبيا Coulrophobia).

قال آدم كوكس، مرشد الرهاب، إن عاملين رئيسيين يفسران ذلك – وهو نتاج مجتمعنا إلى حد كبير.

وقال لـ “ميل أونلاين”: “لا أحد يولد بخوف من المهرجين. الخوفان الوحيدان اللذان ولدنا بهما هما الخوف من الضوضاء الصاخبة والخوف من السقوط”. لذا فهي ليست متأصلة فينا منذ الولادة، لكن كوكس قال إن عدم الارتياح بشأن المهرجين شيء يمكن أن يبدأ في سن مبكرة.

وأضاف: “عندما كنت طفلا، ربما تكون قابلت شخصا لا يمكنك رؤية وجهه، سواء كان المهرج أو شخصا يرتدي قناع حيوان محبوب. ونظرا لأن وجهه محجوب بالمكياج أو القناع، ولا يمكننا رؤيته بشكل صحيح، فإن قراءة تعابيره ونواياه أكثر صعوبة. وهذا أمر مزعج للغاية، وليس من غير المعقول أن يتفاعل العديد من الأطفال بالطريقة التي يتصرفون بها عندما يرون شخصا يرتدي زيا”.

وأضاف الدكتور فرانسيس ماراتوس، من جامعة “ديربي”: “الوجوه هي واحدة من أهم إشارات الاتصال غير اللفظية لدينا. فنحن نستخدم الوجوه لفهم وتفسير ما يفكر فيه الناس ودوافعهم. وغالبا ما يبدو المهرجون كما لو أن لديهم ابتسامة مجمدة، لذا لا يمكنك رؤية ما يفكر فيه المهرج حقا ولا ما هي دوافعهم”.

وفقا للبروفيسور مارك جريفيث، عالم النفس المعتمد في جامعة نوتنجهام ترينت، فإن كل شيء عن الطريقة التي يرتدي بها المهرج قد يكون أيضا مقلقا.

وقال لـ “ميل أونلاين”: “المهرجون لديهم ميزات مبالغ فيها، لا سيما الوجه والشعر والقدمين – أنوف ضخمة وأفواه مخيفة وأحذية ضخمة ممدودة وشعر في الهشيم يمكن أن يكون مخيفا أيضا لبعض الناس”.

وأضاف الدكتور ماراتوس، الذي كتب منشورا في مدونة عن رهاب كولروفوبيا: “أحد أسباب خوف الناس من المهرجين هو حقيقة أن الناس يدركون أنهم يجب أن يكونوا مثل البشر ولكنهم في الواقع لا يبدون على ما يرام. وبدلا من ذلك، يبدون أحيانا بشعين، وغالبا ما تكون وجوههم مشوهة. ويمكن أن يكون هذا مثيرا للقلق للغاية”.

وقال كوكس إن المهرجين غالبا ما يتم “تجريدهم من إنسانيتهم” بسبب مكياجهم. وإذا كانت عيون المهرجين حزينة المظهر ولكن ابتسامة كبيرة على وجوههم، فهذا أمر مقلق. وكل الماكياج يخفي ما تظهره تعابيرهم حقا.

قال كوكس إن السبب الرئيسي الآخر هو كيفية تصوير المهرجين في وسائل الإعلام. وتابع: “عمل القاتل المتسلسل جون واين جاسي، بدوام جزئي كمهرج لكنه لم يقتل أي شخص في الواقع بينما كان يرتدي زيا واحدا. وعلى الرغم من ذلك، أصبح معروفا باسم “المهرج القاتل” وهذا ما يتذكره الجمهور بسببه”.

وكان جاسي، الذي اعتدى على 33 شابا وصبيا على الأقل وقتلهم بين عامي 1972 و1978، يؤدي دورا بانتظام في مستشفيات الأطفال والمناسبات الخيرية مثل Pogo the Clown أو Patches the Clown.

وحُكم عليه بالإعدام وأُعدم بالحقنة القاتلة عن عمر يناهز 52 عاما في عام 1994.

وبعد جاسي، زاد الخوف من المهرجين بشكل لافت بعد إصدار رواية الرعب الشهيرة “It” لستيفن كينج في عام 1986، والمسلسلات التلفزيونية التي تلت ذلك بعد أربع سنوات، بحسب صحيفة “ديلى ميل” البريطانية.

ويتفق البروفيسور جريفيث مع هذا الرأى بأن هوليوود هي المسؤولة جزئيا. وقال لـ “ميل أونلاين”: “يميل المهرجون أيضا إلى أن يكونوا مخيفين بسبب تمثيلهم الشرير في الأفلام. وأصبحت وجوههم جزءا من ثقافة التخويف، مثل المجاز السينمائي للمهرج الشرير، بما في ذلك الجوكر في باتمان، الذي غالبا ما يكون قاتلا. وحتى لو لم تكن على اتصال بالمهرجين، فأنت تتأثر بما تراه في التلفزيون والأفلام”.

ففى صيف عام 2016، انتشر ما كان يُعرف باسم “Killer Clown Craze” مثل الوباء في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث ظهر أشخاص يرتدون ملابس مهرجين مهددين في جميع أنحاء البلاد.

ثم انتشرت هذه الظاهرة فى كندا وأستراليا وأخيرا بريطانيا في وقت لاحق من ذلك العام، حيث حققت الشرطة فى عشرات الحوادث التي ارتدى فيها المخادعون زي “المهرجين المخيفين” لإخافة الناس عمدا.

وقال كوكس إن هذا كان له أيضا تأثير على سبب اعتبار المهرجين مرعبين.

وعن تاريخ رهاب المهرجين، يرى كوكس أنه “ربما ظهر منذ الستينيات فصاعدا”، مستشهداً بجرائم جاسي إلى جانب إصدار “It” وموجة من أفلام الرعب التي لم تعرض بالضرورة مهرجين ولكن كان القتلة يرتدون أقنعة.

وأضاف: “فريدي كروجر في فيلم A Nightmare on Elm Street، وفيلم Scream، كان لهما تأثير كبير على الناس، إلى جانب ذلك”.

وهناك سبب آخر أبرزه البروفيسور جريفيث، وهو ظاهرة “الوادي الخارق” التي تعود إلى السبعينيات. وهو شعور غريب بالخوف من شخصيات غير شبيهة بالبشر مثل الروبوتات والشخصيات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر.

وتكمن الفكرة في أننا نتعاطف مع الروبوتات التي تبدو شبيهة بالبشر إلى حد ما، لكننا ننفر منها إذا كانت تبدو بشرية أكثر من اللازم.

ومع المهرجين، يطمس المكياج الثقيل الذي يشوه ملامحهم خطوط المظهر البشري، ناهيك عن أقدامهم الكبيرة وشعرهم الغريب.

وير كوكس أن “الشيء الجيد في فى هذا النوع من الرهاب هو أنه يمكنك فقط تجنب المهرجين. وكل ما عليك فعله هو عدم الذهاب إلى السيرك، وعدم مشاهدة فيلم مخيف. ولكن بالطبع مع معظم أنواع الرهاب الأخرى، فإن التجنب ليس خيارا”.

وأضاف، بحسب RT، “كثير من الناس يصبحون في الواقع مهرجين لأنهم غير سعداء أو يكافحون في المواقف الاجتماعية، لذا فهي طريقة لخلق شخصية للتعبير عن أنفسهم والتحدث إلى الناس. وما يجب على أولئك الذين يعانون من الرهاب أن يفعلوه هو تخيل الشخص الذي يقف خلف واجهة المهرج. فوراء هذه الألوان الصاخبة إنسان له أفكار ومشاعر حقيقية. هذه هي الطريقة لتجاوز ذلك”.

زر الذهاب إلى الأعلى