مريم عرجون تكتب : العزف على أوتار العقيدة الإسلامية
بقلم الكاتبة الجزائرية : مريم عرجون
الطَّوْدُ الراسخ و عُمْران الأَزَلِيّ الشامخ وضع أساسه آدم بحُكم ربه و أَضْحى كل نبي من ذريته يسْمي من بنائه شَّوْطُا يطلب سالِفهم إلى طاعة تَالِيهم و يُلحق إليه ما يناسب حيث تَوَلَّى تَشْيِيدها الأخير خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم رتب الدنيا ووضع الميزان فلم يدع ثغرة ولا نقصا إلا سدها ،جملها وكملها، ولا وسيلة من الراحة إلا أعدها مما يتمم سعادة الدنيا والآخرة ، فتمت برسالته النعمة وحقت كلمة ربك.بالدليل على طرف التمام ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ﴾ هذا الدين الحنيف الذي يقبله الله تعالى و يرضاه لعباده ومن ربوبيته تعالى و وحدانيته الإختيار والتخصيص لقول الله تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) حيث إِنْتَبَذَ بتعظيم ما يشاء من خلقه لحكمة يعلمها سبحانه ومن عظائم ما إِنْتَقَى من الزمان يوم الجمعة ليكون أَسْنَى الأيام عنده عز وجل ، واتخاذه عيدا من الأعياد التي شرع فيها الله من الشَعَائِر ما لم يشرع في غيرها باختصاصه لمزايا جليلة وأحداث كبيرة التي كانت سببا في تعظيمه عند المسلمين . وقد صحت تسمية يوم الجمعة سيد الأيام خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وفيه تقوم الساعة ويكفي شرفاً أن الله تبارك وتعالى إِسْتَأْثَرَه بالثناء والذكر فإكتسب مزية رفيعة وفضلا خاصا ، فكان إِحْسَان الله وهبته لهذه الأمة التي جَاءَ بِهَا أمة لن تموت أبدا و أَضَلَّ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَها، اليهود غداً والنصارى بعد غد وآلت الناسُ لنا فيه تبع ، يومٌ أُمرت الأمم بتعظيمه لكن ضلوا عنه، و كأمة مسلمة نسير على خطى تلك الضلالة وفي طابور المؤامرة لطمس الهوية الإسلامية و بخلفيات غير مباشرة ، فأصبحنا عبيدا للعصرنة وإنسلخنا من هويتنا التي لا يرضى ربك غيرها دينا، فنمت أمتنا نموا أعرجا وتكاد تنعدم تلك الخلفية الدينية لأن عدم الإِلْمَام بجوانبها حقيقة مُوجعة بشحوبها الدامع أصابتنا فرضخنا لأوان الفكر من كل أمة و هيمنت علينا بوعي أو دون وعي فقبلنا الأفكار والقيم والتوجهات الأيديولوجية التي نُسيق بها الوضع القائم بالأمة المسلمة في وقت إِسْتَلْزَمَ علينا الإَفْشاء للعالم معايير سامية من المُفترض أن تكون حاضره في مواقفِ و تَصَرُّفات المواطن المسلم أم هي لم تكن عَرِيقة في النفوس، فصار مقررا في دولنا تقليدهم والإحتفال بمناسباتهم و المشاهد مُتَاحة على مسارحنا إنه الإِتِّباع المعتق ومن بين ذلك موسم التخفيضات الشهير “بلاك فرايدي” هذا اليوم الذي صرنا نراه بمحلاتنا و مواقع التسوق الإلكترونية العربية المتزامن مع عيد الشكر بالولايات المتحدة الأميركية الصادر لطوائف النصارى المهاجرين لها الذين ارتابوا في معتقدات كنيسة انجلترا، فهل هو مجرد عيد شكر وتسويق لمنتوجاتهم الصهيو-غربية أو أفزعهم يوم الجمعة الموالي لعيدهم حتى أطلقوا عليه الجمعة السوداء؟
يوم شكر قدسوه و يوم عظيم نتجاهله فإشترينا الضلالة ولم نعد ندرك مقدار ما أمرنا الله به ونسميه الجمعة السوداء “black Friday” بكل تطلعات العصرنة الضالة و الترف اللامنطقي لتهاويلها التي أرقصتنا على طبول أفَّاق اشباح نكراء تجوس تمضغنا في صمت واستغراق وحصدنا إلا الضياع والذلة والهوان والانحراف والشلل الفكري برقصاتنا المتمردة إِسْتَقَينا بأمة وَلَا الضَّالِّينَ موصولة النزفِ غارقة بمخاض جديد ، فهل صرنا اناس أباطيل ونحن فاتحة القران أم فرنا فرارا كبيرا من الله و ضربت علينا الذلة والمسكنة و هل لا زلنا خير أمة أخرجت للناس؟.