سامى صبرى يكتب: الوجه الحقيقى لساويرس
( اضرب يا هانى … افهم يا ساويرس )
لم تمض أيام على قيام نقيب الموسيقيين هانى شاكر بمنع نحو 19 دخيلا على الساحة الفنية من الغناء؛ حتى اتخذ قرارا شجاعا بإيقاف محمد رمضان، وعدم التصريح له واحالته للتحقيق. ويبدو أن النقيب قرر بالفعل تطهير الساحة من مثل هذه الطفيليات على السطح، وتمكنت من افساد ذائقة المجتمع وشريحة كبيرة من شبابنا بما يسمونه أغانى المهرجانات وصيحة الكليبات.
< ولكن هل سيصمد هانى، ويواصل الضرب بيد من حديد لاستئصال أو على الأقل إبعاد هؤلاء النشاذ عن الحفلات العامة والفضائيات… أم سيكون قصير النفس كسابقيه، وينسحب من معركة ساخنة أشعلها رجل الاعمال نجيب ساويرس برصاصة طائشة، معلنًا وقوفه بجانب هذه الأصوات.
< ساويرس أعلن أنه حر يسمع ما يريد، وليس من حق أحد حرمانه من أى شيء يحبه، ربما لاعتقاده بأن الفن وذوق المجتمع يمكن شراؤهما بالمال واليخوت، متناسيا أن الدولة استردت مؤسساتها الفنية والثقافية بقوة، وأعلنت الحرب علانية على من يريدون سير السفينة عكس الاتجاه، وعلى هوى المزاج والمصالح الشخصية والاتجاهات الدينية والسياسية.
< هذه الخناقة بين هانى وساويرس، تصدرت الترند وجميع وسائل التواصل الاجتماعى، ولم تكن لتصل إلى هذه الدرجة، إذا كان ساويرس «بقى فى حاله، ولم يدس أنفه فيما لا يعنيه «، ولكنه كعادته يسرع إلى صب الزيت على النار، ولا يجد فرصة أو أزمة او قضية سياسية او فنية واجتماعية إلا ويحاول استثمار تداعياتها ونتائجها، لكى يقول انا موجود، حتى ولو كان تدخله ورأيه ضد الواقع والمصلحة العامة للمصريين وتراثهم وحضارتهم، بحجة انه حر يقول ويفعل ما يشاء فى أى زمان ومكان، مستقويا بالمال وبالكاس، وحفلات الهلس والرقص التى تفتح طريق الفوز بأعلى الصفقات وتشييد الأبراج وإقامة المنتجعات ورفع الرصيد إلى 3.2 مليار دولار، وفوق كل ذلك يطلب المزيد ويشكو كما يزعم من تضييق الحكومة عليه وعلى رجال الأعمال.
< ولانه يؤمن بنظرية «الحشرنة» والحديث والخوض فى اى شيء، حتى وإن لم يكن يفهمه ويستوعب نتائجه، وتوابعه، توقعت منه ذلك دون استغراب، فهدفه الدائم توسيع رقعة الشهرة والدعاية حول نفسه ومشاريعه بحشر نفسه فيما لا يعنيه، والسعى لأن يكون دائما فى قلب الحدث والبرواز، حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة المجتمع الذى احتضن مشاريعه.
< كنت لا أريد ان أكتب عن هذا المستفز، ولاسيما واننى سبق وان كتبت عدة مقالات عن اغتصابه لحديقة زايد المركزية قبل ان يتحايل بطرقه وأساليبه الخاصة على كبار المسئولين بالدولة وينتزع قرارا باستثمار الحديقة العامة وتغيير اسمها، واغتيال حلم اهل المدينة الذين عمروها، وجعلوا من رمالها واحة خضراء، قبل أن يأتيها رجل مهرجانات الهلس والعرى، ويشوهها بالأبراج.
< من الواضح ان ساويرس لم يستوعب الدرس بعد، ويبدو انه مازال يحب النعنشة والفرفشة وتعلية المزاج، على أنغام «اركب يا عبده.. العب يا شاكوش» وبالتالى فهو لا يستمع إلى هانى شاكر ومثله من عمالقة الغناء.. فتلك هى شخصيته التى يجهلها كثيرون. ونعم هو حر في فتح أذنيه، ولكنه ليس حرا ابدا فى ان يحاول فرض هذه الحرية الشخصية على المجتمع ومؤسسات الدولة، ويسعى لإفساد الذوق العام ؛ بدفاعه المستميت عن حاحة وشواحة وطيخة والعصابة وحمو بيكا وحسن شاكوش.
< أقول لنقيب الموسيقيين، استمر، حتى ولو كان المنع ليس حلا واقعيا، للحفاظ على قيم المجتمع وحماية الشباب والحفاظ على صورة مصر التى أنجبت عبد الوهاب وأم كلثوم وشادية وحليم، فمثل هؤلاء لن يكونوا ابدا مقياسا لثقافة شعب عريق، فكم من أغان فاسدة ذهبت وبقيت أم الدنيا.
< وأقول لساويرس ومن يؤيده أو يتعاطف مع مفسدى الذائقة.. اكبروا.. ولا تلعبوا فى الممنوع، إن كنتم تتخيلون ان هذه الأغانى ستسطح المصريين ويخلون لكم الجو، فانتم مخطئون، فوعى الشرفاء سيبقى حائط الصد المنيع ضد أى أغنية هابطة من فئة ضالة تستغل الضغوط النفسية والهموم والحياة الصعبة التى يعيشها المصريون.
Samysabry19@gmail.com
- نقلا عن الوفد
اقرأ أيضا :
الكاتب الصحفي سامي صبري يكتب : زواج البارت تايم … حل منقوص