قصص سهام / عندما تري حسن الخاتمة
بقلم : سهام شعبان
من يومين كده ست طيبه قاعده على الرصيف
شاورتلى
في الشارع ست جسمها ضعيف وعندها حوالى ٨٠ سنه
قالتلى بلحرف كده حمينى وخدى الثواب
قولتها حاضر
روحت البيت طلعت الحاجات وقولت هنزل أخدها واجيبها البيت عندى واحميها زى ما طلبت
كلمت أختي قالتى مش هينفع تطلع السلم ده وكمان محدش عارف وراها إيه عشان تطلب من حد ماتعرفوش طلب زى ده
ماتتهوريش
شوفى الجامع روحى اسألى ولو ينفع حميها هناك
…
أخدت شامبو وشاور وجلابيه جديده من هدومى ونزلت أسال في الجامع ف الست هناك اللى ماسكه المكان اللى بتصلى فيه الستات وافقت
روحت أخدت الست الطيبه دى براحه وديتها هناك واخدت كرسي بلاستيك وقفلت علينا باب الحمام كانت لابسه حاجه صوف تحت الجلابيه وجسمها نار
وأنا بحميها درجه حراره جسمها ما لمستهاش في بنى أدم لدرجه الميه اللى كنت بنزلها على جسمها ساقعه بتنزل نار
فجأه مسكت ايدى أخدت نفس عميق وقالتى كملى يابنتى..
..
اتكلمت مع الست اللى ماسكه الجامع وقولتلها ممكن تبات لحد ما أجيب حد من دار مسنين ياخدها قالتلى مينفعش تبات بعد إصرار وحاجات تانيه وافقت
وجبتلها لبن وعصير وجبنه نستو لأنها ماكنش ينفع تاكل مفيش أسنان عندها
وشربت اللبن ونامت تحت المروحه بتاعت الجامع..
…
نزلتلها بعديها بليل اطمنت عليها وكلمت دار مسنين وعدونى وماجوش
تانى يوم روحتلها قالتلى عاوزه لقمه بشوية لبن عملتلها فينو بلبن وقالتلى عاوزة اتوضى ووضيتها وصلت
وورحت وللأسف
وعرفت الصبح إنها بعد ما روحت ماتت..
انا بقالى يومين مهتمة إن الست دى تكون في أحسن مكان واحسن حال وجوايا تجاهها مسؤليه كأنها من اهلى
أنا كنت بنزل واطلع في اليوم كتير عشان اطمن عليها
لكن مش هكدب عليكم ليه اختارتنى
من كل الناس أعمل كده
وليه ادتنى أنا الثواب زى ماقالتلى أول ما شوفتها خدى الثواب
وليه تموت في جامع
وليه كل اجراءاتها تخلص وتندفن بالسهوله دى
انا حقيقي معرفش
لكن أتمنى انى أكون عملت حاجه عشانها تكون فرحتها في الوقت القليل ده
واتمنى تسامحنى انى مقدرتش اغسلها لأنى بعد تغسيل امى مش هعرف أعمل ده تانى مع حد
واتمنى إن ربنا يكرمها بلجنه لأنها ست طيبه تستحقها والله
واتمنى تدعولها بالرحمه والمغفرة..