مريم عرجون تكتب : محاربو الصحراء و الكأس العربية
بقلم الكاتبة الجزائرية : مريم عرجون
تتضاءل المفردات ومراكب الكلمات ساروا وغاصوا في الورق، هلا تتمردي أيتها الأحرف من عنفوان الأبجديات و إنعتقي وصيري حبرا زاخرا لكي لا أعجز عندما أتحدث عن أسود ولدت مرفوعة الجبين ودمهم خلقت فدى لا تستكين لتصون العرين مرهوبة الصدى والعز غايتها لكي تسود ،خضراء الثوب ثوبها ثوب الليث نحو العلا تَجَلَّت لعلياء الأبصار دارها ترج الجبال ، محاربو الصحراء الذين أثبتوا أن روح التحدي قادرة على قهر الظروف و ضرب كل التوقعات والأرقام في كل شيء ولا تكسر الآمال، منتخبا كان في إستهلال منتخبات العالم في التنافسية وصامدا لتحقيق إنتصارات متتالية من أعالي مدينة الحدائق التي إحتضنتها قطر وطن العروبة تحت مظلة الفيفا بعد غياب لنحو عقد، فتَأَرَّجَ نسيم الروض منها معتزة بتاريخها في كل الأصقاع الذي شهده العالم في إفتتاح أسطوري ضَّم بين تراث الماضي وحداثة الحاضر، والعروض الثقافية و الفلكلورية والموسيقية والفنية الثرية المتنوعة في زُخْرُف أرقى ليس لها نظير التي تزخر بها المنطقة عبر التاريخ و تزخر به شعوبها المُولَعة بدورها للمتعة الكروية، فكانت قطر إرادة الأقوياء و أيقونة العطاء التي عانقت نشيدا عربيا موحدا كسر كل النزاعات السياسية وأنجبت أمة عربية موحدة بعرس لمسته القدس العربي أسطورة الوفاء التي تستكين في قلب كل مواطن عربي وبسطت جسور الأخوة بتعاليم الإسلام الذي إحتضنته على ملاعبها و جمعت العرب تحت راية واحدة سمحت بإبراز قدرات بلد عربي أيقونة المجد ورمز الفخر والعز الذي لا يعرف سوى لغة النجاح ولم يبخل في العطاء بل قاد سباق الذُرْوَة والطموح والنموذج الذي يتحذى به في ريادة الأوطان وأحقيته في تنظيم كأس العالم بنفس الكفاءة والجدارة والإِحْكام من خلال التَنْضِيد “المثالي” لبطولة كأس العرب التي اختتمته السبت بعناق عروس الحب والمدائن الجزائر بالعلاء متوجة باللقب في اليوم الوطني لدولة قطر وفي اليوم عالمي للغة الضاد أسطورة الخلود حيث إِسْتِطَاعَت من إبهار العالم عبر طَلِيعَة فاخرة لمونديال 2022 الذي علم طوابير الرجال كيف يصنع مجد الأوطان، فلكما مني كل الحب والإحترام يا خضراء ويا قطر .