منوعات

هل يجوز للمرأة أن تغسل زوجها بعد وفاته، والعكس؟

حكم أن تغسل المرأة زوجها بعد وفاته، والعكس

-السؤال: هل يجوز للمرأة أن تغسل زوجها بعد وفاته، وكذلك هل يجوز للرجل أن يغسل زوجته بعد وفاتها؟

-الإجابة: قد دلت الأدلة الشرعية على أنه لا حرج على الزوجة أن تغسل زوجها وأن تنظر إليه، ولا حرج على الزوج أن يغسلها وينظر إليها، وقد غسلت أسماء بنت عميس رضي الله عنها زوجها أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وأوصت فاطمة رضي الله عنها أن يغسلها علي رضي الله عنه،

-فإن المسلم إذا مات وجب على الحاضرين غسله وتجهيزه. وصفة غسل الميت أن يغسل أولاً بالماء الخالص وجوباً غسلة تستوعب كل ظاهر البدن، ثم يغسل ثانياً بماء مخلوط بالسدر، ثم يغسل ثالثاً بماء مخلوط بالكافور أو بأي شيء من الطيب ندبا، هذا هو غسل الميت فإذا غسلته زوجته غسلته هكذا، وإذا تولى غسله غيرها غسله هكذا، ولا يجب عليها غسله إذا وجدت من يتولاه عنها، بل إن ذلك حق لها فيمكن أن تغسله، ويمكن أن تتنازل عنه ويغسله غيرها، ولا يعلم للميت غسل غير ما ذكرنا،

-«الأصل أنه لا يغسِّل الرجال إلا الرجال، ولا النساء إلا النساء؛ لأن نظر النوع إلى النوع نفسه أهون، ولكن يجوز تغسيل الزوج لزوجته على ما ذهب إليه المالكية والشافعية والحنابلة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال لعائشة رضي الله تعالى عنها: «مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَقُمْتُ عَلَيْكِ، فَغَسَّلْتُكِ، وَكَفَّنْتُكِ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ» أخرجه ابن ماجه في «سننه» بإسناد جيد، إلا أنه يُكره للزوج تغسيل زوجته مع وجود مَن يغسِّلها من النساء، خروجًا من الخلاف؛ إذ حرَّم الحنفية ذلك، وقال العلامة ابن عابدين في «حاشيته على الدر المختار» (2/ 198): [(قَوْلُهُ وَيُمْنَعُ زَوْجُهَا إلَخْ) أَشَارَ إلَى مَا فِي «الْبَحْرِ» مِنْ أَنَّ مِنْ شَرْطِ الْغَاسِلِ أَنْ يَحِلَّ لَهُ النَّظَرُ إلَى الْمَغْسُولِ؛ فَلَا يُغَسِّلُ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، وَبِالْعَكْسِ».

والله ولي التوفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى