مقالات

( انتبه فأنت الآن مراقب … انتبه فأنت بين وسائل التواصل الاجتماعي )

بقلم – دكتور/ وائل فؤاد إسماعيل عبداللطيف- مدرس الأدب والنقد بجامعة الأزهر .


إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أما بعد : فإن الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي حديث يستحق البحث والدراسة للانتباه لهذه الوسائل التي دخلت في حياتنا، ففيها السلبيات والإيجابيات، وسوف أعرض هذه الكلمات التي خطرت بذهني، والتي حاولت من خلالها توضيح بعض سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وبدأت بهذه المقولة :

#اللي_جابلكم_الفيسبوك_ظلمكم إنا لله وإنا إليه راجعون .

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم … ابتلي كثير من القرى في مصر بداء الجدل والمراء، فعلا اللي جابلكم الفيس بك ظلمكم .
استغلال خاطىء وإهدار للوقت في أمور لاتحتاج لكثرة الجدل وإكمال للنقص وتشويه للصورة، وتصفية للحسابات واستخدام حسابات مزورة وهمية يختبىء خلفها من أصبحوا في تعداد الرجال لا يستطيعون المواجه، وأوامر وطلبات وترقب الأخطاء وانتظار السقوط، وحب الظهور، ودس السم في العسل في الكلام المعسول ، و بث السموم في العقول بتزييف الحقائق، وكثرة الاتهامات وإصدار الأحكام والفتاوى وتصدير الألقاب وكثرة المجاملات، وكثرة اغتنام المال وجمعه من هذه المنصات بكثرة المشاهدات والتفاعلات، والتطبيل للباطل وانتهاك الخصوصيات، أكرر وأقول :

#اللي_جابلكم_الفيسبوك_ظلمكم .

فمما سبق وبناء عليه هذه الكلمات آنفة الذكر والتي خطرت ببالي قمت بالبوح بها والاعتراف بالواقع المرير الذي تمر به كثير من قرى مصر . فعلى الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنها سلاح ذو حدين، والإفراط في استخدامها بشكل خاطئ يتسبب في كثير من الأضرار منها النفسية والاجتماعية والصحية، ومن ذلك :

  • قلة النوم والأرق :
    في الغالب يقوم الجميع بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم مباشرة مما يؤثر على جودة النوم والشعور بالأرق، وقد أشار الباحثون إلى أن الضوء الناتج عن الهواتف الذكية يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين وهو الهرمون المسؤول عن النوم، ولهذا يعد من الجيد الابتعاد عن وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة قبل المكوث إلى النوم بفترة مناسبة.
  • التأثير على المخ :
    في أحدث الدراسات الأمريكية بجامعة نيويورك التي أقيمت على مستخدمي “فيسبوك” على وجه الخصوص فقد أظهر الباحثون أن 76% من المشاركين قاموا باستخدام الموقع أثناء المشي على القدمين، و40 % أثناء القيادة، و63% أثناء التحدث مع آخرين، وأكد الباحثون أن زيادة معدل استخدام مواقع التواصل يزيد من عدم التوازن بين النظام المعرفي والنظام السلوكي في المخ، وإن الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يتسبب في حدوث خلل بوظائف المخ .
  • قلة التركيز :
    الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي يتسبب في الكثير من الأضرار ومنها الإجهاد وقلة النوم وهذا بدوره يؤثر على القدرة على التركيز والإصابة بالضعف في الانتباه، وعدم القدرة على التحصيل العلمي الجيد للطلاب .
  • الإدمان : يُمكن الإشارة إلى أن إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت يحدُث عندما يقوم المرء باستخدام هذه المواقع بشكل مُفرط وبصورة تؤثر بشكل سلبي على المهام اليومية التي يقوم بها المُستخدِم.
    ويُعتبر هذا الإدمان مؤثراً على الأشخاص المراهقين، إذ تُشير الدراسات إلى أن المراهقين الذي يُدمنون استخدام الإنترنت يحتلون مراكز مُتقدمة بالإصابة في بعض الأمراض النفسية كالوسواس القهري أو الاكتئاب أو حتى الشعور بالقلق، وغيرها من الأمور السلبية الأخرى كنقص الانتباه والعُزلة والانطواء.
    انتبه انتبه .. فأنت الآن مراقب
    إنها جرس إنذار ، ودعوة إلى الاقبال ، إنها إشارة تحذير ، انتبه .فأنت الآن مراقب،
    فقد قال الله تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ق 18،
    انتبه ..فأنت مراقب ،قال الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ) البقرة 235،
    انتبه فأنت مراقب ، فقد قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) النساء 1،
    انتبه فأنت مراقب ، ومسجل عليك في صحيفة أعمالك كل كبية وصغيرة، فقد قال الله تعالى :
    {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ } آل عمران 30 . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى