إيهاب شعبان يكتب : عودة “الملك مو” .. وشكرا يورجن كلوب
“الغرب ليسوا عباقرة ونحن ليس أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتي يفشل”.. هذه مقولة صاحب جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل حينما سألوه عن سبب تفوق العالم المتقدم فى القرن الأخير .. وهى مقولة بنسبة كبيرة صحيحة .. فالدول النامية بها العديد من العباقرة والموهوبين والمجتهدين الذين يحتاجون فقط لمن يساعدهم على البروز والتألق .
تذكرت هذه الكلمات المؤثرة وأنا أرى نجم مصر محمد صلاح يتألق مع ليفربول فى مباراته الأخيرة أمام مانشستر يونايتد ويسجل هدفين ويصنع أخر.. وهذا التوهج هو ما كان عليه قبل شهرين تقريبا لدرجة أنه كان فى مقدمة أفضل مهاجمى العالم فى كل الاستفتاءات الأوروبية ، ولكنه عانى بعدها من تراجع فى المستوى وصيام طويل عن التهديف ، كان كمن يعانى مجازا من “إكتئاب كروي” نتيجة ضياع حلمه فى الفوز بكأس أفريقيا ثم خسارة فرصة الوصول إلى المونديال خاصة بعد أن أهدر ركلة ترجيحية أمام السنغال وهو من أنجح مسددى ركلات الجزاء فى العالم خلال السنتين الأخيرتين .
ما حدث بعدها أنه تعرض لانتقادات فى غاية القسوة حتى هناك من طالب باستبعاده من منتخب مصر ، ويوجد من شكك فى قدراته واصفا إياه بأنه لاعبا متواضعا وأن وجود كوكبة من نجوم ليفربول هو ما يسعفه مع الريدز ، والمدهش أن من كان يتغنى بأمجاده وأرقامه القياسية وتألقه الطويل إنقلب عليه بشكل مروع ، وبالتأكيد كل هذا يدعوه للاحباط والحزن .
ولحسن حظه كان هناك شخص مؤمنا بقدراته وكفاءته وجودة إمكانياته الكروية وهو مدربه الألمانى فى ليفربول يورجن كلوب الذى إنهال عليه بالمديح وكلمات الثناء التى لا تنتهى ، رافضا جلوسه احتياطيا ودعمه بكل قواه ، لا لشئ سوى أنه يعلم أنه جوهرة وذهب لا يصدأ يحتاج فقط إلى انتفاضة بسيطة ليعود لامعا من جديد ، ولم ييأس كلوب حينما وجده يغيب عن التهديف ، وخرج بتصريحات متفائلة بأن صلاح يؤد ما عليه وأن احرازه للأهداف سيأتى لا محالة مع بعض التوفيق .
وكانت النتيجة أن صلاح استعاد عافيته ولم يخب ظن مدربه ، فتألق فى لقاء مان سيتي وبعدها انفجر بـأهدافه فى لقاء مان يونايتد ، وليكون حديث الجميع فى أوروبا وانجلترا ، وكانت مانشيتات الصحف هناك ” لقد عاد الملك مو ” .. وهو معبر عن فرحة محبيه ومن يقدره بأنه ذهبا يستحق العناية والتقدير .
ما حدث هو درس لنا جميعا بأن من هو ناجح فى مجاله وعمله وأنجز من قبل ثم تراجع قليلا ، لا يجب ان نسقطه أرضه ونهيل عليه التراب .. بل نساعده على النهوض والمقاومة ليعود من جديد ناجحا ومتألقا وبطلا .. وصلاح من هذا النوع ، ونحن فى مصر ليس لدينا فى عالم الكرة من هو أعلى منه مكانة وقيمة فى تاريخ الكرة المصرية وسط العالم .. حمدلله على السلامة يا “مو”
إيهاب شعبان