مقالات

سوريا غنيم تكتب : الفوضى الخلاقة.. في كرة القدم المصرية

بقلم سوريا غنيم الناقدة الرياضية بالأهرام الرياضي

في الوقت الذي تعمل فيه كل أجهزة الدولة للارتقاء بالمجتمع المصري.. تجد كرة القدم مصر وحدها.. دون غيرها من كل الأمور.. تعيش وتتمتع بحالة مميزة ومتفردة جدًا من الفوضى الخلاقة في الإدارة الكروية المصرية.. كلنا يعلم تلك الحالة التي تصنع الكثير والكثير من مشكلات الكرة في مصر.. لكن لا أحد يريد الإصلاح.. ربما للاستفادة والمكاسب التي يحققها البعض من جراء تلك الفوضى الكروية.

تلك الفوضى الخلاقة أصابت عقول وقلوب عشاق الساحرة المستديرة في مصر بالكثير من الحزن والألم.. وشجن وأمل ألقى بظلاله على جماهير الكرة في مصر وهي تتابع مباريات نهائي الكرة الأوروبية في إيطاليا وإنجلترا التي تابعتها بشغف وحب؛ لأنه من أقوى دوريات الكرة في العالم..

والدوري الأهم بالنسبة للمصريين لأجل النجم المحبوب محمد صلاح، فخر مصر والعرب الفائز بلقب هداف الدوري الانجليزي، وأفضل صانع ألعاب.. والذى رشح ضمن أفضل ثلاثة لاعبين للفوز بجائزة أحسن لاعب في العالم.. كلها أسباب تمثل كلمة السر في متابعة المصريين للدوري الإنجليزي..

وبكل صدق وأمانة نحن في هذا الصدد لا نتكلم عن نجومية “مو صلاح” ومكانته العالمية.. لكننا نرصد حالة الحزن والألم التي عاشتها جماهير الكرة المصرية وهي تتابع الدوري الإنجليزي، ليس حزنًا لفوز مانشستر سيتي بالدوري بعد فوزه ٢/٣ على أستون فيلا في اللحظات الأخيرة.. أو حزنًا على ليفربول فريق “مو صلاح” خسر الدوري في الوقت الضائع رغم فوزه ١/٣ على فريق ولفرهامبتون في مباراة كلها تشويق ومتعة كروية رائعة.. الأكيد أن الحزن والأسى.. اليأس والإحباط.. كان على حال الكرة المصرية، وحالة الفوضى الإدارية المستمرة بلا نهاية، أو محاولة للقضاء عليها.

لك أن تتخيل عزيزي القارئ حالك وأنت تتابع مباراة الزمالك وأسوان التي تقام في إطار منافسات كأس مصر عام ٢٠٢١/٢٠٢٠، ونحن في منتصف عام ٢٠٢٢.. وبعد فوز الزمالك وتأهله للمباراة النهائية التي تحدد لها ٢١ من يوليو المقبل.. وينتظر الزمالك القادم للمباراة النهائية من دور الأربعة من مباراة بتروجت، والقادم من مباراة دور الثمانية بين الأهلي وبيراميدز.. كل تلك المباريات من منافسات العام الماضي والعام الحالي أوشك على نهايته..

يحدث هذا في الوقت الذي تتابع جماهير الكرة المصرية مباريات الدوري في كل أنحاء دول العالم، والتي انتهت كلها تقريبًا، ولم يبق أمامنا إلا مباراة نهائي أوروبا التي تقام السبت المقبل بين ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، بعدها ينتهي الموسم الكروي، ويأخذ الجميع راحة إجبارية لأجل الإعداد والاستعداد النفسي والبدني للموسم الجديد..

ونحن لا زلنا ننتظر إقامة مباريات كأس مصر للموسم الكروي ٢٠٢١/٢٠٢٠.. ولا نعرف نهاية منافسات الدوري والكأس للموسم الكروي ٢٠٢٢/٢٠٢١.. يحدث هذا في ظل وجود رابطة أندية المحترفين التي علقت عليها عشاق الساحرة المستديرة كل الآمال والطموحات في ضبط وربط وإصلاح حال الكرة في مصر؛ لنعرف متى تبدأ منافسات الكرة؟! ومتى تنتهي؟! لكن رابطة أندية المحترفين لا زالت تتحسس الطريق لكي تحقق كل آمال وطموحات الجماهير في ضبط النظام الكروي.. ولكي يتحقق هذا للرابطة أو اتحاد الكرة عليهم وضع نظام للجميع دون تمييز.. وألا يرى أو يرعى النظام على كل مستوياته الأهلي أو الزمالك طمعًا أو خوفًا على حساب الأندية الاخرى!!

ولحين إشعار آخر.. تظل دنيا كرة القدم في مصر مليئة بالمفاجآت والعجائب.. والطرائف والغرائب..!!

sorya555@hotmail.com

نقلا عن بوابة الأهرام

زر الذهاب إلى الأعلى