إحصائية تكشف عدد المدخنين فى مصر.. وتحذير من كارثة

إعداد قسم التقارير

وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن عدد المدخّنين في عام 2020، بلغ نحو 1.3 مليار شخص في مختلف دول العالم، وبحسب المنظمة نفسها، فإن ذلك يتسبب في وفاة أكثر من 8 ملايين مٌدخن سنوياً، إلى جانب ما يقارب نحو 1.2 مليون حالة وفاة أخرى ناتجة عن التدخين السلبي.

وفي مصر، تشكّل نسبة المدخنين نحو 17.7٪ من إجمالي عدد السُكان “15 سنة فأكثر”، بما يعادل 18 مليون نسمة، “وفقًا لتقديرات السكان لعام 2020″، بالإضافة لنحو 24 مليون فرد يتعرض كل منهم للتدخين السلبي بسبب تواجده بالقرب من شخص آخر مدخن داخل الأسرة.

يقول الدكتور عبد الرحمن محمود زهران أستاذ جراحة الكلى والمسالك البولية والذكورة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، بحسب الإحصاءات، لقد بلغت نسبة المدخنين إلى ذروتها بين المصريين في الفئة العمرية بين (45-54 عاما) لتصل إلى 23.2%، وتليها الفئة العمرية بين (35-44 سنة) حيث تبلغ نحو 22.5%، ثم الفئة العمرية بين (25-34 سنة)، حيث تبلغ نسبة المدخنين من المصريين في هذه الفئة العمرية نحو 20.8%، وهي نسب مرتفعة ودلالتها خطيرة لأنها فئات شابة.

وأضاف هذه مجرد أرقام، ولكنها ذات دلالة واضحة على حجم التدخين في مصر والعالم، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أثر ذلك على الصحة العامة في مختلف المجتمعات، وسوف نستعرض في هذا المقال جانب مما توصلت إليه الأبحاث في هذا المجال.

الأضرار الصحية الناجمة عن التدخين
وتابع: تشير الأبحاث إلى أن الذين بدأوا بالتدخين في سن المراهقة واستمروا لعقدين أو أكثر، معرضون للوفاة المبكرة مقارنة بالذين لم يدخنوا السجائر في الفترة العمرية من 20 إلى 25 سنة ولا تقتصر أسباب الأعراض الصحية الخطيرة والوفاة لأولئك الذين يصابون بسرطان الرئة أو أمراض القلب، بل تمتد لأكثر من ذلك لتصل إلى بعض الآثار الأقل انتشارًا مثل تساقط الشعر، وفقدان البصر، والتجاعيد، وفقدان السمع، وتسوس الأسنان، وانتفاخ الرئة، وهشاشة العظام، وقرحة المعدة، وتغير لون الأصابع، والإجهاض، والصدفية، وتشوه الحيوانات المنوية، وغيرها من الأمراض.

وأضاف، أظهرت الدراسات أن المدخنين معرضون للإصابة بسرطان المثانة بمعدل ثلاثة أضعاف أقرانهم من غير المدخنين، وتصل احتمالية إصابة المدخنين بسرطان الكلى ضعف ما يمكن أن يصاب به غير المدخنين. كما أشارت العديد من الإحصائيات إلى أن 30% من حالات سرطان البروستاتا لدى الرجال ناتجة عن التدخين.

وأشارت بعض الدراسات إلى أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتصاب بمقدار ثلاثة أضعاف الأشخاص العاديين، كما أن أطفال المدخنين الرجال يواجهون خطر إصابتهم بالسرطان، بالإضافة إلى أن العقم والدخان الصادر عن السيجارة المشتعلة، وخاصة في الأماكن المغلقة،يعرض جميع المتواجدين في هذه الأماكن لأضراره الخطيرة، خاصة وأن دخان السجائر يحتوي على أكثر من 6000 مادة كيميائية معروفة، وكثير منها ضار، وهناك على الأقل 40 مادة منها تسبب السرطان، ويحتوي دخان السجائر على مواد تسهم في حدوث أمراض القلب والسكتة. لذلك، علينا أن نحمي الجميع من التعرض للدخان الناتج عن احتراق التبغ من خلال اعتماد التدابير التشريعية والإجراءات الأخرى وتنفيذها.

التبغ والإدمان
وتابع، البعض يردد زوراً أن التدخين ليس له علاقة من قريب أو بعيد بما يطلق عليه “الإدمان” لكن الحقيقة أن النيكوتين الموجود في السيجارة أحد المسببات القوية للإدمان، علمًا بأن مادة النيكوتين ليست السبب الرئيس للأمراض المرتبطة بالتدخين، بل هي عملية حرق التبغ. ويعتبر الاعتماد على التدخين والنيكوتين حالة طبية مزمنة تتطلب التدخل المتكرر والمحاولات المتعددة للإقلاع عن التدخين، واللافت أن معظم المدخنين يريدون الإقلاع عن التدخين ولكنهم يجدون صعوبة كبيرة في ذلك.

واوضح ان للإقلاع عن التدخين فوائد كثيرة، منها إيقاف التدهور في وظائف الرئة، وزيادة قدراتها على العمل، إلى جانب تحسن مظهر الجلد، واختفاء السعال المزمن، وكذلك انخفاض خطر الإصابة بالأزمات القلبية. وعلى الأمد الطويل، يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة وأمراض الجهاز التنفسي.

ولعلم الجميع بخطورة التدخين، فإن أغلب المدخنين يرغبون في الإقلاع عنه، لكن الأمر ليس بهذه السهولة التي يظنها غيرهم، وقد يحتاج الأمر لوسائل مساعدة “إن صح التعبير”، ليأتي دور العلم والأبحاث لذلك يبقى عدم البدء بالتدخين هو الخيار الأفضل دائما للإنسان، كما يبقى الإقلاع عن التدخين هو الخيار الأفضل لجميع المدخنين، أما من لا يرغبون بالإقلاع عنه لأي سبب من الأسباب، فلا يجب أن يستمروا بتدخين المنتجات التقليدية، وإنما التحول نحو منتجات بديلة يمكن أن تكون أقل ضررًا، كخطوة أولى على طريق الإقلاع النهائي عنه.

وأوضح انه لتحقيق هذا الهدف، أكدت بعض الدراسات العلمية الحديثة ما يمكن وصفه بأنه “أمل جديد”، يمكن أن يخفض من مخاطر التدخين، عن طريق التحول إلى بدائل تعتمد على تكنولوجيا جديدة هي تسخين التبغ عند درجة حرارة منخفضة لا تتعدى 350 درجة بدلا من حرقه، بما يمنح المدخن نفس تجربة التدخين، على الرغم من أن هذه المنتجات لا تخلو من المخاطر، لكنها قد تكون بديلًا أفضل من السجائر التقليدية.

وقال: نحن كأطباء من واجبنا الإنساني والمهني والأخلاقي الحفاظ على صحة الإنسان الجسدية والنفسية وقائيًا وعلاجيًا، وتقديم النصائح المدعومة بالأدلة والإثباتات العلمية. ونحن نعلم صعوبة التخلي عن عادة التدخين ورفقة السيجارة و”التحليق المزاجي بين سحب الدخان”، لكن واجبنا يملي علينا أيضا المساعدة في البحث عن البدائل لتخفيف الأضرار وخفض المخاطر المتعلقة بصحة الإنسان وضمان حياة صحية طويلة الأمد.

وأشار إلى أنه لهذه الأسباب تأتي النصيحة في حال لا يستطيع المدخن الإقلاع عن التدخين، باستخدام منتجات التبغ ذات الخطورة المعدّلة كمنتجات التبغ المسخن، والتي أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA، إذنها الرسمي بتسويق أحد هذه المنتجات في الولايات المتحدة باعتبارها منتجات تبغ معدلة المخاطر.

وأكد أن “الانحناء قليلًا أفضل من الانكسار”، بانتظار توفر حلول جذرية تلغي الأذى بشكل تام ومطلق.

Exit mobile version