مقالات

“العجوز والبحر”.. فى نهائى كأس مصر

بقلم الخبير الكروى أحمد سالم


” العجوز و البحر”.. رواية الكاتب الأميركي الذي يجسد فيها الصراع بين الإنسان و قوي الطبيعة.

تظهر لنا الرواية إمكانية الإنسان الإنتصار علي قوي الشر و الطبيعة و الوصول الي أهدافه لنا يملكه من تصميم و مثابرة و عزيمة و كما قال الأديب الحاصل علي جائزة نوبل للأدب” الإنسان يمكن هزيمته لكن لا يمكن قهره”.

أجد أوجه التماثل ما بين فيريرا و شخصية الرواية ” الصياد سانتياجو” الذي جاء الي بحر الزمالك في وقت النوة و ما يصاحبها من طقس سئ مملوء بالعواصف و الأعاصير من واقع مرير انحرم فيه الزمالك بوقف القيد و محدودية اللاعبون و تفريغ اللاعبون الكبار و الناشئين.

في علم التدريب هناك أربع حالات يمر بها أي فريق؛
1- حالة إمتلاك الكرة و هي ما تعرف بالسلوك الهجومي.
2- حالة فقدان الكرة و هي ما تعرف بالسلوك الدفاعي.
3- التحول من الهجوم الي الدفاع.
4- التحول من الدفاع إلي الهجوم.
و من النقاط الأساسية ذات الأهمية الخاصة في وضع تكتيكات المباراة و بإختصار شديد دون سرد و عرض كل النقاط و هو ما ركز عليه فيريرا بإستخدام قاعدة ” تكتيك السهل الممتنع” حتي يستطيع لاعبي الزمالك تنفيذه بسلاسة دون تعقيد حيث فعل الإجراءات الآتية التي شملتها خطته التكتيكية ؛
1- من أين يهاجم الفريق؟
2- كيفية صعود الفريق للهجوم؟
3- كيف تتم عملية بناء الهجمة؟
4- من هو اللاعب الموكل ببناء الهجمة؟
5- ما هي طريقة التمرير؟
6- أي خطوط و كم منطقة استخدمها فيريرا في تقسيمات الملعب لتنفيذ الخطط التكتيكية؟
7- تكرار نوعية بناء الهجمات!
لقد شاهد سواريش مباريات عديدة جدا لفريق الزمالك و المعلوم لدي الجميع من أسلوب لعب الزمالك بناء اللعب البطئ من الثلث الآخير من الملعب المعتمد علي الإستحواذ و حرمان الخصم من الكرة.

لكن فيريرا فاجأ الجميع و علي رأسهم إدارة الأهلي الفنية بتقسيم بسيط في الملعب 3×3، بمعني ثلاث خطوط طولية للعب العمودي و نقل اللعب و بناء الهجمات و ثلاث خطوط عرضية لتدوير الكرة و التنوع في أماكن بداية الهجمة و نقل اللعب و التمركز الأفقي لغلق العمق و تحديد و التحكم في أماكن تواجد الكرة و تحديد أماكن خسارتها و أماكن افتكاكها.

أستخدم فيريرا في الشوط الأول مساران طوليان او عاموديان في بناء الهجمة و نقل اللعب الي ملعب المنافس و كسب الكثير من المساحات الخالية، هما المسار الطولي اليمين و فيه إعتمد علي الكرات الطولية و خصصه للمرتدات و العرضيات و المسار الطولي الشمال و خصصه لبناء اللعب بالتمرير الأرضي و التحضير للتسديدات من أمام مشارف منطقة جزاء المنافس و الإعتماد علي المهارات الفردية لإبن شرقي في الإختراقات و الدخول داخل منطقة جزاء المنافس لتحضير الكرات و الأسيست للقادمين من الخلف او الحصول علي ضربة جزاء.

طبق كل ماسبق من تحليل علي هدفي الزمالك و الفرص الضائعة تجد ان فيريرا أستخدم التكرار ، في من أين يبدأ الهجمة و من اللاعب المحور في بناء الهجمة و كيف يتم بناء الهجمة، كرة طويلة من حارس المرمي عواد لأحد ظهيري الجنب المثلوثي او ابو الفتوح او كرة من عواد الي قلبي الدفاع اللذين يرحلوها فورا علي الأجناب اللذان اشتغلا بتكتيك المجموعة.

لقد حضر سواريش فريقه بطريقة اللعب 4-4-2 لتوفير أكبر عدد من اللعبون في ملعب الزمالك حتي يستطيع تنفيذ تكتيك الضغط العالي حتي يخطئ لاعبو الزمالك و يستغلها في إحراز الأهداف المبكرة لكن ” عجوز كرة القدم أخرج لسانه بتكتيكات مفاجأة عطلت و ابطلت و افشلت عمل لاعبيه و خططه التكتيكية حينما تخلي عن بناء اللعب البطئ او من خلال قلبي الدفاع التي استخدمها الزمالك في أكثر من 70 ٪ من مبارياته فأصاب الشلل فريق الأهلي الذي لم يسدد سوي مرة واحدة فقط علي مرمي الزمالك.

ساعد تنفيذ خطة الزمالك في الشوط الأول و الخروج متقدما بهدفان السرعات التي يمتلكها نادي الزمالك المتمثلة في زيزو و بن شرقي و الجزيري اما فريق الأهلي نقصت لديه السرعات و هذا عامل قوي أعطي به الزمالك أولوية في الآداء الأفضل.

حاول سواريش تجديد نشاط الفريق بالتبديلات لكن البروفسير فيريرا تكتل أمام مرماه و اعتمد علي الهجمات المرتدة فهو من أنصار المحافظة علي تقدم الفريق و لا يهمه الأسكور بقدر ما يهمه الحفاظ علي الفوز خاصة انها مباراة تطوي في طياتها بطولتين.

زر الذهاب إلى الأعلى