مقالات

أمير الدهاء.. و داهية التدريب

بقلم.. الخبير الكروى أحمد سالم


اذا كنت تحدثت في الحلقات السابقة عن الضلع الأول من مثلث المهام الخاصة المستشار مرتضى منصور فإنى اليوم أتحدث عن الضلع الثاتي و الثالث ا/ أمير مرتضي و المدير الفني فيريرا
قيادة فريق او فرق رياضية سواء اداريا او تربويا او نفسيا او فنيا او اجتماعيا ليس بالأمر اليسير، اذا لم يكن لديك القدرات اللازمة لذلك فالفشل حليفك، اذا لم تكن ملم باللوائح و القوانين فالعشوائية ستصيب شغلك، اذا لم يكن لديك موهبة القيادة فلن ينصت لك أحد، إذا لم يكن لديك عين ثاقبة في سوق الإنتقالات فلن تستطيع بناء الفريق للمنافسة، اذا لم يكن لديك علم و خبرة و ذكاء إجتماعي في إدارة الأزمات ستنهي كليا علي الفريق، اذا لم يقف علي لسانك ميزان الذهب يوزن كل كلمة تتفوه بها سيكون الفريق و النادي مسخرة لوسائل الإعلام و السوشيال ميديا و الجماهير، اذا لم تلبي احتياجات اللاعبين و الفريق فلا تنتظر آداء المستوي الأول، اذا لم يكن لديك روح الفريق في العمل فقل علي النادي و الفرق الرياضية السلام.


تخيل عزيزي القارئ شخص واحد يقوم بعمل المدير الرياضي و الإداري و حلقة الوصل بين الإدارة و الفريق و الجهاز الطبي و الإداري و يقوم بحل المشاكل و الأزمات و استجلاب اللاعبون و التحدث ابي وسائل الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي، علاوة علي ذلك التجهيز للمباريات و البطولات علي المستوي المحلي و القاري و ما خفي كان أعظم… إنه أمير الدهاء الأستاذ أمير مرتضي منصور… أكيد يوجد من يعاونه ولكني أتحدث عن لب الموضوع ” من المسؤول؟”


إستكمالا للحديث نتحدث عن الضلع الثالث لنثلث المهام الصعبة و النجاح المدير الفني الكبير فيرير.
سأتحدث في هذه الحلقة فقط عن إدارة الفريق أثناء التدريبات… أما عن القيادة الفنية لمباراة نهائي الكأس فلها حلقة خاصة… كل ما سبق من حديث هو تحليل للمباراة خارج المستطيل الأخضر متضمنا بعض الشئ التلميح عن أحداث ” ظروف ما قبل المباراة مباشرة و التكتيكات القذرة”.

من خبراتي في تولي العديد من المناصب المتنوعة في الأندية الرياضية كمدير رياضي و مدير قطاع ناشئين و مدير التكنولوجيا و مدير اكاديمية و مدرب للفريق الأول و الرديف و الناشئين و البراعم و خبير فني في الأندية و محلل رياضي لتلفزيون الأسكندرية و علي وسائل الإعلام و التواصل الإجتماعي و المواقع الإلكترونية ( مراسل جريدة ميدان الرياضة في النمسا و ألمانيا) تمكني من تثمين اي موقع في مواقع العمل الرياضي.

عمل المدير الفني لا يقتصر فقط علي وضع خطط الموسم من وحدات تدريبية و الإستعدادات للمنافسات و البطولات الرياضية و وضع التشكيلات و التواصل مع الجهاز الطبي (و سنفرد له مقال نعطي له حقه و نوضح شقاء عمله) لمعرفة الإصابات و التجهيزات و عودة اللاعبون و الإستشفاء و التجديد و الراحة و ما الي ذلك.


لكن شئ أيضا مهم كأحد واجبات المدير الفني هو “كيفية التعامل مع اللاعبون؟ فالفريق يتكون من 25 او 30 شخصية مختلفة و عقلية متنوعة كل لها مكوناتها المنفردة و إحتياجات خاصة و امزجة متقلبة و تنشئة ثقافية متعددة الطبقات و حالات اقتصادية متفاوتة المستويات… تخيل عزيزي القارئ كل هذه المكونات لا بد علي المدير الفني وضعها في الحسبان و الا يغفلها كعمل موازي يسير في نفس الإتجاه مع العمل الأساسي كمدير فني للفريق… عليه أن يحتوي كل هذه العناصر و العوامل و المكونات (يوجد الكثير الذي لم اذكره)… عليه احتواء الغضب… عليه احتواء المشادات و المشاجرات و التوترات… عليه احتواء كل هذا الكم من الإختلافات و التناقضات. كل هذا لا تراه الجماهير التي تريد فقط رؤية الفوز و الصعود الي منصات التتويج. ساحكي هنا عن موقف يوضح عظمة هذا المثلث في التلاحم و الشجاعة و القتال من أجل الفريق و النادي ضد منافس او منافسين لا يتوانوا في استخدام كل الوسائل و الأدوات لتعطيلك عن التقدم و الحصول على البطولات.


ذهب أحد من لهم دلال علي سعادة المستشار مرتضى منصور إليه ليسمح للاعبان المتمردان – بناء علي رغبتهم ليتوجوا موسمهم ببطولة – اللعب نهائي الكأس، فكان رد معاليه أسأل فيريرا – الذي لا يعرفه البعض أن المستشار مرتضى منصور يضع مصلحة النادي و الفريق و المشجعين قبل مصلحته و مجده و تاريخه الشخصي – سأل فيريرا فكان الرد بالرفض… من هنا أستطيع أن استنتج بأن فيريرا شخصية قيادية من الدرجة الأولي و مثلي و مثل أي مدير فني مؤهل و حاصل علي دراسات واضع أسس نظامية للفريق يحافظ بها علي تماسكه و لحمته و الشعور بالعدالة و الإلتزام و لا يأتي هذا التصرف الا من شخصية لها سمات قيادية و شخصية ترتقي الي ” القدوة”.
من نتائج هذا التعاون و التفاهم الحصول علي البطولة ” ان الله لا يضيع اجر من أحسن عملا”… لقد بذلوا جهد خارق لإسعاد الجماهير التي لا تعرف إلا القليل عن متاعب العمل الرياضي… لقد قام أضلاع المثلث قبل المباراة بالآتي؛

  • تخليص اللاعبون من الطاقة السلبية التي تمسكهم او تصيبهم قبل مباريات الأهلي جراء حملهم أثقال علي كاهلهم من ضغوط حملات الإعلام و الشك في الحكام و عدم الثقة في ثبات اللوائح و عدم الشعور بالطمانينة و الراحة النفسية. فكان فريق الزمالك الأكثر حماسية و شراسة و زيادة قوة الإرادة فشاهدنا آداء عالي افضل من المنافس.
  • قاموا بعمل استشفاء ذهني للاعبون مما عاد بالفائدة علي قوة تركيز اللاعبون و الفريق في إحراز الهدف الأول بعد 6 دقائق و سيطروا علي الشوط الأول كله مما مكنهم من إحراز الهدف الثاني.
  • آداء هذا المثلث جعلت الجماهير تتفاعل معه و يحدث اندماج جماهيري الذي كان وقود اللاعبون…

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى