مقالات

إيهاب شعبان يكتب : بسنت ونعمة وفريال

إيهاب شعبان
عندما يأتى الإنجاز من بعيد وفى وقت غير متوقع و بنتيجة غير منتظرة فالفرحة بهذا الانتصار تكون طاغية تسبب فى صرخة إعجاب ودهشة مدوية ، وهذا بالضبط ما حدث مع انجاز الميداليتين الذهبيتين اللتين حققتهما بطلة مصر بسنت حميدة فى سباقي 100 و200 متر بدورة ألعاب البحر المتوسط ، فهى المرة الأولى التى تأتى لمصر ميداليات فى هذا النوع من السباقات التى لم يكن لنا سابقا ناقة ولا جمل فيها ، وليس هذا بحسب فالانجاز تحقق عن جدارة واستحقاق وبرقمين قياسيين كانا ولا فى الأحلام .
الفرحة الشديدة التى امتزجت بالدهشة والاعجاب من الجماهير والنقاد عند تحقيق انجاز بسنت حميدة فى محلها ولاشك فى ذلك ، نقول ذلك بعد أن وجهت الانتقادات الحادة للاعلام وللصحافة والجماهير بأنهم لم يعطوا لانجاز الرباعة الذهبية نعمة سعيد نفس التقدير والحفاوة على الرغم من أنها فازت أيضا بذهبيتين مثل بسنت ، ونرى أن الانتقادات فى غير محلها على الاطلاق ومحاولة لضرب أسافين بين الاسرة الرياضية ، لأن نعمة نالت التقدير المناسب لها بكل الصحف ، وهى فى الأصل متوقع لها الانجاز وتحظى بحب وتقدير من الجميع وهى أملنا الكبير فى أولمبياد باريس 2024 ، ونفس الشئ مع فريال أشرف بطلتنا الكبيرة فى الكاراتيه التى لن تلعب فى الأولمبياد المقبل .
والحقيقة هى أن ميداليات رفع الاثقال والكاراتيه وحتى ميداليات السلاح والجودو واليد هى ميداليات كانت فى الانتظار ولأبطالها كل التحية والتقدير والحب والاحترام ، ولكن ميداليتي “بسنت” لم تكن منتظرة مطلقا ولذلك الفرحة بهما طاغية ولنا الحق فى ذلك .
وبمناسبة ميداليتى “بسنت” نقول أن أرقامها توصلها بسهولة إلى النهائى ( ب) فى الأولمبياد المقبل ، واذا نجحت فى كسر ال 11 ثانية وهو أمر ليس سهلا يمكنها الدخول إلى النهائى (أ) ، وهى لو وصلت لهذا الحد من المشوار ستكون نتيجة مذهلة ، أما الحصول على ميدالية فهو مرهون بالتوفيق وبحالة المتنافسات من بطلات جامايكا وأمريكا وبريطانيا وناميبيا وهن من سيطر على الميداليات الاولمبية فى هذا النوع من السباقات القصيرة بدورة طوكيو .
وبعيدا عن بسنت .. نقول نحن سعداء بما تحقق فى دورة ألعاب البحر المتوسط بالجزائر ، ولكننا نذكر الجميع بأنها دورة إقليمية ومجرد محطة إعداد ممتازة للبطولات القارية والعالمية والأولمبية ، وبالتالي ليس هى الغاية التى نسعى إليها، وليس هى الانجاز المنتظر الكبير ، وهى ألقت لنا الضوء على من نهتم برعايته من أجل باريس 2024 .
ونود القول بعد انتهاء المنافسات أن نشيد بالروح الرائعة التى تعامل بها جمهور وهران مع أبطالنا وبطلاتنا فى الدورة ، ولهم منا كل الحب والاحترام ، وعلي الجميع ان يتمسك بخيوط هذا الحب ويزيد من أواصر الصداقة التى تمحو ذكريات سيئة جرت احداثها فى مباراة كروية بين البلدين عام 2010 ، فالشعب الجزائري شقيق ، وله معنا فى صفحات التاريخ سطورا جميلة ذهبية .

زر الذهاب إلى الأعلى