مقالات

أمانى ويصا تكتب.. عقوق الوالدين

اثارت تصريحات الاعلامي المرموق محمود سعد في الايام السابقة عن علاقته بوالده ردود افعال متغايرة بين مرحب ومساند له ورافض ومختلف معه. الحقيقة ان التصريحات جاءت صادمة للكثيرين لانها جاءت شديدة الصدق والامانة مع النفس في مجتمع ادمن النفاق والكذب.


اكرام الوالدين والبر بهما قيمة كبيرة في حياتنا بل هي واجب وفرض عين علي كل ابن وابنة. هي حق من حقوقهم التي اوصي بها الله في كتبه السمائية وشرائعه الدينية. ولكن لاننا في زمن عجيب غريب فإننا هنا نطرح تساؤل هام كان من الصعب تخيل اننا سنسأله في يوم من الايام؛ هل كل من انجب وكل من انجبت طفلا هم بالحقيقة ابا واما؟ الواقع الأليم الذي نعايشه في زماننا هذا يقول لا. فكم من أم وكم من أب لم يدركوا المسئولية الكبيرة التي اوكلت إليهم فأفرزوا اجيالا فاسدة تحتاج الكثير من التقويم. وكم من أم وأب تخلوا عن دورهم في حياة اولادهم فأورثوهم آلاما جمة عميقة الأثر وربما امراض نفسية مدمرة.


وانا فعلا اشعر بكثير من العجب من الذين لاموا علي الاعلامي محمود سعد علي ما ذكره عن ابيه ورؤا انه نوع من العقوق متجاهلين ما قام به الاب تجاه أولاده من جحود وتخلي تام عن كل معاني الأبوة. فاختلاف الزوجان واختيارهم الاتنين او احدهم انهاء علاقة الزواج لا يعني ابدا ان يدفع الاولاد الثمن. فالأب الذي يكايد زوجته بإذلال أولاده منها وحرمانهم من أبسط الحقوق والتي اتفهها هي حقوقهم المادية وأهمها حقوقهم العاطفية من رعاية وحماية وشعور بالأمان لا يستحق ابدا ان نطلق عليه اباً.

الأب الذي يتخلي عن أولاده ويحرمهم لذة الشعور ان لهم ظهرا وسندا في الحياة وملجأ يهرعون اليه في اوقات الشدائد، وحضنا يسكنون اليه في اوقات الألم والحزن والاحتياج لا يستحق ابدا ان يقال عليه ابا ولا ان ينال تقدير وتوقير الاب لانه قد كسر أولاده واحني ظهورهم وهو بعد حي يرزق، وهذا جرم لو تعلمون عظيم ذلك لان آثاره السلبية تصاحب أولاده طوال حياتهم. وما يذكر عن الأب يذكر عن الام. فالام التي تتخلي عن غريزة الأمومة لا تستحق ان تكرم كأم. الأمومة هي التضحية والإيثار وتقديم فلذات الأكباد علي النفس وجعل مطالبهم قبل احتياجاتها. هذه المشاعر النبيلة هي التي جعلت الله يضع الأم في مكانة خاصة في الدنيا. فمن تتنصل من هذه الواجبات لا حق لها في ان تطالب بالتكريم والمحبة. بالطبع لا ندعو الي اهانة الوالدين او إساءة معاملتهما، ولكن اتكلم عن المشاعر الدفينة التي تجتاح نفوس الاولاد وتؤلمهم أشد الألم.


الخلاصة يا سادة، كونك اب او أم في شهادة الميلاد لا يعطيك كرامة الا بالقيام بواجبات المهمة التي اوكلها الله لك والحفاظ علي النعمة التي وهبها لك الله. وان الله سيقتص من كل اب وكل أم لا يراعوه في الأمانة الموكلة إليهم لان هذه المهمة باختصار هي الضمانة الأكيدة لإستقامة الحياة. فتربية جيل من الأبناء بأسس صحيحة واعطائهم ما يحتاجون من مشاعر الحنو والرعاية والاحساس بالأمان هو اجل ما يصنع الانسان في هذا العالم.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى