د. أمانى ويصا تكتب: الزمالك وأجمل الانتصارات
يقولون أن أجمل الانتصارات هي التي تأتي بعد اصعب الانكسارات.. لم أكن اؤمن كثيرا بهذه المقولة حتي امس. انا اشجع الزمالك منذ أعوام كثيرة جدا، فرحت معه وتألمت معه، عرفت طعم الفرحة والفوز كما تجرعت مرارة الهزيمة والإخفاق؛ لكن الأمس حين أعلن فوزه بالدوري العام موسم ٢١ – ٢٢ شعرت بجمال الانتصار بعد عذاب التخبط والانكسار.
مر عام ٢٠٢١ علي كل زملكاوي بطعم الحزن والألم. لم يكن ذلك بسبب سوء نتائج فريق الكرة، فهذا شئ وارد في عالم الرياضة ولا يوجد فريق دائم التألق والفوز، انما كانت المرارة والألم نتيجة حالة من عدم الاستقرار والبلبلة عمت ارجاء ناديهم الحبيب والأثير.
فنتيجة لبعض المشاكل الإدارية التي ادت لعزل الرئيس الشرعي للنادي تناوبت عدة لجان علي إدارة النادي لم يمكث اطولها صبرا اكثر من شهرين. ادي ذلك الي حدوث كوارث حاقت بفرق الألعاب الجماعية خاصة كرة القدم. وكان نتيجة هذا التخبط رحيل اغلب النجوم وبعض المدربين مما ادي لانهيار في أداء تلك الفرق وسوء نتائجها.
استقر الامر شيئا ما بقدوم لجنة كابتن حسين لبيب وأثر ذلك ايجابيا علي أداء فريق كرة القدم، ومع وجود جمهور جبار يعشق ناديه ويقف وراءه بقوة فاز بالدوري بإعجاز لم يكن يتنبأ به أي إنسان في مصر، لكنها ارادة الله مكافأة لجمهور شديد الولاء والانتماء.
مع بداية الموسم الكروي الجديد وعودة المستشار مرتضي منصور بحكم محكمة عادل ثم فوزه في الانتخابات ومع تردي أحوال الفريق نتيجة رحيل اغلب نجومه اما بسبب حالة عدم الاستقرار التي كان عليها النادي قبل قدوم المستشار او بسبب انتهاء عقودهم وفشل اللجان في التجديد لهم اضافة لايقاف القيد بالنادي بدأت الجماهير تتململ من هذه الأوضاع وكان أقصي أمانيها هو الحصول علي لقب الوصيف لنتمكن من دخول البطولات الأفريقية.
كان مجلس إدارة الزمالك يستشعر كل ذلك وكان القرار الحكيم الأول هو التخلص من مدرب علي اداؤه الف علامة استفهام وكانت ضربة معلم من رئيس النادي المحنك ان استطاع التخلص منه دون الاضطرار لدفع اموالا طائلة تم النص عليها في عقده. ثم جاء دور امير مرتضي منصور في اختيار البروفيسور جوسوالدو فيريرا والذي كان نقطة تحول في مسار الفريق.
لم يأخذ الفذ “فيريرا” وقتاً طويلاً ليستقيم معه أداء الفريق ونتائجه رغم كل الظروف الغير مواتية من نقص لاعبين في مراكز الفريق وعدم القدرة علي جلب لاعبين جدد، فهذه عوائق يعجز أمامها مدربين بلا خبرة ولكن الالمعي فيريرا قرر فتح خزانة النادي الكروية واعادة اكتشاف ناشئين طمسهم الإهمال فصنع نجوما صالوا وجالوا في الملعب مدعومين بخبرة لاعبين اكثر منهم نضجا.
ولأن الحب والتفاني والاخلاص هي مفاتيح النجاح لأي منظومة، ولأن الإدارة الرشيدة هي ترمومتر الاستقرار كلل الله مجهوداتهم جميعا بالفوز الأجمل في تاريخ النادي بكأس كان فاتحا لشهية الجميع للفوز بالبطولة الأصعب الدوري العام فخاضوا المباريات بروح البطل حتي تم لهم ما ارادوا.
الف مبروك لجماهير مخلصة عاشقة لا مثيل لها، لإدارة واعية ذكية محنة بقيادة المستشار مرتضي منصور رجل المستحيل، للمجموعة المسئولة عن فريق الكرة بداية بأمير مرتضي وفيريرا ومساعديه والفريق الطبي وكل لاعب في الفريق من اكبرهم الي اصغر عضو فيهم لقد عملتم بإخلاص وكافأكم الله بفرحة ونصر من عنده.