مقالات

د. أمانى ويصا تكتب: المرأة فى السوشيال ميديا


لماذا تحتل المرأة دائما مكاناً بارزاً في عناوين المواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا وتصريحات كثير من رموز الفكر والدين والمجتمع في مصرنا الحبيبة؟

سؤال يلح علي كثيراً كلما تصفحت مواقع الجرائد الإلكترونية او مواقع التواصل المختلفة؟ فالمرأة دايما هي محور الحوار ولب الموضوع او رأسه. فهي تارة ضحية يتم ذبحها علي قارعة الطريق، او صاحبة قضية شائكة يلوكها الجميع نساءا قبل الرجال، او مطالبة بحق، اوهدفا لفتوي، ونادرا صاحبة إنجاز.

فالاهتمام بالمرأة شئ لا تخطئه عين ولكن هل هو اهتمام إيجابي أم سلبي؟
الحقيقة الغير سعيدة بالمرة انه اهتمام سلبي للغاية لاسف طبعا. فالمرأة أصبحت مادة دسمة جدا للكثيرين. هذا يتشدق بفتوي وهذه تتقدم باقتراح وهذا يدلي بتصريح وهذه تناقش قضية والمادة الشديدة الجاذبية هي المرأة. والمتأمل في كل ما سبق يدرك فورا ان لحالة التشويش هذه تأثيرات شديدة السلبية علي الأسرة المصرية التي تشكل نواة المجتمع واساسه.

فقد شغلت العلاقة بين الرجل والمرأة داخل أطار الأسرة المصرية الكثيرين مؤخرا. ولأن طبيعة الحياة مؤخرا وما طرأ عليها من تعقيدات نتيجة دخول مؤثرات كثيرة أصبحت تحكم العلاقات الأسرية جعلت علاقة أفراد الأسرة ليست بالسهولة ولا البساطة التي كانت عليها، فقد غابت الفطرة السليمة وحل محلها الحقوق والواجبات.

ذهبت قيم العطاء والايثار والرغبة في إسعاد الآخرين وظهرت قيم اخري تحض علي الأنانية وحب الذات وتفضيلها علي الآخر. سادت قيم مادية بحتة ومع احتدام الازمات الاقتصادية أصبح هناك شعورا خفيا بعدم الأمان. شعور لا ينطق به وغير ظاهر للعيان وان كان يظل قابع في منطقة اللاوعي صامتا خويا ولكن مؤثرات وبقوة علي سلوكيات البشر.

نحتاج جدا جدا هذه الايام لاستنفار علماء الاجتماع وعلماء النفس وحثهم علي دراسة ذلك التحول العجيب في أحوال الأسرة المصرية والتي كانت تتميز وتتفرد بجمال ومتانة علاقة افرادها بعضهم ببعض.

فمن مثل الاب المصري المكافح الذي يتفاني من أجل اسعاد زوجته وأولاده وتلبية احتياجاتهم العاطفية قبل المادية. واين ذهب نموذج الام المصرية العظيمة التي ترعي زوجها واولادها بكل حب وفرحة وبعطاء ممتزج بالسعادة وهي تري الرضا والامتنان علي وجوههم؛ وفي نفس الوقت تدعم اسرتها ماديا بالعمل والكسب لزيادة دخل الاسرة؟.

وماذا حدث لأبنائنا الذين عرف عنهم البر بوالديهم والطاعة وحسن المعاملة؟ ان الأسرة المصرية كانت دائما هي حجر الزاوية في صمود هذا المجتمع امام محاولات كثيرة لهدمه.

ولعل ذلك هو السبب لاستهدافها والعمل علي تحطيم اواصرها، وهو شئ يجب الانتباه له جيدا لان انهيار الأسرة وضياع هويتها وفساد علاقات افرادها بعضهم ببعض هو أول خطوة لانهيار هذا المجتمع الذي قاوم علي مر العصور اي محاولات تفكيكه وانتهاك خصوصيته.

كل تلك الفتاوي والتصريحات وما شابه والتيىتخص عمل المرأة واجباتها التي هي منوطة بها وحقوقها المهدرة او المكتسبة هي أبواق فساد. فاتركوا المرأة والرجل يعودان للفطرة السليمة التي تعلمها منذ نعومة اظافرهما ان الحياة رحلة يتعاونا فيها لإيجاد واقع سعيد وليست مباراة يتنافسا فيها سعيا للانتصار.

وعلموهم ان العطاء هو قمة السعادة وان الاخذ وهو قمة الأنانية. وان احتواء كل طرف للآخر هو القوة وان الضعف هو عدم القدرة علي الاحتمال. وان المال ليس هو هدف الوجود وانما أجمل الانتصارات ان تكون أسرة سعيدة يحب كل افرادها بعضهم البعض.

زر الذهاب إلى الأعلى