عبد الحميد سعيد يكتب : حتي لا يفشل فيتوريا
بقلم الناقد الرياضي – عبد الحميد سعيد
لاشك أن روي فيتوريا المدير الفني البرتغالي الجديد للمنتخب الوطني اسم كبير في عالم كرة القدم ويحمل سيرة ذاتية جيدة .. ونجاح اتحاد الكرة في التعاقد معه أمر جيد سواء من حيث التوقيت أو من حيث وضوح الأهداف ومدة التعاقد وبعض التفاصيل المستحدثة في العقد والتي أصر مسؤولو الاتحاد علي وضعها استرشادا وتجنبا للأزمات التي حدثت عند رحيل كيروش المدير الفني السابق .
ونقول أن توقيت التعاقد كان رائعا إذ مكن فيتوريا من حضور ومتابعة مباريات الأسابيع الأخيرة للدوري من الملاعب مباشرة والتي شهدت قمة المنافسة سواء لحسم البطولة والمراكز المؤهلة للبطولتين الافريقيتين والتي شهدت منافسة “سداسية” .. أو للهروب من الهبوط والتي شهدت منافسة ” تساعية ” .. وهو ما أتاح له رؤية ومتابعة كل لاعبي الدوري تقريبا وهم في قمة الأداء البدني والعصبي والقتالي ليضع يده علي اللاعبين الذين يراهم قادرين علي تنفيذ خططه وأفكاره .. وذلك بصرف النظر عن عدم رضا الكثيرين عن بعض هذه الاختيارات وما تضمنته من مفاجآت كبيرة .. ولكن كما قلنا هو وحده من يحدد اللاعب القادر علي تنفيذ فكره .. وبالطبع علينا أن ندعمه وننتظر حتي ولو لاشعار أخر ! .
المهم الآن الإجابة علي سؤال كيف ينجح فيتوريا .. وما هو المطلوب من كل أطراف المنظومة حتي يساعدونه علي النجاح .. وفي هذا الصدد نبدأ باتحاد الكرة ونقول أنه مطالب بسرعة تعيين خبير يحمل اسما كبيرا ليشغل منصب المدير الفني للاتحاد بصلاحيات كاملة ونافذة – وليس مجرد ديكور – كما كان يحدث من قبل ..بحيث يحدد هو معايير اختيار كل مدربي المنتخبات الوطنية وفي مختلف مراحلها السنية .. وتكون هذه المعايير الثابتة هي الأساس في التعيين بعيدا عن أسماء مدربين مفروضين علينا بعينهم أو طبقا لشعبية انديتهم أو حسب علاقاتهم برئيس الاتحاد أو الأعضاء الاقوياء به .. ويمتد أيضا دور المدير الفني للاتحاد إلي تطوير المسابقات المحلية بداية من الدوري الممتاز مرورا بالدرجة الأولي ثم باقي الدرجات وايضا مسابقات المراحل السنية بما يخدم المنتخبات .. ويحدد بالاتفاق مع الأجهزة الفنية للمنتخبات أفضل توقيتات وأماكن المعسكرات الاعدادية والمباريات الودية وكل ما يتعلق بإعداد المنتخبات الوطنية .
ثانيا .. يجب علي الأندية وخاصة الكبري التعاون التام مع المدير الفني للاتحاد فلا نجد ناديا يرفض ترك لاعبيه للمنتخب في توقيت معين بدعوي حاجته إليهم في بطولة معينة .. أو يشترط استردادهم في وقت معين .. أو يرفض أي توصية ترسل اليه .. بمعني أدق نريد أن نري الاتحاد أقوي من الأندية الكبري وتحديدا الاهلي والزمالك !
ونأتي للضلع الثالث والأهم في المنظومة وهو الإعلام الذي يمكنه أن يقنع الجماهير بالمدرب حتي لو كان متواضعا .. أو يقلب الجماهير عليه حتي لو كان ناجحا لمجرد أنه لم يترك للنادي الفلاني لاعبيه في بطولة معينة .. أو ترك لاعبي النادي العلاني ليشاركوا معه في بطولة أخري .. فالتعامل الإعلامي معه يجب أن يكون عادلا وصادقا وعنوانه الدعم الحقيقي .
ويبقي الضلع الرابع والأكثر أهمية ويتمثل في اللاعبين المختارين – وحتي الغير مختارين – وهنا نخص الذين أثير الجدل حول اختيارهم .. فعليهم الرد علي من انتقد هذا الاختيار .. ورد الجميل للرجل واثبات أنه كان محقا .. اما باقي النجوم سواء المحترفين أو المحليين فعليهم تعويض مافاتهم سواء مع كيروش أو مع من سبقوه وإعادة ثقتنا فيهم .. وكتابة تاريخ جديد لهم .
اذا تحقق كل ذلك سينجح فيتوريا بلا شك .. ولكن هل يمكن علي أرض الواقع تحقيق كل ما سردناه من أدوار ومهام ينبغي علي أفراد المنظومة الكروية الالتزام بها وتأديتها علي أكمل وجه ? .. نتمني ذلك .