تحل اليوم ٧ أكتوبر ذكري ميلاد الموسيقار بليغ حمدي، أحد اهم علامات الموسيقي المصرية. ولد بليغ حمدي في السابع من أكتوبر عام ١٩٣١ في حي شبرا. التحق بكلية الحقوق وتخرج منها ولكنه لم يعمل ابدا بالمحاماه إذ ان كل طموحه كان يكمن في الموسيقي التي كانت حلمه وكل أمانيه. بدأ بليغ كمطربا في الإذاعة المصرية ولكنه مالبث ان هجر الغناء الي شغفه الاصلي الا وهو التلحين. نبغ بليغ في هذا المجال ولفت الانظار فرشحه المبدع محمد فوزي لأم كلثوم ليلحن لها أغنية “حب ايه” بدلا منه من شدة إعجابه باللحن الذي وضعه بليغ، وهو اللحن الذي حاز إعجاب كوكب الشرق ايضا فكانت هذه الأغنية الباب الملكي الذي دخل منه الي عالم الفن وهو في الثالثة والعشرين من عمره. امتد تعاون بليغ مع ام كلثوم لسنوات طوال وحتي رحيلها فغنت له ابدع الألحان وكان اشهرها سيرة الحب، بعيد عنك، فات المعاد، الحب كله وألف ليلة وليلة.
وكما كانت مسيرته مع كوكب الشرق مكللة بالنجاح فإن تعاونه مع كثير من النجوم كان مميزا وابرزهم عبد الحليم الذي لحن له الكثير من الاغاني بدأها بأغنية تخونوه وكان أبرزها جانا الهوا والهوا هوايا والتوبة وغيرها. اما تعاونه مع وردة الجزائرية التي ربطته بها قصة حب وزواج فكان ثريا جدا فغنت له العديد من الأعمال الناجحة والتي تعتبر علامات في تاريخهما الفني معا. من اهمها العيون السود، بلاش تفارق، مالي، وحشتوني، حنين، ليالينا وغيرها. كان بليغ غزير الانتاج فلحن تقريبا لكل مطربين مصر والوطن العربي؛ شادية، فايزة احمد، نجاة، صباح، محمد رشدي، محمد عبده، محرم فؤاد، هدي سلطان، فهد بلان، شهرزاد وعفاف راضي. ومن الجيل التالي لهم لحن لسميرة سعيد، اصالة، ميادة الحناوي، هاني شاكر، علي الحجار، محمد الحلو، محمد العزبي، لطيفة وذكري.
لم يترك بليغ حمدي لونا فنيا الا وابدع فيه؛ لحن الاغاني العاطفية، الموشحات الدينية واشهرها “مولاي” للنقشبندي ، لحن الكثير من المسرحيات الغنائية مثل “تمر حنة” و”ريا وسكينة”، كما وضع الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام اهمها “شئ من الخوف” و”ابناء الصمت” والعمر لحظة”، وكانت له بصمة مميزة في الأغاني الوطنية فلحن “عدي النهار” و”البندقية اتكلمت” عقب نكسة ٦٧ و”فدائي” في فترة حرب الاستنزاف و”عاش اللي قال” و”ع الربابة” وقت انتصارات أكتوبر ٧٣؛ وتبقي درة أغانيه “يا حبيبتي يامصر” انشودة كل المصريين في كل الأزمان.
