الاحتباس الحراري.. أسبابه وطرق مواجهته في قمة المناخ بشرم الشيخ

مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 في مدينة السلام “شرم الشيخ”، حدث انتظره العالم أجمع، وتستمر فعالياته حتى 18 من الشهر الحالي،

العديد من المصطلحات المستخدمة من قبل المتحدثون في قمم المناخ سواء رؤساء وزعماء الدول أو المشاركون بها،

مثل “”الانبعاثات الحرارية، التغير المناخي، الاحتباس الحراري، التكيف.البصمة الكربونية… وغيرها”

وفي قاموس “التغيرات المناخية” العديد من هذه المصطلحات التي يسمعها الانسان العادي وقد لا يعرف ما هي ولا ماذا ستكون آثارها المدمرة على الكوكب والبشرية، ونتعرض في السطور التالية إلى عددًا من المصطلحات المناخية..

الاحتباس الحراري

يعتبر “الاحتباس الحراري” واحد من أهم المصطلحات المستخدمة في قضية التغير المناخي، وهو أحد العناصر الرئيسية لتغير المناخ العالمي، وتأتي بسـبب عـدم انعكـاس بعض من غازات الاحتباس الحراري الناشئة عـن حرق الوقود الحفري وعـن الأنشطة البشـرية الأخرى.

الاحتباس الحراري “Global warming”‏ هو ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو، هذه الغازات تسمى بالغازات الدفيئة لأنها تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي، وهي الظاهرة التي تعرف باسم “الاحتباس الحراري”.

أدى تركيز هذه الغازات في الغلاف الجوي، إلى ارتفاع درجات الحرارة عالميًا وإلى العديد من التغيرات المناخية حيث تخترق أشعة الشمس الغلاف الجوي ما يساعد في إكساب الأرض حرارته المطلوبة، إلا أن تلك الغازات وتركيزاتها العالية منعت بعض مـن هـذه الحـرارة مـن الانعكـاس إلـى الفضـاء.

أسبابه

وعن أسباب الاحتباس الحراري فيمكن القول أن السبب الرئيسي فيها بشري، والطبيعة سبب ثانوي، حيث يقول بعض العلماء أن التلوث هو واحد من أهم الأسباب، بينما يقول البعض الآخر أنه تغير في الطبيعة، وقد أجمع 97% من علماء المناخ ان حصول احتباس حراري كبير لهذه الدرجة حالياً هو من صنع الإنسان.

وقد ساهمت الثورة الصناعية في القرن الماضي في ارتفاع درجة حرارة الأرض لمستويات غير مسبوقة، حيث إطلاق الغازات من المصانع والسيارات وغيرها التي تعمل على حبس الحرارة، ولهذا تشارك مختلف دول العالم في مكافحة تغير المناخ ومحاولة الوصول إلى حلول لمشكلة الاحتباس الحراري نظراً لمخاطرها العديدة.

تحذيرات

ومنذ أواخر الثمانينات والتحذيرات من اضرار ظاهرة الاحتباس الحراري تتصدر العناوين، وتم عقد العديد من المؤتمرات لبحث وسائل التكيف مع آثاره، إذ أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل كبير على مختلف الجوانب البيئية والحياتية، فتؤدى إلى ارتفاع مستويات البحر، ما يؤثر على السكان والبنية التحتية والمجال الحيوي في المناطق الساحلية بشكل كبير، وكذلك اختلال توازن الموارد المائية.

نتائجه

ويؤدى أيضا الاحتباس الحراري إلى العديد من الكوارث الطبيعية ويؤثر على أنماط الطقس، فيتسبب في حدوث الجفاف والفيضانات والإعصار وغيرها، إلى جانب ما ينتج عن ذلك من خسائر بشرية ومادية، ونقص الإنتاج الفلاحي، وحدوث المجاعات والهجرات السكانية، كما توجد له أثار سلبية على الزراعة فنجد زيادة الآفات الزراعية والأعشاب الضارة، وكذلك أثار على الاقتصاد، وعلى الحيوانات، وأيضا جودة الهواء، وبالتالي أضرار صحية على الإنسان، وانتشار الأمراض.

سبل المواجهة

البحث عن سبل لمواجهة الاحتباس الحراري والحد منها مازال أساس أي نقاش يدار حول التغيرات المناخية، وواحد من أهم محاور لأي مؤتمر أو قمة تقام حول التغيرات المناخية، ويعد التخفيف من الانبعاثات الضارة من خلال إيجاد مصادر طاقة بديلة، والتقليل من استعمال وسائل النقل وغيرها من مسببات انبعاث الغازات السامة واحد من أهم الخيارات المتاحة حالياً للتأقلم مع الوضع القائم، إلى جانب إعادة التدوير، والتقليل من استخدام مكيف الهواء، واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة، وهناك المزيد من الحلول ما زالت قيد النقاش.والمسئولية ليست فقط على الدول والحكومات، وانما للأفراد دورا فعالا في الالتزام بالممارسات الصحية والسليمة التي تحمي الكوكب، من أجل المساهمة في التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة، وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

Exit mobile version