وضع الصبة الخرسانية للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة

شهد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، الفاعلية الهندسية للمحطة النووية بالضبعة بوضع “الصبة الخرسانية” الأولى للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة.
وأعرب الوزير – فى تصريح اليوم السبت – عن سعادته بحجم الإنجاز المحقق على مسار تنفيذ مشروع المحطة النووية، مشيرا إلى أنه شهد بالأمس القريب الاحتفال بالصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى لمحطة الضبعة ويشهد اليوم مع شركاء النجاح “الصبة الخرسانية الأولى” للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة، والتى جاءت متزامنة مع عيد الطاقة النووية الذى سيتم الاحتفال به بعد أيام قليلة.
وقال شاكر: “نشهد سويا الفعالية الهندسية لهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء لبدء أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية لمحطة الضبعة النووية والتى تمثل علامة مضيئة فى طريق تنفيذ البرنامج النووى المصرى وإنشاء المحطة النووية المصرية بموقع الضبعة مع الشركاء والأصدقاء من الجانب الروسى ممثلا فى شركة روزآتوم الحكومية وشركة أتوم ستورى إكسبورت.
وأضاف أن قضية الطاقة – بكل أبعادها – أخذت مكانها المناسب فى قلب وعقل القيادة السياسية إدراكا منها لأهمية ملف الطاقة، والتى تمثل الركيزة الأساسية لمستقبل الاستقرار والتنمية فى مصر وأنه بمثابة أمن قومى للشعب المصرى العظيم.
وأكد أن مصر أولت اهتماما خاصا بإحياء المشروع النووى المصرى؛ حيث تعد مصر من بين الدول الرائدة فى إدراك أهمية الطاقة النووية والدور الذى يمكن أن تسهم به فى حل أهم عقبتين تواجهان التنمية المستدامة أ وهما توفير الكهرباء وتوفير المياه وقد شرعت مصر منذ الستينات بالدخول إلى مجال الطاقة النووية.
وأشار إلى أن المفاعل النووى المقدم من الجانب الروسى يحقق أعلى متطلبات الأمن والأمان النوويين وخصائص السلامة العالمية التى تشملها تصاميم المفاعلات الحديثة من الجيل الثالث المطور حيث توفر أنظمة الأمان للمفاعلات الروسية VVER-1200 مستوى غير مسبوق من الحماية ضد العوامل والمؤثرات الداخلية والخارجية وقدرتها على مواجهة موجات تسونامى.
وأكد أنه تم إنجاز خطوات عظيمة فى مجال إنشاء المحطة النووية المصرية الأولى بالضبعة والتى تتكون من أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات بالتعاون مع الجانب الروسى، وفى ضوء تقدم أعمال تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة طبقا للمخطط الزمنى المتفق عليه مع المقاول الروسى.
كما تمكنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء فى 31 أكتوبر الماضى من الحصول على إذن الإنشاء للوحدة النووية الثانية لمحطة الضبعة النووية السلمية لتوليد الكهرباء الصادر من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية وذلك بعد تقديم كافة وثائق التراخيص اللازمة وفق قانون تنظيم الأنشطة النووية والإشعاعية.
وسيتم البدء فى أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة، وهو المعلم الرئيسى فى مسار تنفيذ المشروع كونه يعبر عن الانتقال من الأعمال التمهيدية والتحضيرية للوحدة النووية الثانية إلى البدء الحقيقى لأعمال الإنشاءات بهذه الوحدة ويعزز انتقال الدولة المصرية من مصاف الدولة التى لديها خطط لتنفيذ مشروعات نووية إلى مصاف الدول التى لديها محطات نووية قيد الإنشاء بالفعل.
وأكد الوزير أن هذا الحدث يأتى فى إطار توطيد أواصر التعاون بين جمهورية مصر العربية وروسيا الاتحادية، مشيرا الى عمق العلاقات المصرية الروسية، التى لها تاريخ طويل من الإنجازات والإسهامات، حيث أسهمت تلك العلاقات التى بدأت منذ منتصف القرن الماضى فى تحقيق إنجازات كبرى وخاصة فى مجالات مشروعات البنية التحتية والمشاريع العملاقة كمشروع السد العالى فى الستينات وحاليا مشروع مصر القومى مشروع إنشاء المحطة النووية بموقع الضبعة.
وأوضح شاكر أن تاريخ البرنامج النووى المصرى يعود لفترة الستينات حينما قام الشركاء من الاتحاد السوفيتى وقتها أيضا بتنفيذ وإنشاء مفاعل مصر البحثى الأول، والذى على أساسه كانت البداية الحقيقية لدخول مصر فى المجال النووى لمختلف التطبيقات النووية السلمية فى شتى مجالات الطب والهندسة والزراعة.
ويأتى مشروع المحطة النووية بموقع الضبعة تتويجا للجهود المبذولة وللمسار الذى انتهجته مصر فى دعمها الدائم والمستمر لكافة التطبيقات السلمية للطاقة النووية.
وأكد الوزير أنه مع المضى قدما فى تنفيذ مشروع مصر القومى مشروع المحطة النووية بموقع الضبعة، تأتى هذه الفعالية لتعكس مدى الجهود المبذولة لتؤكد على سير تنفيذ المشروع وفق البرنامج الزمنى وبدون معوقات وذلك نتيجة للتضافر والتكاتف سويا لتنفيذ هذا المشروع العملاق على الوجه الأكمل.