كتبت هبة الاسكندراني
“ماهي قناة السويس”
قناة السويس هي ممر مائي صناعي بمستوى البحر يمتد في مصر من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس ليصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر ، وهي تفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا وتعد أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي وهي أكثر القنوات الملاحية كثافة من حيث الاستخدام.
بدء العمل فى حفر قناة السويس :
فى 25 أبريل 1859 بدأ العمل فى حفر قناة السويس رغم اعتراضات انجلترا والباب العالى . وتدفقت مياه البحر الأبيض المتوسط في بحيرة التمساح ( 18 نوفمبر 1862 ) ، وكانت وقتئذ عبارة عن منخفض من الأرض ، تحف به الكثبان الرملية ويقع في منتصف المسافة بين بورسعيد والسويس .
وتلاقت مياه البحرين الأبيض والأحمر (18 اغسطس 1869) ، فتألف منها ذلك الشريان الحيوي للملاحة العالمية ، وبذا انتهت أعمال هذا المشروع الضخم الذي استغرق تنفيذه عشر سنوات ، بعد استخراج 74 مليون متر مكعب من الأتربة ، وقد بلغت تكاليفه 433 مليون فرانك (17320000 جنيه) ، أي ضعف المبلغ الذي كان مقدرا لإنجازه.
افتتاح القناة في حفل أسطوري (17 نوفمبر 1869)
تلاقت مياه البحرين الأحمر والمتوسط في 18 اغسطس 1869 لتظهر إلى النور قناة السويس ” شريان الخير لمصر والعالم ” التي وصفها عالم الجغرافيا الراحل الدكتور جمال حمدان بأنها ” نبض مصر”.
وافتتحت القناة في حفل أسطوري (17 نوفمبر 1869) بحضور ستة آلاف مدعو فى مقدمتهم الإمبراطورة اوجينى زوجة إمبراطور فرنسا نابليون الثالث ، وإمبراطور النمسا ، وملك المجر ، وولى عهد بروسيا ، وشقيق ملك هولندا ، وسفير بريطانيا العظمى فى الآستانة ، والأمير عبد القادر الجزائري، والأمير توفيق ولى عهد مصر ، والكاتب النرويجى الأشهر هنريك إبسن ، والأمير طوسون نجل الخديو الراحل سعيد باشا ، ونوبار باشا. وغيرهم.
وعبرت القناة في ذلك اليوم (17 نوفمبر 1869) السفينة “ايغيل” وعلى متنها كبار المدعوين تتبعها 77 سفينة منها 50 سفينة حربية… وأقيمت بهذه المناسبة احتفالات ومهرجانات تفوق الوصف ، أنفق فيها الخديو اسماعيل نحو مليون ونصف مليون جنيه.
إلى الأن تستخدمها السفن الحديثة بكثرة عددية كبيرة لأنها الأسرع والأقصر للمرور من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهندي ، وتمثل الرسوم التي تدفعها السفن نظير عبور القناة مصدرا هاماً للدخل في مصر.
تجرى قناة السويس بين ميناء بورسعيد وخليج السويس وفى ارض تختلف طبيعتها من منطقة إلى أخرى فطبقات الأرض في بور سعيد والمنطقة المحيطة بها عبارة عن تربة رسوبية ناتجة عن تراكم طمي النيل القادم من فرع دمياط وتمتد التربة بهذه الطبيعة حتى القنطرة أي إلي مسافة أربعين كيلومترا جنوب بور سعيد وبعدها يختلط الطمي بالرمل الناعم حيث تتكون المنطقة الوسطى من القناة مابين القنطرة وكبريت ومعظم أجزاء هذه المنطقة من الرمال آما المنطقة الجنوبية فتربتها متماسكة تتخللها عروق صخرية في بعض الأماكن بعضها من صخور رملية هشة وبعضها من أحجار الكالسيوم وتختلف الميول الجانبية للقطاع المائي للقناة طبقا لطبيعة التربة فهي 4: 1 في القطاع الشمالي 3: 1 في القطاع الجنوبي .
وتتميز قناة السويس بأنها ذات مستوى واحد ويختلف ارتفاع متوسط منسوب المياه في حدود ضيقة واقصى ارتفاع للمد في الشمال حوالي 65 سم وفى الجنوب حوالي 1.90 متر.
وتقوم بحماية ضفاف القناة من الانهيار نتيجة التيارات والأمواج الناجمة عن مرور السفن تكسيان حجرية وستائر حديدية يختلف تصميمها حسب طبيعة التربة في كل منطقة وعلى جانبي القناة توجد شمعات للرباط على مسافات متساوية كل 125 مترا لربط السفن في حالات الطوارئ وكذا علامات كيلو مترية ، ويمتد موازيا للقناة من جهة الغرب خط للسكك الحديدية وترعة للمياه العذبة.
ويحدد الطريق الملاحي علامات للإرشاد ( شمندورات ) منها المضيئة والعاكسة التى تحدد طريق السفن أثناء الليل .
يوجد على الضفة الغربية للقناة 15 محطة إرشاد تقع على مسافات متساوية تقريبا ( حوالي 10 كم ) وذلك لمتابعة حركة السفن بالقناة وتقديم خدمات في حالات الطوارئ ، كما يوجد في كل من بور سعيد والسويس والإسماعيلية مكاتب حركة تعمل على تنظيم حركة الملاحة في القناة وترتبط مكاتب الحركة بعضها ببعض وبالمحطات البحرية وكذلك بالسفن العابرة من خلال شبكة اتصالات سلكية ولاسلكية يجرى تطويرها بأحدث شبكات الاتصال باستخدام كوابل الألياف الضوئية كما تم تطوير وسائل الاتصالات بالسفن عن طريق وحدة اتصال عبر الأقمار الصناعية وكذلك استكمال التغطية الرادارية لتشمل منطقة قناة السويس وهذا يساعد على التعرف على السفن أتوماتيكيا بمجرد دخولها منطقة الرادار على مسافة 35 كم من بور سعيد والسويس وكذلك متابعة السفن أثناء عبورها مع إمكانية تسجيل واسترجاع صور وتوقيتات عبور السفن
“ما هي أهمية قناة السويس الجديدة؟”
تعتبر قناة السويس أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب وذلك بسبب موقعها الجغرافي الفريد وهي قناة ملاحية عالمية هامة تصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس ويصبغ عليها هذا الموقع الفريد طابعا من الأهمية الخاصة للعالم ولمصر كذلك
أصبحت التنمية الاقتصادية هى الشغل الشاغل للدولة فى الآونة الأخيرة وذلك لمرور البلد بمراحل عصيبة من قبل، الأمر الذى أدى تسليط الضوء على المشاريع الضخمة التى من شأنها تعزيز الفرص الإستثمارية مثل مشروع “المنطقة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس”. تعتبر منطقة قناة السويس المكان الأمثل للنهوض بالكثير من القطاعات الإقتصادية شاملة الخدمات الصناعية و اللوجيستية.
ما هو مشروع المنطقة الإقتصادية لقناة السويس؟
إن المنطقة الاقتصادية هى مركز تجارى يوجد على ضفاف قناة السويس والتى تم إقامة توسعات بها مؤخراً، كما تعد أيضاً منطقة حرة بمواصفات قياسية عالمية.
ما هى أهداف المشروع؟
كان هناك مشكلة في قناة السويس، حيث كانت قافلة الشمال تأتي في مواجهة قافلة الجنوب، وكانت إحداهما تنتظر 11 ساعة، وبعد حفر القناة الجديدة، أصبحت كل قافلة منهم تأتي في اتجاه آخر، ولا يوجد أي وقت للانتظار.
الهدف الرئيسى وراء المشروع هو إنشاء مناطق اقتصادية بمواصفات عالمية ممتدة على نحو مسافة قدرها 461 كم مربع لتتحول بذلك إلى مقصد استثمارى ضخم يهدف لخلق منطقة عمل ذات طبيعة تنافسية فى مجال تقديم الأعمال لكل من المستثمرين المصريين والأجانب؛ عن طريق تسهيل الاجراءات الإدارية وسبل الوصول إلى الأسواق علاوة على توفير بنية تحتية قوية. كما يهدف المشروع إلى تطوير حوالى 6 موانئ وتوفير الخدمات اللوجستية المهمة والعمل على القيام بأعمال الصيانة الملاحية مثل إصلاح السفن وتزويدها بالوقود وأخيراً تبلغ عائدات المنطقة -المتوقع تحقيقها- حوالى 12 مليار دولار أمريكي فى السنة.
ما الذى يجذب المستثمرين فى المنطقة الإقتصادية ؟
تتمتع المنطقة الإقتصادية بعدة مقومات استثمارية تتمثل فى :
١- موقع المنطقة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس حيث أن موقعها الجغرافى مميز، فمن خلالها يمكن الوصول لعدد 2 مليار مستهلك فى الأسواق الدولية والإقليمية المختلفة.
٢- لا تقوم المنطقة بأخذ جمارك من 22 دولة عربية و 24 دولة أفريقية.
٣- يوجد بالمنطقة سياسة الشباك الواحد التى يمكن من خلالها أن يقوم المستثمر بإنهاء الإجراءات المطلوبة خلال 48 ساعة فقط كما يمكنهم الدخول فى عدة شراكات.
٤- تكامل البنية التحتية من أنفاق ضخمة وكبارى عائمة وسكك حديد وشبكات طرق ومحطات للكهرباء وتحلية المياه.
٥- وجود لوائح تمثل قانون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الذى تتمثل في الإعفاء من الجمارك (صفر% جمارك) والقيمة المضافة، هذا بجانب 50% إعفاء من الضريبة التى يتم تحصيلها من أرباح الشركة.
٦- المساهمة مع المستثمر فى كل من تيسير إجراءات سداد رسوم حق الانتفاع وتكلفة المرافق كما يتم تدريب العمالة الفنية على أعلى مستوى.
٧- وجود ضمانات قانونية تحمى الشركات من التأميم أو التمييز أو المصادرة وغيرها من العراقيل.
ماذا عن مشروعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ؟
تجاوز حجم الاستثمار فى المنطقة الإقتصادية 25 مليار دولار عن طريق 192 مشروع وحوالى 20 مليار دولار من خلال الصناعات والاستثمارات قيد التنفيذ مثل صناعة البتروكيماويات التى نشأ من أجلها مجمع “التحرير” ليبقى أحد أكبر التجمعات فى الشرق الأوسط للبتروكيماويات فى الجزء الجنوبى من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحديداً بمنطقة العين السخنة.
ما هى الهيئة العامة لمنطقة قناة السويس؟
الهيئة العامة لمنطقة قناة السويس هى الجهة التى تعمل على مساعدة المستثمرين عن طريق تسهيل كل من عملية الترخيص والتسجيل والحصول على تصاريح جديدة للشركات حديثة العهد. تم توقيع حوالى 6 عقود جديدة أثناء منتدى شباب العالم الذى أقيم فى نوفمبر 2017 لتبلغ حجم الإستثمارات 40 مليار دولار بهدف تنمية القطاع الجنوبى والشمالى للمنطقة الاقتصادية.