أخبار العالمالواجهة الرئيسية

بايدن وماكرون يؤكدان على الشراكة الاقتصادية بين واشنطن وباريس عقب لقاء البيت الابيض

أكد الرئيس الأمريكى جو بايدن ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى بيان عقب اللقاء الذى جمعهما فى البيت الأبيض، اليوم الخميس، على الشراكة الاقتصادية والتعاون الدفاعى والأمنى والالتزام المشترك بالمبادئ والقيم الديمقراطية بين بلديهما.

وجاء فى البيان المشترك عقب الاجتماع بين بايدن وماكرون الذى نُشِر على الموقع الرسمى للبيت الأبيض، أن الرئيسين التقيا فى واشنطن خلال أول زيارة دولة يقوم بها ماكرون لإدارة بايدن ونائبته كاميلا هاريس.

وجاء فى البيان المشترك أن هذه المناسبة الخاصة تؤكد مجددًًا على العلاقة التى تأسست على مدار أكثر من قرنين من الصداقة والشراكة الاقتصادية والتعاون الدفاعى والأمنى ​​والالتزام المشترك بالمبادئ والقيم والمؤسسات الديمقراطية، موضحا أن فرنسا هى أقدم حليف للولايات المتحدة.

وأشار البيان إلى أن الزعيمين بناء على بيانهما المشترك الصادر فى 29 أكتوبر 2021 حددا رؤية مشتركة لتعزيز الأمن وزيادة الرخاء فى جميع أنحاء العالم، ومكافحة تغير المناخ، وبناء قدر أكبر من المرونة فى مواجهة آثاره، وتعزيز القيم الديمقراطية.

وأكد على معالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ وتحول الطاقة، والاستثمار فى التقنيات وبناء سلاسل قيمة مرنة فى القطاعات الإستراتيجية؛ مثل الصحة وأشباه الموصلات والمعادن المهمة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الأمنى ​​والدفاعى للبلدين.

وأعرب البيان عن عزم الرئيسين مواصلة العمل بلا كلل من أجل أوروبا موحدة وحرة وفى سلام، موضحين أن هذا يستلزم الحفاظ على الدفاع والأمن الجماعيين للبلدين، بما فى ذلك من خلال حلف شمال الأطلسى “الناتو”، واتباع نهج أكثر قوة وتكاملا وتماسكا لبناء المرونة الوطنية والجماعية ضد التهديدات العسكرية وغير العسكرية لأمن الدولتين، وتعزيز الاستقرار الدولى استجابة لمجموعة كاملة من التهديدات الحالية.

وأقر الرئيسان بحسب البيان بأهمية وجود دفاع أوروبى أقوى وأكثر قدرة يسهم بشكل إيجابى فى الأمن عبر الأطلسى والعالمى ويكون مكملا لحلف شمال الأطلسى وقابلا للعمل المتبادل معه.

وأشادا بالعلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة وفرنسا ورحبا ببيان النوايا الموقع فى 30 نوفمبر 2022 الصادر عن وزير الدفاع الأمريكى ووزير القوات المسلحة الفرنسى، الذى يسمح بزيادة الإمكانيات العملياتية البينية وتعزيز التعاون فى مجالات الفضاء والفضاء الإلكترونى، والاستخبارات والتصدى للنفوذ الخبيث. كما يعتزم الرئيسين توسيع التعاون الدفاعى بشأن القدرات المتقدمة والتقنيات الرئيسية التى ستكون حاسمة للردع والدفاع فى المستقبل.

وعلى صعيد الأزمة الروسية الأوكرانية، أدان الرئيسان بشدة العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، كما أعربا عن رفضهما وإدانتهما محاولة روسيا غير الشرعية لضم الأراضى الأوكرانية ذات السيادة، فى انتهاك واضح للقانون الدولى”، بحسب البيان.

كما أوضح البيان أيضًا أن الولايات المتحدة وفرنسا أعربا عن أسفهما لخطوات روسيا التصعيدية المتعمدة، وأكدا مجددًا دعم دولتيهما المستمر للدفاع عن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، من خلال توفير المساعدة السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية لكييف مهما طال الأمر، وكذلك تسريع إرسال أنظمة الدفاع الجوى والمعدات اللازمة لإصلاح شبكة الطاقة فى أوكرانيا، وفقا للبيان.

كما ذكر البيت الأبيض، فى بيانه، أن واشنطن وباريس تعتزمان مواصلة العمل مع الشركاء والحلفاء لتنسيق جهود المساعدة، بما فى ذلك المؤتمر الدولى الذى سيعقد فى باريس فى الـ 13 من ديسمبر الجارى، مضيفًا أنهما تعتزمان مواصلة تقديم دعم قوى مباشر للميزانية فى أوكرانيا، وحث المؤسسات المالية الدولية لتوسيع نطاق دعمها المالى.

وأشار أيضًا إلى التزام كلٍ من الولايات المتحدة وفرنسا بمعالجة الآثار الأوسع التى أحدثتها العمليات العسكرية الروسية، من خلال التنسيق مع المجتمع الدولى لتحقيق قدر أكبر من المرونة فى مواجهة اضطرابات الغذاء والطاقة.

وحول الاقتصاد والتكنولوجيات الناشئة والتجارة وسلاسل التوريد، قال البيان إن العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية بين البلدى طويلة الأمد وعميقة، مما يوفر فرص عمل كبيرة وازدهار لكليهما.

وأكدت الولايات المتحدة وفرنسا التزامهما بنظام تجارى متعدد الأطراف مفتوح وقائم على القواعد، مع وجود منظمة التجارة العالمية الحديثة فى جوهره.

وذكر البيان أن الجانبين سيواصلان تعزيز التجارة الثنائية والاستثمارات التى تدعم مرونة سلسلة التوريد والصناعات المشتركة عالية التقنية والمبتكرة، بما فى ذلك الفضاء وتكنولوجيا المعلومات والأدوية والتمويل.

وبهدف تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية بينهما، يعتزم الطرفان إجراء مناقشات حول التسهيل المتبادل لإصدار التأشيرات وتجديدها وتصاريح الإقامة.

وأكد البيان: “تلتزم الولايات المتحدة وفرنسا بتطوير سلاسل إمداد متنوعة وقوية للمعادن الحيوية، بما فى ذلك من خلال تعاونهما فى شراكة الأمن المعدنى والشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار. ونؤكد على هدفنا المشترك المتمثل فى تسريع التحول العالمى للطاقة الخضراء.

ونتطلع إلى عمل فرقة العمل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بشأن قانون خفض التضخم لزيادة تعزيز الشراكة بيننا بشأن الطاقة النظيفة والمناخ من خلال طرق مفيدة للطرفين”.

وفيما يتعلق بالمحيطين الهندى والهادئ، أكدت فرنسا والولايات المتحدة، بصفتهما دولتين فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ، على العمل على تعزيز شراكتهما فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ لتعزيز الرخاء والأمن والقيم المشتركة على أساس نظام دولى قائم على القواعد، وحوكمة شفافة، وممارسات اقتصادية عادلة، واحترام القانون الدولى، بما فى ذلك حرية الملاحة.

كما أدان البلدان بشدة العدد غير المسبوق الذى أجرته كوريا الشمالية من التجارب الصاروخية، التى تنتهك العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتشكل تهديدًا للسلام والاستقرار الإقليميين.

كما جدد الزعيمان عزمهما على العمل مع الشركاء الأفارقة لمتابعة الحكم المشترك، والأمن، والأولويات الاقتصادية فى القارة. وأكدا على أهمية الأصوات الإفريقية فى المنتديات متعددة الأطراف، لا سيما فى معالجة الأزمات العالمية مثل تغير المناخ، والاستجابة للأوبئة والتعافى منها، والوصول المستدام إلى الطاقة، وانعدام الأمن الغذائى. وأشارا إلى أنهما يهدفان إلى دعم المؤسسات الديمقراطية والمجتمعات المدنية فى إفريقيا لتعزيز المساءلة وتقديم الخدمات الأساسية.

كما جددا تأكيدهما على الدعم المشترك لمبادرة “الجدار الأخضر العظيم” بقيادة إفريقيا لمعالجة أزمة المناخ والتنوع البيولوجى، والمساهمة فى التنمية المستدامة والسلام والأمن فى منطقتى الصحراء والساحل. كما لا تزال مكافحة المعلومات المضللة والإرهاب من الأولويات المشتركة لفرنسا والولايات المتحدة فى القارة.

وأعربت فرنسا والولايات المتحدة عن عزمهما العمل بشكل وثيق لدعم السلام والازدهار فى الشرق الأوسط.

وأكدا إصرارهما على ضمان عدم تمكين إيران أبدا من تطوير أو امتلاك سلاح نووى، ومواصلة العمل مع الشركاء الدوليين للتصدى للتصعيد النووى الإيرانى، وتعاونها غير الكافى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما أكدت الدولتان مجددًا على أن الردع النووى يظل ضروريًا لأمنهما القومى ومكونًا أساسيًا لقدرات الناتو الشاملة للردع والدفاع، وأن الهدف الأساسى لقدرة الناتو النووية هو الحفاظ على السلام ومنع الإكراه وردع العدوان ضد الحلف. ويؤكدان من جديد على أهمية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعارضتهم لمعاهدة حظر الأسلحة النووية، والتى لا تعكس البيئة الأمنية الدولية الصعبة بشكل متزايد وتتعارض مع عدم الانتشار ونزع السلاح الحاليين.

وأعرب الرئيسان عن الالتزام بتعزيز التحالف بين الولايات المتحدة وفرنسا فى جميع قطاعات التعاون الفضائى، وسلطا الضوء على مشاركتهما فى مواصلة التعاون الثنائى الطويل الأمد فى مجال مراقبة الأرض لرصد وتقييم تغير المناخ والتكيف مع عواقبه.

كما رحب الرئيسان بالعام الأول الناجح للشراكة الثنائية للطاقة النظيفة بين الولايات المتحدة وفرنسا، التى أقيمت مؤخرا فى أكتوبر 2022، كمنصة رفيعة المستوى لتعزيز التعاون بين البلدين فى مجال الطاقة والمناخ، فى إطار إعادة التأكيد على تصميمهما المشترك على زيادة التزامن وتعميق التعاون فى مجال الطاقة النووية المدنية.

وبحسب البيان، ستعمل الشراكة على تعزيز الطاقة النووية المتقدمة على مستوى العالم، التى لها دور رئيسى تلعبه من أجل تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون العالمية، مع مواصلة الجهود للحد من انتشار تكنولوجيا التخصيب وإعادة المعالجة الحساسة. وأشارا -فى هذا الصدد- إلى تقليل الاعتماد على المواد النووية المدنية والسلع ذات الصلة من روسيا.

وأعرب الرئيسان، وفقا للبيان، عن قلقهما العميق فيما يتعلق بالتأثير المتزايد لتغير المناخ وفقدان الطبيعة، ويعتزمون مواصلة تحفيز العمل المحلى والعالمى لمعالجته.

وتخطط فرنسا والولايات المتحدة لمواصلة جهودهما لدعم التخلص التدريجى من الفحم فى أقرب وقت ممكن، على الصعيدين المحلى والاقتصاديات الناشئة. وأشار البيان إلى خططهما لزيادة الدعم للبلدان التى تستضيف أهم الاحتياطيات من الكربون غير القابل للاسترداد والتنوع البيولوجى المهم.

كما أوضح البيان أن فرنسا والولايات المتحدة ستعملان أيضًا على حماية الغابات المطيرة ومعالجة إزالة الغابات بشكل غير قانونى، بما فى ذلك من خلال قمة الغابة الواحدة التى ستعقد فى أوائل عام 2023 فى ليبرفيل. كما سيعملان معًا لضمان حماية أفضل للمحيطات فى ضوء مؤتمر الأمم المتحدة القادم حول المحيط الذى سيعقد فى فرنسا فى عام 2025.

كما أعربت الدولتان عن عزمهما العمل بشكل مشترك لتعزيز الهيكل المالى الدولى لدعم البلدان الأضعف فى إطار الصدمات المتعددة، بداية من جائحة “كوفيد-19” إلى تداعيات العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا والتأثيرات المتسارعة لتغير المناخ. كما ستتعاون الولايات المتحدة وفرنسا أيضًا بشكل وثيق لتقليص فجوة التمويل فى الاقتصادات الناشئة والنامية من أجل تعزيز المسارات المستدامة نحو صافى الصفر.

وذكر البيان أن فرنسا والولايات المتحدة أكدا التزامهما بالمساعدة فى تلبية الطموح العالمى المتمثل فى 100 مليار دولار أمريكى من المساهمات الطوعية فى أقرب وقت ممكن للبلدان الأكثر احتياجًا، بما فى ذلك من خلال توجيه حقوق السحب الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى