الواجهة الرئيسيةتقارير

تعاون ثقافى وأتفاقيات فى خدمة الإنسانية بين ..مصر وأمريكا

على طول مسار العلاقات المصرية الأمريكية، سعت القاهرة وواشنطن للالتقاء والبناء على نقاط التوافق المشتركة، ليزداد زخم العلاقات بين البلدين يومًا بعد يوم، وكان للجانب الثقافى والعلمى حظًا وافرًا فى تلك العلاقات، إذ شهدت المناحى الثقافية تطوراً ملحوظاً منذ توقيع أول اتفاقية ثقافية بين مصر وأمريكا فى عام 1962.

ومنذ ثورة 30 يونيو 2013، يسير تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر وأمريكا وفق مسار واعد، إذ حرصت الإدارة المصرية بجدية على السعى لبناء إرث أفضل للقرن القادم، والعمل مع واشنطن فى مواجهة التحديات الممتدة للأمن القومى والمصالح الاجتماعية والاقتصادية والجيو سياسية.

نقاط مضيئة

وتبرز العديد من النقاط المضيئة فى تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر وأمريكا، ففى عام 1967، تمت الموافقة على الكتاب المتبادل لتمويل برامج التبادل العلمى بين البلدين، وتلى ذلك افتتاح المركز الثقافى الأمريكى فى مدينة الإسكندرية عام 1970، ثم توقيع بروتوكول بين مصر ومركز البحوث الأمريكية فى القاهرة عام 1974. وفى العام 1975، جاء توقيع بروتوكول عن وضع وتنظيم الجامعة الأمريكية فى القاهرة.

وبالتزامن مع تلك الاتفاقيات، توالى تنظيم معارض للآثار المصرية الفرعونية فى المدن الأمريكية الكبرى، وكان من بينها معرض كنوز توت عنخ آمون ومعرض رمسيس الثانى، والتى حظيت بإقبال كبير من الشعب الأمريكى، وكان آخرها فى مارس 2018.

برنامج «منح السلام»

وفى يوليو 1980، بدأ برنامج “منح السلام” بين مصر والولايات المتحدة، فى شكل تعاقد بين وزارة التعليم المصرية والهيئة الأمريكية للتنمية الدولية، إضافة إلى وضع برامج ومشروعات مشتركة بين الجامعات المصرية والأمريكية للتعاون فى المجالات المختلفة.

وفى عام 1995، وقع الرئيس الرحل محمد حسنى مبارك اتفاقيتان مع واشنطن، الأولى تتعلق بالتعاون فى مجال العلوم والتكنولوجيا تكون سارية المفعول لمدة خمسة أعوام، والثانية بخصوص تنفيذ اتفاقيات الشراكة الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين، والتى بدأ تنفيذها فعلياً فى 25 أغسطس 1995.

كما وقعت الدولة المصرية برتوكول حول الوضع القانونى وأنشطة مركز البحوث الأمريكى بمصر فى القاهرة عام 2000. كما تساند الحكومتان المصرية والأمريكية عدة برامج، تصل قيمتها إلى300 مليون دولار فى العام، وتستهدف زيادة دخول تكنولوجيات جديدة فى القطاع الخاص فى مصر، حيث يقوم صندوق مشترك قيمته مليونا دولار بمساندة الأنشطة التى تتم فى ظل اتفاقية العلوم والتكنولوجيا، ويتم تمويله بمساهمات متساوية للحكومتين المصرية والأمريكية.

شخصيات أمريكية فى محافل مصرية

ويستمر التواصل الثقافى بين مصر وأمريكا، والذى عززه الحوار الاستراتيجى الذى جرى استئنافه بين البلدين فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ففى عام 2019، كرمت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة والدكتور أشرف زكى رئيس أكاديمية الفنون، المخرجة الأمريكية الشهيرة مولى سميث، وذلك خلال الندوة التى أقيمت بالمعهد العالى للفنون المسرحية.

وأعربت مولى سميث عن سعادتها بالتواجد فى مصر وأبدت انبهارها بالحضارة المصرية العريقة التى تعد مصدراً لإلهام الزوار خاصة المبدعين منهم.

وفى العام نفسه، استقبل الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم السابق، شيرى كارلين، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “USAid” والوفد المرافق لها، حيث ناقش الجانبان مجالات التعاون المتبادل، وخاصة فى مجال بناء قدرات المعلمين وتقديم الدعم فى مجال التربية الخاصة ومدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM) .

وأشادت شيرى كارلين، بعملية تطوير التعليم التى تقودها مصر، وتحقيقها خطوات كبيرة فى هذا الأمر.
كما تشارك الشخصيات الأمريكية البارزة فى مجالات الفنون والمصريات والآثار والسياحة والصحافة والإعلام فى العديد من المحافل الفنية والأدبية المصرية، كان من بينها المعرض العالمى “الأبد هو الآن”، الذى نظمته مؤسسة “آرت دوإيجيبت”، بمنطقة الأهرامات فى أغسطس 2021.

وصرح القنصل العام المصرى وقتها، بأن الحاضرين قد أعربوا عن اهتمامهم بزيارة مصر وشغفهم بالحضارة المصرية واشادتهم بدور الفن والثقافة المصرية فى التواصل مع المجتمعات والثقافات الاخرى.

الأزهر.. منبر التسامح والإخاء العالمى

وفى العام 2020، استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، السفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، حيث أكد أن علاقات الشعوب ينبغى أن تقوم على المواطنة والتعايش السلمى، وهو ما يعمل الأزهر على تحقيقه يومًا بعد آخر من خلال أنشطته ومؤتمراته، موضحًا أن الأزهر يخطو بقوة تجاه تحقيق السلام العالمى وترسيخ قيم الإخاء والمواطنة، وإقامة جسور الحوار بين الشرق والغرب وبين أتباع الديانات المختلفة، وترسيخ مبدأ التنوع والتكامل بين الناس.

وقال السفير الأمريكى تعقيبًا على الزيارة، إنه سعيد لمقابلة شخصية مثل الإمام الأكبر الذى يحظى بالقبول وله جهود كبيرة فى سبيل تحقيق السلام العالمى، مؤكدًا أن الأزهر الشريف مؤسسة عريقة وذات سمعة عالمية طيبة، ويلعب الأزهر دورًا بارزًا لتعزيز الحوار بين أتباع الديانات وحماية الحرية الدينية وتقديم خطاب وسطى معتدل، مشيدًا بالصدى الجيد والشهادات التى تلقتها السفارة حول جودة وكفاءات الموفدين من الأزهر فى البعثات العلمية إلى الولايات المتحدة.

وأكد السفير الأمريكى أن مناهج الأزهر تستحق أن تدرس على نحو عالمى، ليستفيد منها الطلاب خارج مصر، وخصوصًا فى الأماكن التى ينتشر فيها التطرف والإرهاب، ويسعدنا أن نتعاون مع الأزهر فى مكافحة التطرف لأن العدو مشترك ويجب أن يحاربه العالم أجمع، ونحن نتطلع للتواصل المستمر مع الأزهر، لا سيما وأن القضايا التى تتناولها هذه المؤسسة سوف تكون فى صالح المنطقة بشكل عام.

المؤسسة المصرية الأمريكية

كما تأسست المؤسسة المصرية الأمريكية فى عام 1984، لخدمة أبناء الجالية المصرية فى الولايات المتحدة، والحفاظ على التقاليد الثقافية المصرية من خلال الحفاظ على التواصل الدائم، وفى يونيو 2020، أجرت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، حوارًا مفتوحًا عبر تقنية الفيديوكونفرانس مع عدد من المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خلال مشاركتها بالحدث الذى نظمته المؤسسة المصرية الأمريكية.

الآثار تعود إلى أحضان مصر

فى 2016، وبعد مفاوضات استمرت نحو 5 سنوات، وقع وزير الخارجية ونظيره الأمريكى على مذكرة تفاهم فى مجال حماية الآثار من التهريب.

وفى يناير2021، عادت إلى أحضان مصر مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المصرية، والتى كانت بحوزة متحف “الإنجيل المقدس” بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، فى نجاح لجهود وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية والسلطات الأمريكية المعنية فى استردادها، وهى الجهود التى بدأت منذ 2016، مع السلطات الأمريكية المعنية باسترداد القطع التى خرجت من مصر بطرق غير شرعية.

وضمت الآثار العائدة ما يقرب من 5000 مخطوط وقطعة من البردى، مكتوب عليها نصوص باللغة القبطية وبالخط الهيراطيقى والديموطيقى، واللغة اليونانية، كما يوجد أيضا مخطوطات لصلوات دينية مسيحية مدونة بالعربية والقبطية معاً أو العربية فقط. هذا بالإضافة إلى عدد من الأقنعة الجنائزية من الكارتوناج وأجزاء من توابيت وروؤس تماثيل حجرية ومجموعة من البورتريهات الخاصة بالمتوفين. ويتم إيداع القطع بالمتحف القبطى.

وفى 2022، نجحت مصر فى استرداد 16 قطعة أثرية مصرية من الولايات المتحدة الأمريكية وإعادتها إلى أرض الوطن، وذلك بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار ومكتب المدعى العام بنيويورك، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية والجهات المعنية المختلفة بالدولة.

وفى سبتمبر 2021، أعيد افتتاح قسم الحضارة الفرعونية فى المتحف الرئيسى لمدينة شيكاغو “ذا فيلد ميوزيم”، وذلك فى إطار مشروع تطوير المعروض بالقسم ورفع كفاءته، وحضر الافتتاح القنصل العام المصرى فى شيكاغو، الدكتور سامح أبو العينين.

كما زار القنصل المصرى المتحف المملوك للمهندس المصرى كميل حليم -عميد الجالية المصرية بولاية إلينوى، وهو أول متحف مملوك لمواطن مصرى فى المهجر ويحتوى على تحف منتقاه وثمينة، حيث استعرض المهندس كميل حليم التطوير الجديد الذى تم استحداثه بالمتحف بإضافة قسم كبير للمقتنيات الزجاجية الثمينة التاريخية من الزجاج والكريستال.

اتفاقيات مهمة بين الجامعات


كان للاتفاقيات بين الجامعات المصرية ونظيرتها الأمريكية حظًا وفيرًا فى العلاقات الثقافية بين البلدين، إذ تم توقيع العديد من اتفاقيات التعاون العلمى والثقافى فيما بينهم، ففى مارس عام 1995 تم توقيع اتفاق للتعاون التعليمى والتكنولوجى بين حكومتى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية فى القاهرة ، وتم تجديد العمل به بتاريخ 29 يناير عام 2001، وتم تجديده مرة أخرى خلال الفترة من 11 مايو حتى 27 أغسطس 2006.

كما وقعت جامعتا الزقازيق المصرية وتكساس الأمريكية اتفاق للتعاون، ووافق عليها مجلس جامعة الزقازيق فى 16 يوليو 2002. وفى العام نفسه جاء توقيع اتفاقية التعاون الأكاديمى بين المكتب الثقافى والتعليمى المصرى بواشنطن وكلية الهندسة والعلوم التطبيقية جامعة جورج واشنطن، وكذلك اتفاق للتعاون بين جامعة المنوفية وجامعة أريزونا والتى وافق عليها مجلس جامعة المنوفية.

وفى سبتمبر 2018، وقع رؤساء 8 جامعات على البروتوكول مع جامعة “أوشن” الأمريكية، وهى جامعات: “حلوان، والزقازيق، وقناة السويس، والمنوفية، والإسكندرية، وجنوب الوادى، وسوهاج”، وهو الاتتفاق الذى يعتبر خطوة مهمة فى تطوير التعليم الفنى، واستحداث برامج دراسية جديدة تتلاءم مع خطط تنمية المجتمع، وإعداد جيل من الخريجين المؤهلين لتلبية احتياجات سوق العمل، إلى جانب إمكانية أن يضم البروتوكول الخريجين والفنيين الراغبين فى تطوير مهاراتهم، وذلك من خلال تقديم خدمة تدريبية لهم.

وتتضمن بنود البروتوكول إنشاء كليات مجتمعية فى التخصصات المختلفة بنظام الأربع سنوات على مرحلتين، حيث يمنح الطالب شهادة مبدئية فى التخصص، بعد عامين يمكنه بعدها الالتحاق بسوق العمل، والعودة لاستكمال الدراسة فى وقت لاحق لعامين دراسيين آخرين، على أن يحصل الطالب على شهادة البكالوريوس النهائية بعد اتمام المرحلة الثانية.

وفى فبراير 2022، جرى توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بين الجامعات المصرية والأمريكية، وعلى رأسها جامعة لويزفيل بولاية كنتاكى الأمريكية، ومجموعة من أعرق الجامعات المصرية تحت مظلة اتفاقية التعاون المشترك المبرمة مع جامعة العلمين الدولية.

وشملت الاتفاقية مجموعة من البرامج المشتركة بنظام 2+2 مع خمس جامعات مصرية وهى جامعة المنصورة وجامعة الأسكندرية وجامعة أسيوط وجامعة بنها وجامعة حلوان.

زر الذهاب إلى الأعلى