ردا علي تحرك فلسطيني دولي ..إسرائيل تتخذ إجراءات إنتقامية
أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستعلق بعض أعمال الإنشاءات التي تعود للفلسطينيين، مستخدمة أموالهم في تعويض من أسمتهم “الضحايا الإسرائيليين”.
وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صحافي أن هذه الإجراءات تأتي ردًا على قرار السلطة الفلسطينية شن حرب سياسية وقانونية على دولة إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وفق نص البيان.
إلى ذلك، عززت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قواتها في القدس المحتلة، منذ اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى قبل أيام.
وذكرت صحيفة “معاريف” بأن تعزيز القوات الإسرائيلية تركز في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، بعد تهديدات أطلقتها مجموعة عرين الأسود.
إقرأ أيضاً
الاعتداء على المقدسات.. هل يسعى الاحتلال لإشعال صراع ديني في فلسطين؟
من جهته، اعتبر الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية في مقابلة مع “العربي” أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى هو خطوة عدوانية، يحاول من خلالها تغيير الوضع القائم في المسجد.
وشارك العشرات من الفلسطينيين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في وقفة نصرة للقدس والمسجد الأقصى.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والجهاد الإسلامي في مدينة رفح قد دعت إلى وقفة عقب صلاة الجمعة تنديدًا بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس.
وخلال الوقفة، شدد القيادي في حركة الجهاد خالد زنون على أن القدس خط أحمر، مشيرًا إلى أن المقاومة لن تسمح بتمرير مخططات الاحتلال.
حالة التعبئة الشاملة في السجون الإسرائيلية
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن الأسرى في كافة السجون أعلنت حالة التعبئة الشاملة استعدادًا لمواجهة واسعة ضد الإجراءات التي تنوي حكومة الاحتلال المتطرفة فرضها والتصعيد من عمليات القمع والتنكيل بحقهم.
وأكد نادي الأسير في بيان تعقيبًا على زيارة بن غفير أن الواقع اليوم في السجون أقوى وأكبر مما يتخيله، وتدرك أجهزة الاحتلال وعلى رأسها ما تسمى بمصلحة السجون أن ما يطلبه بن غفير طلبه العديد من قبله وفشلوا.
“حرب إسرائيلية شاملة”
وفي هذا الإطار، اعتبر الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن الخطوات التي تنوي السلطات الإسرائيلية اتخاذها ضد السلطة الفلسطينية هي حرب شاملة وليست مجرد إجراءات، تبدأ من الأقصى مرورًا بجنين إلى بيت لحم وأريحا، وصولًا إلى السلطة واتخاذ إجراءات ضد قياداتها، وانتهاء بالأسرى.
وفي حديث لـ”العربي” من رام الله وسط الضفة الغربية، بين أن الخطوات التي أعلن عنها نتنياهو واتخذها الكابينت ستفاقم الأوضاع المعيشية والسياسية وتزيد من حالة الاحتقان، من خلال سحب بطاقات VIP من مسؤولين كبار، حسبما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأضاف منصور أن إسرائيل ستتخذ أيضًا إجراءات ضد منظمات حقوقية فلسطينية ومنظمات مجتمع مدني، بالإضافة إلى وقف البناء في مناطق “ج”، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات ستؤثر على حياة الفلسطينيين.
ولفت إلى أن إسرائيل تخشى من التحركات الفلسطينية وتريد أن تحاربها، ومارست ضغوطًا كبيرة بمساعدة الولايات المتحدة في محاولة إعاقة وعرقلة الخطوات الفلسطينية على الرغم من أنها سياسية وقانونية.
وتابع أن وصول الحكومة الإسرائيلية ببرنامجها وسياستها المعلنة وكل ما وضعته من صلاحيات في أيدي الوزراء المتطرفين سيزيد من الاحتكاك وسيقرب لحظة الانفجار، ويعرب عن اعتقاده عن اقتراب هذه اللحظة أكثر مع ما يجري بحق المسجد الأقصى والأسرى.
وقال منصور: إن “الفلسطينيين اليوم أمام حرب وجودية على حقوقهم ومصيرهم ومؤسساتهم”، مشددًا على ضرورة توحيد الصفوف وخوض المعركة بشكل مبدئي وضمن إستراتيجية وطنية واحدة.
وأشار إلى أن العلاقة بين حكومة نتنياهو الحالية والإدارة الأميركية لن تكون في أفضل أحوالها، لافتًا إلى أنه رغم إدراك الإدارة الأميركية طبيعة برنامج الحكومة الإسرائيلية، فإنها لم تتخذ موقفًا جديًا سوى موقف لفظي ودعوات.
وأعرب منصور عن اعتقاده بأنه إذا لم تكن الإدارة الأميركية في موقف حازم تجاه الحكومة الإسرائيلية أو تلجم تطلعاتها وعدوانها تجاه الشعب الفلسطيني، فإن هذا سيهدد كل الاستقرار في المنطقة كلها.