تسهيلات مصرية لدخول الإيرانيين للسياحة.. هل بدأ التقارب بين القاهرة وإيران؟
أثار القرار المصري بمنح الإيرانيين تسهيلات لدخول البلاد، ضمن حزمة إجراءات لزيادة حركة السياحة الأجنبية الوافدة، تساؤلات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن القرار؛ بينها هل جاء نتيجة جهود تحسين الأجواء بين القاهرة وطهران؟
كانت وزارة الخارجية العراقية، قالت خلال وقت سابق، إن جهود تُبذل لتقريب وجهات النظر بين مصر وإيران، من جهة، والأردن وإيران من جهة ثانية.
وأبرمت السعودية وإيران برعاية صينية، اتفاق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد قطيعة اقتربت من العشر سنوات، وفي أعقاب الاتفاق رجحت تقارير أن يكون للاتفاق انعكاسات إيجابية على استقرار المنطقة التي تقف على صفيح ساخن منذ ما عرف إعلاميًا بثورات الربيع العربي العام 2010، فضلًا عن احتمالات حدوث عمليات تقارب أخرى بين إيران ودول عربية بينها مصر.
انعكاسات القرار
الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، يقول لـ”الرئيس نيوز”: “إصدار تسهيلات لدخول الإيرانيين البلاد خطوة كبيرة، ولا يمكن أن تمر سريعًا دون التوقف عندها، وهو قرار لا شك يعكس بشكل أو بأخر حالة من التفاهمات أو التقارب”.
لفت رجب إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران ممثلة في مكتب رعاية، وهو تمثيل دبلوماسي ظاهريًا ضعيف، لكن على الأرض من المؤكد أن الأجهزة السيادية في الدولتين على تواصل، وأن القاعدة الحاكمة بينهما هي رعاية كلا الدولتين مصالح الأخرى في المنطقة، وتجنب الاشتباك في نقاط التماس، مشيرًا إلى أن مصر وإيران متوافقتان إزاء الملف السوري.
وتابع: “إيران تحافظ على المصالح المصرية في البحر الأحمر وباب المندب، وتتجنب أي استفزاز لمصر في هذه المنطقة، لكونها تدرك أن القاهرة لن تقبل بالعبث باستقرار تلك المنطقتين الاستراتيجيتين، وكذلك مصر تعارض توجيه أي ضربات عسكرية ضد إيران، وترى أن ذلك التصرف سيؤدي إلى عواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة”.
ورجح رجب، حدوث خطوة فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الإيرانية، لكن لا أحد يمكن الجزم بهويتها.
قرار السياحة
وخلال وقت سابق، قال وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، إن السياحة الإيرانية الوافدة ستحصل على تأشيرات عند وصولهم إلى المطارات جنوبي سيناء، ضمن ضوابط وشروط معينة والتي منها أن يحصل السائح الإيراني القادم إلى مصر على تأشيرة، إن كان قادما ضمن مجموعات سياحية قادمة من نفس البلد.
كما تتضمن الشروط، حصول السياح الإيرانيين على التأشيرة من خلال مجموعات سياحية تنظم عبر شركات تنسق مسبقا مع الجانب المصري.
وكشف الوزير عن إصدار تأشيرة لمدة 5 سنوات متعددة الإستخدام “تم الاتفاق على أن تكون قيمتها 700 دولار، وسيتم الإعلان عن بدء تفعيلها قريبا”.
مواقف مصرية
يذكر أن مصر أجهضت خلال الفترة الأخيرة مساعٍ إسرائيل مدعومة من أمريكا، بتشكيل حلف شرق أوسطي لمواجهة إيران، وقالت القاهرة إنها لن تنخرط في أي أحلاف عسكرية موجهة ضد أحد، وهو الأمر الذي استحسنته إيران، ودعت مصر إلى طي صفحة الماضي وتدشين مرحلة جديدة في العلاقات، لكن القاهرة تتمهل في مثل هذه خطوات.
وترفض مصر سياسات إيران في المنطقة، وتدعوها على طول الطريق إلى احترام سياسة حسن الجوار، والتوقف عن التدخل في شؤون الدول العربية، والتوقف عن الاعتماد على المذهب الشيعي الإثني عشري في التمدد، ووقف سياسة تكوين ميليشيات مسلحة في الدول العربية واستخدامها كمراكز قوى، للضغط على الحكومات من جهة، وتنفيذ أجندتها من جهة أخرى.
وقالت تقارير إسرائيلية إن هناك حالة تخوف شديدة، في الداخل الإسرائيلي، من أن تقبل القاهرة على تقارب مع إيران على خلفية التقارب بين الرياض وطهران.
وبشأن التقارب مع إيران، فإن مصر تتبع سياسة التروي في مثل هذه أمور، وأن سياساتها الخارجية تقوم على محددات تتعلق بالأمن القومي الداخلي والأمن القومي العربي، ليست سياسات عاطفية أو مبنية على ردود الفعل غير المحسوبة.