الواجهة الرئيسيةتقارير

صحيفة أمريكية: إسرائيل تتعرض لمخاطر واضطرابات من الداخل…تقرير

تثير الاضطرابات الأخيرة في إسرائيل شعورًا قويًا بما يمكن تسميته “وهم الرؤية المستقبلية”، وفقًا لصحيفة “ميامي هيرالد” الأمريكية، وهي حالة مألوفة لدى جيل من الإسرائيليين الذين عاصروا حرب أكتوبر، ويتذكرها ذلك الجيل بوضوح مشيرين إليها باسم “تلك الأيام السوداء في أكتوبر 1973، عندما واجهت إسرائيل الهجوم المشترك للجيشين السوري والمصري وكان الضباط والمجندين الإسرائيليين يلتقون بشكل كئيب مع زملائهم من الطيارين الذين عادوا لتوهم من جبهات القتال الدامية، وعلموا من الذي قُتلوا، ومن الذين تم أسرهم على الجبهتين في مصر وسوريا، وجاءت أنباء عن أشخاص يعرفونهم باتوا في عداد المفقودين.

واليوم، بعد 50 عامًا، تتعرض إسرائيل إلى الهجوم مرة أخرى، ويشعر الإسرائيليون بنفس الشعور بالإلحاح، بخطر جسيم على دولتهم إلا أن الهجوم هذه المرة لا يأتي من الخارج بل من الداخل ويتمثل في الحكومة التي أتى بها بنيامين نتنياهو إلى السلطة، الذي فاز حزبه الليكود في الانتخابات في نوفمبر، وشكل ائتلافا مع شركاء كانت رؤيتهم لإسرائيل مثيرة للقلق: أحزاب الحريديم (الأرثوذكسية المتطرفة)، التي تريد أن تجلس النساء في مؤخرة الحافلة، بعيدًا عن الرجال.

وهناك من بين من وصلوا إلى السلطة في إسرائيل من لا يريدون للأطفال أن يتعلموا الرياضيات واللغة الإنجليزية، كما يدعو الحزب الديني الصهيوني إلى ضم الضفة الغربية، وبالتالي إقامة دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، حيث قد يصبح ملايين الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية وردًا على المذبحة التي قام بها المستوطنون الإسرائيليون في قرية فلسطينية، انتقاما لمقتل مستوطنين إسرائيليين، قال زعيم الحزب بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي: “كان يجب محو القرية من الوجود”. وكأن هذا لم يكن كافيًا، هناك وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، زعيم عوتسما يهوديت (القوة اليهودية) وتلميذ الحاخام العنصري مائير كاهانا، القاتل المدان والرجل الذي، في صيف عام 1995، حمل شعار سيارة رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، الكاديلاك وتفاخر قائلًا: “لقد حصلنا على شعار سيارة رابين وفي المرة القادمة يمكننا الحصول عليه”.

هؤلاء هم رفقاء نتنياهو، وكل واحد منهم يحتجزه كرهينة، لأنه مع الأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها في الكنيست، يمكنهم بسهولة الإطاحة بحكومته في أي لحظة ولكن المشكلة الرئيسية أو التهديد يأتي من حزب نتنياهو، الليكود، فهناك وزير العدل في حكومته، ياريف ليفين، أطلق للتو ما أسماه “إصلاح قضائي”، لكنه في جوهره ثورة دستورية، إذا تم تمريرها، ستضعف بشكل كبير من مكانة إسرائيل كدولة ديمقراطية. بادئ ذي بدء، إسرائيل هي واحدة من الدول النادرة التي ليس لديها دستور ولذلك، يمكن للكنيست تمرير أي قانون بأغلبية ولكن الآثار المترتبة على الشرائح الضعيفة في المجتمع – النساء والعرب – واضحة.

أدى سن “القوانين الأساسية” في عام 1990 إلى جعل هذا الأمر أكثر صعوبة بعض الشيء، لأن المحكمة الإسرائيلية العليا يمكنها أن تقرر أنه إذا كان قانون عادي يتعارض مع قانون أساس، فلا يمكن تمريره ولن يكون هذا هو الحال إذا كان لليفين ما يريد. إنه يدفع بقانون يسمح للكنيست بنقض قرار المحكمة العليا وهذه ليست سوى واحدة من الخطوات التي يتخذها ليفين وحلفاؤه لإضعاف المحكمة العليا – وهي مؤسسة تحظى بالاحترام على نطاق واسع، وستؤدي إلى تحطيم التوازن بين فروع السلطة الثلاثة.

ومضت الصحيفة الأمريكية بالقول: “ليس سرًا أن هذه الحملة الخاطفة على نظام الحكم في إسرائيل تهدف إلى خدمة نتنياهو، الذي يحاكم بثلاث تهم فساد خطيرة وبوجود حكومة مطلقة، وكنيست ذليل، ومحكمة عليا منزوعة الصلاحيات، يعتقد أنه يستطيع الإفلات من العدالة، إن حقيقة أن إسرائيل، خلال هذه العملية، لن تكون ديمقراطية بعد الآن، هو أقل ما يقلقه ولهذا هناك شعور لدى الجيل الأكبر سنًا من معاصري هزيمة إسرائيل في 1973 بنفس الشعور بالخطر، والتهديد، ولكن هذه المرة، تأتي المخاطر من الداخل.

زر الذهاب إلى الأعلى