تكنولوجيا واتصالات

مركز الإبتكار التطبيقي وتسخير طاقات التكنولوجيا لبناء غدٍ أفضل

أسست وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مركز الابتكار التطبيقي لتعزيز استخدام مجالات تكنولوجيا المعلومات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة فائقة الأداء وسلسلة الكتل وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة والروبوتات وشبكات الجيل الخامس وغيرها، من أجل تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الوطنية الرئيسية. كما يهدف المركز أيضًا إلى تنمية الطاقات البشرية ذات الكفاءة العالية وتطوير الخبرات المحلية عن طريق إشراك الشباب في مشاريع بحثية تطبيقية في مجالات تكنولوجيا المعلومات ومواكبة ضرورات النمو والاستدامة. يضم المركز نحو 65 خبيرًا متخصصًا في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

يشكل المركز حلقة وصل بين البحث العلمي والتطبيق العملي بما يعود بالنفع على المواطن والدولة من خلال إقامة شراكات مع كبرى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية المصرية والأجنبية. ويسعى المركز إلى تنفيذ مشاريع تستخدم أحدث التقنيات العالمية لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه المجتمع المصري في مجالات مختلفة، منها الرعاية الصحية والزراعة ومعالجة اللغات الطبيعية وإدارة الموارد والتخطيط الحضري وغيرها.

ففي مجال الرعاية الصحية عكف المركز بالتعاون مع جامعة الإسكندرية على تنفيذ مشروع لخدمة مرضى السكري من خلال بناء نظام متكامل للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري باستخدام آليات رقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في التقاط صور لقاع العين وتحليلها بدقة لاكتشاف العلامات المبكرة دون الحاجة إلى طبيب متخصص في قراءة الصورة. سيسهم هذا في تسريع عملية التشخيص والعلاج بشكل كبير مما يمنح المرضى فرصًا كبيرة للحفاظ على بصرهم. بناءً على النجاح التجريبي للمشروع والقدرة على التشخيص بنسبة دقة عالية تضاهي – بل وتفوق – النسب العالمية يقوم فريق العمل بالتوسع في تطبيق النظام في أنحاء الجمهورية.

وفى مجال الزراعة يعمل المركز بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية على تطوير نظام يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لإدارة استخدام الأراضي وترشيد استخدام المياه ومراقبة صحة المحاصيل باستخدام صور الأقمار الصناعية المنخفضة الدقة.

وفى مجال معالجة اللغات الطبيعية قام المركز بتطوير محركات رائدة للترجمة الآلية وتحويل النصوص إلى كلام منطوق والتعرف التلقائي على الكلام المنطوق باللغة العامية المصرية بلهجاتها المختلفة. يهدف هذا المشروع إلى استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول قادرة على فهم الجمل العامية المصرية وترجمتها إلى لغات أوروبية وأسيوية بنسبة دقة عالية وبالعكس إذ يمكن استخدام تطبيقات الترجمة الآلية الفورية في مجالات عديدة منها ترجمة البرامج الإعلامية والكتب والمقالات. هذا بالإضافة إلى تحويل الكلام المنطوق باللهجات العامية إلى نصوص مكتوبة مما يتيح الفرصة لاستخدام هذه الحلول في مجالات مختلفة مثل توثيق محاضر الاجتماعات. أحرز المركز أيضًا تقدمًا كبيرًا في تطوير التطبيقات القادرة على توليد الكلام المنطوق آليًا من نص مكتوب مما يمكن من استخدامها في البث الآلي للإعلانات والنشرات وإنتاج وسائل الإعلام والترفيه الرقمية.

ومن أجل دعم متطلبات الحوسبة للحلول التي يتم تطويرها في المركز فإن المركز يمتلك حاسبًا فائق القدرة مؤهلاً للتعامل مع التطبيقات العملاقة التي تتطلب قدرة حسابية فائقة وكمية بيانات ضخمة. هذا ويخطط المركز لزيادة قدرة الحوسبة خلال العام الحالي لتتماشى مع متطلبات قائمة مشاريعه المتزايدة.
إن الدور الحيوي لمركز الابتكار التطبيقي في استخدام أحدث تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير تطبيقات وحلول مبتكرة يسهم بشكلٍ فعّال في تسريع وتيرة التحول إلى مجتمع رقمي متكامل ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية بالإضافة إلى إثراء المهارات الرقمية وإعداد الكفاءات المتخصصة من خلال المشاركة في مشاريع بحثية تطبيقية. دُعي المركز بفضل إنجازاته باعتباره ممثلًا لمصر للانضمام إلى تحالف دولي يضم ممثلي ١٧ دولة رائدة في تطبيق تكنولوجيا المعلومات المتقدمة وبالأخص استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير ورفع كفاءة النظم والخدمات الحكومية.

زر الذهاب إلى الأعلى