الواجهة الرئيسيةمقالات

بدون احراج..هيرودوت فى مصر!!

الكاتب الكبير / سيد ابو اليزيد

عاد المؤرخ التاريخى اليونانى المعروف فى اليونان ب(هيرودوفا) وفى بلدنا ب(هيرودوت)مرة اخرى الى مصر ولكن بشكل واسلوب شيق جديد من خلال مؤلف علمى وثقافى للدكتورة ستاماتينا يوانيدو الملحق الاعلامى السابق للسفارة اليونانية بالقاهرة ليرصد اسرار لم يتم الكشف عنها عن سحر مصر الذى يخطف ويذهل عقول العالم من السياح والعاشقين لمتابعة تاريخ وحضارة  ام الدنيا

ولان المؤلفة اليونانية عاشت بين المصريين فترة من الزمن وعاصرت احدث ثورة شعبية فى 30 يونيو قادت البلاد الى (الجمهورية) الجديدة وتعرضت للحياة الاجتماعية فى مصر فقد حرصت على ربط الماضى بالحاضر من خلال كتابها (هيرودوت فى مصر) والذى سيتم مناقشته فى كل من باريس بفرنسا وسفارتنا باليونان خلال الاشهر القادمة

وقبل ان نتناول ما يتضمنه الكتاب الذى يتضمن كنوز معرفية عن اجواء السحر الخلاب لطبيعة وتعاملات المصريين مع ضيوفهم مما كان له الاثر البالغ فى اهتمامات كل من يزورها لالقاء انطباعاته وشغفه باهل مصر على اسرهم واصدقائهم وهو ما يقودنا الى اهمية تشجيع (السياحة الشعبية)باعتبارها اقوى دعاية من الاعلانات التى يتم انفاق الملايين عليهابما يستلزم ضرورة تربية تلاميذنا الصغار على طرق المعاملة الحضارية لضيوفنا من السياح من خلال طرح مناهج لهم بجانب التصدى بكل قوة للمستغلين للاجانب مع الاهتمام بنظافة شوارعنا

واجبرت المعاملة الطيبة للمصريين للمؤلفة اليونانية تينا والحاصلة على الدكتوراه فى الصحافة من جامعة بوسطن وزيارتها المتعددة للاماكن التراثية والتاريخية بكل من خان الخليلى والمساجد القديمة فى مصر الاسلامية واسواق الفسطاط والازهر والحسين والسيدة زينب على تناول هذه الاماكن بعدسة كاميرتها واقامة المعارض الثقافية بالخارج لطرح تفاصيل فنيات صورها التى تتضمن الاماكن الخلابة بمصر

وتنطلق مؤلفة كتاب هيرودوت فى مصر بالفصول الاولى من مؤلفها بتناول المقولة الشهيرة للمؤرخ اليونانى الشهير بان مصر هبة النيل وقناعتها بان مياهه سوف تتدفق دوما ودون توقف بعروق ارضها ولن تجف ابدا مهما كانت التحديات وان حقوقها المائية مضمونة ولا خوف عليها وشعبها لن يحزنون

وتستعرض المؤلفة اليونانية فى مؤلفها الجديد الذى يتناول رحلة هيرودوت الى مصر بالقرن الخامس قبل الميلاد ماتناوله فى 23 سطرا عن بناء المصريون القدماء لاجمل قارب نهرى فى العالم ومعروف باسم (باريس )وقدراتهم الفائقة فى التشكيلات المتنوعة لبناء القوارب استنادا الى تمتعهم بنهر عظيم وخالد كانوا يقدسونه ويحافظون على نظافته باعتباره هبة الحياة وضمان جودتها

وفى الوقت الذى لم يكن العالم يدرك كيفية شحن بضائعهم عبر الممرات المائية كان المصريون القدماء اول من اقدموا على انتاج مراكب شحن البضائع ..ولعدة قرون تجادل العلماء بشان رواية هيرودوت عن بناء المصريون القدماء لقوارب الشحن عبر النيل وان شهادته خلت من اى دليل مادى او اثرى الا انه ظهرت مؤخرا الادلة بعدما توصلت جامعة اكسفورد الى حطام محفوظ بعناية تامة فى المياه المحيطة بمدينة هرقليون المصرية الغارقة والتى تقع على عمق نحو 10 امتار تحت سطح الماء بالقرب من شاطىء ابو قيربالاسكندرية

رصد المؤلف الجديد لاكتشاف هيرودوت مصر من منظوره الشخصى بعض من الاسرار والوقائع خلال رحلته من شمال الوادى الى جنوبه ومنهااقدم عملية ارسال جواسيس فى مهمة دبلوماسية بريئة المظهر وهى الحكاية التى رواها كهنة آمون له عندما غزا الملك الفارسى قمبيز مصر حيث ارسل وفدا من اكلى السمك للحبشة ومعهم عدد من الهدايا غير ان مهمتهم الحقيقية كانت مخابراتية بحتة وكان المطلوب منهم الحصول على معلومات عن طبيعة الارض ونظام الحكم فى الحبشة تمهيدا لغزوها ولكن ملك الحبشة فطن للامر وردهم فى لطف

ومن المعروف فى ذلك الوقت ان اكلى السمك كانوا من الاشخاص المغامرون الذين لايتورعون عن فعل اى شىء باعتبارهم رجال المهمات الاستخباراتية الخاصة بلغة هذه الايام وهو الاصل التاريخى للمصطلح الشهير الذى نستخدمه حاليا ان فلانا (مقطع السمكة وديلها)!!

زر الذهاب إلى الأعلى