حديث في الفن والسياسة و”العروبة”.. وهاني في البحرين

الكاتب الكبير / السيد البابلي
ذهب الفنان الكبير هاني شاكر إلي مملكة البحرين لإحياء إحدي الحفلات الغنائية.. وتعرض مطربنا لحادث نصب من أحد المتعهدين الذي هرب قبل الحفل ولم يمنح المطرب وفرقته الأجر المتفق عليه.. واضطر هاني شاكر احترامًا لاسمه وفنه وجمهوره أن يذهب للحفل ويعلن للجمهور أنه تعرض للنصب ولم يحصل علي أجره ولكن ذلك لن يمنعه من الغناء.. وصفق الجمهور البحريني لهاني مقدرًا موقفه ومتعاطفًا معه ومشيدًا بما اتخذه من قرار الحضور والغناء لهم.
وكتبت إعلامية كويتية علي “تويتر” تشرح ما حدث.. وسارعت وزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي إلي طلب إجراء تحقيق عاجل في الواقعة رغم أن متعهد الحفل ليس بحرينيًا ولكن الوزيرة الشابة الغيورة علي سمعة بلادها رأت أن الأمر يتعلق بواقعة جرت علي الأراضي البحرينية وأن العدالة في البحرين هي كل لا يتجزأ وأن حق الفنان محفوظ ولا تنازل عن الحصول علي حقه.
وصحيح أن القضية انتهت بسرعة بتعهد المتعهد بسداد باقي المستحقات.. وصحيح أن سفير مصر في البحرين ياسر شعبان تابع وساند المطرب الكبير في تجاوز المشكلة.. ولكن الأهم من حصول هاني شاكر علي أجره هو الحب الكبير والاهتمام علي كل المستويات في مملكة البحرين بالفن المصري وتقدير رموزه والحرص علي أن تظل الصورة جميلة في كل الأذهان وأن يكون الحوار دائمًا في كل القضايا هو حوار الأخوة القائم علي المحبة والاحترام.. حوار التناغم والتكامل.. حوار الفن الجميل الذي يترجم حوار السياسة بكل أبعاده ومعانيه.
وإذا كان الفن هو لغة الحوار الراقية.. وإذا كان الفن هو سفير مصر وقوتها الناعمة في العالم العربي فإن ما حدث في مملكة البحرين كان انعكاسًا لعلاقات مميزة بالغة الدفء والقوة بين مملكة حضارية فريدة من نوعها يقودها ملك بدأ حكمه بأكبر مشروع إصلاحي شهدته البحرين.. وهو ملك يحمل كل الحب والتقدير لمصر ودورها.. فالملك حمد بن عيسي آل خليفة الذي تربطه علاقات قوية للغاية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وواحد من الذين وقفوا إلي جانب مصر في كل المواقف والأزمات حريصًا ومشيدًا ومؤكدًا أهمية أن تظل مصر قوية حصنًا ودرعًا وسيفًا للأمة العربية كلها.
*
وعندما نتحدث عن قيمة الفن في تدعيم معاني “العروبة” والتواصل بين الشعوب العربية وتحقيق التقارب والتفاهم الثقافي والفكري. فإننا ندعو في ذلك إلي التوظيف الجيد لكتائب مصر من قوتها الناعمة في شتي المجالات في زيارات ولقاءات عربية لإبراز معالم التغيير في مصر وإيضاح وتوضيح الصورة الحقيقية عن المجتمع المصري الذي لا تتوقف أخباره عند الأزمات الاقتصادية والمعاناة الحياتية وإنما تتعدي ذلك إلي إبداعات وإنجازات في كل المجالات.. فنحن أمة يخرج فيها الإبداع من رحم المعاناة. ونحن أمة لا تتوقف عن العطاء.. ونحن أمة تملك إرادة التحدي وحب الحياة.. نحن أمة وجدت وخلقت لتقود لا لأن تقاد.. ونحن أمة نؤمن بالعروبة قدرًا ومصيرًا.. وحدودنا مفتوحة لكل الأشقاء.. وبيوتنا تستقبلهم في حب وترحاب. فمن أتي إلينا فهو آمن.. ومن عاش بين ظهرانينا فهو أخ وشقيق.. ولا يوجد في قاموسنا كلمة لاجئين أو نازحين.. وإنما الكل في دار واحدة للأمن والأمان والاستقرار في إطار النسيج الاجتماعي المصري القوي الذي يستوعب الجميع ويحمي حقوق الجميع.
*
ومن حديث السياسة والفن والعروبة الحية والباقية إلي حديث عن الذين يريدون تشويه تاريخنا والتشكيك في وقائعه وقادته ورموزه.. وشبكة “نتفليكس” التي تحاول تشويه صورة ملكة مصر “كليوباترا”.. ومن قبلها كانت هناك سلسلة حلقات للقناة التليفزيونية “إتش. بي. أو” تحت عنوان “روما” وفيها افتراءات أيضًا علي كليوباترا وتصويرها بشكل لا يليق.
وهذه المحاولات المستمرة للمساس بتاريخنا.. بماضينا والتشكيك في الأصل والجذور والأجداد لا تأتي من فراغ أو من قبيل المصادفة.. فماضينا يقلقهم وحضارتنا تزعجهم.. وهم يريدون كتابة تاريخ جديد وصناعة تاريخ جديد وأنهم يريدون القضاء علي الجذور. علي مكامن ومصادر القوة والاعتزاز في التاريخ والتراث.. يريدون خلق حضارة جديدة.. حضارة تدعم اتجاهات وأفكار “المثليين” وتهدم وتقوض أركان المجتمعات التقليدية العريقة.. هم يريدونها فوضي في المفاهيم والتشكيك في كل الثوابت حتي يقدموا لنا أسوأ البدائل.. وأسوأ الخيارات..!
*
ولم يكن غريبًا في ظل هذا الانحدار في التآمر.. والانحدار في المفاهيم أن نصل إلي مرحلة الانحدار في الفيروسات أيضًا. وأن نسمع عن فيروس جديد مدمر ناجم عن “إنفلونزا الكلاب” بعد انفلونزا الطيور..!
والفيروس الجديد الذي يتحدثون عن مخاوف من انتشاره هو فيروس كما يقول العلماء قد تطور بشكل كبير وأنه في اتجاه امتلاكه قدرة عالية من إصابة الناس بالانتقال من الكلاب إلي البشر..!
والفيروس الجديد لا نعتقد أنه سيكون مخيفًا أو أنه سيبقي بلا علاج سريع.. لأن الكلاب لا يمكن الاستغناء عنها.. ولن يقبلوا التضحية “بكلابهم” أبدًا. فهي عندهم أهم أحيانًا من الإنسان..!
*
والناس خرجت من إجازة طويلة لتبدأ في البحث والحديث عن الاجازات القادمة.. وكم سيكون عدد أيام اجازة عيد الأضحي القادمة.. الناس تريد أن تقبض في الشهر عشر مرات.. ولا تعمل في الشهر عشرة أيام..!
*
وحملة في بعض المحافظات قد بدأت ضد انتشار “التكاتك” وتعديها الحدود واقتحامها للمدن والمناطق الحيوية.. والحملة بدأت بشكل خاص في محافظة الجيزة.. والحملات لن تحقق نجاحًا يذكر.. فالتكاتك أصبحت تسير علي الطرق السريعة وفي طريق مصر الإسكندرية الزراعي تسير أيضًا في الاتجاه المعاكس ويقودها أطفال صغار.. “التكاتك” لغة وحلت علينا وتحولت لأسلوب حياة ومصدر للرزق.. وكل المطلوب الآن تنظيم عملها ومساراتها.. اما التخلص منها فهذا من رابع المستحيلات..!
*
… وأخيرًا:
ليس هناك أصعب
من أن تجد شخصًا.. ليس من حقك أن تحبه.
*
وليس خطؤك أن تولد فقيرًا
ولكن خطؤك أن تموت فقيرًا
*
والذي يسيء استغلال الوقت
هو أول من يشتكي من قصره
*
وليت ما في القلوب يري