دراسة إسرائيلية : قلق تل أبيب من فرص التقارب المصري الإيراني؟..تقرير
وسط تكهنات بتقارب مصري إيراني، أصدر معهد الأمن القومي الإسرائيلي INSS دراسة بحثية تكشف عن عدد من الأخطار التي ستهدد تل أبيب بعد أن تنهي مصر وإيران أكثر من 40 عاما من القطيعة بينهما.
ووفق موقع “روسيا اليوم”، كشفت الدراسة التي نشرها المعهد على موقعه الإلكتروني، مصالح كل من الطرفين (القاهرة وطهران) في تحسين العلاقات بينهما وعن العوائق القائمة وتأثيراتها على إسرائيل.
وفق معهد الأمن القومي الإسرائيلي، زعمت دراسة، الباحثان أوفير وينتر وراز تسميت، إن مصر وإيران ناقشا مؤخرا إمكانية تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما لأول مرة منذ عام 1979، حيث تخدم تلك الخطوة التاريخية المصالح المتنوعة للبلدين، لكنها ما تزال خاضعة للتحفظات خاصة من القاهرة.
وحسب الدراسة، تدرس مصر طبيعة التغيير الذي حدث في السلوك الإيراني بعد التطبيع مع السعودية في أبريل 2023، وهي تراقب مواقف دول الخليج والولايات المتحدة من تحركاتها المقبلة.
وأضافت أن نجاح التطبيع بين القاهرة وطهران لن يكون بالضرورة ضارا بشكل كبير لإسرائيل لأنه يمكن أن يخدم المصالح الإسرائيلية الحيوية، السياسية والأمنية والاقتصادية، لكن بالرغم من ذلك، يجب على تل أبيب أن تصوغ موقفا تجاهها في ضوء تفاصيلها الدقيقة وأن تجري حوارا مع القاهرة وحلفائها ومع واشنطن في محاولة للتأثير.
وأوضحت الدراسة أن هناك أخبارا وتقديرات انتشرت في الأشهر الأخيرة بشأن تطبيع وشيك بين إيران ومصر بعد عقود من القطيعة، حيث أفادت الأنباء في يونيو 2023 أن البلدين توصلا إلى اتفاق مبدئي بشأن تشكيل لجنة مشتركة لمناقشة تجديد العلاقات والتنسيق الأمني بينهما. ومن المتوقع أن يشمل التطبيع إقامة علاقات دبلوماسية كاملة ورفع مستوى المصالح في البلدين إلى سفارات، فضلا عن عقد اجتماع قمة بمشاركة وزراء الخارجية أو الرؤساء.
كما أعرب المرشد الإيراني، علي خامنئي، وعدد من كبار المسؤولين في حكومته علنًا عن أملهم في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في حين ظلت مصر صامتة نسبيا حتى الآن.
وفي إشارة نادرة للتقارير، صرح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن هذه “تكهنات”، لكنه أضاف أن مصر تتابع عمليات التطبيع بين إيران ودول الخليج ولا تستبعد حدوث تغيير في تحسن العلاقات.
وتقول الدراسة إن الانفتاح الإيراني-المصري يأتي خلال فترة “انفراج إقليمي”، أبرزها تجديد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في أبريل الماضي، كما رحبت القاهرة بالتطبيع السعودي الإيراني، لكنها لا تزال تدرس ما إذا كانت هذه الخطوة ستؤثر على سياسة إيران في مجموعة متنوعة من القضايا الإقليمية.
وتقول الدراسة إن الذوبان في جليد العلاقات الذي يتضح الآن، هو نتيجة المحادثات التي جرت في العامين الماضيين وتضمنت محادثة بين السيسي ووزير الخارجية الإيراني، على هامش مؤتمر دولي عقد في بغداد في أغسطس 2021، فضلا عن لقاء آخر بين الطرفين من خلال مدير المخابرات المصرية ونائب رئيس إيران في نوفمبر 2022 ومحادثات بين وفود استخباراتية من البلدين. وتسارعت وتيرة الحوار بين الطرفين منذ أبريل الماضي عقب تجديد العلاقات بين إيران والسعودية، كما تجرى سلطنة عمان والعراق وساطة لتقريب وجهات النظر وتحسين العلاقات بين القاهرة وطهران.
وعن سيناريوهات التهديد الإضافية لإسرائيل، التي قد تنشأ عن التقارب المصري الإيراني، قالت الدراسة إن مرور السفن الإيرانية عبر قناة السويس سيعزز موطئ القدم الإيراني في قطاع غزة، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بتل أبيب بالإضافة لإحداث شرخ في التنسيق الأمني بين تل أبيب والقاهرة.
وختمت الدراسة توصياتها بتقديم النصيحة لإسرائيل بعدم معارضة أي تطبيع مصري-إيراني تلقائيا، وإنما ينبغي أن تسعى إلى جعل محتواه يتماشى مع المصالح الإسرائيلية. ولهذه الغاية، يجب على تل أبيب، بحسب الدراسة، أن تجري حوارا مع القاهرة، وكذلك مع واشنطن وأصدقائها الخليجيين في محاولة لتشكيل اتجاهات الانفراج الإقليمي، وحتى الاندماج فيها قدر الإمكان.
حكيمة ورشيدة
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، خلال وقت سابق، إن بلاده “ترحب بالمبادرات التي تهدف إلى توسيع العلاقات بين طهران والقاهرة”، وأكد “ليست هناك أي مشكلة ثنائية بين البلدين”.
أضاف عبداللهيان، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أن زيارة سلطان عُمان، هيثم بن طارق، إلى إيران “كان الهدف منها هو الرد على زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي التي جرت خلال العام الماضي للسلطنة”.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى زيارة سلطان عمان إلى مصر التي سبقت زيارته لإيران، وقال: “عندما تبلغ كبار المسؤولين الإيرانيين أنباء عن محادثاته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول تحسين العلاقات مع إيران، فقد تم التأكيد على أنه ليست هناك أي مشكلة ثنائية بين البلدين، فضلا عن المواقف الحكيمة والصحيحة لرئيس جمهورية مصر حيال تطورات السنوات الأخيرة في المنطقة ولاسيما مكافحة (داعش) وملف سوريا”.
أضاف عبد اللهيان أن “إيران ترحب بالمبادرات التي تهدف إلى توسيع العلاقات بين طهران والقاهرة، وذلك بالشكل الذي يعود بالفائدة على مصالح البلدين”.
يذكر أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، كان أعرب عن ترحيبه بما وصفها بـ”رغبة مصر” في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع بلاده، وذلك خلال لقائه سلطان عُمان في إيران، الاثنين.
وفي سلسلة تغريدات نُشرت عبر حساب خامنئي على تويتر بعد لقائه سلطان عُمان، قال المرشد الإيراني: “نعتقد أن تنمية العلاقات بين إيران وعُمان في المجالات كافة تصب في مصلحة كلا الطرفين. إن رفع مستوى التعاون بين البلدين مهم لأن كليهما يشتركان في معبر مضيق هرمز المائي المهم جدا”.
وأردف المرشد الإيراني قائلا: “نرحب برغبة مصر في استئناف العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ولا مشكلة لدينا في هذا الصدد”.