مقالات

مصر أكبر من الوصف والاختصار  !!

الكاتب / يسري السيد

لا يمكن اختصار مصر في زمان أو مكان وباختصار مصر أكبر من الاختصار، وتستعصى حتى على الوصف.. وحتى لا يظن البعض أن كلامي من الجمل الانشائية أو البلاغة اللفظية.. تكون اجابات بعض الأسئلة التى أطرحها خير دليل مثل : 

هل يمكن حصر ووصف الحقب الزمنيه التى مرت بها مصر وصنعت فيها أسس ومرتكزات الحضارات الانسانيه بل ووصلت فيها الى ما نعجز على اللحاق به الأن رغم التقدم الذى يسود العالم الآن ؟!

هل يمكن اختصار مصر فى القاهره الحديثه أو القاهره الاسلاميه أو الجيزه الحديثه أو الجيزه الفرعونيه ، فى الصعيد أم وجه بحرى فى الصحارى أو الحضر ، الآثار الفرعونيه أم الرومانيه أو القبطيه أم الاسلأميه ، من المزارات الدينيه  يهوديه ان كانت أو مسيحيه أو اسلأميه أم السياحيه الثقافيه  منها أم الترفيهيه  .
الم أقل لكم مصر أكبر من الاختصار وتستعصى على الوصف، أكبر من أن تقول مصر الفرعونيه أو مصر القبطيه أو مصر الاسلاميه … ولان مصر كل ما سبق ذكره ومالم يذكر ، أقول مصر كبيره قوى وللأسف  لا يعرف البعض قدرها سواء من أهلها أو من حولها ،  ويأتى الرد سريعا ، ينفق البعض فى أماكن كثيره من العالم  المليارات من أجل صنع مناسبه أو ماشابه ، وفى مصر الأمر مختلف ، الوفره الكثيره فى البشر ورموزههم  والأماكن  وتعددها ، والتخصصات المتعدده تجعل أى صانع قرار فى حيره من الوفره والكثره ، وليس  من القله والندره ، ومع ذلك كشيم الحضارات العظيمه تستوعب وتحتضن وتفرد غطاء رعايتها لكل من حولها ومن شرب من نيلها ، فمن عاش بها مخلصا لترابها صار من أهلها وجرى فى عروقه ماء نيلها ..
اقول ذلك  بمناسبه متابعتى لحدثين فى الأيام الماضيه يوضحان ما اشير اليه  بدرجه ما 
•المناسبه الأولى افتتاح المهرجان القومى للمسرح المصرى ، وتوقفت فيه عند ملاحظات عابره منها ..
•عند دخولك بهو الأوبرا المصريه والمسرح الكبير تشعر بمهابه كبيرة وفخر بأنك تنتمى الى هذا المكان ، والمساله ليست فى بنيان حديث قد يبنى مثله وأفضل منه فى أى مكان فى العالم ولكن ما أتوقف عنده الروح التى تسكن هذا المكان ، الروح التى عزفت وغنت وأنشدت وشخصت وأبدعت وكتبت ولحنت وأخرجت وصنعت هذا التراث الضخم الذى لم يصل منه الا أقل القليل، ومع ذلك لا نتيه وحدنا به فخرا ولكن تتيه به البشريه معنا ويسكن فى وجدانها وينبت على مرتكزاته ما نراه الآن فى كل مكان 
•أثناء  اللقاء مع د. نيفين الكيلانى وزيره الثقافه قبل الافتتاح استقبلتنى  فى طريقى اليها فى مكتب د . خالد داغر رئيس دار الأوبرا عشرات الصور من رموز الموسيقى ومؤسسي الأوبرا و للدرجه التى جعلتنى أتوقف عند كل رمز منهم  ، منحنيا وممتنا على ماقدموه ، وأستكملت الحوار مع الوزيره فى أهميه النزول للناس وشددت على يدها لايمانها بهذه الدعوه  من جهة ، ولرؤيتها فى تطوير أدوات العمل الثقافى من جهة اخرى 
وعند توجهى الى المحطات التاليه أدركت حجم المعاناه التى واجهها الفنان محمد رياض رئيس المهرجان واللجنه العليا للمهرجان فى الاختيار من بين الوفره الابداعيه فى كافه المجالات وهنا تأتى الصعوبه الكبيره التى تجعلهم فى حيره بالغه .. من نختار لاطلاق اسمه على الدوره الحاليه للمهرجان ولدينا مئات الاسماء بيننا والاف الألاف ممن رحلوا باجسادهم فقط وأعمالهم تزرع البهجه والابداع فينا كل طلعه شمس ؟ ، كيف نختار المكرمين من الالاف من النجوم والمبدعين وكل منهم يحتاج وحده لمهرجان وليس تكريم أو درع ، من نختار من المتحدثين ، من نختار من الكتاب ، من نختار لحضور حفل الافتتاح ؟
•المحطه الثانيه التى توقفت عندها هو اختيار واطلاق اسم الزعيم عادل أمام  على هذه الدوره لما له من دلالات كثيره ، فى مقدمتها انه عبر عن تحولات المجتمع المصرى بروح مصريه خالصه وبجرأة كبيره  ، وساعده فى ذلك مجموعه متميزة من رموز الابداع فى مصر فى مقدمتهم الكاتب  وحيد حامد وأخيرا لمشواره الفني الممتد على مدار 60 عاما والذى جعله واحدا من أبرز نجوم مصر والوطن العربي
•وتأتى المحطه الثانيه وهو اختيار 10 من المكرمين  من بين الاف الألاف  الذين يستحقون التكريم  ، على أيه حال وجدتنى أحى من مقعدى كل من صعد للتكريم وشعرت انه تكريم لكل ماهو مصرى وانسانى وأقولها بعلو صوتى شكرا لكم يامن أسعدتمونا ، أقصد صلاح عبدالله، رياض الخولي، خالد الصاوي، محمد محمود، محمد أبو داود، أحمد فؤاد سليم، رشدي الشامي، سامي عبدالحليم  ومصممة الديكور نهى برادة، والكاتب الكبير محمد السيد عيد. 
ومن الافتتاح الى العروض والندوات .. كل شئ يدعو للفرح  ويؤكد ان مصر كبيره قوى ..ولا يمكن اختصار مصر فى شخص أو زمان أو مكان..وباختصار مصر أكبر من  الاختصار  وتستعصى حتى على الوصف ..
•الحدث الثانى هو مهرجان العلمين الجديدة، وهو المهرجان الذى أعتبره احتفاء بميلاد واحده من أكبر المدن التى ولدت عملاقه من جهة ومن جهة ثانيه ان مصر هى قبلة العرب والجميع  ومن جهة ثالثه ان العلمين نموذج بأن كل شبر فى مصر مبهر ومسرح ربانى لايحتاج الى ديكورات بشريه … بجد مصر جميله وهو ما يثير حسد الحساد  ، اننا فى لمحه نصنع ما ينفق عليه البعض السنوات والمليارات ولا ينجحون ، لان ثروتنا الحقيقيه فى البشر والارض والحجر ، فى الزمان والتاريخ والمكان الذى صنعه أهلها بروحهم قبل ان يكون بدمائهم 
والعلمين الجديده  اشاره الى خروج الاسكندريه العريقه  من جدرانها التى شيدها  الاسكندر  الاكبر الى العلمين لنضيف عمقا حضاريا حداثيا الى ذكرى معركه العلمين الشهيره …هنا يغنى  نجوم الغناء من مصر و العرب والعالم ممن لهم حضور بين الشباب فى 11 حفلا  وفى حضور مليون زائر من جميع أنحاء الوطن العربي، مع العديد من الفعاليات الفنية والرياضية والثقافية معارض وعروض ترفيهية مختلفة ، بجانب مشاركة فرق واتحادات دولية لرياضات مختلفة في أحداث المهرجان الرياضية.
•رصدت فقط حدثين فما بالكم بمئات المهرجانات والمؤتمرات والاف الألاف من الندوات الرسميه  وغير الرسميه ولقاءات المقاهى والصالونات 
•ألم أقل لكم ان مصر كبيره قوى ..ولا يمكن اختصار مصر فى شخص أو زمان أو مكان..وباختصار مصر أكبر من  الاختصار  وتستعصى حتى على الوصف ..!!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى