مقالات

التوازن البيئى

الكاتب أ / يسري السيد

زلازل.. أعاصير.. فيضانات.. حرائق غابات.. أوبئة وغيرها من الظواهر الطبيعية يعيشها الانسان منذ خلقه الله.. وطبعا كان لها أسبابها التى توصل العلم الحديث الى بعضها ولم يتوصل الى الكثير منها. 
> لكن هل للانسان دخل فيها؟
فى الماضى تكون الاجابة بالنفى هى الأوضح والأسرع لكن فى العصر الحديث يكون للانسان ونشاطه أسباب اضافية للأسباب الأصلية، سواء كانت بحسن نية أو بسوء نية واذا كان لادخل لنا بالأسباب الطبيعية، فالمسئولية بالطبع نتحملها جميعا على الأسباب التى نخلقها وتؤدى الى الاختلال البيئى ونقف جميعا فى موقف المتفرج على من يذهبون بنا الى الهاوية. 
> ومن باب التبسيط والتسطيح وعلى سبيل المثال خلق الله الفئران والقطط، القطط تأكل الفئران بقدر، فيحدث التوازن البيئى الذى أراده الخالق للأرض، فاذا قتلنا القطط توالدت الفئران ولا تجد من يحد من تواجدها، وبالتالى تنتشر الأمراض التى تنقلها.. وهكذا كان للتدخل البشرى دور فى الخلل البيئى الذى حدده الخالق حين خلق القطط والفئران بقدر وبدقة، فلا نلومن إلا أنفسنا أذا قتلنا القطط فهاجمتنا الفئران!!
> واذا كان معدل ارتفاع درجات الحرارة قد حدده الخالق بدقة وأدى ذلك الى توزيع الاقاليم المناخية على سطح الأرض من المناطق الاستوائية حيث تتعامد الشمس بدرجة حرارتها المرتفعة إلى المناطق القطبية حيث درجات الحرارة أقل من الصفر فتنشأ الجبال الجليدية.. فأذا تدخل الانسان بأنشطته الصناعية خلق الاحتباس الحرارى وتحولت الارض إلى صوبة حرارية،  فليس غريبا ان تنصهر الجبال الجليدية فترتفع المياه فى البحار والمحيطات لتنشأ الفيضانات والأعاصير، ولذلك يحذر الخبراء من تعرض أفريقيا فى السنوات القادمة للمزيد من مواسم الجفاف والفيضانات والأعاصير بسبب التقلبات المناخية الناتجة عن التلوث الصناعي.
وحذرت الأمم المتحدة بأن الاحتباس الحرارى سيتسبب- إن لم تتم السيطرة عليه- حتى العام 2100 فى اضطرابات قصوى واختلال هائل فى الأحوال الجوية، وكوارث طبيعية تشمل موجات حر مميتة وجفافا طويلا وفيضانات جارفة وأعاصير أكثر تدميرا واختفاء مناطق مناخية من الأرض.
نقول كمان عما نفعله بنفسنا، كلنا مخطئون، لكن النتيجة واحدة، تتعدد الأسباب والمصير المحتوم واحد، سنذهب بحمقنا إلى النهاية المحتومة. 
> مثلا تنشأ الغالبية العظمى من الزلازل بسبب حركة ونشاط الصفائح التكتونية أسفل القشرة الارضية، وللتوضيح البسيط تخيلوا قارة أفريقيا أو أوروبا مثلا تقف على قطعة من الصفيح، وهذه القطعة من الصفيح بها شقوق طولية وعرضية فماذا يحدث لو حدث ضغط على جانب من هذه الشقوق، بالطبع سينزل الجانب الذى تعرض للضغط أو للثقل الشديد مما يؤدى الى حركة قد تكون عنيفة أو قليلة على حسب حجم الضغط أو الثقل من جهة ومدى عمق الشرخ من جانب آخر، يعنى سينخفض جانب ويصبح الجانب الآخر مرتفعا بالنسبة له بعد انخفاضه، وبالتالى ستتهاوى مدن ويدفن بشر وتنجو مدن وآخرون. 
هذه هى الأسباب الطبيعية، لكن الجديد ان بعض الدراسات الجيولوجية تؤكد ان نشاطات بشرية قد تكون أسبابا اضافية لزيادة النشاط الزلزالي. 
> مثلا التفجيرات النووية فى قاع المحيطات يعرف الكل وفى مقدمتهم من يقوم بها انها تؤدى إلى تشققات فى القشرة الارضية لتضاف الى الشقوق الاصلية الموجودة وبالتالى تزيد الاسباب التى تنشأ بسببها الزلازل والبراكين، فضلا عن تدمير البيئة البحرية ذاتها بالاضافة لآثار كثيرة أخرى ومع ذلك يفعلونها. 
> بعض البرامج العلمية التى يختلط فيها الخيال بالواقع من جهة، وتكون نوعا من الحروب النفسية من جانب بعض القوى الكبرى فى حرب الصراع على القمه والسيطرة لابد ان يكون لها ظل من الحقيقة.. ففى ظل أوجاعنا على الاشقاء فى المغرب وليبيا وآلاف الضحايا يبدأ تسريب أخبار عن برنامج سرى علمى أمريكى يفتعل الكوارث الطبيعية اسمه هارب، وينسب اصحاب نظرية المؤامرة إلى هذا البرنامج سبب زلزال المغرب والعاصفة دانيال فى ليبيا وحرائق غابات الجزائر وفيضانات اليونان، ويؤكدون ان هذه الظواهر الطبيعية مصطنعة أو حدثت بفعل فاعل.
«هارب»
و«هارب» برنامج علمى أمريكى متخصص فى دراسة الغلاف الأيوني، بافتعال الزلزال وأطلق عليه البعض «سلاح هارب» أو برنامج الشفق القطبى النشط عالى التردد، وتم إنشاءه فى المنشآت العسكرية فى جاكونا ولاية ألاسكا، ويحتوى على 180 هوائيا موزعة على مساحة 14 هكتارا، تنبعث منها موجات لاسلكية عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوى السفلى للأرض بغرض تحليل وتطوير تكنولوجيا المجال الأيونى لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة وللتحكم فى المناخ من خلال إنشاء أشعة صغيرة الحجم مثل تلك التى تنتجها الطبيعة.
فى حين ينفى بعض الخبراء ذلك لأن أعماق الزلازل أكبر بكثير من العمق الذى تصل اليه هذه الموجات، بالاضافة ان الواقع يقول أيضا ان الحرائق والأعاصير تهاجم العديد من بلدان الغرب وفى مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية ذاتها، ولا يعقل ان يكونوا هم السبب فيها.
لكن ردود أصحاب نظرية المؤامرة جاهزة ومتعددة، ومنها ان ما يحدث فى الغرب قد يكون بسبب نتائج طبيعية لظواهر طبيعية أو لأسباب بشرية عامة تعانى منها الكرة الارضية كلها، لكن ما حدث فى فيروس كورونا وبعض الأمراض البيولوجية المعروف مصدر تخليقها واخفاء الأدوية الحديثة المكتشفة لعلاج بعض الامراض الخطيرة مثل السرطان حتى تظل المصانع الامريكية والغربية مستمرة فى إنتاج الأدوية يؤكد نظرية المؤامرة.. وأزيدكم من الشعر بيتا كما يقول المثل العربى الشهير أخشى ما أخشاه الآن من تصرف أحمق هنا أو هناك قد يؤدى إلى فناء البشرية كلها وبضغطة زر.

زر الذهاب إلى الأعلى