احتفت صحيفة كانبيرا تايمز الأسترالية بقرب استقبال عدد من التماثيل المصرية القديمة الضخمة من بين مئات القطع الأثرية المصرية القديمة المقرر عروضها في عدد من المدن الأسترالية، ومن بين الكنوز المصرية القديمة المعروضة في المعرض الشتوي الوطني في فيكتوريا قبضة حجرية ضخمة وتزن اليد المصنوعة من الجرانيت الأحمر ما يقرب من طن ونصف طن، وكانت جزءًا من ركبة تمثال ضخم لرمسيس الثاني، أحد أشهر حكام مصر القديمة وكان لرمسيس الثاني العديد من الزوجات، وأنجب ما لا يقل عن 80 طفلًا، وشيد لنفسه عددًا كبيرًا من المعابد والآثار ويبلغ عرض قبضته مترًا ونصف المتر، وقد عثرت على هذا الأثر البعثة النابليونية في معبد بتاح في مدينة ممفيس القديمة جنوب القاهرة.
وقالت ميراندا والاس، كبيرة أمناء المعرض، لوكالة AAP: “إن ذلك يجعلك تندهش نوعًا ما من الطريقة التي تمكن بها المصريون القدماء، باستخدام التكنولوجيا التي كانت لديهم في عصرهم، من إنشاء هذه المنحوتات المذهلة” وتعد قبضة الفرعون من بين أكثر من 500 كنز من المتحف البريطاني التي يتم عرضها في أكبر إعارة دولية للمؤسسة على الإطلاق للمعرض الشتوي الذي سيفتتح في يونيو وسيكون المعرض الذي أطلق عليه اسم “فرعون 2024″ واحدًا من أكبر المعارض التي تنظم في أستراليا على الإطلاق، ومن المنتظر أن يشغل الطابق الأرضي بالكامل من مبنى طريق سانت كيلدا”.
وقال توني إلوود، مدير المعرض، للصحفيين: “إن اتساع ونطاق هذا المعرض مذهل حقًا، ويغطي أكثر من ثلاثة آلاف عام من الحكم المصري” وأضافت الدكتورة ميراندا والاس أن معظم القطع ستكون في أستراليا لأول مرة، ولم يتم عرض سوى عدد قليل جدًا منها في لندن وقد أمضى المتحف بالفعل أكثر من 2600 ساعة في تجهيز القطع الأثرية للمعرض، بما في ذلك ساعات عديدة قضاها في العمل على تماثيل الإلهة سخمت”.
وأشارت والاس إلى إلى أنه وفقا للأساطير القديمة، كانت سخمت حامية الفراعنة، وسيتم تقديم عشرة تماثيل ضخمة للإلهة برأس الأسد في كتيبة ستترك الزوار في حالة من الرهبة ويغطي المعرض عصر الأسرة الأولى (حوالي 3000 قبل الميلاد) إلى العصر الروماني (القرن الرابع الميلادي) وسيضم كنوزا تتعلق بالملك توت عنخ آمون ورمسيس الثاني والملكة نفرتاري، والملك خوفو باني الهرم الأكبر بالجيزة، وزعماء أجانب مثل الإسكندر الأكبر كما سيتم عرض 180 قطعة من المجوهرات المصنوعة من الذهب والفضة والأحجار شبه الكريمة، وهي عناصر تتطلب حرفية استثنائية وتتمتع مصر القديمة بسحر دائم، وفقًا للدكتورة والاس، وسيقدم المعرض نظرة نادرة على ثقافتها الرائعة وقالت والاس: “إنه يفتح أعيننا على فكرة التاريخ والمدة الزمنية لأنه تاريخ غني، وهناك الكثير مما يمكننا اكتشافه”.
وزادت المعالم الأخيرة من الاهتمام بآثار مصر القديمة بشكل أكبر، مع الاحتفاء بالذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عام 1922، والذكرى المئوية الثانية لفك رموز الهيروغليفية في عام 1822 وتقول والاس: “أعتقد أنها فرصة رائعة حقًا للانغماس في القليل من الهوس بحب الآثار والمصريات”.
وتجدر الإشارة إلى أن “فرعون 2024” هو الأحدث من بين ثلاثة معارض للقطع الأثرية المصرية القديمة تزور أستراليا فهناك أيضًا معرض “اكتشاف مصر القديمة” في غرب أستراليا وجولة في كوينزلاند، علاوة على معرض “رمسيس وذهب الفراعنة” الذي سيتم افتتاحه في العاصمة سيدني في نوفمبر المقبل وينظم معرض “فرعون” منذ عام 2016، لكن نقل الآثار العملاقة والثمينة إلى الجانب الآخر من العالم يتطلب لوجستيات وإعدادات مكثفة.