كلمة الرئيس السيسي كاملة خلال احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف
نتعلم من سيرة الرسول الكريم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة
– مسيرة حياة النبي الكريم تؤكد لكل ذي بصيرة أن العسر يصحبه اليسر وأن الله مع الصابرين
– كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية تسببا في أضرار اقتصادية للدول النامية
– عملنا التنموي خلال الـ8 سنوات الأخيرة أثمر صلابة وصمودا كبيرا لدى اقتصادنا القومي
– الهدم والخراب والتدمير والتشكيك والظنون وإشاعة الفرقة ليست من سنن الله
– الأشرار سيفشلون ولن يكون هناك أي نجاح دون سبيل المصلحين
– المنهج الذي نسير عليه نسعى أن يكون مستقيما وأمينا وشريفا مخلصا لله
– لدينا ثقة في الله وفي المسار الذي ننتهجه مهما كانت الظروف صعبة
شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ضرورة الثبات على الحق في الأوقات الصعبة، وقال: “إن في سيرة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة والهدى قيما مجردة عابرة للزمان والمكان لعل من بينها الثبات على الحق والإيمان خاصة في الأوقات الصعبة”.
وأضاف “إن سيرة حياة الرسول الكريم معين لا ينضب من الدروس والعبر منها نستلهم قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة”.. مهنئا الشعب المصري والشعوب الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف اليوم الأربعاء، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وشيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ووزير الدفاع الفريق أول محمد زكي وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وأعرب الرئيس السيسي عن أمله في أن يعيد الله ذكرى المولد النبوي الشريف على الأمة الإسلامية والعربية ومصر والإنسانية بأسرها بالخير والسلام.
وقال الرئيس السيسي – في كلمته بمناسبة احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف – “إن من سيرة حياة الرسول الكريم نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة وفي ثناياها وأحداثها.. نرى كيف تعمل أقدار الله.. وكيف يثابر المؤمنون على إيمانهم.. يرعونه بالعمل والإحسان.. حتى يأتي نصر الله القريب، للمخلصين من عباده”.
وأضاف “أن في سيرة حياة نبى الرحمة والهدى.. قيما مجردة.. عابرة للزمان والمكان.. لعل من بينها.. الثبات على الحق وعلى الإيمان.. خاصة في الأوقات الصعبة، فكم من اختبارات قاسية، تعين على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، اجتيازها وكم من محن وشدائد هائلة.. تعرض لها النبي الكريم.. وتعرضت لها الرسالة المحمدية وكم كان الثبات في وجه تلك العواصف الهوجاء.. عظيما وشامخا.. بإيمان لا يتزعزع في نصرة الله.. وعمل مستمر لا يعرف للتواكل طريقا”.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لهذا العام يتزامن مع مرور العالم بظروف دقيقة تعيد إلى الأذهان ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة.. وقال: “فما بين الكارثة الصحية التي تسببت فيها جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر الناجمة عن توقف عملية الإنتاج في كبرى دول العالم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية.. تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في تفاقمها بشدة.. مما دفع الدول الكبرى، لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق.. أملا في احتواء التضخم.. وهو ما استدعى نزوحا كثيفا، لرؤوس الأموال من الدول النامية، إلى الدول الغنية ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبي، التي يمر بها اقتصادنا والعديد من الاقتصادات الناشئة”.
وأضاف “أن عاصفة طاغية كتلك كانت كفيلة في الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلي والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصري وأن الثماني سنوات الأخيرة من العمل التنموي المكثف غير المسبوق في حجمه ونطاقه وسرعته قد أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة لدى اقتصادنا القومي بما يدفعنا إلى اليقين بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لاسيما أننا نبذل أقصى ما في الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا مع الحفاظ في ذات الوقت على قوة الدفع اللازمة، لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة.. ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائي وأمن الطاقة للمواطنين رغم الظروف العالمية الصعبة في هذين المجالين”.
وتابع “إن مسيرة حياة النبي الكريم تؤكد لكل ذي بصيرة أن العسر يصاحبه اليسر وأن الله مع الصابرين الذين يعملون صالحا ابتغاء مرضاة الله وتحقيق مصالح الناس.. وإننا، إذ نسعى إلى الخير والرشاد والصالح العام نثق في الله سبحانه وتعالى وفي قدرة شعبنا الصامد الأبي على اجتياز الصعاب مهما كانت وتحويل الأحلام إلى حقيقة وصنع المستقبل المزدهر الآمن”.
وأكد الرئيس السيسي أن الأمم تقوم وتستقيم على الصدق والإخلاص والأمانة وليس على الكذب والافتراء والهدم، وقال: “إن الأشرار الذين يتصورون أنه من الممكن أن ينجحوا بغير سبيل المصلحين لن يكون هناك أي نجاح دون سبيل المصلحين، وأن الهدم والخراب والتدمير والتشكيك والظنون وإشاعة الألم والفرقة والانحطاط والكذب ليست من سنن الله أبدا”.
وقال الرئيس السيسي – في كلمة مرتجلة خلال احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف – “شعرت خلال الاحتفال بتفوق الجامعات بمدينة الإسماعيلية أمس، أن الاحتفال رغم بساطته لكن الحشد الذي تم فيه، استدعى في نفسي شيئا غريبا، وهو كيف بوجود أمة كبيرة، يكون شبابها بهذا الحجم الضخم والقدرة، أن يكون لديها خوف أو قلق من المستقبل؟.. المستقبل ملك لهؤلاء الشباب وهم قادرون بفضل الله على حماية أقدار هذه الأمة من أي شر أو مكروه”.
وأضاف:”وددت أن أسجل هذا الكلام لأنه تولد بداخلي في حينه، وأوجه حديثي للمصريين، لأننا سنجد خلال الفترة الحالية الكثير من البهتان والإفك والإثم والشرور والكلام غير اللائق، واسمحوا لي أن أقول لكل من يتحدث بتلك الطريقة إنه لا توجد أمم بنيت واستقامت إلا على الصدق والعمل والأمانة لا على الكذب والافتراء ولا الهدم”.
وأشاد الرئيس السيسي بكلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التي وصفها بالشاملة والعميقة والطيبة.. لافتا إلى أنه “لن تستقيم أي أمة في العالم وتتقدم للأمام دون الأخذ بأسباب الدنيا ولكن يحرسها أثناء ذلك مسار أخلاقي عميق”.
ووجه الرئيس السيسي حديثه للدعاه الذين يتحدثون للناس عبر المنابر، قائلا:”إن المنهج الذي نسير عليه منهج يحاول أن يكون مستقيما وأمينا ومخلصا لله وشريفا في هذا المسار”.
ولفت إلى ضرورة أن يكون لدينا ثقة في الله وفي المسار الذي ننتهجه مهما كانت الظروف صعبة، وقال: لن أقول لكم اطمئنوا بنا ولا بالحكومة ولكن سأقول اطمئنوا بالله سبحانه وتعالي.. وشدد على أنه ليس لديه أي شك أنه رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بنا حاليا، سيسدد الله عز وجل فيها الخطى.