مقالات

لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نقلق

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نقلق‭.. ‬مقولة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭.. ‬فمصر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬والمخططات‭.. ‬ولطالما‭ ‬عبرت‭ ‬وانتصرت‭.. ‬فما‭ ‬يراه‭ ‬الآخرون‭ ‬صعباً‭ ‬وقاسياً‭.. ‬تراه‭ ‬مصر‭ ‬بمنطق‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬وهتعدى‮»‬‭.. ‬فلا‭ ‬طالما‭ ‬واجهنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحن‭ ‬والشدائد‭.. ‬ونخرج‭ ‬منها‭ ‬أكثر‭ ‬صلابة‭ ‬وعزماً‭ ‬وقوة‭.. ‬فالمصريون‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬إلا‭ ‬التحدى‭ ‬والانتصارات‭ ‬والأمجاد‭ ‬صقلتهم‭ ‬محن‭ ‬وشدائد‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭.‬

فى‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭.. ‬هناك‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬قاسية‭ ‬ومؤلمة‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬لكنها‭ ‬انتفضت‭ ‬وعبرت‭.. ‬وانتصرت‭.. ‬فعندما‭ ‬نتذكر‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬نجده‭ ‬أمراً‭ ‬يفوق‭ ‬قدرة‭ ‬البشر‭.. ‬دفعت‭ ‬مصر‭ ‬ثمناً‭ ‬قاسياً‭.. ‬وانفصل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أراضيها‭ ‬عن‭ ‬الجسد‭ ‬الوطنى‭.. ‬واحتلت‭ ‬سيناء‭.. ‬وفقدت‭ ‬جزءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬قدراتها‭ ‬العسكرية‭.. ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬ينل‭ ‬من‭ ‬عزيمة‭ ‬الشعب‭ ‬وإرادته‭.. ‬وانطلقت‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬مقولة‭ ‬ما‭ ‬أُخذ‭ ‬بالقوة‭ ‬لن‭ ‬يسترد‭ ‬إلا‭ ‬بالقوة‭.. ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬أعلنت‭ ‬مصر‭ ‬عن‭ ‬وجودها‭ ‬وأنها‭ ‬أبداً‭ ‬لا‭ ‬تموت‭.. ‬وسطرت‭ ‬ملاحم‭ ‬بطولية‭ ‬بضربات‭ ‬جوية‭ ‬فى‭ ‬عمق‭ ‬سيناء‭ ‬المحتلة‭.. ‬ودمرت‭ ‬أكبر‭ ‬مدمرات‭ ‬العدو‭ ‬‮«‬إيلات‮»‬‭.. ‬بصاروخ‭ ‬‮«‬بحر‭ ‬ــ‭ ‬بحر‮»‬‭ ‬من‭ ‬لنش‭ ‬صواريخ‭.. ‬وهو‭ ‬مفهوم‭ ‬جديد‭ ‬للقتال‭ ‬البحرى‭.. ‬بل‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬العدو‭ ‬ونفذت‭ ‬مهام‭ ‬قتالية‭ ‬وتدميرية‭ ‬فى‭ ‬موانيه‭.. ‬وجاءت‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬لتكشف‭ ‬عن‭ ‬المعدن‭ ‬النفيس‭ ‬للمقاتل‭ ‬المصرى‭ ‬بما‭ ‬سطره‭ ‬من‭ ‬بطولات‭ ‬استرد‭ ‬خلالها‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه‭ ‬وسلامة‭ ‬قياداته‭ ‬وأوصل‭ ‬رسالة‭ ‬لأوهام‭ ‬العدو‭ ‬المتغطرس‭.. ‬نحن‭ ‬قادمون‭ ‬لتحرير‭ ‬الأرض‭.‬
فى‭ ‬ملحمة‭ ‬العبور‭ ‬بالسادس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭.. ‬وقع‭ ‬زلزال‭ ‬عسكرى‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬عظمة‭ ‬المصريين‭.. ‬تخطيطاً‭ ‬وتنفيذاً‭.. ‬وجسد‭ ‬عبقرية‭ ‬العسكرية‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬عبور‭ ‬التحديات‭ ‬والموانع‭.. ‬فالعبور‭ ‬شرقاً‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬المعجزات‭ ‬العسكرية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬موانع‭ ‬كثيرة‭.. ‬ونقاط‭ ‬حصينة‭ ‬يتخيل‭ ‬البعض‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تسقط‭ ‬أبداً‭.. ‬وعدو‭ ‬زعم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يكسر‭ ‬لكن‭ ‬المقاتل‭ ‬المصرى‭ ‬حطم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأوهام‭ ‬عبر‭ ‬وانتصر‭ ‬واسترد‭ ‬الأرض‭ ‬والكرامة‭ ‬وغير‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬العسكرية‭ ‬وأضاف‭ ‬لفنون‭ ‬القتال‭ ‬وفرضت‭ ‬مصر‭ ‬سلام‭ ‬الأقوياء‭ ‬بعد‭ ‬نصر‭ ‬عظيم‭.. ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬لن‭ ‬يتكرر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جسدته‭ ‬سياسات‭ ‬وإصلاح‭ ‬وبناء‭ ‬ورؤية‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسى‮»‬‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٩‬‭ ‬سنوات‭.‬
لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نقلق‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭.. ‬فالمساس‭ ‬بحصة‭ ‬مصر‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭ ‬هكذا‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭.. ‬واللى‭ ‬عاوز‭ ‬يجرب‭.. ‬يجرب‭.. ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الحال‭ ‬فى‭ ‬محاولات‭ ‬تهديد‭ ‬حدودنا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإستراتيجية‭.. ‬فهناك‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬وصفها‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ ‬بأى‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭.. ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭ ‬المدعوم‭ ‬والممول‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أن‭ ‬يكسر‭ ‬مصر‭.. ‬بل‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬دحره‭ ‬وتطهير‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬آثامه‭.. ‬واستعادة‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭.. ‬فلدينا‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬نتحدى‭ ‬التحدى‭ ‬طالما‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.. ‬تهون‭ ‬أمامنا‭ ‬الصعاب‭ ‬والتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬وعندما‭ ‬هبت‭ ‬عواصف‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬تخيل‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تقوى‭ ‬على‭ ‬المواجهة‭ ‬لكنها‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أقل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تضرراً‭.. ‬ولم‭ ‬تتأثر‭ ‬وتيرة‭ ‬وحركة‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬والبناء‭.. ‬وكانت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬دول‭ ‬محدودة‭ ‬حققت‭ ‬نمواً‭ ‬رغم‭ ‬تداعيات‭ ‬الجائحة‭ ‬القاسية‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬الإغلاق‭ ‬التى‭ ‬سادت‭ ‬العالم‭.‬
ومع‭ ‬انطلاق‭ ‬شرارة‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية‮»‬‭ ‬طفت‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬تداعيات‭ ‬وآثار‭ ‬وظلال‭ ‬خطيرة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمى‭.. ‬وحدوث‭ ‬اضطرابات‭ ‬فى‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬والإمداد‭.. ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬والسلع‭.. ‬وارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أصاب‭ ‬العالم‭ ‬بالارتباك‭.. ‬وتأثرت‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومصر‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.. ‬تؤثر‭ ‬وتتأثر‭.. ‬إذن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬أزمة‭ ‬فرضت‭ ‬علينا‭.. ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬سبباً‭ ‬فيها‭.. ‬فما‭ ‬حدث‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بسبب‭ ‬سياسات‭ ‬خاطئة‭ ‬فمصر‭ ‬قبل‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬كانت‭ ‬تحقق‭ ‬معدلات‭ ‬لافتة‭ ‬فى‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭.. ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬جوهر‭ ‬مشكلة‭ ‬مصر‭ ‬وجود‭ ‬فجوة‭ ‬دولارية‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬الماضى‭ ‬والتاريخ‭.. ‬و«أزمة‭ ‬وهتعدى‮»‬‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬أزمات‭ ‬ومحن‭ ‬وشدائد‭ ‬مرت‭ ‬علينا‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬خاصة‭ ‬أننا‭ ‬وبعد‭ ‬‮٩‬‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬مشوار‭ ‬وطريق‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬باتت‭ ‬مصر‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة‭ ‬لديها‭ ‬مقومات‭ ‬وأسباب‭ ‬عبور‭ ‬الأزمة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬نهضة‭ ‬زراعية‭ ‬حفظت‭ ‬أمنها‭ ‬الغذائى‭ ‬أو‭ ‬فكر‭ ‬خلاق‭ ‬فى‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بمخزون‭ ‬واحتياطى‭ ‬إستراتيجى‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬يكفى‭ ‬لمدة‭ ‬‮٦‬‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭.. ‬وتحولها‭ ‬لمركز‭ ‬إقليمى‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وقدرات‭ ‬هائلة‭ ‬ومضاعفة‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬ليصبح‭ ‬لدينا‭ ‬فائض‭ ‬كبير‭ ‬يجرى‭ ‬تصديره‭ ‬فى‭ ‬ربط‭ ‬كهربائى‭ ‬لأوروبا‭ ‬والدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬لبناء‭ ‬القدرات‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬عصرية‭ ‬ومضاعفة‭ ‬العمران‭ ‬المصرى‭.. ‬واستثمار‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافى‭ ‬وتطوير‭ ‬الموانئ‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬الأحمر‭ ‬والمتوسط‭ ‬وعددها‭ ‬15‭ ‬ميناء‭ ‬لتزيد‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬وتستحوذ‭ ‬على‭ ‬نصيب‭ ‬مستحق‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬واللوجيستيات‭  ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التطور‭ ‬الصناعى‭ ‬الهائل‭.. ‬ورؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬فى‭ ‬توطين‭ ‬الصناعة‭.. ‬والانتهاء‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬24‭ ‬مدينة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬والعلمين‭ ‬الجديدة‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬حوَّل‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الفرص‭ ‬الواعدة‭.. ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ولتكون‭ ‬قبلتها‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬وفرص‭ ‬وتيسيرات‭ ‬ومناخ‭ ‬مثال‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل‭.. ‬وتوفر‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭.‬
مصر‭ ‬ورغم‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬تقييمنا‭ ‬لما‭ ‬حققناه‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬تستعد‭ ‬للانطلاقة‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬اقتصادية‭ ‬رحبة‭.. ‬ومكانة‭ ‬وبؤرة‭ ‬للجلوس‭ ‬فى‭ ‬صفوف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬رغم‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬القاسية‭.. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬تدرك‭ ‬ذلك‭ ‬جيداً‭ ‬لذلك‭ ‬تتصاعد‭ ‬موجات‭ ‬وحملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والتحريض‭.. ‬وتتنامى‭ ‬محاولات‭ ‬تعطيل‭ ‬مسيرة‭ ‬مصر‭ ‬نحو‭ ‬التقدم‭ ‬وتبرز‭ ‬مخططات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬تحاول‭ ‬عرقلة‭ ‬مشروعها‭ ‬الوطنى‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭.. ‬فقوى‭ ‬الشر‭ ‬تريد‭ ‬مصر‭ ‬مريضة‭ ‬وتحاول‭ ‬ألا‭ ‬تتعافى‭ ‬وأن‭ ‬تظل‭ ‬تقاوم‭ ‬الغرق‭ ‬وتعيش‭ ‬فى‭ ‬حصار‭ ‬خانق‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬والمعاناة‭.. ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬حباها‭ ‬بقائد‭ ‬عظيم‭.. ‬وطنى‭ ‬شريف‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬إلا‭ ‬الشموخ‭.. ‬والمصالح‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭.. ‬ينفذ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬أهداف‭ ‬الوطن‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭.. ‬ويمضى‭ ‬بحكمة‭ ‬وإرادة‭ ‬ورؤية‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬القوية‭ ‬والقادرة‭ ‬يعظم‭ ‬من‭ ‬إمكانياتها‭ ‬وثرواتها‭ ‬ومواردها‭ ‬وموقعها‭ ‬الجغرافى‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أصيبت‭ ‬بالجنون‭ ‬وباتت‭ ‬تحيك‭ ‬المؤامرات‭ ‬وتطلق‭ ‬العنان‭ ‬لأبواق‭ ‬الكذب‭ ‬وأحاديث‭ ‬الأفك‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشويه‭ ‬والتشكيك‭ ‬وهز‭ ‬الثقة‭ ‬والوقيعة‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لعقاب‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬نجاحاتها‭ ‬وإنجازاتها‭ ‬وكسر‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭.. ‬لكن‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسى‮»‬‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬مؤامرات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬فالسيسى‭ ‬لا‭ ‬يركع‭ ‬إلا‭ ‬لله‭.. ‬وجل‭ ‬أهدافه‭.. ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬مصر‭ ‬تطلعات‭ ‬وآمال‭ ‬شعبها‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭.. ‬لا‭ ‬تستجيب‭ ‬لمحاولات‭ ‬الابتزاز‭ ‬أو‭ ‬الجمود‭ ‬والسكوت‭ ‬والصمت‭ ‬حيال‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬وتقدم‭.. ‬بل‭ ‬هى‭ ‬الآن‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬بأروع‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬لتدخل‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬كثيرة‭.‬
السيسى‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬إلا‭ ‬التحدى‭ ‬والإنجازات‭ ‬والنجاحات‭.. ‬لديه‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭ ‬لوضع‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬المكانة‭ ‬المستحقة‭.. ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬الجميع‭ ‬واستشرف‭ ‬المستقبل‭.. ‬وباتت‭ ‬محاولات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬لإجهاض‭ ‬مشروعه‭ ‬الوطنى‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬مصر‭ ‬الحديثة‭ ‬مصيرها‭ ‬الفشل‭.‬
السيسى‭ ‬سابق‭ ‬الزمن‭.. ‬ويصارع‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭.. ‬ويواصل‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬ويخبرنا‭ ‬بأننا‭ ‬تأخرنا‭.. ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نفهم‭ ‬معنى‭ ‬كلماته‭.. ‬لكنها‭ ‬باتت‭ ‬الآن‭ ‬واضحة‭ ‬المعانى‭ ‬جلية‭ ‬الأهداف‭.. ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬إحباطنا‭ ‬وإرجاعنا‭.. ‬وقوى‭ ‬الشر‭ ‬لا‭ ‬تنام‭ ‬مشغولة‭ ‬بحياكة‭ ‬المؤامرات‭.. ‬وإطلاق‭ ‬الأكاذيب‭.. ‬لكن‭ ‬فات‭ ‬الوقت‭.. ‬فقد‭ ‬ساقت‭ ‬الأقدار‭ ‬لمصر‭ ‬قائداً‭ ‬عظيماً‭ ‬شريفاً‭ ‬سبق‭ ‬عصره‭.. ‬واستشرف‭ ‬المستقبل‭.. ‬فكان‭ ‬إنشاء‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬تطوير‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬يضاعف‭ ‬مكانة‭ ‬وأهمية‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬كأهم‭ ‬شريان‭ ‬وممر‭ ‬ملاحى‭ ‬بحرى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬ويقضى‭ ‬على‭ ‬أوقات‭ ‬الانتظار‭.. ‬واحتمالية‭ ‬الأعطال‭.. ‬فهى‭ ‬الطريق‭ ‬المثالى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬بدون‭ ‬منافس‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬السيسى‭ ‬بأكبر‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭ ‬ومازال‭ ‬التطوير‭ ‬قائماً‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الجنوبى‭.. ‬حتى‭ ‬تتلاشى‭ ‬احتمالية‭ ‬تعطل‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬حادث‭ ‬‮«‬إيفر‭ ‬جيفن‮»‬‭.. ‬والسيسى‭ ‬ذهب‭ ‬بعيداً‭ ‬برؤية‭ ‬ثاقبة‭.. ‬فكانت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬العصرية‭.. ‬من‭ ‬طرق‭ ‬وكبارى‭ ‬ومحاور‭ ‬تربط‭ ‬شرايين‭ ‬مصر‭.. ‬وانفاقه‭ ‬أسفل‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭.. ‬وموانئ‭ ‬حديثة‭ ‬وعصرية‭ ‬ذات‭ ‬قدرات‭ ‬عالمية‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬واللوجيستيات‭ ‬وطرق‭ ‬وممرات‭ ‬وقطار‭ ‬سريع‭ ‬يربط‭ ‬موانيها‭ ‬من‭ ‬السخنة‭ ‬إلى‭ ‬العلمين‭.. ‬ومن‭ ‬طابا‭ ‬إلى‭ ‬العريش‭.. ‬ومن‭ ‬العريش‭ ‬إلى‭ ‬بورسعيد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مرتبط‭ ‬بقناة‭ ‬السويس‭ ‬فى‭ ‬منظومة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭.. ‬واستشراف‭ ‬للمستقبل‭ ‬وبعد‭ ‬نظر‭ ‬يرسخ‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيها‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬عن‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭.. ‬ولا‭ ‬غنى‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬استعدت‭ ‬جيداً‭ ‬لجميع‭ ‬محاولات‭ ‬المنافسة‭.. ‬ولكن‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافى‭ ‬الفريد‭ ‬الذى‭ ‬يربط‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭.. ‬ويوصل‭ ‬العالم‭ ‬بعضه‭ ‬البعض‭.. ‬ويجعل‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬فى‭ ‬إفريقيا‭ ‬واسيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬هى‭ ‬الأقرب‭ ‬والأوفر‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مكانة‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وأهميتها‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬كممر‭ ‬إستراتيجى‭ ‬وآمن‭ ‬ويوفر‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬أبداً‭.. ‬ولا‭ ‬بدائل‭ ‬له‭.‬
السيسى‭.. ‬سبق‭ ‬الجميع‭.. ‬واستشرف‭ ‬المستقبل‭ ‬ولعل‭ ‬المصريين‭ ‬يفهمون‭ ‬الآن‭ ‬لماذا‭ ‬يسابق‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الزمن‭ ‬ويسرع‭ ‬فى‭ ‬وتيرة‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭.. ‬والتطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬ولعلهم‭ ‬أدركوا‭ ‬أهمية‭ ‬وإستراتيجية‭ ‬شبكة‭ ‬الطرق‭.. ‬والمحاور‭.. ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬العصرية‭ ‬والقطار‭ ‬السريع‭.. ‬وتطوير‭ ‬وتعظيم‭ ‬الموانئ‭ ‬المصرية‭ ‬وربطها‭ ‬بقناة‭ ‬السويس‭ ‬فى‭ ‬ملحمة‭ ‬فريدة‭ ‬هى‭ ‬الأكبر‭ ‬والأضخم‭ ‬والأعظم‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬المصرى‭.‬
فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬الآن‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬دهاليز‭ ‬العالم‭.. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬جيداً‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الوطنية‭ ‬وفكره‭ ‬الخلاق‭.. ‬فمن‭ ‬حق‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬مصالحه‭.. ‬وما‭ ‬يحقق‭ ‬أهدافه‭ ‬الوطنية‭.. ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬مصر‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬وتبنى‭ ‬وتستغل‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافى‭ ‬الفريد‭.. ‬وتحوله‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬لتستفيد‭ ‬منه‭ ‬الأجيال‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬لبناء‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬الواعد‭.‬
التفافنا‭ ‬جميعاً‭ ‬حول‭ ‬السيسى‭ ‬يمثل‭ ‬قضية‭ ‬وطن‭.. ‬وضماناً‭ ‬للمستقبل‭.. ‬وحماية‭ ‬لشموخ‭ ‬وشرف‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العظيم‭.. ‬السيسى‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬وغيور‭ ‬وعاشق‭ ‬لوطنه‭.. ‬يريده‭ ‬فى‭ ‬المقدمة‭.. ‬يمتلك‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬الوطنية‭ ‬التى‭ ‬تمتلك‭ ‬طموحاً‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬تمكين‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭.‬
نحن‭ ‬أمام‭ ‬قائد‭ ‬استثنائى‭ ‬وفريد‭.. ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقلق‭ ‬معه‭.. ‬بل‭ ‬مطمئنون‭ ‬بتوفيق‭ ‬الله‭ ‬له‭.. ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬إلا‭ ‬الخير‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬اختيار‭ ‬السيسى‭.. ‬هو‭ ‬اختيار‭ ‬لقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬ومستقبل‭ ‬الوطن‭.. ‬وآن‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬نقرأ‭ ‬جيداً‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬9‭ ‬سنوات‭.‬
رؤيته‭ ‬وأهدافه‭ ‬وفلسفته‭ ‬فمصر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكتفى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بشرف‭ ‬المشاهدة‭ ‬لما‭ ‬يجرى‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬هى‭ ‬أقل‭ ‬منا‭ ‬إمكانات‭ ‬وقدرات‭ ‬وموارد‭ ‬وموقعاً‭ ‬جغرافياً‭.. ‬لذلك‭ ‬يسابق‭ ‬السيسى‭ ‬الزمن‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬مصر‭ ‬لتعويض‭ ‬ما‭ ‬فاتها‭ ‬وما‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬حالات‭ ‬التردد‭ ‬والخوف‭ ‬وغياب‭ ‬الرؤية‭ ‬والطموح‭.. ‬السيسى‭ ‬هو‭ ‬اكتمال‭ ‬الحلم‭.. ‬هو‭ ‬رمز‭ ‬الشموخ‭.. ‬والتحدى‭.. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقلق‭ ‬أبداً‭ ‬طالما‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬خلف‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.. ‬وخلف‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬فريدة‭ ‬واستثنائية‭.. ‬ندرك‭ ‬أنها‭ ‬تتحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر‭.. ‬وتتحدى‭ ‬التحدى‭ ‬بشموخ‭ ‬يجسد‭ ‬عظمة‭ ‬مصر‭ ‬وحضارتها‭.‬
تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى