براعم مصر الرقمية نحو إعداد جيل يواكب متطلبات المستقبل
يُعد الاهتمام بالنشء أحد أولويات الدولة لإعداد جيل جديد مبدع وقادر على بناء مستقبل مشرق. وتكفل الدولة رعاية النشء والشباب وتعمل على اكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم الثقافية والعلمية والنفسية والبدنية والإبداعية، وتشجيعهم على العمل الجماعي وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة.
وأضفت مصر حماية واهتمامًا خاصًا بالنشء من خلال دعمه والاكتشاف المبكر لإبداعاته ومواهبه، إيمانًا منها بأن للطفل دور هام في صناعة التكنولوجيا وتحقيق الرؤية الرقمية لمصر، وأن الطفل قادر أن ينهض بوطنه وأن يكون مؤثرًا فيه مثله مثل الشباب.
ومن هذا المنطلق، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات “مبادرة براعم مصر الرقمية” وهي منحة مجانية تهدف إلى صقل مهارات تكنولوجيا المعلومات لطلاب المدارس، من الصف الرابع إلى السادس الابتدائي (من سن 9 إلى 11 عامًا) بالمدارس الحكومية والخاصة والتجريبية والأزهرية والدولية في جميع محافظات الجمهورية.
ويأتي إطلاق المبادرة في إطار حرص وزارة الاتصالات على إعداد جيل متميز من النشء القادر على استشراف آفاق جديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحقيق الرؤية الرقمية لمصر في مواكبة علوم المستقبل. كما تأتي المبادرة ضمن استراتيجية وزارة الاتصالات لبناء القدرات الرقمية، التي يتم تنفيذها وفق نهج هرمي متعدد المستويات.
وتتكامل المبادرة مع باقي المبادرات التي أطلقتها الوزارة لتزويد الشباب والنشء بكافة أدوات تكنولوجيا المعلومات لمواكبة متطلبات العصر الرقمي. وتأتي المبادرة في إطار التوجه العام وحرص الدولة على النهوض بالمستوى التعليمي والتكنولوجي للأجيال الجديدة، وفي ظل التأكيد على حتمية الاهتمام ببناء الإنسان المصري وضرورة تزويده بأحدث وأفضل المهارات الرقمية.
وتوفر المبادرة رحلة تعليمية كاملة لمدة خمسة أشهر (أربعة أشهر خلال الدراسة + شهر خلال العطلة الصيفية) لتنمية المهارات التكنولوجية والشخصية والحياتية على مدار العام. وتتكون المبادرة من العديد من الأنشطة والفعاليات، وتتضمن حضور جلسات عبر الإنترنت مرة أسبوعًا، بالإضافة إلى جلسات تطبيقية في مراكز التدريب مرة في الترم، والمشاركة في أنشطة إضافية واجتياز الاختبارات الدورية طوال فترة تنفيذ التدريب حتى يمكن الاستمرار في المبادرة.
وتهدف المبادرة إلى تأهيل الطلاب وبناء قدراتهم التكنولوجية، وتعمل على توفير بيئة تعليمية تشاركية تفاعلية محفزة للإبداع والتميز والابتكار لدى النشء من خلال نقل المعرفة والتكنولوجيات العالمية واكتساب مهارات تكنولوجية وبناء الشخصية المصرية وتعزيز الانتماء من خلال الأنشطة العلمية والثقافية والاجتماعية داخل المبادرة وبناء شراكات طويلة الأجل مع الشركات الدولية والمحلية المتخصصة في هذا المجال لإتاحة فرص بناء خبرات تكنولوجية وتقنية للطلاب الملتحقين.
وتأتي المبادرة ضمن منهجية تنفيذ استراتيجية بناء القدرات التي تنفذها الوزارة، التي ترتكز على عدة عناصر، منها الشمول لتغطية كافة شرائح المجتمع في مختلف المراحل العمرية، وتنوع التخصصات، واستخدام آليات التعليم الهجين من خلال الدمج بين نموذج التعليم التقليدي والتعليم الرقمي عن بُعد لإتاحة التدريب في كافة أنحاء الجمهورية.
وتتضمن المبادرة ثلاثة مستويات تدريبية طبقًا للصف الدراسي للطالب وقت التقديم، ولا تتعارض أيام التدريب بالمنحة مع الدراسة بالمدرسة أو مواعيد الامتحانات المعلن عنها في النظام التعليمي. ويجب على الطلاب حضور كافة الجلسات عبر الإنترنت في أيام العطلة الأسبوعية (الجمعة أو السبت) وحضور الجلسات التطبيقية المطلوبة منهم مرة كل ترم، وكذلك في فترة العطلة الصيفية في مركز التدريب في المحافظة التابع لها على مسؤولية ولي الأمر.
ومن شروط التقديم والالتحاق هي أن يكون الطالب مصري الجنسية، يتراوح عمره بين 9 و11 أعوام، وملتحق في العام الدراسي القادم 2023\2024 بأحد الصفوف الدراسية في المرحلة الابتدائية، من الصف الرابع إلى السادس الابتدائي، ومُقيد بإحدى المدارس داخل جمهورية مصر العربية (حكومية أو خاصة أو أزهرية أو تجريبية أو دولية) وأن يكون متفوق دراسيًا.
تدرك الدولة أهمية بناء ثروتها البشرية وتسليحها بكافة أدوات العصر وفنونه من أجل بناء مواطن قوى قادر على المنافسة والتميز في عالم الأعمال، مواطن مُلم بكافة المعارف والأدوات والتقنيات الرقمية التي تحوله إلى مستخدم مفيد في العالم الرقمي، ومحترف في أحد التخصصات الرقمية التي تساعده في المستقبل، وقادر على العيش والتكيف مع ثورة الاتصالات، ومستعد للتعامل بكفاءة مع التطورات القادمة مع الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.
وحيث أن عملية بناء الوعي لدى المجتمع تبدأ من النشء كونهم مستقبل الوطن وثروته، فإن مبادرة براعم مصر الرقمية تؤدي دورًا محوريًا في الوصول لهذه المرحلة العمرية وبناء وعيها بصورة سليمة لبناء جيلٍ واعٍ بقضايا وطنه وقادر على مواجهة التحديات.