لا يليق بنا أن نقلق
الكاتب أ / عبد الرازق توفيق
لا يليق بنا أن نقلق.. مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسى.. فمصر أكبر من التحديات والأزمات والتهديدات والمؤامرات والمخططات.. ولطالما عبرت وانتصرت.. فما يراه الآخرون صعباً وقاسياً.. تراه مصر بمنطق «أزمة وهتعدى».. فلا طالما واجهنا الكثير من المحن والشدائد.. ونخرج منها أكثر صلابة وعزماً وقوة.. فالمصريون لا يعرفون إلا التحدى والانتصارات والأمجاد صقلتهم محن وشدائد كثيرة على مر العصور.
فى واقع الأمر.. هناك نماذج من أزمات وتحديات قاسية ومؤلمة مرت على مصر لكنها انتفضت وعبرت.. وانتصرت.. فعندما نتذكر ما حدث فى 5 يونيو 1967 نجده أمراً يفوق قدرة البشر.. دفعت مصر ثمناً قاسياً.. وانفصل جزء من أراضيها عن الجسد الوطنى.. واحتلت سيناء.. وفقدت جزءاً كبيراً من قدراتها العسكرية.. لكن كل ذلك لم ينل من عزيمة الشعب وإرادته.. وانطلقت على الفور مقولة ما أُخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة.. وبعد أيام أعلنت مصر عن وجودها وأنها أبداً لا تموت.. وسطرت ملاحم بطولية بضربات جوية فى عمق سيناء المحتلة.. ودمرت أكبر مدمرات العدو «إيلات».. بصاروخ «بحر ــ بحر» من لنش صواريخ.. وهو مفهوم جديد للقتال البحرى.. بل ووصلت إلى قلب العدو ونفذت مهام قتالية وتدميرية فى موانيه.. وجاءت حرب الاستنزاف لتكشف عن المعدن النفيس للمقاتل المصرى بما سطره من بطولات استرد خلالها ثقته بنفسه وسلامة قياداته وأوصل رسالة لأوهام العدو المتغطرس.. نحن قادمون لتحرير الأرض.
فى ملحمة العبور بالسادس من أكتوبر.. وقع زلزال عسكرى بكل المقاييس كشف عن عظمة المصريين.. تخطيطاً وتنفيذاً.. وجسد عبقرية العسكرية المصرية فى عبور التحديات والموانع.. فالعبور شرقاً لم يكن إلا من المعجزات العسكرية فى ظل موانع كثيرة.. ونقاط حصينة يتخيل البعض أنها لا تسقط أبداً.. وعدو زعم أنه لا يكسر لكن المقاتل المصرى حطم كل هذه الأوهام عبر وانتصر واسترد الأرض والكرامة وغير من المفاهيم العسكرية وأضاف لفنون القتال وفرضت مصر سلام الأقوياء بعد نصر عظيم.. وقررت أن ما جرى لن يتكرر مرة أخرى وهو ما جسدته سياسات وإصلاح وبناء ورؤية «مصر ــ السيسى» على مدار ٩ سنوات.
لا يليق بنا أن نقلق على مياه نهر النيل.. فالمساس بحصة مصر خط أحمر هكذا قال الرئيس عبدالفتاح السيسى.. واللى عاوز يجرب.. يجرب.. وهو نفس الحال فى محاولات تهديد حدودنا من مختلف الاتجاهات الإستراتيجية.. فهناك خطوط حمراء وصفها قائد عظيم لا يمكن تجاوزها بأى حال من الأحوال.. ولم يستطع الإرهاب الأسود المدعوم والممول من قوى الشر أن يكسر مصر.. بل نجحت فى دحره وتطهير البلاد من آثامه.. واستعادة كامل الأمن والأمان والاستقرار.. فلدينا قائد عظيم علمنا أن نتحدى التحدى طالما نحن على قلب رجل واحد.. تهون أمامنا الصعاب والتحديات والتهديدات مهما بلغت من خطورة وعندما هبت عواصف جائحة «كورونا» تخيل البعض أن مصر لن تقوى على المواجهة لكنها نجحت فى أن تكون أقل دول العالم تضرراً.. ولم تتأثر وتيرة وحركة العمل والإنتاج والبناء.. وكانت مصر من ضمن دول محدودة حققت نمواً رغم تداعيات الجائحة القاسية خاصة فى حالة الإغلاق التى سادت العالم.
ومع انطلاق شرارة الحرب «الروسية ــ الأوكرانية» طفت على السطح تداعيات وآثار وظلال خطيرة خاصة على صعيد الاقتصاد العالمى.. وحدوث اضطرابات فى سلاسل التوريد والإمداد.. وارتفاع أسعار الطاقة والسلع.. وارتفاع معدلات التضخم وهو الأمر الذى أصاب العالم بالارتباك.. وتأثرت جميع دول العالم ومصر جزء من هذا العالم.. تؤثر وتتأثر.. إذن نحن أمام أزمة فرضت علينا.. لم نكن سبباً فيها.. فما حدث لم يأت بسبب سياسات خاطئة فمصر قبل الأزمة العالمية كانت تحقق معدلات لافتة فى النمو الاقتصادى.. لكن فى ذات الوقت فإن جوهر مشكلة مصر وجود فجوة دولارية فى النهاية ستكون من الماضى والتاريخ.. و«أزمة وهتعدى» شأنها شأن أزمات ومحن وشدائد مرت علينا فى الماضى خاصة أننا وبعد ٩ سنوات من مشوار وطريق الإصلاح والبناء والتنمية باتت مصر تقف على أرض صلبة لديها مقومات وأسباب عبور الأزمة سواء من نهضة زراعية حفظت أمنها الغذائى أو فكر خلاق فى الاحتفاظ بمخزون واحتياطى إستراتيجى من السلع يكفى لمدة ٦ أشهر على الأقل.. بالإضافة إلى تطور غير مسبوق فى مجال الطاقة.. وتحولها لمركز إقليمى فى هذا المجال وقدرات هائلة ومضاعفة إنتاج الكهرباء ليصبح لدينا فائض كبير يجرى تصديره فى ربط كهربائى لأوروبا والدول الشقيقة بالإضافة إلى رؤية لبناء القدرات المصرية من بنية تحتية عصرية ومضاعفة العمران المصرى.. واستثمار الموقع الجغرافى وتطوير الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط وعددها 15 ميناء لتزيد من قدرات الاقتصاد المصرى وتستحوذ على نصيب مستحق من التجارة العالمية واللوجيستيات ناهيك عن التطور الصناعى الهائل.. ورؤية ثاقبة فى توطين الصناعة.. والانتهاء من إقامة 24 مدينة جديدة على غرار العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة.. كل ذلك حوَّل مصر إلى أرض الفرص الواعدة.. وجذب الاستثمارات ولتكون قبلتها بما لديها من إمكانيات وفرص وتيسيرات ومناخ مثال للأمن والاستقرار بمفهومه الشامل.. وتوفر مصادر الطاقة بمختلف أنواعها.
مصر ورغم تداعيات الأزمة العالمية التى لا يجب أن تؤثر على تقييمنا لما حققناه من إنجازات تستعد للانطلاقة إلى آفاق اقتصادية رحبة.. ومكانة وبؤرة للجلوس فى صفوف الدول المتقدمة رغم الأزمة العالمية القاسية.. والحقيقة أن قوى الشر تدرك ذلك جيداً لذلك تتصاعد موجات وحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتحريض.. وتتنامى محاولات تعطيل مسيرة مصر نحو التقدم وتبرز مخططات ومؤامرات تحاول عرقلة مشروعها الوطنى للبناء والتنمية والتقدم.. فقوى الشر تريد مصر مريضة وتحاول ألا تتعافى وأن تظل تقاوم الغرق وتعيش فى حصار خانق من الأزمات والمشاكل والمعاناة.. لكن الحقيقة أن المولى عز وجل حباها بقائد عظيم.. وطنى شريف لا يعرف إلا الشموخ.. والمصالح العليا للوطن.. ينفذ كل ما يحقق أهداف الوطن مهما كانت التحديات.. ويمضى بحكمة وإرادة ورؤية فى بناء الدولة الحديثة القوية والقادرة يعظم من إمكانياتها وثرواتها ومواردها وموقعها الجغرافى.. لذلك فإن قوى الشر أصيبت بالجنون وباتت تحيك المؤامرات وتطلق العنان لأبواق الكذب وأحاديث الأفك والشائعات والتشويه والتشكيك وهز الثقة والوقيعة فى محاولة لعقاب مصر على نجاحاتها وإنجازاتها وكسر الخطوط الحمراء.. لكن «مصر ــ السيسى» عصية على مؤامرات قوى الشر.. فالسيسى لا يركع إلا لله.. وجل أهدافه.. أن تحقق مصر تطلعات وآمال شعبها فى المستقبل الواعد.. لا تستجيب لمحاولات الابتزاز أو الجمود والسكوت والصمت حيال ما يحدث حولها من تطور وتقدم.. بل هى الآن تسابق الزمن فى البناء بأروع ما يكون لتدخل المنافسة العالمية فى مجالات كثيرة.
السيسى قائد عظيم لا يعرف إلا التحدى والإنجازات والنجاحات.. لديه رؤية عميقة لوضع مصر فى المكانة المستحقة.. فقد سبق الجميع واستشرف المستقبل.. وباتت محاولات قوى الشر لإجهاض مشروعه الوطنى فى بناء مصر الحديثة مصيرها الفشل.
السيسى سابق الزمن.. ويصارع مع الوقت يعمل على مدار الساعة.. ويواصل الليل بالنهار ويخبرنا بأننا تأخرنا.. ربما لم نكن نفهم معنى كلماته.. لكنها باتت الآن واضحة المعانى جلية الأهداف.. فهناك من يحاول إحباطنا وإرجاعنا.. وقوى الشر لا تنام مشغولة بحياكة المؤامرات.. وإطلاق الأكاذيب.. لكن فات الوقت.. فقد ساقت الأقدار لمصر قائداً عظيماً شريفاً سبق عصره.. واستشرف المستقبل.. فكان إنشاء قناة السويس الجديدة فى تطوير غير مسبوق يضاعف مكانة وأهمية قناة السويس كأهم شريان وممر ملاحى بحرى فى العالم ويقضى على أوقات الانتظار.. واحتمالية الأعطال.. فهى الطريق المثالى جزء كبير من التجارة العالمية بدون منافس لم يكتف السيسى بأكبر عملية تطوير وتحديث لقناة السويس ومازال التطوير قائماً فى القطاع الجنوبى.. حتى تتلاشى احتمالية تعطل الملاحة البحرية كما حدث فى حادث «إيفر جيفن».. والسيسى ذهب بعيداً برؤية ثاقبة.. فكانت البنية التحتية العصرية.. من طرق وكبارى ومحاور تربط شرايين مصر.. وانفاقه أسفل قناة السويس.. وموانئ حديثة وعصرية ذات قدرات عالمية لتلبية احتياجات التجارة العالمية واللوجيستيات وطرق وممرات وقطار سريع يربط موانيها من السخنة إلى العلمين.. ومن طابا إلى العريش.. ومن العريش إلى بورسعيد كل ذلك مرتبط بقناة السويس فى منظومة إستراتيجية ترتكز على رؤية عميقة.. واستشراف للمستقبل وبعد نظر يرسخ حقيقة لا جدال فيها أنه لا غنى للتجارة العالمية عن قناة السويس.. ولا غنى للتجارة العالمية عن مصر التى استعدت جيداً لجميع محاولات المنافسة.. ولكن الموقع الجغرافى الفريد الذى يربط الشرق والغرب.. ويوصل العالم بعضه البعض.. ويجعل الأسواق العالمية فى إفريقيا واسيا وأوروبا هى الأقرب والأوفر فى الوقت والجهد.. لذلك فإن مكانة قناة السويس وأهميتها للتجارة العالمية كممر إستراتيجى وآمن ويوفر الوقت والجهد لا غنى عنه أبداً.. ولا بدائل له.
السيسى.. سبق الجميع.. واستشرف المستقبل ولعل المصريين يفهمون الآن لماذا يسابق الرئيس السيسى الزمن ويسرع فى وتيرة العمل والبناء.. والتطوير والتحديث ولعلهم أدركوا أهمية وإستراتيجية شبكة الطرق.. والمحاور.. والبنية التحتية العصرية والقطار السريع.. وتطوير وتعظيم الموانئ المصرية وربطها بقناة السويس فى ملحمة فريدة هى الأكبر والأضخم والأعظم فى التاريخ المصرى.
فى ظل ما يحدث من حولنا الآن وما يجرى فى دهاليز العالم.. علينا أن نفهم جيداً رؤية الرئيس السيسى الوطنية وفكره الخلاق.. فمن حق الجميع أن يبحث عن مصالحه.. وما يحقق أهدافه الوطنية.. ومن حق مصر أن تعمل وتبنى وتستغل موقعها الجغرافى الفريد.. وتحوله إلى قيمة مضافة لتستفيد منه الأجيال تلو الأخرى لبناء الحاضر والمستقبل الواعد.
التفافنا جميعاً حول السيسى يمثل قضية وطن.. وضماناً للمستقبل.. وحماية لشموخ وشرف هذا الوطن العظيم.. السيسى قائد عظيم وغيور وعاشق لوطنه.. يريده فى المقدمة.. يمتلك أعلى درجات القوة والقدرة.. لذلك فإن قوى الشر تستهدف مصر وقيادتها الوطنية التى تمتلك طموحاً لا حدود له فى تمكين الأمة المصرية من القوة والقدرة والأمن والاستقرار والبناء والتنمية والتقدم.
نحن أمام قائد استثنائى وفريد.. لا يجب أن نقلق معه.. بل مطمئنون بتوفيق الله له.. لأنه لا يريد إلا الخير لمصر وشعبها لذلك فإن اختيار السيسى.. هو اختيار لقوة وقدرة ومستقبل الوطن.. وآن الأوان أن نقرأ جيداً ما جرى على مدار 9 سنوات.
رؤيته وأهدافه وفلسفته فمصر لا يمكن أن تكتفى على مدار العقود الماضية بشرف المشاهدة لما يجرى من تقدم فى دول كثيرة بالمنطقة والعالم هى أقل منا إمكانات وقدرات وموارد وموقعاً جغرافياً.. لذلك يسابق السيسى الزمن فى بناء مصر لتعويض ما فاتها وما تسببت فيه حالات التردد والخوف وغياب الرؤية والطموح.. السيسى هو اكتمال الحلم.. هو رمز الشموخ.. والتحدى.. لذلك لا يجب أن نقلق أبداً طالما نحن على قلب رجل واحد خلف هذا الوطن.. وخلف قيادة وطنية فريدة واستثنائية.. ندرك أنها تتحمل الكثير من أجل مصر.. وتتحدى التحدى بشموخ يجسد عظمة مصر وحضارتها.
تحيا مصر