السيسى .. ومعادلة القدرة المصرية

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق
قراءة المشهد الإقليمى والدولى فى الماضى والحاضر.. وما يدور فى عقول قوى الشر ونواياها وتصفح دفتر أحوال العقود الأخيرة.. استدعى رؤية شاملة لبناء الوطن الصلب القوى والقادر.. وعدم تكرار الهشاشة وسيناريوهات الضياع فى المنطقة.. لذلك هناك رؤية ثلاثية الأبعاد كانت حاضرة فى الفكر الرئاسى الخلاق.. من بناء القدرة الشاملة والمؤثرة.. وبناء الإنسان وبناء الوعى الحقيقى لتفويت الفرصة على حملات تزييف الوعى والعبث فى العقول.. فإن أعز ما تملك الأوطان هو قوة الوعى.. والوقوف على أرض صلبة على طريق المستقبل.
السيسى .. ومعادلة القدرة المصرية
أن تدرك ان الوطن مستهدف.. وتحاك له المؤامرات والمخططات.. وأن هناك قوى تعمل دائماً على اضعافه ولا تريد له ان يقوى ويتقدم أو يتسلح بالقوة والقدرة الشاملة والمؤثرة.. وهناك رغبة مسمومة فى أن تنال منه الفوضى.. والهدم والتخريب والتدمير وتزييف وعى شعبه وتحريضه على إسقاطه بيديه فى «غيبوبة» فكرية هذا الإدراك هو حجر الأساس فى الحفاظ على الدولة الوطنية وضمان وجودها وبقائها وصلابتها فى مواجهة كل ما يحاك من قبل قوى الشر.
وان لا تكتفى بالإدراك واليقين ان الوطن مستهدف.. وتعمل على تحصينه وبناء قوته وقدرته الشاملة والمؤثرة وتجعله حصناً لا يستطيع أحد اختراقه أو إسقاطه فتلك هى النعمة.. وذلك هو الإنجاز الحقيقي.
من أعظم وأروع ما صنعه وحققه الرئيس عبدالفتاح السيسى.. أنه أدرك هذه الحقائق وأكثر.. من واقع خبراته ومعايشته للتجارب والتحديات والتهديدات التى واجهت مصر.. تأكد بما لا يدع مجالاً للشك ان الوطن مستهدف ومطلوب تفريغه واضعافه من قبل قوى الشر.. لذلك وبعد سنوات الفوضى والمخططات والمؤامرات منذ 2011 وحتى رحيل وعزل الإخوان المجرمين بإرادة المصريين فى 30 يونيو 2013 وما تلاها من إرهاب.. أيقن الرئيس السيسى ان هذا الوطن الذى كاد يضيع فى حاجة إلى رؤية شاملة وإرادة صلبة وسباق مع الزمن لبناء مقومات وأسباب وجوده وبقائه من قوة وقدرة وبناء وتنمية وتحقيق آمال وغايات الشعب وتلبية آماله وتطلعاته.
أدرك السيسى فى استشراف عبقرى للمستقبل ان مصر فى حاجة إلى قوة وقدرة شاملة ومؤثرة لتحصين الوطن وتقوية أركانه.. فما أعظم ان يكون لك وطن قوى وقادر يصعد بثبات وثقة إلى المستقبل.. والأعظم أن يكون لديك شعب واعٍ وفاهم.. ما يدور حوله ويحاك ضد وطنه.. هذا ما حققه الرئيس السيسى لمصر.. لذلك مكونات الصلابة لديها متعددة تجمع ما بين القدرة الشاملة والمؤثرة والوعى الحقيقى لدى المصريين وما يتضمنه من اصطفاف.
معادلة القوة التى بناها السيسى هى القدرة والوعي.. لذلك على الجميع ان يفهم ويدرك ما حققه السيسى من حماية وحفاظ على هذا الوطن.. الذى أصبح لا يعانى من الضعف والهشاشة ولكن يمتلك القوة والقدرة والوعى والفهم بل والمستقبل الزاهر.. والطموح بلا حدود.
الحماية بالبناء والتنمية لاتقل أهمية عن عملية القوة والقدرة الدفاعية.. والحماية من خلال بناء منظومة الوعى الحقيقى والفهم الصحيح هى صمام الأمان خاصة فى هذا العصر الذى تنشط فيه الحروب على العقل الجمعى للشعوب ومحاولات تزييف الوعى الذى يتسبب فى تدمير وتخريب وإسقاط الدول بأيدى شعوبها.
السيسي.. يمنح الجميع درساً وإستراتيجية فى كيفية – ليس فقط – إنقاذ الأوطان.. ولكن فى كيفية الحفاظ عليها.. ومن يقرأ دفتر أحوال الـ9 سنوات يجد تسلسلاً مرتباً ومقصوداً فى تزامن ثلاثى لتطهير البلاد من الفوضى والإرهاب لترسيخ الأمن والاستقرار.. والبناء والتنمية والإصلاح فى كافة المجالات والقطاعات.. والعنصر الثالث يتمثل فى بناء الإنسان وبناء الوعى الحقيقي.
أعظم ما حققه السيسى لمصر وما قدمه لشعبه هو بناء وطن قوى وقادر ويقف على أرض شديدة الصلابة.. فى مواجهة المؤامرات والمخططات والأطماع.. التى تنشط وتؤثر فى أوقات الضعف وغياب الوعى أو عندما تصل إلى قوة النجاح والإنجاز لتجد قوى الشر تصعد من حملاتها المسعورة من الأكاذيب والشائعات وأحاديث الإفك والتشكيك والتشويه لمحاولة ضرب المشروع الوطنى للتقدم والقوة والقدرة.
خلال مراحل الإصلاح والبناء والتنمية وأهداف تحقيق التقدم.. خاصة إذا كانت نقطة الانطلاق من ظروف وتحديات قاسية.. تكون هناك بطبيعة الحال تداعيات لهذا الإصلاح وبناء الأوطان على أسس واقعية ومعايير ومواصفات قياسية تجد هناك معاناة لدى الشعوب وأزمات فما بالنا تأثرنا بتداعيات أزمات عالمية كارثية وفى منتهى القسوة على كافة اقتصادات العالم ورغم كل ذلك فإن الحكم بمعايير الأزمة على ما تحقق من إنجازات ونجاحات هو أمر غير موضوعي.
الأمر الثابت.. ان بناء الأوطان وحمايتها.. وضمان حياة آمنة ومستقرة وذات جودة عالية عملية ليست سهلة بل تحتاج لعمل وصبر وتضحيات.. لذلك من المهم ان تفهم وتعى الشعوب ذلك جيداً فبناء القوة التقليدية والقدرة الشاملة والمؤثرة وقوة الوعى والاصطفاف ثلاثية لا غنى عنها فى الحفاظ على الأوطان.
لكن علينا ان ندرك لماذا يهتم الرئيس السيسى ببناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح.. والذى نلحظه ونرصده فى معظم أحاديثه ومداخلاته.
ما جرى فى العقود الأخيرة من سقوط وضياع دول كانت آمنة ومستقرة ولديها مقومات التقدم وموارد غزيرة ورغم ذلك ضاعت.. لذلك يبقى ان تزييف الوعى والفهم الخاطئ واحتلال العقول من قوى الشر.. هو العدو الحقيقى للأوطان.. لذلك لابد ان تنشط منظومة بناء الوعى الحقيقي.
دعنى أخبرك ان قوى الشر خدعت بعض الشعوب وصدرت لها الأوهام والوعود البراقة والأمانى السعيدة والرخاء والديمقراطية والحرية.. وعندما سقطت هذه الدول دهست قوى الشر هذه الشعوب المخدوعة وتحولت الوعود البراقة التى صدرتها قوى الشر إلى كابوس وضياع للأوطان ووأد للأمن والاستقرار.. وباتت الفوضى ونهب خيرات وثروات وموارد هذه الشعوب أمراً لا تخطئه عين.. وباتت هذه الشعوب المخدوعة والمعنية تلعن نفسها كل يوم.. عندما فاحت روائح القتل والدماء والتنكيل والتعذيب فى سجون الاحتلال وتحت وطأة وفاشية واستباحة الإرهاب لكل شيء.. لم تحصد الشعوب المعنية والتى نجحت قوى الشر فى خداعها وتزييف وعيها سوى الأشواك.. والموت والتشرد والإقامة فى معسكرات اللاجئين أو الغرق فى البحار والمحيطات.. أو افتقاد الكرامة وحصد الاهانة.. فمن يملك وطناً بلا كرامة.. ولا يملك مستقبلاً ولا حياة.. مجرد جسد يعيش بلا أمل أو طموح بلا روح.. لذلك فإن بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح هو أهم سلاح يحافظ على الأوطان.. فمن يحمى الأوطان ليست الجيوش وحدها ولكن وعى الشعوب وإرادتها فى الحفاظ على أوطانها.
ما حققه الرئيس السيسى فى معادلة القوة والقدرة المصرية هو النعمة الحقيقية لهذا الوطن والشعب.. وهو ما يجب ان ندركه ونعيه.. وعلينا ألا ننسى ما حدث فى مصر فى أحداث يناير 2011 فى مخطط الفوضى الذى ضرب المنطقة.. ولكن إرادة الله ورعايته وجيش مصر العظيم وأبطاله الشرفاء واسترداد غالبية الشعب لوعيه واكتشافه لأبعاد المؤامرة الخطيرة على مصر.. وكانت مصر هى الدولة الوحيدة التى نجت من السقوط والضياع.
قوى الشر أصبحت فى موقف العاجز لا تملك إلا اطلاق العنان للتشويه والتشكيك والأكاذيب وأحاديث الإفك التى لاتجد لها أى أساس على أرض الواقع ورغم تصاعد حملاتها مع تنامى قوة مصر وصعودها إلا أنها تقف عاجزة بسبب قوة وقدرة «مصر- السيسى» ووعى واصطفاف شعبها والتفافه حول قيادة وطنية شريفة واستثنائية.
الإصلاح والبناء والتنمية والأمن والاستقرار لهم ثمن يجب ان يدفع.. لا يمكن بلوغها مجاناً.. وبلوغ منطقة القوة والقدرة الآمنة ليس أمراً سهلاً.. ولكنه مسار يحتاج للإرادة والصبر والتضحيات لكن مذاق القوة والقدرة والثقة والثبات فى مواجهة مؤامرات ومخططات وحروب وحملات قوى الشر لا يوصف.
السيسى قرأ بعبقرية خريطة وأفكار ونوايا قوى الشر فاستعد لها مبكراً فى استشراف فريد للمستقبل هدفه حماية وطنه والحفاظ عليه وتحقيق الأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار لشعبه.. ومكنه من القوة والقدرة وضمان عدم تكرار ما وقع فى الماضى من خطر وهشاشة وخوف وفوضى… السيسى بنى للمصريين وطناً صلباً قادراً على الصمود فى مواجهة الأزمات والتحديات.. قادراً على حمايتهم والحفاظ على أمنهم واستقرارهم وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم.. رسخ أهمية الوعى الحقيقى فى مواجهة محاولات العبث فى العقول وتزييف الوعي.
عارف يعنى ايه تعيش فى وطن قوى صلب وأنت ترى من حولك أوطاناً تسقط وتتهاوي.. عارف يعنى ايه انك تعيش فى وطن يحلق نحو المستقبل ليس بالكلام ولكن بالواقع وما يزخر به من فرص ونجاح كبير فى إنجاز الثوابت وقواعد الأساس للانطلاق والاستثمار وأن تكون محل اهتمام كبريات الشركات العالمية.. عارف يعنى ايه ان مصر أصبحت تمتلك الحكمة والرؤية والإرادة النافذة والمناخ ومقومات التقدم.. يعنى ببساطة ان مصر «جايه».. لترى مستقبل مصر بما لديها من بنية تحتية هى أساس التقدم وما لديها من امكانيات وقدرات فى مجال الطاقة وما حققته من نهضة زراعية حقيقية فى مدن زراعية شاملة ومتكاملة تتوافر لها جميع الامكانيات والمقومات.. عارف يعنى ايه ان مصر بتوطن الصناعة والتكنولوجيا وبتصنع.. عارف يعنى ايه ان اقتصادك يزداد يوماً بعد يوم قوة وقدرة لدرجة أن هناك مؤسسات دولية مرموقة وخبراء بارزين فى مجال الاقتصاد يرشحون مصر لمقدمة الاقتصادات العالمية خلال السنوات القادمة.. عارف يعنى ايه انك لديك إرادة ورؤية تطوير وتحديث الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط.. عارف يعنى ايه قناة جديدة ومنطقة اقتصادية وموانئ جافة.. ومدن جديدة ذكية.. عارف يعنى ايه إقبال الشركات والدول للتعرف على الفرص المصرية.. عارف يعنى ايه ان كل من يزور مصر يكون فى حالة انبهار.. عارف يعنى ايه تطهير سيناء من الإرهاب وتعميرها وتنميتها بشكل غير مسبوق.. عارف يعنى ايه تطوير وتوسعة ميناء العريش وربطه بموانئ بورسعيد وطابا وربط ميناء السخنة والعلمين الجديدة.. عارف يعنى ايه يكون عندك طرق ومحاور عصرية وقطار سريع فى فكر إستراتيجى يحفظ مكانة مصر.. عارف يعنى ايه بناء الإنسان المصرى وشعار «حياة كريمة» فى توازن عبقرى بين بناء الوطن وبناء الإنسان.. عارف يعنى ايه ان قوى الشر تحارب المشروع الوطنى لبناء مصر الحديثة.. عارف يعنى ايه ان هناك شعوباً كثيرة تحسدك على أمن واستقرار وقيادة مصر الوطنية».
حاجات كثيرة.. ونعم كثيرة بين أيدينا لابد ان ننتبه إليها.. واسأل نفسك «كنا فين وبقينا فين؟» من الفوضى والإرهاب إلى أعلى درجات الأمن والاستقرار.. من التراجع والانهيار الاقتصادى إلى المستقبل الواعد.. فى دولة الفرص الغزيرة لذلك لا يجب علينا ان نمنح الفرصة لقوى الشر وأعداء الوطن لينالوا من وعينا فهو أغلى ما نملك.. فما حققناه خلال 9 سنوات كان يحتاج لأكثر من 50 عاماً لإنجازه وتحقيقه.. الأزمات والظروف الصعبة أعراض مؤقتة ستزول وستصبح من التاريخ لكن ما بين أيدينا كثير.
السيسي.. قدم للمصريين أغلى شيء يمكن ان يمتلكه أى وطن فى العالم هو قدرة مصر على حماية وجودها وأمنها واستقرارها ومستقبلها من عواصف المؤامرات والمخططات.. وبنى وراهن على وعى المصريين.. لذلك قوى الشر لن تكف أو تتوقف فى محاولة خداعك وتزييف وعيك حتى لا قدر الله تهدم وطنك.
التجربة خلال العقود الماضية أثبتت ان الأوطان القوية والشعوب الواعية محصنة ضد الضياع والسقوط.. وهى المعادلة التى أنجزها باقتدار الرئيس السيسي.. فليطمئن المصريون مع هذا القائد العظيم.
تحيا مصر