إسرائيل تعدل تصريحات المتحدث العسكري بشأن حث الفلسطينيين على التوجه لمصر
يواصل المسؤولون الإسرائليون التصريحات المضللة والتحريضية لحث أهل غزة على النزوح إلى مصر، في محاولة لتفريغ القضية الفلسطينية من محتواها، والسيطرة على قطاع غزة بالكامل، بما يحرم الشعب الفلسطيني من الحصول على حقه المشروع في إقامة دولة مستقلة.
تحريض صريح!
كان آخر تلك التصريحات لـ اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، وهو كبير المتحدثين العسكريين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي قال إن على أهل غزة أن يتوجهوا إلى مصر عبر معبر رفح، في حديث لوسائل الإعلام الأجنبية بالأمس، حسبما أفادت رويترز.
ومع التحذيرات المصرية من خطورة تلك النقطة على القضية الفلسطينية، والأمن في المنطقة، واصل المسؤول العسكري الإسرائيلي التحريض على النزوح من غزة إلى الحدود المصرية، ليعدل في بيانه الصادر بالأمس والذي حث فيه الفلسطينيين على الذهاب إلى معبر رفح، ويشير إلى أن المعبر بات مغلقا!
أمن المنطقة في خطر
ومن شأن دفع الفلسطينيين في غزة إلى الحدود المصرية أن يضر بالأمن في المنطقة، الأمر الذي لن تقبله مصر وتقف دائما أمام محاولات إسرائيل الهادفة إلى توطين الفلسطينيين في منطقة تمتد من العريش بطول 24 كم حتى الجنوب، بما يضمن في نهاية المطاف سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على أراضي فلسطين التاريخية، وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
ويضر لجوء الفلسطينيين إلى تلك المنطقة في سيناء بالخطة الأمنية الاستراتيجية المصرية، وقد يتسلل عناصر إرهابية كثيرة بين تلك الآلاف التي تريد أن تجتاح الحدود المصرية، مع أن تلك المنطقة تم إخلاؤها لفرض السيطرة الأمنية عليها، بعد أن قدمت الدولة عشرات الشهداء في سبيل تحقيق ذلك.
مخاطر النزوح
كما أن خروج الفلسطينيين يعيد طرح الأمن الإقليمي الذي طرح قبل ذلك، وأن تتولى مصر مسؤولية الأمن في قطاع غزة ومسؤولية التعامل مع الفلسطينيين وتخفيف العبء عن إسرائيل في ذلك المجال وفقا للقانون الدولي بوصفها الدولة القائمة بالاحتلال، فعند خروج هذه الآلاف يعني ذلك أن مصر ستتحمل عبئا كان من المفترض أن يتحمله المحتل وهو إسرائيل، بما يعني أن مثل هذه المخططات إنما تخدم إسرائيل في المقام الأول والأخير.
كما أن تخلي المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة عن أراضيهم ونزوحهم إلى الحدود المصرية من شأنه تهديد عملية السلام في الشرق الأوسط، وأن يرتب تداعيات أمنية واسعة النطاق ستطال آثارها كل دول الشرق الأوسط دون استثناء.
منعطف خطير للقضية الفلسطينية
في سياق متصل، قالت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى، إن القضية الفلسطينية تشهد الآن منعطفا هو الأخطر في تاريخها، مشيرة إلى أن هناك مخطط واضح لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية من سكانها، حسبما أفادت القاهرة الإخبارية.
وبينت المصادر، أن حكومة الاحتلال تجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت تحت القصف أو النزوح خارج أراضيهم، محذرة من المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، مشيرة إلى أن هناك بعض الأطراف تخدم مخطط الاحتلال وتمهد له مبررات الأمر الواقع لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيا.