مقالات

الأرض‭ ‬أرضنا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬أبونا‭ ‬وجدنا‮»‬‭.. ‬وبكرة‭ ‬ولا‭ ‬بعده‭ ‬لعيالنا‭ ‬بعدنا

الكاتب أ / السيد البابلي

يتحدثون‭ ‬فى‭ ‬تقارير‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وفى‭ ‬أحاديث‭ ‬غربية‭ ‬عن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ويقولون‭ ‬إن‭ ‬الحل‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬تهجير‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬وتوطينهم‭ ‬هناك‭.‬
وأنقل‭ ‬عن‭ ‬القناة‭ ‬السابعة‭ ‬فى‭ ‬التليفزيون‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ما‭ ‬قالوه‭ ‬فى‭ ‬‮«‬تحليل‭ ‬إخباري‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تتم‭ ‬الأعمال‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬الأقوياء،‭ ‬ويتعين‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تغتنم‭ ‬الفرصة‭ ‬لاستعراض‭ ‬القوة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لأجيال‭ ‬عديدة‮»‬‭. ‬ويمضى‭ ‬التقرير‭ ‬فيقول‭ ‬‮«‬ويشرح‭ ‬سيناريو‭ ‬ما‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يتدفق‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬حملة‭ ‬لتدفق‭ ‬المساعدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمصر‭ ‬لتمكينها‭ ‬من‭ ‬استيعاب‭ ‬بعض‭ ‬الغزيين‭ ‬فيها‮»‬‭.‬
ويقول‭ ‬التقرير‭ ‬إن‭ ‬زيادة‭ ‬الضغط‭ ‬الإنسانى‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬سوف‭ ‬يدفع‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الجياع‭ ‬والعطشى‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬النزوح‭ ‬وعبور‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭.‬
وما‭ ‬قاله‭ ‬التليفزيون‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬صراحة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتردد‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬أحداث‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل‭ ‬لهجمات‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬الغربية‭ ‬التى‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬الأهداف‭ ‬الحقيقية‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬الآن‭.‬
ولكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬رد‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬كان‭ ‬واضحًا‭ ‬خلال‭ ‬المظاهرات‭ ‬الوطنية‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬محافظات‭ ‬مصر‭ ‬برفض‭ ‬تهجير‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬ورفض‭ ‬التوطين‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.‬
ولكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬أيضًا‭ ‬فإننا‭ ‬نحيلهم‭ ‬إلى‭ ‬أوبريت‭ ‬غنائى‭ ‬قديم‭ ‬وأبت‭ ‬الإذاعة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬إذاعته‭ ‬مئات‭ ‬المرات‭ ‬عن‭ ‬عواد‭ ‬الفلاح‭ ‬الذى‭ ‬باع‭ ‬أرضه‭.. ‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬الأوبريت‭ ‬فإن‭ ‬الجميع‭ ‬يرفضون‭ ‬التخلى‭ ‬عن‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬بيعها‭ ‬ويؤكدون‭ ‬أن‭ ‬الأرض‭ ‬أرضنا‭.. ‬عن‭ ‬أبونا‭ ‬وجدنا‭ ‬وبكرة‭ ‬ولا‭ ‬بعده‭ ‬لعيالنا‭ ‬بعدنا‭.‬
‭> > >‬
وسيناء‭ ‬هى‭ ‬أرضنا‭ ‬ــ‭ ‬وبكرة‭ ‬ولا‭ ‬بعده‭ ‬لعيالنا‭ ‬بعدنا‭.. ‬سيناء‭ ‬لا‭ ‬تُقدَّر‭ ‬بكنوز‭ ‬الدنيا‭ ‬ــ‭ ‬سيناء‭ ‬ليست‭ ‬للبيع‭ ‬أو‭ ‬المساومة‭.. ‬سيناء‭ ‬التى‭ ‬سالت‭ ‬عليها‭ ‬الدماء‭ ‬المصرية‭ ‬الذكية‭ ‬وارتوت‭ ‬بها‭ ‬هى‭ ‬رمز‭ ‬لصمود‭ ‬وكرامة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬يومًا‭ ‬بديلاً‭ ‬لوطن‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬منطلقًا‭ ‬ومدخلاً‭ ‬لحل‭ ‬مشاكل‭ ‬إسرائيل‭ ‬الأمنية‭.‬
ولهذا‭ ‬خرجنا‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭.. ‬ولهذا‭ ‬أعلنا‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬وقوفنا‭ ‬جميعًا‭ ‬وراء‭ ‬رئيس‭ ‬مصر‭.. ‬وراء‭ ‬القائد‭ ‬الذى‭ ‬أقسم‭ ‬بحماية‭ ‬أمن‭ ‬وأرض‭ ‬مصر‭.. ‬وراء‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬ابن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬العسكرية‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬كل‭ ‬العصور‭ ‬التضحيات‭ ‬للاستشهاد‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬والعرض‭ ‬والشرف‭.. ‬ولهذا‭ ‬منحنا‭ ‬رئيسنا‭ ‬تفويضنا‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬وعن‭ ‬تأكيد‭ ‬بأنه‭ ‬لو‭ ‬خاض‭ ‬بنا‭ ‬البحر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬لخضناه‭ ‬معه‭.. ‬وعن‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬أيد‭ ‬أمينة‭ ‬وأن‭ ‬دعواتنا‭ ‬للسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬أبدًا‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬شبر‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أراضيه‭.‬
ونحن‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قلبًا‭ ‬وقالبًا‭.. ‬أرواحنا‭ ‬فداء‭ ‬لفلسطين‭ ‬كما‭ ‬هى‭ ‬فداء‭ ‬لمصر‭.. ‬وموقفنا‭ ‬يعنى‭ ‬حماية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬فى‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.. ‬ونؤكد‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يروجون‭ ‬لمشروع‭ ‬تفريغ‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬وتوطينهم‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يخدمون‭ ‬مشروعًا‭ ‬للسلام‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يروجون‭ ‬للحلم‭ ‬الصهيونى‭ ‬من‭ ‬النيل‭ ‬للفرات‭.. ‬وأنهم‭ ‬لا‭ ‬يقومون‭ ‬ببيع‭ ‬القضية‭ ‬فقط‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يبيعون‭ ‬العروبة‭ ‬كلها‭.. ‬ويبحثون‭ ‬عن‭ ‬تصدير‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭.. ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأحداث‭ ‬الجارية‭ ‬حاليًا‭ ‬هو‭ ‬مصر‭.. ‬وللمؤامرة‭ ‬وجوه‭ ‬كثيرة‭.. ‬والثعابين‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬جحورها‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬وجهها‭ ‬القبيح‭.‬
‭> > >‬
وأحيانًا‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬التصريحات‭ ‬التى‭ ‬تعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬قائلها‭ ‬وتترجم‭ ‬ما‭ ‬بداخله‭ ‬كأن‭ ‬يتحدث‭ ‬اللص‭ ‬عن‭ ‬الشرف‭ ‬والقاتل‭ ‬عن‭ ‬الفضيلة‭.. ‬فأحد‭ ‬أعضاء‭ ‬حزب‭ ‬الليكود‭ ‬الحاكم‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل‭ ‬وهو‭ ‬أمير‭ ‬ويتمان‭ ‬وصفه‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬أدانت‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬مستشفى‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬والذى‭ ‬ذهب‭ ‬ضحيته‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسمائة‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬بأنهم‭ ‬دول‭ ‬إرهابية‭ ‬‮«‬كلها‭ ‬دول‭ ‬إرهابية‮»‬‭..!‬
وما‭ ‬قاله‭ ‬العضو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيره‭.. ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تدين‭ ‬قتل‭ ‬الأبرياء‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬إرهابية‭.. ‬فما‭ ‬الذى‭ ‬سيقال‭ ‬عن‭ ‬الذين‭ ‬نفذوا‭ ‬الجريمة‭..!! ‬والمصيبة‭.. ‬كل‭ ‬المصيبة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬التى‭ ‬ترتكب‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬تهرب‭ ‬بجرائمها‭ ‬والذين‭ ‬يدينون‭ ‬الإرهاب‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يتحولون‭ ‬إلى‭ ‬إرهابيين‭.. ‬ولا‭ ‬تعليق‭..!‬
‭> > >‬
وفى‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬حاليًا‭ ‬فإن‭ ‬‮٢٢‬‭ ‬إعلاميًا‭ ‬لقوا‭ ‬حتفهم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فيهم‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬وثلاثة‭ ‬إسرائيليين‭ ‬ولبناني‭..!‬
ودائمًا‭.. ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الإعلام‭ ‬ثمنًا‭ ‬باهظًًا‭ ‬لكل‭ ‬الأخطاء‭.. ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يرضى‭ ‬عنهم‭ ‬أبدًا‭..!! ‬مهنة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المتاعب‭.. ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الموت‭ ‬أيضًا‭..!‬
‭> > >‬
وأعود‭ ‬للتحذير‭.. ‬وأعود‭ ‬للتنبيه‭.. ‬هناك‭ ‬أخبار‭ ‬وصور‭ ‬وفيديوهات‭ ‬ملفقة‭ ‬بعناية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬والهدف‭ ‬منها‭ ‬ضرب‭ ‬العقل‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬مقتل‭.. ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬زرع‭ ‬الفتنة‭ ‬والشقاق‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭.. ‬والهدف‭ ‬منها‭ ‬الوقيعة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭.. ‬والهدف‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬نغرق‭ ‬فى‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬التفاهات‭ ‬والرذيلة‭ ‬أيضًا‭.. ‬والهدف‭ ‬منها‭ ‬طمس‭ ‬ملامح‭ ‬الهوية‭ ‬والانتماء‭ ‬وضياع‭ ‬بوصلة‭ ‬التوجه‭ ‬والتوجيه‭.. ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬أخطر‭ ‬حروب‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬والسادس‭ ‬والسابع‭ ‬والعاشر‭..!‬
‭> > >‬
ودائمًا‭.. ‬دائمًا‭ ‬هناك‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬درع‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وسيفه‭.. ‬هناك‭ ‬رجال‭ ‬من‭ ‬أبنائنا‭.. ‬من‭ ‬خير‭ ‬أجناد‭ ‬الأرض‭ ‬نشعر‭ ‬معهم‭ ‬بالأمان‭ ‬والاطمئنان‭.. ‬فهم‭ ‬العيون‭ ‬الساهرة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭.. ‬هم‭ ‬الرمز‭ ‬لقوة‭ ‬وعزة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.. ‬هم‭ ‬الأمان‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬الأزمات‭.. ‬هم‭ ‬القيمة‭ ‬والقامة‭ ‬لمكانة‭ ‬مصر‭.. ‬وحين‭ ‬نقف‭ ‬وراء‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬اليوم‭ ‬فهى‭ ‬ليست‭ ‬دعوة‭ ‬للحرب‭ ‬أو‭ ‬القتال‭.. ‬بل‭ ‬تأكيد‭ ‬للسلام‭ ‬المبنى‭ ‬على‭ ‬القوة‭ ‬والحق‭.. ‬وقواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬هى‭ ‬خير‭ ‬ضمان‭ ‬لهذا‭ ‬السلام‭.. ‬وهى‭ ‬مصدر‭ ‬فخرنا‭ ‬وقوتنا‭.‬

زر الذهاب إلى الأعلى