مقالات

الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭.. ‬خط‭ ‬أحمر

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

لا‭ ‬تدار‭ ‬الدول‭ ‬بالعواطف‭ ‬والأهواء‭ ‬والشعارات‭.. ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬يتطلب‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والردع‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقى‭.. ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬بما‭ ‬يحاك‭ ‬ويخطط‭.. ‬وما‭ ‬يراد‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬بروتوكولات‭ ‬شيطانية‭.. ‬ومخططات‭ ‬خبيثة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوسع‭ ‬وتحقيق‭ ‬أضغاث‭ ‬أحلام‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭.. ‬لذلك‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬العواطف‭ ‬والشعارات‭ ‬أهم‭ ‬سلاح‭.. ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬وأراضيه‭ ‬وسيادته‭.. ‬وعى‭ ‬الشعب‭ ‬قضية‭ ‬محورية‭.. ‬فالدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وقيادتها‭.. ‬بنت‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬فلا‭ ‬خوف‭ ‬على‭ ‬مصر‭.. ‬ولا‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نريده‭ ‬ويتعارض‭ ‬مع‭ ‬أمننا‭ ‬القومي‭.. ‬وأقول‭ ‬للأشقاء‭ ‬فى‭ ‬فلسطين‭.. ‬‮«‬ما‭ ‬أعظم‭ ‬الموت‭ ‬شرفاً‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬وطنكم‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬قضيتكم‮»‬

الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭.. ‬خط‭ ‬أحمر

‮«‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نقلق‮»‬‭ ‬رسالة‭ ‬طمأنة‭ ‬للمصريين‭ ‬أطلقها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬المشروع‭ ‬الأعظم‭ ‬الذى‭ ‬أطلقته‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭ ‬لتطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصري‭.. ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬وطنى‭ ‬عظيم‭ ‬وشريف‭ ‬ومخلص‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭.. ‬وتعنى‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬شديدة‭ ‬الصلابة‭ ‬وتمتلك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭.. ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭.‬
الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وقيادتها‭ ‬الوطنية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬استعدت‭ ‬جيداً‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬واستشرفت‭ ‬المستقبل‭ ‬وقرأت‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬فى‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭.. ‬انتصرت‭ ‬فيه‭ ‬وحققت‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬كانت‭ ‬تحتاج‭ ‬لعقود‭ ‬كثيرة‭ ‬لإنجازها‭ ‬وتعهدت‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وانكسارات‭ ‬وضعف‭ ‬ووهن‭ ‬لن‭ ‬يتكرر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬
على‭ ‬مدار‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬آلة‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬وحملات‭ ‬التشويه‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتحريض‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭.. ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬ممنهجة‭ ‬تدرك‭ ‬وتعرف‭ ‬أهدافها‭ ‬الخبيثة‭ ‬بدقة‭.. ‬لتشويه‭ ‬أى‭ ‬نجاح‭ ‬وإنجاز‭ ‬والتشكيك‭ ‬فى‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وإجراءاتها‭ ‬ومشروعاتها‭ ‬لامتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬لأن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬تدرك‭ ‬جيداً‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬والمشروعات‭ ‬هى‭ ‬مصدر‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬لمصر‭.. ‬وتحول‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬ومخططاتها‭ ‬ومؤامراتها‭ ‬وصفقاتها‭ ‬التى‭ ‬تقف‭ ‬لها‭ ‬بالمرصاد‭.‬
دعونى‭ ‬أعُد‭ ‬بكم‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬بتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬وتزويد‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬بأحدث‭ ‬منظومات‭ ‬التسليح‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬وتطبيق‭ ‬إستراتيجية‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬السلاح‭.. ‬وقد‭ ‬تعرض‭ ‬ذلك‭ ‬لهجوم‭ ‬وحملات‭ ‬تشويه‭ ‬وتحريض‭ ‬ضارية‭ ‬لإحداث‭ (‬لخبطة‭) ‬وبلبلة‭ ‬وهز‭ ‬ثقة‭ ‬المصريين‭ ‬بأكاذيب‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭.. ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬حمى‭ ‬مصر‭ ‬وصان‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬وحافظ‭ ‬على‭ ‬مقدراتها‭ ‬ومكتسباتها‭ ‬وثرواتها‭ ‬وحقوقها‭ ‬المشروعة‭.. ‬وأتاح‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬الهائلة‭ ‬التى‭ ‬تجبر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬النيل‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬بمصر‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭.‬
الأحداث‭ ‬والصراعات‭ ‬والمخططات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬والتهديدات‭ ‬المستجدة‭ ‬والضغوط‭ ‬والمؤامرات‭  ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.. ‬والتى‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر‭ ‬وأرضها‭ ‬ووحدتها‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬والصراعات‭ ‬المتصاعدة‭ ‬كشفت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬حتمية‭ ‬الرؤية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬التى‭ ‬وضعها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭.. ‬قرأت‭ ‬الواقع‭ ‬واستشرف‭ ‬المستقبل‭ ‬ومكن‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأى‭ ‬قوة‭ ‬ان‭ ‬تكسر‭ ‬إرادة‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭.. ‬أو‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬أمراً‭ ‬واقعاً‭ ‬لا‭ ‬تقبله‭.. ‬أو‭ ‬إملاءات‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬قرارها‭ ‬الوطني‭.. ‬ومصالحها‭ ‬العليا‭.. ‬أو‭ ‬انتهاك‭ ‬سيادتها‭ ‬وتهديد‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭.. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬ان‭ ‬نقلق‭.. ‬‮«‬مصر‭- ‬السيسى‮»‬‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬الشرف‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬سيادتها‭ ‬وأرضها‭ ‬ومصالح‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬شعبها‭.‬
بالطبع‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬ان‭ ‬نقلق‭.. ‬فالدولة‭ ‬فعلت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عليها‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ان‭ ‬ننعم‭ ‬بالثقة‭ ‬فى‭ ‬أنفسنا‭ ‬وفى‭ ‬قدرة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.. ‬على‭ ‬حماية‭ ‬حدوده‭ ‬وبقائه‭ .. ‬كما‭ ‬يعتمد‭ ‬عدم‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬وعى‭ ‬المصريين‭ ‬الحقيقى‭ ‬وفهمهم‭ ‬الصحيح‭ ‬وتوحدهم‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.. ‬واصطفافهم‭ ‬حول‭ ‬قيادتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬الشريفة‭ ‬وإدراكهم‭ ‬ان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬وضمان‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬أبداً‭ ‬بالعواطف‭ ‬والشعارات‭ ‬ولكن‭ ‬بالوعى‭ ‬والإدراك‭ ‬والفهم‭ ‬والإرادة‭ ‬والاصطفاف‭ ‬والعمل‭ ‬والصبر‭ ‬والتضحية‭.. ‬وان‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬يواجه‭ ‬بالوعى‭ ‬والفهم‭.. ‬لأن‭ ‬الحماية‭ ‬العظمى‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬وعى‭ ‬الشعب‭ ‬وإرادته‭ ‬واصطفافه‭.‬
دعونى‭ ‬أتذكر‭ ‬أيضاً‭ ‬ان‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬تسعى‭ ‬لتمرير‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أهدافها‭ ‬الشيطانية‭ ‬ومؤامراتها‭ ‬ومخططاتها‭ ‬وأطماعها‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولات‭ ‬متواصلة‭ ‬لاستهداف‭ ‬واضعاف‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬والاجهاز‭ ‬على‭ ‬قدراتها‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تقوى‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭.. ‬والاستسلام‭ ‬لفرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭.. ‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬فيها‭ ‬البلاد‭ ‬لانتكاسة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬إثيوبيا‭ ‬تبنى‭ ‬سد‭ ‬النهضة‭ ‬وتهدد‭ ‬الأمن‭ ‬المائى‭ ‬للمصريين‭.. ‬وأيضاً‭ ‬تسببت‭ ‬حالة‭ ‬الضعف‭ ‬والفوضى‭ ‬فى‭ ‬خسارة‭ ‬مصر‭ ‬450‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬تؤكد‭ ‬وبشكل‭ ‬واضح‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬وفوضى‭ ‬لن‭ ‬يتكرر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وغير‭ ‬مسموح‭ ‬بتكراره‭.. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬انطلقت‭ ‬مصر‭- ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬ان‭ ‬تحقق‭ ‬أو‭ ‬تنفذ‭ ‬أهدافها‭ ‬وأطماعها‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬القوية‭ ‬والقادرة‭.‬
دعونا‭ ‬نتذكر‭ ‬المشهد‭ ‬السياسى‭ ‬والأمنى‭ ‬حول‭ ‬مصر‭.. ‬وأعنى‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬حدودها‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬حتى‭ ‬يدرك‭ ‬المواطن‭ ‬حجم‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬مصر‭.. ‬الحد‭ ‬الغربى‭ ‬حيث‭ ‬ليبيا‭ ‬الشقيقة‭ ‬وما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وانفلات‭ ‬وانقسام‭ ‬وتدخلات‭ ‬أجنبية‭ ‬وتفش‭ ‬للإرهاب‭ ‬والعناصر‭ ‬المرتزقة‭ ‬والقوات‭ ‬الأجنبية‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬مباشراً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري‭.. ‬لكن‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬حدوث‭ ‬ثغرات‭ ‬أو‭ ‬تهديد‭ ‬فى‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬وجاء‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر‭ ‬الذى‭ ‬وضعه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬ليشكل‭ ‬فاصلاً‭ ‬وجداراً‭ ‬صلباً‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬اختراق‭ ‬أو‭ ‬تجاوز‭ ‬هذا‭ ‬الخط‭.. ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬ولكن‭ ‬نتاج‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬شيدها‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭.‬
واجهت‭ ‬مصر‭ ‬إرهاباً‭ ‬شرساً‭.. ‬حاول‭ ‬ابتزاز‭ ‬وتركيع‭ ‬وإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬وفصل‭ ‬سيناء‭ ‬عن‭ ‬الجسد‭ ‬الوطني‭.. ‬لكن‭ ‬إرادة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬جيشها‭ ‬العظيم‭ ‬وشرطتها‭ ‬الوطنية‭ ‬وبطولاتهم‭ ‬وتضحياتهم‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬تطهير‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتعميرها‭ ‬وتنميتها‭ ‬بل‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬صناعى‭ ‬واستثمارى‭ ‬وجزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬واللوجستيات‭ ‬فى‭ ‬استثمار‭ ‬حقيقى‭ ‬لمواردها‭ ‬وربطها‭ ‬بالوطن‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عندما‭ ‬تعرضت‭ ‬سيناء‭ ‬لهجمات‭ ‬إرهابية‭ ‬شرسة‭ ‬وعقب‭ ‬جريمة‭ ‬إرهابية‭ ‬ارتكبت‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬أبطال‭ ‬جيشنا‭ ‬العظيم‭.. ‬خرج‭ ‬للمصريين‭ ‬قائلاً‭ ‬فى‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للمصريين‭: (‬احنا‭ ‬مش‭ ‬هنسيب‭ ‬سيناء‭.. ‬يا‭ ‬تبقى‭ ‬بتاعة‭ ‬المصريين‭ ‬يا‭ ‬نموت‭) ‬الرسالة‭ ‬كانت‭ ‬قوية‭ ‬ومدوية‭.. ‬لكنها‭ ‬تحققت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.. ‬سيناء‭ ‬مصرية‭ ‬وسوف‭ ‬تظل‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬مصرية‭ ‬بإرادة‭ ‬الشرفاء‭ ‬وعزم‭ ‬الرجال‭ ‬الأوفياء‭ ‬وقائد‭ ‬عظيم‭ ‬هو‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬قال‭ ‬أيضا‭: (‬انتبهوا‭ ‬يا‭ ‬مصريين‭ ‬لما‭ ‬يحاك‭ ‬لنا‭.. ‬كل‭ ‬اللى‭ ‬بيحصل‭ ‬ده‭ ‬عارفينه‭ ‬ومتوقعينه‭.. ‬مصر‭ ‬بتخوض‭ ‬حرب‭ ‬وجود‭.. ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬للمصريين‭ ‬اياكم‭ ‬ان‭ ‬تعتقدوا‭ ‬ان‭ ‬المؤامرة‭ ‬انتهت‭.. ‬بل‭ ‬هى‭ ‬مستمرة‭).. ‬لكن‭ (‬مصر‭- ‬السيسي‭) ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭.. ‬ولن‭ ‬تسمح‭ ‬ولن‭ ‬تفرط‭ ‬ولن‭ ‬تتهاون‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬قائدها‭.. ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬مسئوليتى‭ ‬الأولي‭.. ‬ولا‭ ‬تهاون‭ ‬أو‭ ‬تفريط‭ ‬فيه‭.‬
أقول‭ ‬انتبهوا‭ ‬يا‭ ‬مصريين‭ ‬هناك‭ ‬مخططات‭ ‬ومحاولات‭ ‬بائسة‭ ‬لإعادة‭ ‬مشاهد‭ ‬الفوضى‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬عملاء‭ ‬ومرتزقة‭ ‬ومحاولات‭ ‬فاشلة‭ ‬لإعادة‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬الضعف‭.. ‬تتعانق‭ ‬مع‭ ‬ضغوط‭ ‬وتهديدات‭ ‬وتشويه‭ ‬خارجى‭ ‬وأكاذيب‭ ‬ومزاعم‭ ‬وأباطيل‭.. ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نجمع‭ ‬أجزاء‭ ‬الصورة‭ ‬كاملة‭ ‬حتى‭ ‬نقرأ‭ ‬تفاصيل‭ ‬المؤامرة‭ ‬والمخطط‭.. ‬جاءوا‭ ‬بصبيانهم‭ ‬وعملائهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الزعم‭ ‬بالترشح‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وهم‭ ‬يدركون‭ ‬حجمهم‭ ‬جيداً‭.. ‬وان‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬تعرف‭ ‬جيداً‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬دفعت‭ ‬بهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفهم‭ ‬أحد‭.. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬هدفاً‭ ‬شيطانياً‭ ‬تسعى‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬لتحقيقه‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬العميل‭.. ‬وهو‭ ‬إعادة‭ ‬سيناريو‭ ‬الفوضى‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬العميلة‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬لتدمير‭ ‬مصر‭ ‬وإسقاطها‭.. ‬ومع‭ ‬عودة‭ ‬الفوضى‭ ‬واشغال‭ ‬مصر‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬تستطيع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬ان‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬ومخططاتها‭.. ‬والهدف‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬سيناء‭.. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬أبداً‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬لأن‭ ‬مصر‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬ووعى‭ ‬شعبها‭ ‬واصطفافه‭ ‬حصن‭ ‬ودرع‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬
حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬الذى‭ ‬تواجه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الاتجاهات‭ ‬سواء‭ ‬الغرب‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬والحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬وفى‭ ‬الجنوب‭ ‬حيث‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬فى‭ ‬السودان‭ ‬وأيضاً‭ ‬حالة‭ ‬التعنت‭ ‬الإثيوبى‭ ‬ومحاولات‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬المائى‭ ‬المصري‭.. ‬وفى‭ ‬الشمال‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬باقتدار‭ ‬فى‭ ‬تأمين‭ ‬ثرواتها‭ ‬فى‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والردع‭ ‬التى‭ ‬أسسها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭.. ‬وهى‭ ‬قوة‭ ‬تحمى‭ ‬وتصون‭ ‬ولا‭ ‬تعتدى‭ ‬على‭ ‬أحد‭.. ‬ولا‭ ‬تطمع‭ ‬فى‭ ‬أحد‭.. ‬لكنها‭ ‬تؤمن‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬والمصالح‭ ‬والثروات‭ ‬والحدود‭ ‬المصرية‭ ‬لذلك‭ ‬لولا‭ ‬الرؤية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬واستشرافه‭ ‬المستقبل‭ ‬والاستعداد‭ ‬لمجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬والأزمات‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬أطماع‭ ‬ومخططات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬واستدعاء‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬لسيناريوهات‭ ‬ومخططات‭ ‬قديمة‭.. ‬لكانت‭ ‬مصر‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬ضياع‭ ‬واختطاف‭ ‬ولنجحت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهدافها‭ ‬الخبيثة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬اقتطاع‭ ‬سيناء‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الشيطانى‭ ‬الذى‭ ‬وافق‭ ‬عليه‭ ‬الإخوان‭ ‬الخونة‭ ‬حيث‭ ‬وقعوا‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬سيناء‭ ‬وبشهادات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أنفسهم‭ ‬والرئيس‭ ‬أبومازن‭ ‬والإعلام‭ ‬الأمريكى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭.. ‬وهو‭ ‬امتداد‭ ‬لمخطط‭ ‬الشيطان‭ ‬الذى‭ ‬يسعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اختطاف‭ ‬سيناء‭ ‬وتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭ ‬وتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬سيناء‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬اضغاث‭ ‬أحلام‭ ‬الصهيوينية‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬النيل‭ ‬للفرات‭.. ‬لذا‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬ننتبه‭ ‬لخطورة‭ ‬تغييب‭ ‬العقل‭ ‬واطلاق‭ ‬العنان‭ ‬للعواطف‭ ‬والمشاعر‭ ‬والشعارات‭.. ‬انها‭ ‬أخطر‭ ‬عدو‭ ‬لنا‭.. ‬فالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والأمن‭ ‬القومى‭ ‬وقدسية‭ ‬التراب‭ ‬المصرى‭ ‬ولا‭ ‬نسمح‭ ‬لأحد‭ ‬ان‭ ‬يختطف‭ ‬عقولنا‭ ‬أو‭ ‬يهز‭ ‬ثوابتنا‭.. ‬فالمؤامرة‭ ‬كبيرة‭ ‬وخطيرة‭.. ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬برفض‭ ‬قاطع‭ ‬وتضحيات‭ ‬عظيمة‭.. ‬وإرادة‭ ‬وشرف‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭.. ‬يسعون‭ ‬الآن‭ ‬لتحويله‭ ‬إلى‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭.. ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نقرأ‭ ‬ونفهم‭ ‬ونعى‭ ‬خطورة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬وفرض‭ ‬الحصار‭ ‬المحكم‭ ‬عليها‭ ‬واستمرار‭ ‬عمليات‭ ‬القصف‭ ‬الجوى‭ ‬والقتل‭ ‬والتجويع‭.. ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬صهيونية‭ ‬لوضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أمام‭ ‬أمرين‭.. ‬إما‭ ‬الانتحار‭ ‬والتعرض‭ ‬للقتل‭ ‬والجوع‭ ‬والموت‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬أو‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭.. ‬هكذا‭ ‬تخطط‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفضحتها‭ ‬تصريحات‭ ‬نتنياهو‭ ‬والإعلام‭ ‬الصهيونى‭ ‬الذى‭ ‬طالب‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭ ‬بمغادرة‭ ‬القطاع‭ ‬وقالها‭ ‬صراحة‭ ‬الصحفى‭ ‬الصهيونى‭ ‬إيلى‭ ‬كوهين‭ ‬بمطالبة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭.. ‬لذلك‭ ‬يريدون‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصر‭ ‬وفرض‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬وتعريض‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬للخطر‭.. ‬وتنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبري‭.. ‬فالأمر‭ ‬لن‭ ‬ينتهى‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬بل‭ ‬‮«‬التوسع‮»‬‭ ‬فهو‭ ‬العقيدة‭ ‬الخبيثة‭ ‬فى‭ ‬مشروع‭ ‬الصهيونية‭.. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يخدعنا‭ ‬احد‭.. ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نستسلم‭ ‬لعواطف‭ ‬وشعارات‭ ‬سوف‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬ضياعنا‭.‬
الضغط‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬والحصار‭ ‬المحكم‭ ‬عليها‭ ‬واستمرار‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬أهدافه‭ ‬واضحة‭ ‬للجميع‭ ‬الهدف‭ ‬سيناء‭.. ‬وتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فيها‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬شيطانى‭ ‬خبيث‭ ‬رفضه‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬حسنى‭ ‬مبارك‭ ‬من‭ ‬قبل‭.. ‬وتصدى‭ ‬له‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بشموخ‭ ‬وشرف‭ ‬ووطنية‭ ‬وإرادة‭ ‬صلبة‭.. ‬وأفشل‭ ‬كل‭ ‬المخططات‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسيناء‭ ‬أو‭ ‬مصر‭ ‬عموماً‭.. ‬وبنى‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الهائلة‭ ‬لحماية‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬خط‭ ‬أحمر‮»‬‭.‬
المنهج‭ ‬والعقيدة‭ ‬الفاسدة‭ ‬للإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬وهى‭ ‬الخيانة‭ ‬والعمالة‭ ‬مازال‭ ‬يشع‭ ‬خبثاً‭ ‬وتآمراً‭ ‬فلا‭ ‬أدرى‭ ‬قرار‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬الأسس‭ ‬اتخذ‭ ‬وهل‭ ‬كان‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬وتقديرات‭ ‬مواقف‭ ‬صحيحة‭.. ‬تجنيب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وتدمير‭ ‬وتجويع‭ ‬وحصار‭ ‬وخراب‭ ‬وهدم‭ ‬لكل‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬النتائج‭ ‬التى‭ ‬تحققت‭ ‬لصالح‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬وهل‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬فى‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬نال‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة‭.. ‬وخرج‭ ‬الأسرى‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬وتوقفت‭ ‬سياسات‭ ‬الاستيطان‭ ‬والإجرام‭ ‬الإسرائيلي‭.. ‬وهل‭ ‬نالت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تعاطفاً‭ ‬دولياً‭ ‬أكبر‭.. ‬وهل‭ ‬لدى‭ ‬المهاجمين‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬بالأرض‭ ‬التى‭ ‬استولوا‭ ‬عليها؟‭.. ‬الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬بل‭ ‬خسرت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الكثير‭.‬
لذلك‭ ‬أقول‭ ‬للمصريين‭ ‬وبمنتهى‭ ‬الموضوعية‭ ‬ان‭ ‬الدول‭ ‬تتخذ‭ (‬قرار‭ ‬الحرب‭) ‬ليس‭ ‬اعتباطاً‭ ‬أو‭ ‬بالعشوائية‭ ‬أو‭ ‬بالعواطف‭ ‬ولكن‭ ‬بالحسابات‭ ‬الدقيقة‭ ‬وتقديرات‭ ‬المواقف‭ ‬الصحيحة‭ ‬وبمعايير‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬الشك‭.. ‬فقرار‭ ‬الحرب‭ ‬هو‭ ‬أصعب‭ ‬قرار‭ ‬يمكن‭ ‬للدولة‭ ‬أو‭ ‬القيادة‭ ‬اتخاذه‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬شعبها‭ ‬وتوفير‭ ‬متطلبات‭ ‬الحرب‭ ‬لشهور‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬حرباً‭ ‬طويلة‭.. ‬هنا‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬التى‭ ‬اختارت‭ ‬ان‭ ‬تحارب‭ ‬ولم‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬الحرب‭.. ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬تأمين‭ ‬لأرواح‭ ‬وحياة‭ ‬واحتياجات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬شعبها‭ ‬وحسابات‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الدولى‭ ‬وكيفية‭ ‬الرد‭ ‬عليها‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬جميعاً‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬لقرار‭ ‬الهجوم‭ ‬الذى‭ ‬شنته‭ ‬الكتائب‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬غزة‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‭ ‬والاجتياح‭ ‬البرى‭ ‬وتفريغها‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬وتصدير‭ ‬الأزمة‭ ‬والمشكلة‭ ‬لمصر‭.. ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬بتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬سيناء‭.. ‬أو‭ ‬الإضرار‭ ‬بأمنها‭ ‬القومى‭ ‬ووجهت‭ ‬تحذيرات‭ ‬واضحة‭ ‬ومعلنة‭ ‬وتبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬خلاقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ايقاف‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬والدمار‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والإسرائيلي‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬الموت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬هو‭ ‬شرف‭ ‬وشهادة‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عليهم‭ ‬ان‭ ‬يدركوا‭ ‬ان‭ ‬مغادرة‭ ‬غزة‭ ‬وتركها‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬تصفية‭ ‬وانهاء‭ ‬وموت‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬النزوح‭ ‬أو‭ ‬المشروعات‭ ‬الخبيثة‭ ‬والشيطانية‭ ‬التى‭ ‬يسعون‭ ‬لتنفيذها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أحلامهم‭ ‬وأوهامهم‭ ‬التوسعية‭ ‬لإنشاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭ ‬والتى‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬توطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬خطر‭ ‬داهم‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومي‭.. ‬وتصفية‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصر‭.. ‬فأمننا‭ ‬القومى‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭.. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬ينتقص‭ ‬أبداً‭ ‬من‭ ‬دعمنا‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر‭ ‬وتضحياتنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بمصير‭ ‬وطن‭.. ‬ومصائر‭ ‬الأوطان‭ ‬لا‭ ‬يحكمها‭ ‬الهوى‭ ‬أو‭ ‬العواطف‭ ‬أو‭ ‬الشعارات‭.. ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬المصريين‭ ‬أن‭ ‬يعوا‭ ‬خطورة‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ويدار‭ ‬لمصر‭.. ‬فجيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬لدعم‭ ‬أمريكى‭ ‬حتى‭ ‬تحرك‭ ‬أساطيلها‭ ‬وحاملات‭ ‬طائراتها‭ ‬وأسلحتها‭ ‬الفتاكة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬الإسراف‭ ‬فى‭ ‬الحجج‭ ‬والذرائع‭.. ‬فالهدف‭ ‬مصر‭.. ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬وإعادة‭ ‬لسيناريوهات‭ ‬ومحاولات‭ ‬قديمة‭ ‬وبروتوكولات‭ ‬شيطانية‭.. ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬الشامخة‭ ‬القوية‭ ‬القادرة‭ ‬لن‭ ‬تركع‭ ‬ولن‭ ‬تنكسر‭ ‬أبداً‭.. ‬لكن‭ ‬المطلوب‭ ‬هنا‭ ‬وهو‭ ‬أقوى‭ ‬سلاح‭ ‬هو‭ ‬وعى‭ ‬المصريين‭ ‬لما‭ ‬يحاك‭ ‬لوطنهم‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وأهدافه‭ ‬وان‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬تقاس‭ ‬بالعواطف‭.. ‬ولكن‭ ‬بالموضوعية‭ ‬والوعى‭ ‬بأهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬والتراث‭ ‬الوطنى‭ ‬وان‭ ‬سيناء‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه‭.. ‬ومحدش‭ ‬هيقدر‭ ‬يعمل‭ ‬حاجة‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬واللى‭ ‬عاوز‭ ‬يجرب‭ ‬يجرب‭.‬


تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى