مقالات

السيسى.. وبناء الوطن والمواطن

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

رغم حتمية الإصلاح والتنمية وبناء الدولة،.. إلا أن الرئيس السيسى أولى اهتماماً غير مسبوق ببناء الإنسان، ليجمع وبشكل متوازِِ بين بناء الحجر والبشر،.. ويقيناً المراحل الأصعب فى استعادة وبناء الدولة الحديثة انتهت وسيكون المستقبل محملاً بإنجازات كثيرة لصالح المواطن المصرى الذى سيحصد ثمار أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخ مصر،.. سواء فى الرعاية الصحية والتعليمية والتشغيل وتحسين جودة الحياة،.. والحياة الكريمة بشكل أكثر وضوحاً مع قرب انتهاء تداعيات الأزمة العالمية واقتراب الانفراج التام، تلك هى ملامح رؤية الـ ٦ سنوات القادمة مع الرئيس البطل،.. والقائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى.
 
السيسى.. وبناء الوطن والمواطن
 
 
كان ومازال الإنسان المصرى هو محور وهدف رؤية البناء والتنمية التى قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي.. فبناء الوطن بعد عقود من غياب الرؤية وإرادة الإصلاح والتنمية، لم يطغ أو يأت على حساب بناء الإنسان بل صار فى خطين متوازيين وفق حسابات دقيقة ورؤية شاملة فالرؤية الرئاسية أدركت منذ اللحظة الأولى أن المواطن المصرى واجه أزمات، وتعرض لمعاناة عميقة على مدار ٠٥ عاماً.
رغم انشغال مصر فى بناء وطن تعرض لإهمال وتجميد وغابت عنه رؤية الإصلاح والتنمية وتراكمت تلال الأزمات والتحديات حتى وصل إلى مرحلة الخطر الداهم، فلا رؤية لبناء اقتصاد قوى ولا رؤية لتهيئة وإعداد دولة لتكون فى المقدمة ولا فكر يسمح لمصر أن تكون جاذبة للاستثمارات ولا إرادة سياسية تمكن مصر من أن تكون دولة الفرص والقدرة، ومع كل ذلك ورغم حتمية الإصلاح والبناء والتنمية لوطن تأخر عقوداً، لم تنس القيادة السياسية التى استشعرت معاناة وأزمات وأوجاع وآلام المصريين.. بناء الإنسان المصرى وقدمت الكثير من الإنجازات لصالح تحقيق هذا الهدف بالتوازى مع بناء الوطن.
البعض الذين لا يرون بعيون الموضوعية والإنصاف والواقع، يزعم أن مصر اهتمت ببناء الحجر على حساب البشر، وهذا قول يفتقد الموضوعية وشهادة الحق، فإذا تحدثنا عن حتمية إنقاذ الوطن وإصلاح ما أفسدته العقود الماضية، لم يكن أمامنا اختيار أو طريق آخر، بعدما استحكمت الأزمة والمعاناة وأصبحت الدولة شبه وأشلاء دولة لا ترى فيها شيئاً يدعو إلى التفاؤل والأمل فالاقتصاد فى حالة انهيار، والبنية التحتية ومنظومة الخدمات المقدمة للمواطنين متهالكة، والفرص غائبة فى ظل تدهور البنية التحتية وقصر وفقر الرؤية والخوف والرعب من الإقدام على الإصلاح، ودولة تستورد ما لا يقل عن ٠٧٪ من احتياجاتها وتآكل فى الأراضى الزراعية، وإهمال جسيم وعدم استغلال لمميزات موقع مصر الجغرافى وعجز فى الطاقة بكافة أنواعها، وعدم تطوير الموارد المصرية وغياب رؤية تحويلها إلى قيمة مضافة، لذلك جاءت رؤية الرئيس السيسى المرتكزة على صلابة الإرادة بتنفيذ أكبر مشروع وطنى فى تاريخ مصر للإصلاح والبناء والتنمية فى شتى المجالات والقطاعات وفى كافة ربوع البلاد.. ولم يكن هذا الطريق اختيارياً أو من قبيل الرفاهية ولكن كان مساراً جبرياً وحتمياً لا بديل عنه ورغم ذلك فإن الإنسان المصرى حظى بالكثير من العوائد والتى انعكست على تغيير حياته إلى الأفضل.
الإنصاف والموضوعية يجعلنا نمعن النظر والقراءة فى دفتر أحوال الدولة المصرية على مدار ٩ سنوات لنصل إلى حقيقة لا ريب فيها، وواقع يجسد ما تحقق لصالح المواطن المصري، فلا يمكن أن نتجاهل تخليص المواطن المصرى من كم هائل من الأزمات والمعاناة فى الوقوف بالساعات فى طوابير طويلة وسط حشود المواطنين ووسط اشتباكات ومغالاة فى أسعارها وندرة فى وجودها، أتحدث عن خدمات أساسية مثل الخبز، والحصول على البنزين والسولار والبوتاجاز ولنا أن نستعيد بالذاكرة كيف كانت تؤرقنا أنبوبة البوتاجاز، وشهداء رغيف العيش.
من الإنصاف أن نتحدث عن صحة المصريين التى تعرضت لإهمال خطير، فتركت الأمراض تنهش فى أجسادهم وتهدد أرواحهم، أليس القضاء على فيروس سى وخلو مصر من هذا المرض بعد أن كانت الدولة الأكثر إصابة بهذا الفيروس، أليس القضاء على قوائم الانتظار جزءاً من منظومة بناء الإنسان، أليس مبادرة ٠٠١ مليون صحة من أهم حقوق الإنسان للاطمئنان على صحة المصريين والاكتشاف المبكر للأمراض الخطيرة والمزمنة، أليس الاكتشاف المبكر للأورام وغيرها من الأمراض من أهم حقوق الإنسان، أليست المبادرات الصحية التى تستهدف جميع الفئات من النساء والأطفال والشباب وكبار السن.. أليس إطلاق المشروع القومى للتأمين الصحى الشامل بالتدريج من أهم الآمال والأحلام التى كانت بعيدة المنال وتتحقق الآن على أرض الواقع.
الموضوعية، تأخذنا إلى نقطة أخرى وهى قضية القضاء على العشوائيات وإنقاذ مليون مواطن مصرى من العيش فى مناطق خطرة وغير آدمية ويتم نقل مليون مواطن إلى مناطق حضارية يطلق عليها البعض «كومباوندات» تحصل فيها الأسرة على وحدة سكنية مجاناً مجهزة بالأثاث والمفروشات والأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية.. فالقضاء على العشوائيات هو قمة بناء الإنسان المصرى.
بناء الإنسان المصرى بالتزامن مع بناء الدولة هو محور الرؤية الرئاسية على مدار ٩ سنوات لذلك كانت البطالة تصل إلى ما يقرب من ٤١٪، ورغم الأزمات العالمية وصلت إلى ٢.٧٪ بفضل المشروعات القومية العملاقة التى وفرت ٥ ملايين فرصة عمل، وفتح المجال أمام الشباب للعمل وكسب الرزق الحلال من خلال ما وفرته عملية البناء والتنمية من جذب للاستثمارات والمواطن المصرى هو المستفيد الأول.
أيضاً.. أليس المشروع العظيم الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير وتنمية قرى ونجوع وتوابع الريف المصرى من أهم مقومات بناء الإنسان المصرى، بعد أن تعرض الريف المصرى على مدار عقود طويلة للحرمان والتهميش والتجاهل وأصبحت الحياة فيه معاناة قاسية، وتطوير وتنمية قرى الريف المصرى يوفر الحياة الكريمة لـ ٨٥ مليون مواطن مصرى يمكنهم من الحصول على حقوق مشروعة وخدمات حضارية فى الرعاية الصحية وبناء المستشفيات، والتعليم وتحسين جودة وبناء المدارس الجديدة لخفض كثافة الفصول، وإصلاح وتمهيد الطرق، والمياه النظيفة والصرف الصحى، وتوصيل الغاز للمنازل، وتحسين جودة الكهرباء، وإقامة مراكز الخدمات الحكومية المجمعة، وأيضاً مراكز لخدمة الفلاح، والتوسع فى إنشاء مراكز الشباب، وتحسين جودة الحياة للمواطنين من أهل القرى.
الدولة أنفقت على المرحلة الأولى من مشروع تطوير وتنمية قرى الريف المصرى ٠٥٣ مليار جنيه أليس هذا رقماً كبيراً يجب أن نتوقف عنده ونستعد خلال فترة قريبة إلى البدء فى المرحلة الثانية، ووجه الرئيس السيسى قبل البدء فى تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير وتنمية قرى الريف المصرى إلى الاستماع إلى المواطنين من أهل القرى والتعرف على آرائهم ومتطلباتهم، أليس هذا احتراماً وتقديراً رئاسياً للمواطن المصرى واهتماماً ببناء الإنسان المصرى.
الدولة المصرية على مدار ٩ سنوات تخطت المراحل الصعبة والحتمية من بناء قواعد الدولة وأسباب تقدمها مثل البنية التحتية والأساسية التى تهالكت على مدار عقود طويلة، وهيأت المجال فى جميع القطاعات والمجالات تمهيداً للانطلاق وحصد وجنى الثمار، وهنا أقول إن الدولة المصرية عبرت الصعب وكسبت وربحت بناء أعمدة أساس التنمية والتقدم وجذب الاستثمارات وتهيئة المجال للانطلاق وهو ما احتاج إلى إنفاق يعتبره البعض ضخماً ولكنه فى الحقيقة لا يزيد على ٢٢٪ من الناتج المحلى فى دولة تعرضت للجمود والإهمال وغياب البناء والتنمية على مدار عقود، لكن ما أريد أن أقوله إن إحساسنا بالصعاب قد تجاوزناه، وأنهينا بناء الأساس المرهق، ونستعد لسهولة بناء الأدوار العليا، والحصاد، ورغم ذلك فإننى أقول ورغم حتمية بناء الدولة وتعويض ما فاتها خلال العقود الماضية، وفترات تهيئة المجال أمام الإصلاح والبناء إلا أن الدولة لم تهمل أبداً بناء الإنسان المصرى سواء فى العيش والسكن الكريم، وتخليصه من تلال الأزمات والمعاناة وتحسين جودة حياته وتوفير الحياة الكريمة له ولكن بسبب تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة من جائحة كورونا ثم الحرب الروسية ـ الأوكرانية، لم يشعر المواطن بالقدر الكافى بما تحقق فى هذا الإطار، بالإضافة إلى زيادة التعداد السكانى فى مصر بنحو ٠٢ مليون نسمة منذ ١١٠٢ وهذا يمثل ثقلاً على عوائد البناء والتنمية.
الاهتمام وأولوية بناء الإنسان المصرى كانت حاضرة خلال الـ ٩ سنوات الماضية نعم تولى الدولة المصرية كل الاهتمام للإصلاح والبناء الحتمى، ولكن بناء الإنسان صار بشكل متواز مع بناء الدولة.. وهنا أسأل أين المليون ونصف المليون وحدة سكنية من أجل السكن الكريم للمواطن المصرى أنفقت عليها الدولة ٠٥٧ مليار جنيه ووسائل النقل الحديثة والآدمية التى تجوب شوارع مصر أليست من الحفاظ على كرامة وبناء الإنسان، وهل كانت أحوال مرفق السكة الحديد فى العقود الماضية بالشكل الذى نراه الآن فاخرة وآمنة حتى الدرجة الثالثة أصبحت مكيفة.
فى قراءة للفترة الرئاسية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى ورؤيته وأولوياته، أستطيع القول إننا قطعنا شوطاً كبيراً، وما أنجزناه فاق التوقعات فى بناء الدولة، وأن التحديات الأصعب تم إنجازها، سواء فى إقامة البنية التحتية، وآلاف المشروعات القومية فى كافة المجالات والقطاعات والتى احتاجت لإنفاق كبير وسوف يتم استكمال البناء والانطلاق إلى المستقبل خلال السنوات القادمة.
وأقول الأصعب أنجزناه، وسوف يحين وقت الحصاد، وجنى الثمار لعوائد أكبر عملية إصلاح وبناء وتنمية بعد أن فزنا بالمشروعات العملاقة التى هيأت البلاد للانطلاق، سوف يتم استكمال بناء الإنسان المصرى وسيكون للمواطن الحظ والنصيب الأوفر والأكبر فى مردود التنمية لتحسين جودة حياته ومواصلة طريق توفير الحياة الكريمة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة له والارتقاء بالرعاية الصحية وجودة التعليم وتوفير فرص العمل، فى ظل وجود فرص عظيمة لدى الدولة المصرية لجذب المزيد من الاستثمارات.
ومع اقتراب انتهاء تداعيات الأزمة العالمية لا أقول الاكتفاء بما تحقق فى مجال بناء الدولة وتعظيم الفرص، ومزيد من خلقها، وتطوير وتحديث المجالات والقطاعات ولكن ما حققناه وأنجزناه خلال الـ ٩ سنوات كان الأصعب، وسوف تكون أولوية بناء الإنسان المصرى، حاضرة، وسوف تحتل أهمية كبرى، خاصة أننا قادمون على سنوات الحصاد وجنى الثمار لأكبر عملية بناء وتنمية، سوف تكشف عن مشروعات عملاقة وخلاقة أخرى، فى ظل الأمن والاستقرار الذى تعيشه مصر وفى ظل الإرادة الرئاسية لتحسين جودة حياة المصريين، وإنهاء كل الأزمات التى تواجه هذا الهدف.
عبرنا الصعاب والتحديات إلى حد كبير، لكن رؤية الرئيس السيسى دائماً لا تغفل محوراً على حساب آخر، فلاشك أن استكمال بناء الوطن له أولوية كبيرة، لكن ما أريد أن أقوله إن الأولوية الأكبر فى المرحلة القادمة هى لبناء الإنسان الذى لم تغفله القيادة السياسية فى الـ ٩ سنوات الماضية ولكن كان بشكل متواز مع ضروريات وحتمية بناء الوطن، وطالما أننا تجاوزنا المراحل الأصعب فى بناء الوطن وأقمنا الأعمدة والركائز الأساسية فى بناء الدولة القوية والقادرة، فإن الفرصة أمامنا سانحة من خلال مردود وعوائد وحصاد البناء والتنمية أن نستكمل بشكل أكبر بناء الإنسان، وأن يكون ذلك واضحاً وظاهراً ومنعكساً على جودة حياته هكذا أرى، لكن الثابت أن الـ ٩ سنوات الماضية لم تغفل جانباً على حساب جانب، فقد مضت الرؤية الرئاسية تولى اهتماماً ببناء الوطن الذى تأخر عقوداً طويلة وأصبح مألوماً ومأزوماً ولكن فى ذات الوقت اهتم ببناء الإنسان المصرى ووضعه على الطريق لنيل المزيد من الحصاد والعوائد.
الرئيس السيسى سوف يستكمل بناء الوطن القوى القادر دولة الفرص والمستقبل الواعد، دولة الاكتفاء والاستغناء، دولة تملك أدواتها ومقوماتها وسوف يستكمل بناء الإنسان المصرى بشكل يعكس أولوية أولى لينعم بالحياة الكريمة بمعناها الشامل، وسوف توجه عوائد البناء والتنمية والفرص والاستثمارات إلى تحقيق هذا الهدف، فلم يغب المواطن المصرى أبداً عن رؤية الرئيس السيسى، وسعيه واهتمامه للارتقاء بجودة حياة المصريين، ولم يبخل فى تحسين ظروفهم المعيشية سواء فى رفع المرتبات والأجور والمعاشات، أو زيادة الدعم والتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية وهو ما يعنى أن القادم بالنسبة للمصريين أفضل، وأن المراحل الصعبة فى عملية الإصلاح والبناء والتنمية انتهت، وأن الاهتمام والأولوية ستكون لبناء الإنسان وهذا لا يعنى التخلى أبداً عن استكمال بناء الوطن وتطوير أدواته ومقوماته والارتقاء بالفرص التى يزخر بها لمواكبة التقدم فى العالم، ومواصلة إنهاء التحديات التى تراكمت وتفاقمت على مدار عقود طويلة.
لم تكن الـ ٩ سنوات الماضية أبداً قضية بناء الوطن، على حساب المواطن، ولكن سارت بشكل متواز بين بناء الوطن والمواطن، وكان ومازال بناء الحجر والبشر معاً هو رؤية وهدف رئاسى واضح للجميع يرتكز على الواقع الذى نعيشه لكن لكل فترة متطلبات حتمية لا غنى عنها ويدرك المصريون جميعاً أن مصر تعرضت للانهيار خلال العقود الماضية وكان الإصلاح والبناء والتنمية مساراً حتمياً، لكنه لم يغفل بناء الإنسان ودعم المواطن المصرى، لأن كل المشروعات العملاقة على مدار ٩ سنوات كانت ومازالت تصب فى مصلحة المواطن المصرى فى تمكينه من وطن قوى وقادر ينعم بالأمن والاستقرار وفرص المستقبل، ويستطيع أن يحقق آماله وتطلعاته، فلا يمكن أن نتحدث بحسن أو سوء نية عن أن بناء الوطن الحجر طغى على بناء الإنسان أو البشر، هذا غير صحيح بالأدلة والواقع والإنجازات التى حصدها المواطن المصرى ونستطيع أن نسأل المواطن، كنت فين وبقيت فين؟، ولا تأخذ فى الاعتبار تداعيات الأزمات الاقتصادية معياراً لأن ما تحقق لنا نحن المصريين هو أمر غير مسبوق.
الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس السيسى سوف يحصد المواطن المصرى ثمار عمله وتحمله وصبره وإصراره على بناء وطنه، سوف يجد المعنى الحقيقى للحياة الكريمة كماً وكيفاً، فى مختلف مناحى حياته، خاصة مع اقتراب وانفراج تداعيات الأزمة العالمية نهائياً، هذا هدف رئاسى واضح للجميع، لبناء وطن ومواطن.
تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى