تفاصيل ليلة دموية عاشها الفلسطينيون تحت غارات الاحتلال..”مجزرة المستشفي المعمداني”
استشهد 500 فلسطيني على الأقل، وأصيب مئات آخرون، مساء الثلاثاء، في قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، وسط إدانات واسعة من منظمات أممية ودول عربية وغربية للهجمات الإسرائيلية التي وصفوها بأنها “جريمة حرب” وانتهاك صريح للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مئات الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، حيث كان المستشفى يضم مئات المرضى والجرحى والنازحين من الذين غادروا منازلهم قسريًا بسبب الغارات الإسرائيلية الكثيفة على قطاع غزة والتي أودت بحياة 3000 فلسطيني على الأقل.
واستنكرت دول عربية وغربية منظمات أممية، استهداف الاحتلال منشأة طبية بشكل مباشر وتسببها في سقوط مئات الضحايا، معتبرة أن ما حدث “مخالف للقانون الدولي، وأمر مروع وغير مقبول على الإطلاق وجريمة حرب ضد الإنسانية”.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الحداد لمدة 3 أيام، وحمّلت السلطة الفلسطينية، إسرائيل، المسؤولية الكاملة، في وقوع الهجوم.
ووصف عباس في كلمة أعقبت القصف الإسرائيلي بـ”مذبحة حرب بشعة لا يمكن السكوت عنها”، مشيرًا إلى أن إسرائيل “تجاوزت كل الخطوط الحمراء”.
وأضاف خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية أن “الحديث عن أي شيء آخر بدلًا من وقف هذه الحرب أمر غير مقبول” في إشارة إلى إلغاء القمة الرباعية في عمان، كما شدد على أن “خطة إسرائيل لتهجير أهالي غزة لن تمر، ولن نسمح بنكبة جديدة”.
وتابع الرئيس الفلسطيني قائلًا: “لن نترك وطننا، ولن نسمح لأحد بطردنا منه.. لن نسمح لأحد بترحيلنا من أرضنا كما حدث في الماضي، والماضي لن يتكرر”.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن “سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء في مستشفى يُفترض أن له حصانة، يؤكد أن هذه الحكومة الإسرائيلية لا تراعي أيًا من المعايير الدولية والقوانين المعترف بها أن هذه الحكومة الإسرائيلية لا تراعي أيا من المعايير الدولية والقوانين المعترف بها”.
من جانبها، اعتبرت حركة “حماس” الهجوم الدموي على مستشفى الأهلي المعمداني “جريمة إبادة جماعية تكشف مجددًا حقيقة هذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابها”.
وأدان عدد من الزعماء والمنظمات، القصف الإسرائيلي المباشر الذي أودى بحياة المئات في مستشفى وسط غزة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه هاله سقوط المئات من المدنيين الفلسطينيين في قصف على مستشفى المعمداني في غزة.
ودان جوتيريش في تغريدة على منصة “إكس”، الهجوم، وأعرب عن تعازيه لعائلات الضحايا. وشدد على أن المستشفيات وعمال الإغاثة تحت حماية القانون الدولي الإنساني.
واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تغريدة على منصة “إكس”، أن مقتل أكثر من 500 فلسطيني في مستشفى المعمداني في غزة “فظاعة تفوق الوصف”، مطالبة قادة العالم بـ”التحرك لمنع المزيد من الفظائع بحق المدنيين، وألّا يفلت الجناة من العقاب”.
فيما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر حسابه على فيسبوك في تعليقه على قصف مستشفى المعمداني في غزة: “هذا القصف المتعمد يعتبر انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية، مؤكدًا “موقف مصر دولة وشعبًا رفضها لاستمرار هذه الممارسات ضد المدنيين، مطالبًا بوقفها بشكل فوري”.
وطالبت مصر جميع دول العالم، لا سيما الدول الكبرى وذات التأثير، بـ”التدخل لوقف هذه الانتهاكات وإدانتها بلا مواربة”، ومطالبة إسرائيل بـ”التوقف عن استهداف محيط معبر رفح لتمكين مصر، ومن يرغب من باقي الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت”، وفق البيان.
وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إن “استهداف منشآت مدنية مخالف للقانون الدولي”.
كما قالت منظمة الصحة العالمية في بيان إنها “تستنكر بشدة” الهجوم الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزة والذي سقط فيه أكثر من 500 ضحية على الأقل.
واقترحت روسيا إضافة التنديد بالهجوم على مستشفى المعمداني في قطاع غزة، إلى مسودة مشروع القرار الذي صاغته البرازيل، والذي من المقرر أن يصوت عليه مجلس الأمن الدولي.
وقال ديميتري بوليانسكي، نائب مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة عبر تطبيق تليجرام: “استكملنا اليوم التعديل المتعلق باستنكار الغارات على غزة، بالتنديد بالغارة على مستشفى المعمداني”.
فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يشعر بالغضب والحزن الشديدين لـ”الانفجار” الذي وقع في مستشفى المعمداني في غزة.
وأضاف أنه تحدث مع ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنه وجه فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض لمواصلة “جمع المعلومات بشأن ما حدث”.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن “لا شيء يمكنه أن يبرر قصف مستشفى أو استهداف المدنيين”، مضيفًا في تغريدة على موقع X، أن “فرنسا تدين بقوة الهجوم الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزة والذي تسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين في غزة”، مشددًا على ضرورة “تسليط الضوء” على هذا الهجوم.
بينما وصف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، قصف مستشفى المعمداني في غزة بـ”الخسارة الفادحة في الأرواح البشرية”.
ولم يشر كليفرلي لأي طرف بالاسم، لكنه قال إن “حماية حياة المدنيين يجب أن تأتي في المقام الأول”. وأضاف: “ستعمل بريطانيا مع حلفائها لمعرفة ما حدث في مستشفى المعمداني وحماية المدنيين الأبرياء في غزة”.
وأكد رئيس تركيا رجب طيب أردوغان في بيان، إن “قصف مستشفى يأوي النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء هو أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية الخالية من أبسط القيم الإنسانية، وأدعو الإنسانية جمعاء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الفظائع غير المسبوقة في غزة”.
وندّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالقصف، محذّرًا من أنّ “لهيب القنابل الأميركية-الإسرائيلية” سوف “يلتهم إسرائيل قريبًا”.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” عن رئيسي قوله إنّ “لهيب القنابل الأميركية-الإسرائيلية التي ألقيت هذا المساء على الضحايا الفلسطينيين الجرحى في مستشفى المعمداني في غزة، ستلتهم الصهاينة قريبًا”.
إسرائيل تتحمل المسؤولية
وقال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن المجموعة العربية في المنظمة تحمّل إسرائيل بشكل جماعي المسؤولية عن قصف المستشفى.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك لسفراء المجموعة العربية في الأمم المتحدة، خارج مقر مجلس الأمن: “نحمل إسرائيل مسؤولية هذه المجزرة والجريمة.. يجب أن يواجه المسؤولون العدالة والمحاسبة والعقاب”.
بدوره، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط القصف الإسرائيلي، مطالبًا “الغرب بوقف هذه المأساة فورًا”.
وكتب أبو الغيط على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، “أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه بشكل متعمد؟ آلياتنا العربية توثق جرائم الحرب، ولن يفلت المجرمون بأفعالهم. لابد للغرب أن يوقف هذه المأساة فورًا”.