شعب مصر معاك
الكاتب أ / عبد الرازق توفيق
تحديات وتهديدات ومخاطر غير مسبوقة، جوار مشتعل بالحرائق فى كافة الاتجاهات الاستراتيجية، إرهاب، وأكاذيب وشائعات وحروب إعلامية معادية على مدار الساعة، تداعيات أزمات اقتصادية عالمية، مخططات ومؤامرات تحاك ضد مصر، تستهدف أمنها القومى، أمة تواجه الخطر.. محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، ومخططات شيطانية للتوطين فى سيناء، نذر الحرب تخيم على المنطقة، ومحاولات للاستفزاز والاستدراج.. شعب 501 ملايين مواطن يحتاج لتوفير احتياجاته اليومية، والاطمئنان على حاضره ومستقبله.. مشروع وطنى للبناء والتنمية والتقدم، مستهدف..هذا جزء بسيط من التحديات التى تواجه الأمة المصرية فى توقيت بالغ الدقة، استلزمت قيادة وطنية شريفة استثنائية تمضى وتقود سفينة الوطن إلى الأمن والاستقرار والقوة والقدرة، والمستقبل.. والمصريون خلفه على قلب رجل واحد.
أقول للقائد العظيم الرئيس السيسي.. شعبك معاك بتأييد مطلق لقراراتك، ولسان حاله كان الله فى عونك ربنا يقويك.. بكل ما نملك من إرادة خلف قيادتك، موقف مصر يدعونا للفخر، وهو ما عبرت عنه كلمة الرئيس السيسى أمس الأول لما فيها من قوة وحسم.
حرب الإبادة الجماعية التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة وقتل الأطفال والنساء، وتدمير وخراب وقطع للمياه والكهرباء والوقود، وتحويل القطاع إلى مقبرة جماعية لسكان القطاع.. كل هذه الجرائم التى تصنف جرائم حرب من الدرجة الأولى تكشف بما لا يدع مجالاً للشك ازدواجية المعايير لدى الغرب وأن ما يتحدثون عنه من حرية وديمقراطية وحقوق إنسان مجرد شعارات، وفزاعات وخداع للموهومين، وتغرير بالشعوب لتحقيق أهداف سياسية، وابتزاز علنى واضح، يطبق فى مكان وفى مكان آخر لا يرى النور، بغض الطرف عن ممارسات إجرامية وبربرية ووحشية لا تمت بصلة للقانون الدولى والإنساني.
الحقيقة أن الأحداث المتصاعدة بين الجانبين الفلسطينى وقوات الاحتلال الإسرائيلى وما تمارسه تل أبيب من إجرام وصل إلى حد العقاب الجماعى لسكان قطاع غزة سواء بالحصار والتجويع والتهجير، وقتل الأطفال والنساء. رغم بشاعته، ووحشيته إلا أنه كان كاشفاً وفارقاً وفاضحاً لشعارات الغرب البراقة، حيث ظهر جلياً أن قوى الشر تكشف عن وجهها الشيطاني، وأن الأقنعة سقطت ولم يعد للشعوب المعنية أى مبرر للتشدق والمتاجرة بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لذلك هناك نتائج مهمة للأزمة الراهنة ودروس واضحة، وحالة انكشاف غير مسبوقة لقوى الشر، ووهن وضعف لقوة احتلال غاشمة لطالما ادعت وزعمت القوة وهى عادتها على مدار العقود الماضية وما هى إلا مثل بيت العنكبوت، فما حدث فى السابع من أكتوبر، كان فاضحاً ومهيناً لنظرية الأمن التى لا تقهر لذلك علينا أن نتوقف بالتحليل والفهم والقراءة وصولاً إلى نتائج ورسائل ودروس مهمة تكشف لنا حقيقة كافة الأطراف خاصة المتآمرة، وأيضاً شرف ونبل وقوة وقدرة وشموخ الدولة المصرية وقيادتها السياسية.. ونستطيع أن نتوقف عند الآتي:
أولاً: الأحداث التى انطلقت فى السابع من أكتوبر الجارى جاءت بسبب تراكمات من الغضب والكراهية على مدار ٠٤ عاماً، وممارسات بربرية ووحشية وعنف وإجرام، وسياسات توسعية واستيطانية وانتهاك للمقدسات واقتحامات، واعتقالات، وعدم استجابة لدعوات السلام والتسوية السياسية وحل الدولتين من الجانب الإسرائيلي.
ثانياً: استمرار التصعيد ينذر بتوسع دائرة النزاع والصراع، ودخول أطراف أخرى وهو ما يشير إلى أن المنطقة على شفا الانفجار خاصة فى ظل الممارسات البربرية والوحشية واللاإنسانية لقوات الاحتلال التى أدمنت القتل، واستهداف المدارس والمستشفيات فمن بحر البقر مروراً بقانا وحتى استهداف مستشفى المعمدانى المتعمد بقطاع غزة والذى أسقط مئات القتلى من الأطفال والأبرياء من المدنيين، وفى ظل صمت دولى وتواطؤ غربى وافتضاح وانكشاف لشعارات عن حقوق الإنسان، فى الوقت الذى لا يعرفون فيه الرحمة والإنسانية ولعل الفيتو الأمريكي- الأوروبى الذى حال دون اتخاذ مجلس الأمن قراراً بوقف إطلاق النار والتهدئة لكنهم يريدون استمرار القتل والخراب والدمار واستهداف النساء والأطفال حتى وصل عدد الشهداء منهم إلى ما يزيد على ٠٠٣١ شهيد.
ثالثاً: ما يحدث فى قطاع غزة من قتل وحصار وتجويع وتهجير وحرب إبادة وجرائم حرب وسط تأييد ودعم غربي، ومباركة أمريكية وأوروبية بل وتحركت الأساطيل والبوارج وحاملات الطائرات، والمقاتلات لحماية الإجرام الإسرائيلى أسقط وبشكل واضح أقنعة الزيف وأحاديث الإفك الغربية وشعارات حقوق الإنسان، فالغرب لا يعرف حقوق الإنسان ولا يعترف إلا بسيف القوة والهيمنة والقتل وسفك الدماء وسرقة ثروات وموارد الشعوب واغتصاب حقوقهم وأراضيهم فإسرائيل هى الوجه القبيح للغرب الشيطانى الذى زرعوه فى قلب المنطقة ليعيث فساداً وقتلاً، وتنكيلاً وبربرية ووحشية وتآمراً، لذلك إذا حدثوك عن حقوق الإنسان حدثهم عن بربريتهم وازدواجية معاييرهم، وإصرارهم على قتل الأطفال والنساء وأكاذيبهم وعنصريتهم والكراهية والتمييز والكيل بمكيالين واحتضانهم للإرهابيين والقتلة، فأى حقوق إنسان يتحدثون عنها.
رابعاً: التصعيد والإجرام الإسرائيلى فى غزة وجرائم الحرب، والإبادة الجماعية واستهداف المستشفيات، وقتل الأطفال والنساء فضح الإعلام الغربى الذى يبارك ويؤيد بربرية قوات الاحتلال ويدافع عن ممارسات لا إنسانية، بل ويحجب أى رأى آخر مخالف لتوجهاتهم الشيطانية ويعاقب نجوم الرياضة المدافعين والمؤيدين للفلسطينيين، والذين يهاجمون إجرام قوات الاحتلال، فأى حرية رأى وتعبير يتحدث عنها الغرب ناهيك عن الدعم بالمال والسلاح والإعلام لحرب الإبادة وجرائم الحرب التى تمارسها إسرائيل وتضامن قادة الغرب مع قوات الاحتلال بل وزيارتها لمباركة إجرامها المنزوع من الرحمة والإنسانية، ويدفع ويعزز بقواته إلى المنطقة دعماً لتل أبيب فى فجاجة صارخة، حيث يدافع عن القاتل ويدين ويعاقب الضحية.
الغرب الذى صدعنا بحقوق الإنسان وابتزاز الدول بفزاعات الحرية الذى يدافع عن أوكرانيا وإسرائيل ويدعمهما بالمليارات وترسانات الأسلحة الفتاكة فى ذات الوقت يبارك جرائم الحرب والإبادة الجماعية والفوضى فى الصومال وأفغانستان والعراق، وليبيا وسوريا واليمن ويتآمر على السودان ويحيك المؤامرات، والمخططات للدول العربية، ومص دماء وموارد وثروات القارة الأفريقية، لذلك أليست هذه الازدواجية كفيلة بفضح وإسقاط الأقنعة، وكشف الوجه القبيح للغرب الذى لطالما خدع شعوباً كثيرة ومزق أوطانهم، وشرد شعوبهم، وقتل بالملايين، وترك دولاً تحولت لمجرد أشلاء، وبقايا أوطان.
خامساً: رغم بشاعة الجرائم وحرب الإبادة وجرائم الحرب التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى وما تمارسه من بربرية إلا أن العمليات الفلسطينية ضد إسرائيل كشفت عن هشاشة دولة الاحتلال، وأسقطت حالة الغطرسة والقوة المزعومة، وباتت أمام العالم فى حالة افتضاح وأشبه ببيوت العنكبوت جنودها وضباطها فى حالة رعب يهربون من المعركة، يخافون مواجهة الفلسطينيين، والصمود فى مواجهتهم، لا يملكون سوى الضرب بالطائرات وقتل المدنيين والأطفال والنساء، والاحتماء بجيوش الغرب التى جاءت لتحمى هشاشة إسرائيل، وحالة التفسخ التى يشهدها الداخل فى دولة الكيان الصهيوني.. فما حدث فى السابع من أكتوبر، كشف حالة الضعف التى تعانى منها قوات الاحتلال، ويكشف مشاهد الصراخ والعويل لجنوده وضباطه وهو ما تسعى إسرائيل لتعويضه من خلال الإفراط فى استخدام القوة ضد المدنيين والحصول على بطولة وهمية.
سادساً: هنا أخاطب المصريين، هل تيقنتم أن مصر تواجه مؤامرة ومخططاً شيطانياً على مدار ٠١ سنوات ومن قبلها بدأت منذ يناير ١١٠٢ لكنها تصاعدت منذ ثورة ٠٣ يونيو العظيمة، وهل عرفتم سبب طوق النار الذى تعيش فيه مصر حيث اشتعال النيران فى دول الجوار وعلى حدودنا من كافة الاتجاهات الاستراتيجية هل تأكدتم من وجود تحالف شيطانى غربى يعمل ضد مصر، بالحصار الاقتصادى تارة وتخليق الأزمات التى تنعكس تداعياتها على شعبها ومسيرتها، ومحاولات واضحة لتعطيل مسيرة تقدمها، وضرب مشروعها الوطنى للبناء والتنمية، وتارة بالإرهاب ومحاولات استدعاء الفوضي، وتحريك المرتزقة والعملاء فى الداخل والخارج، وحروب وحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه المتواصلة، ثم السعى والتخطيط الشيطانى لمحاولات فرض الأمر الواقع، والضغوط غير المحدودة لتنفيذ المشروعات المشبوهة سواء فى مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومى المصرى من خلال أوهام الغرب بتوطين الفلسطينيين فى سيناء على حساب قضيتهم وحقوقهم المشروعة التى تقرها مرجعيات الشرعية الدولية وحقهم فى دولة فلسطينية مستقلة لكن مصر ترفض بحسم وشموخ وقوة وقدرة مشروعات الشيطان الصهيونى أو المساس بالقضية الفلسطينية وبمحاولات تصفيتها.
لذلك هناك مؤامرة مكتملة تدار ضد مصر وضغوط وابتزاز لا يعلم حجمها سوى المولى عز وجل، لذلك نقول كان الله فى عون الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا القائد العظيم الشريف المخلص لوطنه، الشامخ شموخ الجبال القابض على جمر وطنه، وشعبه الواثق فى نصر الله، لذلك أيقن الجميع أن الرئيس السيسى الذى يقود مصر التى تواجه مؤامرة تنفق عليها مليارات الدولارات هو هبة ومنحة من الله، وقائد عظيم ساقته الأقدار ليحمى مصر.
الحقيقة أن المشهد فى مصر يدعونا إلى الثقة والتفاؤل، فوعى هذا الشعب العظيم، وإدراكه لمحاولات استعادة مشاهد الفوضى فى الداخل بواسطة عملاء ومرتزقة مدفوعين وممولين من قوى الشر ومدعومين بالأموال فى محاولة لإلهاء وإشغال مصر بتحديات الداخل فى مقابل أن تنفذ قوى الشر مخططاتها ومشروعاتها.
مصر تواجه مؤامرة شيطانية، وتمارس عليها ضغوط رهيبة، وابتزاز غير مسبوق، وتحديات وتهديدات ومخاطر ومحاولات لضرب مشروعها الوطني، لأنها القوة الوحيدة التى تقف ضد تنفيذ مشروع الشيطان فى المنطقة، لذلك كان الله فى عون الرئيس السيسي، الذى يصطف حوله شعبه متسلحاً بالوعى والفهم والإرادة القوية لدعم شموخ قيادة وطنية تقف بشجاعة وشرف فى وجه المؤامرات.
سابعاً: رغم التداعيات المأساوية لجرائم وحرب الإبادة التى تمارسها قوات الاحتلال إلا أنها كانت كاشفة وفاضحة لأطراف وعناصر المؤامرة وحلف الشيطان الدولى المتآمر والمؤجج للصراعات وإشعال العالم، واستهداف مصر، ومحاولة فرض مشروعات خبيثة تتعارض مع أمننا القومى وشرفنا الوطنى خاصة إذا علمنا أن الهدف مصر، وسيناء هى غايتهم ومرادهم، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيونى أبرز أحلامهم، لذلك أقول إن الغرب الذى يمثل قوى الشر وهو ما تجسد فى مجلس الأمن والفيتو الأمريكى الأوروبى ضد وقف إطلاق النار فى غزة ومنح فرصة لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، بالإضافة إلى مرتزقة وعملاء الداخل والخارج ممن يطلقون على أنفسهم النشطاء وتجار حقوق الإنسان وخونة الإخوان المجرمين وأذنابهم وأتباعهم، وهم جميعاً مجرد أدوات تسخرها قوى الشر للتآمر على مصر، وترويج الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك عبر أبواق ومنابر تنفق عليها ملايين الدولارات، وهو ما يجب أن يدركه المواطن المصرى أن كل هذه الأطراف الضالعة فى المؤامرة على مصر تستهدف أمنه واستقراره ووجوده وأحلامه ومستقبله، ووطنه.
الأحداث الأخيرة كانت ومازالت كاشفة للحقيقة الساطعة التى لا لبس فيها تفضح عملاء ومرتزقة الداخل، وخونة الخارج الذين ارتموا فى أحضان قوى الشر.
ثامناً: الحقيقة الراسخة أيضاً أن الأحداث الأخيرة والمتصاعدة فى فلسطين كشفت عن قوة وقدرة وشرف الدولة المصرية القابضة على جمر الشرف والتمسك بالثوابت التى لن تحيد عنها فى ظل ضغوط ومؤامرات ومخططات تستهدف الدولة المصرية ورغم ذلك فالأمن القومى المصرى خط أحمر وأن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وأنه لا عبور لحملة الجنسيات الأجنبية من معبر رفح إلا بعبور المساعدات الإنسانية والإغاثية المصرية والدولية لأهالينا فى قطاع غزة، وإلغاء القمة الرباعية التى كان مقرراً عقدها أمس الأول فى العاصمة الأردنية، وهذا الإلغاء جاء بتنسيق مصري- أردني- فلسطينى بعد الهجوم والقصف الإسرائيلى المتعمد على مستشفى «المعمدانى» وسقوط مئات الشهداء من الأطفال والنساء والأبرياء وهى جريمة حرب وحرب إبادة مكتملة الأركان.
الحقيقة أن حجم التحديات والتهديدات والمخاطر، والمؤامرات والمخططات والضغوط الرهيبة، التى تواجه مصر كثيرة، ورغم ذلك تعيش مصر فى أزهى عصور الأمن والأمان والاستقرار رغم محيطها وجوارها المشتعل بالحرائق واستمرار تنفيذ مشروع مصر الوطنى فى البناء والتنمية والتقدم يؤكد عظمة وحكمة القيادة السياسية المصرية، فالرئيس السيسى، يقود مصر بحكمة وقوة وقدرة وشموخ، ويتصدى بحسم لكل المؤامرات والمخططات، ومحاولات فرض الأمر الواقع واستهداف مصر بالإرهاب والأكاذيب والشائعات، يثق المصريون فى قيادته يلتفون ويصطفون حول وطنهم وقيادتهم وهو السلاح الأهم الذى يعد صمام الأمان لهذا الوطن، وهو ما يؤكد أننا أمام قائد عظيم اختارته الأقدار وجدير بقيادة وطن عظيم.
تحيا مصر