مقالات

‮”‬غواية‮”‬‭ ‬ الشيطان

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

“‬اوعوا‭ ‬حد‭ ‬يزين‭ ‬لكم‭ ‬أو‭ ‬يفتنكم‭.. ‬يكفى‭ ‬خراب‭ ‬دول‭ ‬أخرى‮”‬


‮”‬اوعوا‭ ‬حد‭ ‬يزين‭ ‬لكم‭ ‬أو‭ ‬يفتنكم‭.. ‬يكفى‭ ‬خراب‭ ‬دول‭ ‬أخرى”‮‬‭.. ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬تفاصيل‭ ‬وأسرار‭ ‬الحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬تدار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تزييف‭ ‬وعى‭ ‬الشعوب‭.. ‬وخداعها‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والشعارات‭ ‬والوعود‭ ‬البراقة‭ ‬ودغدغة‭ ‬العواطف‭.. ‬وبسبب‭ ‬ذلك‭ ‬سقطت‭ ‬أوطان‭ ‬وضاعت‭ ‬شعوب‭.. ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬توخى‭ ‬الحذر‭ ‬واليقظة‭ ‬وبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لأنه‭ ‬السلاح‭ ‬القوى‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬حروب‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشعارات‭ ‬الزائفة‭.. ‬والأوهام‭ ‬الخادعة‭ ‬التى‭ ‬تدمر‭ ‬الدول‭.. ‬وتحدث‭ ‬الوقيعة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

أخطر‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬الدول‭ ‬الحروب‭ ‬التى‭ ‬تدار‭ ‬وتستهدف‭ ‬عقول‭ ‬شعوبها‭ ‬بالتزييف‭ ‬والخداع‭ ‬وتزيين‭ ‬الباطل‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والشعارات‭ ‬وهز‭ ‬الثقة،‭ ‬وإحداث‭ ‬هوة‭ ‬عميقة‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والمواطنين،‭ ‬وقد‭ ‬دفعت‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬ثمنًا‭ ‬فادحًا‭ ‬بسبب‭ ‬تعرض‭ ‬شعوبها‭ ‬لعمليات‭ ‬ممنهجة‭ ‬من‭ ‬الخداع‭ ‬والوعى‭ ‬المزيف‭.‬
لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العدو‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن،‭ ‬أو‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬صالح‭ ‬شعبه،‭ ‬ولكنه‭ ‬يسعى‭ ‬دائمًا‭ ‬لاحتلال‭ ‬عقل‭ ‬المواطن‭ ‬وبالتالى‭ ‬تسهل‭ ‬عملية‭ ‬دفعه‭ ‬لتدمير‭ ‬وطنه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬ضاعت‭ ‬وسقطت‭.. ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬بؤر‭ ‬للفوضى‭ ‬والخراب‭ ‬وساحة‭ ‬للدماء‭ ‬والقتل،‭ ‬وعندما‭ ‬تحقق‭ ‬هدف‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬سقطت‭ ‬أقنعة‭ ‬الوعود‭ ‬والشعارات‭ ‬البراقة‭ ‬وأحاديث‭ ‬الإفك‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والرخاء‭ ‬والازدهار‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬كابوس‭ ‬وظلام‭ ‬وخراب‭ ‬ودمار‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬للمواطن‭ ‬المخدوع‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬وطن‭ ‬وبالتالى‭ ‬لو‭ ‬عاش‭ ‬فهو‭ ‬جسد‭ ‬بلا‭ ‬روح‭ ‬يفتقد‭ ‬للأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والأمل،‭ ‬مثل‭ ‬الحيوانات‭ ‬التى‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬الحظائر‭ ‬لا‭ ‬أمل‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬معنى‭ ‬لحياتها‭ ‬تنتظر‭ ‬النهاية‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬وقت‭ ‬سواء‭ ‬الذبح‭ ‬أو‭ ‬الغرق‭ ‬أو‭ ‬التيه‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬حدد‭ ‬مصير‭ ‬الضعفاء‭.‬
الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬قال‭ ‬كلمات‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬بتخريج‭ ‬دفعات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الكليات‭ ‬العسكرية‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬‮٠٥‬‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬العظيم،‭ ‬‮«‬اوعوا‭ ‬حد‭ ‬يزين‭ ‬لكم‭ ‬أو‭ ‬يفتنكم‭ ‬كفاية‭ ‬خراب‭ ‬دول‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬هى‭ ‬بيت‭ ‬القصيد،‭ ‬وتلخص‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬وحدث‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأربعة‭ ‬عقود‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬سقطت‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬آمنة‭ ‬مستقرة‭ ‬بفعل‭ ‬تزيين‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬لها‭ ‬شعارات‭ ‬ووعودا‭ ‬براقة،‭ ‬وافتتان‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬بهذه‭ ‬الشعارات،‭ ‬التى‭ ‬توهمت‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬يريد‭ ‬لها‭ ‬الخير‭ ‬والحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والازدهار،‭ ‬وهى‭ ‬معان‭ ‬نبيلة‭ ‬ولكن‭ ‬الغرب‭ ‬الذى‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الإنسانية‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ولكن‭ ‬يتاجر‭ ‬بها‭ ‬لخداع‭ ‬الشعوب‭ ‬ويبتز‭ ‬بها‭ ‬الدول،‭ ‬ويضغط‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬ويسمح‭ ‬ويتستر‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬تمارس‭ ‬القهر‭ ‬والفاشية‭ ‬والاحتلال‭ ‬والتنكيل،‭ ‬ولا‭ ‬يصدر‭ ‬حتى‭ ‬مجرد‭ ‬إدانة‭ ‬لسياساتها‭ ‬البربرية‭ ‬أو‭ ‬ضربها‭ ‬المواثيق‭ ‬والقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬عرض‭ ‬الحائط،‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬جهارًا‭ ‬نهارًا‭ ‬لقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬والتدمير‭ ‬والخراب،‭ ‬وقطع‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والتهجير‭ ‬القسرى‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفضح‭ ‬حالة‭ ‬التواطؤ‭ ‬التى‭ ‬يمارسها‭ ‬الغرب‭ ‬فى‭ ‬الانحياز‭ ‬الفاضح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وإضفاء‭ ‬مشروعية‭ ‬ودعما‭ ‬ومساندة‭ ‬لعملياتها‭ ‬الإجرامية‭.‬
أخطر‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬الدول‭ ‬ليست‭ ‬الأسلحة‭ ‬والصواريخ‭ ‬والطائرات‭ ‬وحاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬ولكن‭ ‬ضرب‭ ‬قواعد‭ ‬الوعى‭ ‬والاصطفاف‭ ‬والوحدة‭ ‬بين‭ ‬مواطنيها‭ ‬أو‭ ‬استهداف‭ ‬عقول‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬أو‭ ‬إحداث‭ ‬الوقيعة‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬وفئات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬تخليق‭ ‬وصناعة‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاحتقان‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬وشعبها،‭ ‬أو‭ ‬شن‭ ‬غارات‭ ‬للغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬الغريب‭ ‬والشاذ‭ ‬فى‭ ‬عقول‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬واختطاف‭ ‬الوعى‭ ‬والهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬أو‭ ‬تجنيد‭ ‬واستمالة‭ ‬عناصر‭ ‬محلية‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬من‭ ‬المرتزقة‭ ‬والعملاء‭ ‬ليكونوا‭ ‬أدوات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مخططات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬خبيثة‭ ‬وشيطانية،‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬حروب‭ ‬تزييف‭ ‬الوعى،‭ ‬وتأليب‭ ‬الشعوب‭ ‬ونشر‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات،‭ ‬وحملات‭ ‬التشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬أخطر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬النظامية‭ ‬والتقليدية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬ولا‭ ‬تقارن‭ ‬بتكلفة‭ ‬الحروب‭ ‬التقليدية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬سوى‭ ‬بعض‭ ‬المنابر‭ ‬والأبواق‭ ‬التى‭ ‬تروج‭ ‬للأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬أو‭ ‬العملاء‭ ‬والمرتزقة‭ ‬المحليين‭ ‬الذين‭ ‬يتشدقون‭ ‬بالحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬يزعمون‭ ‬أنهم‭ ‬معارضة‭ ‬سياسية‭ ‬والهدف‭ ‬واضح،‭ ‬هو‭ ‬شق‭ ‬الصف‭ ‬فى‭ ‬الداخل،‭ ‬وإحداث‭ ‬الفتنة،‭ ‬وإثارة‭ ‬البلبلة‭ ‬والفوضى‭ ‬والتجرؤ‭ ‬على‭ ‬الدولة،‭ ‬وهز‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬الرموز‭ ‬بترويج‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬بأحد‭ ‬عملائها‭ ‬من‭ ‬التوافه‭ ‬المرتزقة‭ ‬الذين‭ ‬يتشدقون‭ ‬بشعارات‭ ‬واهية،‭ ‬وعندما‭ ‬يتحدث‭ ‬تكتشف‭ ‬بسهولة‭ ‬انه‭ ‬غارق‭ ‬فى‭ ‬الجهل،‭ ‬هش‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬أى‭ ‬رؤية‭ ‬أو‭ ‬حلول‭.. ‬أراجوز‭ ‬ودمية‭ ‬جاء‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬خبيث‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لاستدعاء‭ ‬مشاهد‭ ‬قديمة‭ ‬يلتف‭ ‬حوله‭ ‬الطابور‭ ‬الخامس‭ ‬والمرتزقة‭ ‬والممولون‭ ‬وعملاء‭ ‬قوى‭ ‬الشر،‭ ‬والغريب‭ ‬أنه‭ ‬يتشدق‭ ‬بشعارات،‭ ‬ويتسم‭ ‬أداؤه‭ ‬بقلة‭ ‬الأدب‭ ‬رغم‭ ‬انه‭ ‬يعرف‭ ‬حجمه‭ ‬ووزنه‭ ‬الضئيل،‭ ‬ويدرك‭ ‬أن‭ ‬أهله‭ ‬لا‭ ‬يعرفونه،‭ ‬ولو‭ ‬نزل‭ ‬الشارع‭ ‬فهو‭ ‬نكرة‭ ‬ولا‭ ‬يقوى‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬كشك‮»‬‭ ‬أو‭ ‬مخبز‭ ‬بلدى،‭ ‬تظهر‭ ‬عليه‭ ‬علامات‭ ‬الثراء‭ ‬والانفاق‭ ‬الكثير‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬عاطل‭ ‬فاشل‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬لهم‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬الغزيرة،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬واضح‭ ‬انه‭ ‬ثمن‭ ‬الخيانة‭.‬
الكيل‭ ‬بمكيالين،‭ ‬وازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬والكذب‭ ‬والخداع،‭ ‬والمخططات‭ ‬والمؤامرات،‭ ‬وتسويق‭ ‬الأوهام‭ ‬للشعوب،‭ ‬والبربرية‭ ‬والوحشية‭ ‬أهم‭ ‬محاور‭ ‬عقيدة‭ ‬الغرب‭ ‬الغاشمة‭ ‬الذين‭ ‬نشروا‭ ‬الشر‭ ‬والخراب‭ ‬والدمار‭ ‬والقتل‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬ويزعمون‭ ‬أنهم‭ ‬المدافعون‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬يكشف‭ ‬ويفضح‭ ‬حقيقة‭ ‬الغرب،‭ ‬فمباركة‭ ‬ودعم‭ ‬قتل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬العُزل‭ ‬وتدمير‭ ‬منازلهم،‭ ‬وقطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬والغاز‭ ‬والمياه‭ ‬والاتصالات‭ ‬عنهم‭ ‬هى‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان‭ ‬لكن‭ ‬الصمت‭ ‬الغربى‭ ‬يكشف‭ ‬للشعوب‭ -‬‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬للخداع‭ ‬والتغرير‭ ‬ونالت‭ ‬منها‭ ‬المؤامرة‭ ‬أو‭ ‬الشعوب‭ ‬التى‭ ‬تنتظر‭ ‬ومغرمة‭ ‬بالشعارات‭ ‬الغربية‭- ‬حقيقة‭ ‬شيطان‭ ‬الغرب‭.‬
الربيع‭ ‬العربى‭ ‬المزعوم‭ ‬نموذج‭ ‬لخداع‭ ‬الشعوب‭ ‬وتزييف‭ ‬وعيها‭.. ‬ومؤامرات‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مشروعات‭ ‬التقسيم،‭ ‬والإسقاط‭ ‬والإضعاف‭ ‬ورسم‭ ‬خريطة‭ ‬جديدة‭ ‬للمنطقة‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافهم‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬ونهب‭ ‬ثروات‭ ‬ومقدرات‭ ‬الشعوب‭ ‬وتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬وأهداف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬التوسعية،‭ ‬ومشروعاتهم‭ ‬القديمة،‭ ‬وللأسف‭ ‬بعض‭ ‬الشعوب‭ ‬صدقت‭ ‬أكاذيب‭ ‬الغرب،‭ ‬فمن‭ ‬كان‭ ‬يتخيل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصير‭ ‬ليبيا‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬أو‭ ‬اليمن،‭ ‬أو‭ ‬سوريا‭ ‬أو‭ ‬المؤامرات‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬السودان‭ ‬الآن،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬‮١١٠٢‬،‭ ‬ونجت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬الشيطان‭ ‬ومؤامرة‭ ‬كبرى‭ ‬سعت‭ ‬لإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وبالتالى‭ ‬يسهل‭ ‬تنفيذ‭ ‬أوهام‭ ‬ومشروعات‭ ‬الغرب،‭ ‬لكن‭ ‬عناية‭ ‬الله،‭ ‬وشرفاء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وجيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم،‭ ‬وصحوة‭ ‬المصريين‭ ‬واسترداد‭ ‬وعيهم‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬سقوط‭ ‬وضياع‭ ‬مصر‭.‬
الغرب‭ ‬الذى‭ ‬يتشدق‭ ‬بالحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬غارق‭ ‬فى‭ ‬البربرية‭ ‬والوحشية،‭ ‬والقتل‭ ‬وتخريب‭ ‬وإسقاط‭ ‬الدول،‭ ‬وتشريد‭ ‬الشعوب،‭ ‬وسرقة‭ ‬ثرواتها،‭ ‬والعنصرية‭ ‬المقيتة،‭ ‬فقد‭ ‬نهب‭ ‬ثروات‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ويعامل‭ ‬شعوبها‭ ‬بالتمييز‭ ‬والنظرة‭ ‬الدونية،‭ ‬حتى‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬اللاجئين،‭ ‬رسخها‭ ‬شيطان‭ ‬الغرب‭ ‬فالعراق‭ ‬مثلاً‭ ‬تعرض‭ ‬لمؤامرة‭ ‬شيطانية‭ ‬قادها‭ ‬الغرب،‭ ‬زعم‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬لديه‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬لإيجاد‭ ‬ذريعة‭ ‬لتدميره‭ ‬وإسقاطه‭ ‬وقتل‭ ‬شعبه،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭ ‬وسقوط‭ ‬العراق،‭ ‬ومعاناته‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬وتفكك‭ ‬وتدمير‭ ‬مؤسساته‭ ‬ودفع‭ ‬العراقيون‭ ‬ثمنا‭ ‬باهظا‭ ‬من‭ ‬أمنهم‭ ‬واستقرارهم‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬الخراب،‭ ‬جاءت‭ ‬دموع‭ ‬التماسيح‭ ‬واعتذارات‭ ‬واهية،‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬ربحت‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬ودماء‭ ‬أبنائها‭.‬
الغرب‭ ‬المريض‭ ‬بالازدواجية‭ ‬والكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بوجهين‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬فعندما‭ ‬يشعر‭ ‬بالتهديد‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬السحق‭ ‬والقتل‭ ‬والاعتقال‭ ‬والضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬فرنسا‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬تظاهرات‭ ‬السترات‭ ‬الصفراء،‭ ‬وما‭ ‬أصدرته‭ ‬باريس‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الأمن‭ ‬الفرنسى‭ ‬ثم‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬معقل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المزعوم،‭ ‬عندما‭ ‬وقعت‭ ‬محاولات‭ ‬اقتحام‭ ‬الكونجرس،‭ ‬كان‭ ‬الرصاص‭ ‬الحى‭ ‬والقتل‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬المحتجين‭ ‬والمقتحمين‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أى‭ ‬محاسبة‭ ‬أو‭ ‬مساءلة،‭ ‬وأنظر‭ ‬إلى‭ ‬العنصرية‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬والتمييز،‭ ‬والإساءات‭ ‬لأصحاب‭ ‬البشرة‭ ‬السمراء‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬ملاعب‭ ‬أوروبا‭.‬
ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬‭ ‬كان‭ ‬دليلا‭ ‬واضحا‭ ‬لازدواجية‭ ‬الغرب،‭ ‬انتفض‭ ‬وقدم‭ ‬الدعم‭ ‬ببذخ،‭ ‬وأصدر‭ ‬آلاف‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬وقضيتهم‭ ‬فلا‭ ‬تسمع‭ ‬صوتهم‭ ‬سوى‭ ‬لتأييد‭ ‬آلة‭ ‬البطش‭ ‬والبربرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بل‭ ‬وتتحرك‭ ‬البوارج‭ ‬والأساطيل‭ ‬وحاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬وتخرج‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬صوب‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬سحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬الأعزل‭ ‬وضرب‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وبلا‭ ‬رحمة،‭ ‬وحصار‭ ‬محكم‭ ‬يمنع‭ ‬الدواء‭ ‬والوقود،‭ ‬ويدمر‭ ‬المستشفيات،‭ ‬ويقطع‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭.. ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬حقيقة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬عند‭ ‬الغرب،‭ ‬فلا‭ ‬تصدقوهم‭ ‬لأنهم‭ ‬مصاصو‭ ‬دماء،‭ ‬وليسوا‭ ‬بشرا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬التوحش‭ ‬واللا‭ ‬إنسانية‭.‬
‮«‬اوعوا‭ ‬حد‭ ‬يزين‭ ‬لكم‭ ‬أو‭ ‬يفتنكم‭ ‬ويكفى‭ ‬خراب‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‮»‬‭.. ‬رسالة‭ ‬مهمة‭ ‬أطلقها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬ليس‭ ‬للشعب‭ ‬المصرى‭ ‬فقط‭ ‬ولكنها‭ ‬مع‭ ‬مقولته‭ ‬‮«‬خلوا‭ ‬بالكم‭ ‬من‭ ‬أوطانكم‭.. ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬دولكم‮»‬،‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يحمى‭ ‬مصر،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬أمامها‭ ‬كثيرًآ،‭ ‬فالحروب‭ ‬والمؤامرات‭ ‬التى‭ ‬تدار‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬يتصورها‭ ‬عقل‭ ‬بشر،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬تتعرض‭ ‬لحروب‭ ‬وحملات‭ ‬شرسة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والتحريض‭ ‬ونشر‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط‭ ‬وإضعاف‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬بهدف‭ ‬تزييف‭ ‬الوعى‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتحريك‭ ‬الشعوب‭ ‬لتدمير‭ ‬أوطانها،‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬ليه‭ ‬تدفع‭ ‬أكثر‭ ‬لما‭ ‬تقدر‭ ‬تدفع‭ ‬أقل‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬هدم‭ ‬الدول‭ ‬بأيادى‭ ‬شعوبها‭ ‬المغيبة‭ ‬والتى‭ ‬تمكن‭ ‬منها‭ ‬الوعى‭ ‬المزيف‭ ‬والتحريض‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬بكثير‭ ‬ولا‭ ‬تقارن‭ ‬بتكلفة‭ ‬الحروب‭ ‬التقليدية‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إنفاق‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬وخسائر‭ ‬فى‭ ‬الأرواح‭ ‬تزعج‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ ‬لذلك‭ ‬وجدوا‭ ‬أن‭ ‬تدمير‭ ‬الدول‭ ‬تحت‭ ‬مزاعم‭ ‬التغيير‭ ‬والحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والازدهار‭ ‬أقل‭ ‬كلفة‭ ‬مادية‭ ‬وبشرية‭.‬
مصر‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاقتراب‭ ‬منها‭ ‬لأن‭ ‬لديها‭ ‬جيشًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬عظيمًا‭ ‬وقويًا،‭ ‬لذلك‭ ‬تنشط‭ ‬آلة‭ ‬الكذب‭ ‬والتشويه‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتحريض‭ ‬لكنها‭ ‬أيضًا‭ ‬فشلت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬بسبب‭ ‬وعى‭ ‬المصريين،‭ ‬وتجربتهم‭ ‬القاسية‭ ‬فى‭ ‬‮١١٠٢‬،‭ ‬وإدراكهم‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬وإطلاعهم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬لأن‭ ‬الأمور‭ ‬باتت‭ ‬واضحة‭ ‬مثل‭ ‬الشمس،‭ ‬من‭ ‬استهداف‭ ‬مباشر‭ ‬ومؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬ومحاولات‭ ‬الابتزاز‭ ‬وفرض‭ ‬الإملاءات،‭ ‬وإحاطتها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بأزمات‭ ‬وصراعات‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬لكنها‭ ‬آمنة‭ ‬مطمئنة‭ ‬مستقرة‭ ‬يأتى‭ ‬إليها‭ ‬الباحثون‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬من‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الفوضى‭ ‬التى‭ ‬رسخها‭ ‬الغرب‭.‬
أنظر‭ ‬كيف‭ ‬تعامل‭ ‬الغرب‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى،‭ ‬والقرارات‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدولية‭ ‬ومبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وماذا‭ ‬فعل‭ ‬فى‭ ‬الصومال‭ ‬وأفغانستان‭ ‬والعراق‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن‭ ‬وسوريا،‭ ‬والمؤامرة‭ ‬على‭ ‬السودان،‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬سقطوا،‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬والثروات‭ ‬أهدرت،‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬السنوات‭ ‬ضاعت‭ ‬فى‭ ‬صراعات‭ ‬ومشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭. ‬وتحقق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعوب،‭ ‬والسؤال‭ ‬أيضًا‭ ‬للشعوب‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬للخداع‭ ‬وتزييف‭ ‬الوعى‭ ‬والتغرير‭ ‬بها،‭ ‬هل‭ ‬حصدتم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحرية‭ ‬والنعيم‭ ‬المنتظر‭ ‬من‭ ‬وعود‭ ‬الغرب‭ ‬ماذا‭ ‬فعلوا‭ ‬بكم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حققوا‭ ‬أهدافهم‭ ‬هل‭ ‬منحوكم‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬أين‭ ‬أوطانكم‭ ‬ودولكم،‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬طبيعة‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬التى‭ ‬حصدتموها،‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬الأوهام‭ ‬التى‭ ‬روجها‭ ‬الغرب‭ ‬ودغدغ‭ ‬بها‭ ‬مشاعر‭ ‬الشعوب‭ ‬المخدوعة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مرارة‭ ‬وعذاب‭ ‬وأوطان‭ ‬تفوح‭ ‬منها‭ ‬روائح‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬والدماء،‭ ‬والسؤال‭ ‬أيضًا‭ ‬كم‭ ‬تحتاج‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬ميزانيات‭ ‬لتعود‭ ‬إلى‭ ‬سيرتها‭ ‬الأولى،‭ ‬وهل‭ ‬تعود‭ ‬وحدة‭ ‬ولحمة‭ ‬شعوبها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬الشقاق‭ ‬والانقسام‭.‬
اوعوا‭ ‬حد‭ ‬يزين‭ ‬لكم‭ ‬أو‭ ‬يفتنكم،‭ ‬يكفى‭ ‬خراب‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭. ‬دعوة‭ ‬صادقة‭ ‬ليتمسك‭ ‬المصريون‭ ‬باليقظة‭ ‬والحذر‭ ‬والانتباه‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقى،‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬يروج‭ ‬من‭ ‬أكاذيب‭ ‬وشائعات‭ ‬وتشويه‭ ‬وتشكيك‭ ‬وأحاديث‭ ‬الإفك‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬أصل‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬فمن‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬تنتظر‭ ‬الخير‭ ‬من‭ ‬عدوك،‭ ‬أو‭ ‬تنتظره‭ ‬من‭ ‬الخونة‭ ‬والإرهابيين‭ ‬والعملاء‭ ‬والمرتزقة‭ ‬الذين‭ ‬يقبضون‭ ‬ثمن‭ ‬خيانتهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هدم‭ ‬الوطن‭ ‬وسرقة‭ ‬أحلام‭ ‬الشعوب‭ ‬وأمنها‭ ‬واستقرارها‭.‬
لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬لحظة‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬السلاح‭ ‬الأهم،‭ ‬فى‭ ‬أيدينا،‭ ‬وعقولنا،‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬شبابنا‭ ‬ليفهم‭ ‬ويعى‭ ‬الحقيقة‭ ‬ويتعرف‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬المؤامرة‭ ‬والمخطط‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬وأبعاده‭ ‬بالكامل،‭ ‬ليعرف‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تواجه‭ ‬حملة‭ ‬وحربًا‭ ‬شرسة‭ ‬تستهدف‭ ‬وجودها‭ ‬ومشروعها‭ ‬الوطنى‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬وتعطيل‭ ‬مسيرتها‭ ‬نحو‭ ‬التقدم،‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬خداع‭ ‬شعبها‭ ‬هذه‭ ‬مهمة‭ ‬حتمية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬والجامعة‭ ‬وعلى‭ ‬المنابر‭ ‬والإعلام،‭ ‬والتواصل‭ ‬الدائم‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬شبابنا‭ ‬فهم‭ ‬الهدف‭ ‬الذى‭ ‬يحاولون‭ ‬تزييف‭ ‬وعيه‭ ‬وتحريضه،‭ ‬ولننتهز‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬فى‭ ‬تنشيط‭ ‬آلة‭ ‬الوعى،‭ ‬ولنستغل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الوعى‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬المواصلات‭ ‬العامة،‭ ‬فى‭ ‬مراكز‭ ‬الإعداد‭ ‬والتدريب‭ ‬وإعداد‭ ‬القادة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬التجمعات‭ ‬فى‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭. ‬الوعى‭ ‬الحقيقى،‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬أقوى‭ ‬سلاح‭ ‬يحمى‭ ‬الدول،‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الوطنى،‭ ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬القيادة‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬يخوض‭ ‬الوطن‭ ‬فيه‭ ‬معركة‭ ‬وجود،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نكثر‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬النماذج‭ ‬للشعوب‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬للخداع‭ ‬وتزييف‭ ‬الوعى،‭ ‬وفقدت‭ ‬أعز‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬أوطانها،‭ ‬وغرقت‭ ‬فى‭ ‬مستنقعات‭ ‬الفوضى‭ ‬والضياع‭ ‬محدش‭ ‬يقدر‭ ‬أو‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يمس‭ ‬مصر،‭ ‬أو‭ ‬يقترب‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬يفرض‭ ‬عليها‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تريد،‭ ‬وما‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬ثوابتها،‭ ‬ولكن‭ ‬الكرة‭ ‬فى‭ ‬ملعب‭ ‬الشعب،‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية،‭ ‬تفعل‭ ‬ما‭ ‬عليها،‭ ‬تتسلح‭ ‬بالقوة‭ ‬والقدرة‭.. ‬لكن‭ ‬اصطفاف‭ ‬المصريين‭ ‬ووعيهم‭ ‬وإلتفافهم‭ ‬حول‭ ‬قيادتهم،‭ ‬هو‭ ‬القوة‭ ‬الجبارة‭ ‬والقاهرة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬المؤامرة‭. ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نسمح‭ ‬نحن‭ ‬المصريين‭ ‬بوجود‭ ‬عملاء‭ ‬ومرتزقة،‭ ‬نتحمل‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمات‭ ‬عابرة‭ ‬يحاول‭ ‬المتآمرون‭ ‬توظيفها‭ ‬فى‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬عزيمتنا‭ ‬ووعينا‭ ‬واصطفافنا‭.‬

قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬فى‭ ‬قرآنه‭ ‬العظيم‭ ‬فى‭ ‬الآية‭ ‬‮«٢٢»‬‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬‮«‬إبراهيم‮»‬‭: ‬‮«‬وقال‭ ‬الشيطان‭ ‬لما‭ ‬قضى‭ ‬الأمر‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬وعدكم‭ ‬وعد‭ ‬الحق‭ ‬ووعدتكم‭ ‬فأخلفتكم‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬لى‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬سلطان‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دعوتكم‭ ‬فاستجبتم‭ ‬لى‭ ‬فلا‭ ‬تلومونى‭ ‬ولوموا‭ ‬أنفسكم‭ ‬ما‭ ‬أنا‭ ‬بمصرخكم‭ ‬وما‭ ‬أنتم‭ ‬بمصرخى‮»‬‭ ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭.‬
هكذا‭ ‬تفعل‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬مع‭ ‬الشعوب،‭ ‬تزين‭ ‬الباطل‭ ‬مثل‭ ‬الشيطان‭ ‬تمامًا،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬تدع‭ ‬الشعوب‭ ‬تذوق‭ ‬ويلات‭ ‬العذاب‭ ‬والحسرة‭ ‬والمرارة‭ ‬والدمار‭ ‬والخراب‭ ‬لذلك‭ ‬الشعوب‭ ‬لا‭ ‬تلوم‭ ‬إلا‭ ‬أنفسها‭ ‬عند‭ ‬ساعة‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار،‭ ‬وهى‭ ‬ما‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬نفسها‭.‬
 تحيا مصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى