مقالات

‮”‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‮” ..‭ ‬العدل‭ ‬أساس‭ ‬الحل

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

عبقرية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية،‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬ركيزة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ومفتاح‭ ‬الحل،‭ ‬وأن‭ ‬لديها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬والبدائل‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬عقاب‭ ‬جماعى‭ ‬وحصار‭ ‬وتجويع،‭ ‬وتهجير‭ ‬قسرى‭ ‬وبلورة‭ ‬رؤية‭ ‬أحدثت‭ ‬توافقًا‭ ‬عربيًا‭ ‬ودوليًا‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬استئناف‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭. ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬إلا‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬وطرحت‭ ‬القمة‭ ‬تساؤلات‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬العالم،‭ ‬أين‭ ‬القوانين‭ ‬والمبادئ‭ ‬الإنسانية؟‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬اكتفى‭ ‬بالمشاهدة‭ ‬والفرجة‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام،‭ ‬نجاح‭ ‬كبير،‭ ‬وتوافق‭ ‬عربى‭ ‬ودولى‭ ‬حول‭ ‬حلول‭ ‬حتمية‭.‬

‮«‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‮»‬‭.. ‬العدل‭ ‬أساس‭ ‬الحل


تظل‭ ‬مواقف‭ ‬مصر‭ ‬ثابتة‭ ‬شامخة،‭ ‬لا‭ ‬تتزحزح‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬إنسانية‭ ‬من‭ ‬صدق‭ ‬وشرف‭ ‬وقوانين‭ ‬ومواثيق‭ ‬ومرجعيات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬تتحدث‭ ‬بلسان‭ ‬واحد،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬المواربة،‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬المواقف‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬بالمبادئ،‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬فى‭ ‬العلن‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬ما‭ ‬تتمسك‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة‭.‬
الآن‭ ‬عرف‭ ‬الجميع،‭ ‬وأدرك‭ ‬العالم،‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه،‭ ‬فهو‭ ‬ركيزة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ومفتاح‭ ‬السلام،‭ ‬وراعية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والإنسانية،‭ ‬والمدافع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬والتمسك‭ ‬بالقوانين‭ ‬والمبادئ‭ ‬التى‭ ‬أرستها‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ومواثيق‭ ‬ومبادئ،‭ ‬قناعتها‭ ‬وإيمانها‭ ‬بالسلام‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬قناعة‭ ‬وإيمان،‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة،‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬والبدائل،‭ ‬الكثير،‭ ‬ومسارات‭ ‬متعددة‭ ‬لمجابهة‭ ‬التحديات،‭ ‬وإنجاز‭ ‬التسويات‭ ‬ورفضها‭ ‬القاطع‭ ‬والحاسم‭ ‬للاعتداء‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومبادئ‭ ‬وقرارات‭ ‬ومرجعيات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬مبادئ‭ ‬لا‭ ‬تحيد‭ ‬عنها‭ ‬مصر‭.‬
على‭ ‬مدار‭ ‬أسبوعين،‭ ‬سبقتهما‭ ‬عقود‭ ‬مؤلمة‭ ‬تواصل‭ ‬مصر‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترسيخ‭ ‬السلام،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭ ‬صراعات‭ ‬وأزمات‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬شديدة‭ ‬الاضطراب،‭ ‬تواصل‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ألا‭ ‬تتسع‭ ‬رقعة‭ ‬النزاع‭ ‬والصراع‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الاشتعال‭ ‬الكامل‭ ‬للمنطقة،‭ ‬وما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وسلام‭ ‬العالم‭.‬
هنا‭ ‬القاهرة،‭ ‬هى‭ ‬المركز‭ ‬والثقل‭ ‬والدور‭ ‬والمكانة‭.. ‬هنا‭ ‬ومن‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة،‭ ‬مدينة‭ ‬الإرادة‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬والسلام‭.. ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬وهى‭ ‬رمزية‭ ‬لكفاح‭ ‬ونضال‭ ‬شعب‭ ‬عظيم‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬البناء‭ ‬والتقدم،‭ ‬وتجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬لرؤية‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬ساقته‭ ‬الأقدار‭ ‬لإنقاذ‭ ‬مصر‭ ‬وإنجاز‭ ‬أكبر‭ ‬مشروع‭ ‬وطنى‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭.‬
هنا‭ ‬مصر‭ ‬العظيمة‭.. ‬تستضيف‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬بمشاركة‭ ‬عربية‭ ‬ودولية‭ ‬واسعة‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة،‭ ‬تقف‭ ‬فيه‭ ‬المنطقة‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بل‭ ‬والعالم‭ ‬على‭ ‬فوهة‭ ‬بركان‭ ‬تعمل‭ ‬مصر‭ ‬آناء‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬مع‭ ‬أحرار‭ ‬وشرفاء‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إطفاء‭ ‬الحريق‭ ‬والنيران‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬وتتسع‭ ‬وتصل‭ ‬جذوتها‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تأكل‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس،‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬تتصدى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬لمخططات‭ ‬الشر‭ ‬والشيطان‭ ‬والأوهام‭ ‬لتأجيج‭ ‬المنطقة‭ ‬بصراعات‭ ‬وأطماع،‭ ‬ومشروعات‭ ‬خبيثة،‭ ‬تسعى‭ ‬لابتلاع‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتضرب‭ ‬بلا‭ ‬إنسانية‭ ‬أو‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوسع‭ ‬والهيمنة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مؤامرات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تشعل‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أسبوعين‭ ‬تؤدى‭ ‬بأروع‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الأداء‭..‬،‭ ‬حكمة‭ ‬وإنسانية‭ ‬ودور‭ ‬وثقل‭ ‬وندية‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة،‭ ‬وخطوط‭ ‬حمراء‭ ‬ومواقف‭ ‬ثابتة‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تتغير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تتحدث‭ ‬عنه‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬بالأمس‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة،‭ ‬والتى‭ ‬جاءت‭ ‬قوية‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المهمة‭ ‬والفارقة،‭ ‬ورسم‭ ‬ملامح‭ ‬الحل‭ ‬للأزمات‭ ‬الراهنة‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬وتضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬لمجابهة‭ ‬التصعيد،‭ ‬ومحاولات‭ ‬إثارة‭ ‬الفزع‭ ‬والخوف‭ ‬والبربرية،‭ ‬وتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولي،‭ ‬فالحقيقة‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬جاءت‭ ‬شاملة،‭ ‬وتاريخية‭ ‬تحمل‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬نهائى‭ ‬للمعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬ثم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬التصعيد‭ ‬والأعمال‭ ‬العسكرية،‭ ‬واستهداف‭ ‬المدنيين،‭ ‬ثم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الحل‭ ‬النهائى‭ ‬بعودة‭ ‬مسار‭ ‬استئناف‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬لتعيش‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وإنهاء‭ ‬كافة‭ ‬مسببات‭ ‬الأزمات‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬التأمل‭ ‬والقراءة‭ ‬لكلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬افتتاح‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬يجدها‭ ‬لم‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬المبادئ‭ ‬والثوابت‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬موقف‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬قيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬خلال‭ ‬لقاءات‭ ‬واتصالات‭ ‬هاتفية‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬العالم‭ ‬والتى‭ ‬لم‭ ‬تنقطع‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬ويجسد‭ ‬عمق‭ ‬الدور‭ ‬المصري،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعول‭ ‬عليه‭ ‬العالم‭ ‬وقادته‭.‬
أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬المصرية،‭ ‬ووضع‭ ‬الحل‭ ‬الشامل،‭ ‬للأزمة،‭ ‬وإطفاء‭ ‬النيران‭ ‬المشتعلة‭ ‬فى‭ ‬حلول‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬التوتر‭ ‬والصراع،‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بتكراره‭ ‬ودعونا‭ ‬نعرض‭ ‬نقاطًا‭ ‬مهمة،‭ ‬وثوابت‭ ‬راسخة،‭ ‬ورسائل‭ ‬وافية،‭ ‬وحلولاً‭ ‬عميقة‭ ‬تضمنتها‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬افتتاح‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬كالتالي‭:‬
أولاً‭:‬‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬ترفض‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬مواطنى‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضغط‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي،‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وحصار‭ ‬وتجويع،‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية،‭ ‬واستهداف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إجبار‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬التهجير،‭ ‬وإخلاء‭ ‬أراضيهم،‭ ‬فى‭ ‬تهجير‭ ‬قسرى‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفعهم‭ ‬إلى‭ ‬النزوح‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترفضه‭ ‬مصر‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬وحاسم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬مخطط‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإنهاء‭ ‬حلم‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لأنه‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬ستكون‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬غائبة‭ ‬أرض‭ ‬بلا‭ ‬شعب،‭ ‬وأيضًا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭ ‬وفيه‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬خطًا‭ ‬أحمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه،‭ ‬ولا‭ ‬تفريط‭ ‬أو‭ ‬تهاون‭ ‬فى‭ ‬حمايته‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتوطينهم‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬يعنى‭ ‬إهدار‭ ‬كفاح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتصفية‭ ‬لقضيتهم،‭ ‬وإهدارًا‭ ‬لكفاح‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وجميع‭ ‬أحرار‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬75‭ ‬عامًا،‭ ‬وبشكل‭ ‬حاسم‭ ‬وقاطع‭.‬
أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬توطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬قضيتهم‭ ‬لن‭ ‬يحدث،‭ ‬وهذه‭ ‬عقيدة‭ ‬ثابتة‭ ‬وإرادة‭ ‬الشعب‭ ‬المصري،‭ ‬فردًا،‭ ‬فردًا‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬الصامد‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يترك‭ ‬أرضه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬أو‭ ‬القصف،‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬ثوابت‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬التى‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬بكل‭ ‬فئاته‭ ‬وطوائفه‭.‬
ثانيًا‭:‬‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عرض‭ ‬أسباب‭ ‬دعوته‭ ‬لعقد‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام،‭ ‬وتتلخص‭ ‬فيما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬للمشاركين،‭ ‬وجهت‭ ‬الدعوة‭ ‬لنناقش‭ ‬معًا‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬محدد‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬تستهدف‭ ‬إنهاء‭ ‬المأساة‭ ‬الحالية‭ ‬وإحياء‭ ‬مسار‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬تبدأ‭ ‬بضمان‭ ‬التدفق‭ ‬الكامل‭ ‬والآمن‭ ‬والسريع‭ ‬والمستدام‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لأهل‭ ‬غزة‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬التفاوض‭ ‬حول‭ ‬التهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ثم‭ ‬البدء‭ ‬العاجل‭ ‬فى‭ ‬مفاوضات‭ ‬إحياء‭ ‬السلام‭ ‬وصولاً‭ ‬لأعمال‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬التى‭ ‬تعيش‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مقررات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬وهى‭ ‬ثوابت‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تحد‭ ‬عنها‭ ‬يومًا،‭ ‬وتقولها‭ ‬وتطالب‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭.‬
ثالثًا‭:‬‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تغلق‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬لحظة،‭ ‬ويعمل‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لاندلاع‭ ‬الأحداث‭ ‬فى‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬ولكن‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬المتكرر‭ ‬للمعبر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وذكر‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أنه‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬المعبر‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬ومستدام‭ ‬بإشراف‭ ‬وتنسيق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ووكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬وجمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الفلسطينى‭ ‬ويتم‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬بإشراف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدحض‭ ‬حملات‭ ‬التشويه‭ ‬الممنهجة‭ ‬التى‭ ‬يروجها‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربى‭ ‬والمساندة‭ ‬للأعمال‭ ‬الإجرامية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬
رابعًا‭:‬‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لاندلاع‭ ‬الأحداث‭ ‬قالت‭ ‬كلمتها،‭ ‬ومازالت‭ ‬بأنها‭ ‬ضد‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬أو‭ ‬تعرضهم‭ ‬للقتل‭ ‬والترويع،‭ ‬وتعنى‭ ‬مصر‭ ‬هنا‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والإسرائيلي‭.‬
مصر‭ ‬تتعجب‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬دهشتها‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬العالم‭ ‬متفرجًا‭ ‬دون‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬إرادة‭ ‬على‭ ‬أزمة‭ ‬إنسانية‭ ‬كارثية‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬فلسطينى‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬يفرض‭ ‬عليهم‭ ‬عقاب‭ ‬جماعى‭ ‬وحصار‭ ‬وتجويع‭ ‬وضغوط‭ ‬عنيفة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬للتهجير‭ ‬القسرى‭ ‬فى‭ ‬ممارسات‭ ‬نبذها‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر‭ ‬الذى‭ ‬أبرم‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬وأسس‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنسانى‭ ‬بتجريمها‭ ‬ومنع‭ ‬تكرارها‭.. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬واضح‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬لشرح‭ ‬أو‭ ‬تفسير‭ ‬ويحمل‭ ‬رسائل‭ ‬مهمة،‭ ‬وهنا‭ ‬أقول‭ ‬أين‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التى‭ ‬يتشدق‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬والغرب‭.. ‬وهل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والقوانين‭ ‬وضعت‭ ‬حتى‭ ‬تمارس‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬والكيل‭ ‬بمكيالين،‭ ‬تطبق‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬ولا‭ ‬تطبق‭ ‬على‭ ‬أخري،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الغرب‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬وغير‭ ‬جدير‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عنها‭ ‬شيئًا،‭ ‬لذلك‭ ‬أصبح‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬انكشاف‭ ‬تاريخية،‭ ‬وأن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬يستخدمونها‭ ‬كمجرد‭ ‬شعارات‭ ‬وفزاعات‭ ‬وتسييل‭ ‬للقضايا‭ ‬وابتزاز‭ ‬الدول‭. ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تتعرض‭ ‬لابتزاز‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬المخططات‭ ‬أو‭ ‬الاستقطاب‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬مهمة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬توافق‭ ‬دولى‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلا‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكد‭ ‬عليه‭ ‬المشاركون‭ ‬فى‭ ‬القمة،‭ ‬وأهمية‭ ‬التحرك‭ ‬والعمل‭ ‬الإنسانى‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإنمائية‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬عملا‭ ‬مستداما‭ ‬وآمنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬تهجير‭ ‬قسريًا‭ ‬أو‭ ‬إجبارهم‭ ‬على‭ ‬إخلاء‭ ‬أراضيهم‭ ‬ورفض‭ ‬قاطع‭ ‬لمحاولات‭ ‬ومخططات‭ ‬التوطين‭ ‬ونجحت‭ ‬مصر‭ ‬باقتدار‭ ‬فى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬كبير‭ ‬للقمة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬هى‭ ‬الضمان‭ ‬الحقيقى‭ ‬لترسيخ‭ ‬السلام‭ ‬ولذلك‭ ‬أهمية‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬ثم‭ ‬التهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ثم‭ ‬البدء‭ ‬العاجل‭ ‬فى‭ ‬دفع‭ ‬استئناف‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬وصولا‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬هذه‭ ‬رؤية‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسى‮»‬‭ ‬التى‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام،‭ ‬وتوافق‭ ‬عليها‭ ‬جميع‭ ‬المشاركين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬فى‭ ‬حديث‭ ‬المسئولين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والعرب‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية‭.‬
خامسًا‭:‬‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬عصيب،‭ ‬وفترة‭ ‬دقيقة‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬راسخة،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الموقف‭ ‬الحاسم‭ ‬للتهجير‭ ‬القسري،‭ ‬ومحاولات‭ ‬التوطين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وأهمية‭ ‬العمل‭ ‬الإنسانى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وأهمية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬نهائى‭ ‬وعادل‭ ‬وشامل‭ ‬ودائم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام،‭ ‬نموذج‭ ‬لعبقرية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬تجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬لدور‭ ‬وثقل‭ ‬مصر،‭ ‬وامتلاكها‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬والبدائل‭ ‬تستطيع‭ ‬محاصرة‭ ‬الأزمة‭ ‬أو‭ ‬التهديد،‭ ‬أو‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأحادية،‭ ‬والسياسات‭ ‬المتغطرسة،‭ ‬وأوهام‭ ‬وسياسات‭ ‬التوسع‭ ‬والاستيطان‭ ‬وتدنيس‭ ‬المقدسات‭ ‬وصم‭ ‬الأُذُن‭ ‬عن‭ ‬الجهود‭ ‬والنداءات‭ ‬الدولية،‭ ‬ومقررات‭ ‬ومرجعيات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬المسئولية‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬الذى‭ ‬تتهمه‭ ‬الشعوب‭ ‬بالتخاذل‭ ‬والتقصير‭ ‬فى‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والدعم‭ ‬والتأييد‭ ‬المطلق‭ ‬للاعتداءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التى‭ ‬تمارس‭ ‬التهجير‭ ‬القسري،‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬وحروب‭ ‬الإبادة‭.‬
سادسًا‭:‬‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬تفاقم‭ ‬الأحداث‭ ‬والتصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬والمعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهديد‭ ‬المنطقة،‭ ‬والعالم،‭ ‬بغياب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬الأوهام‭ ‬السياسية‭ ‬بأن‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬قابل‭ ‬للاستمرار،‭ ‬وهو‭ ‬وضع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأحادية‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬الاستيطان‭ ‬وتدنيس‭ ‬المقدسات،‭ ‬ومنع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬بيوتهم‭ ‬وقراهم‭ ‬ومن‭ ‬القدس‭ ‬الشريف،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬ترى‭ ‬بقناعة‭ ‬وإيمان‭ ‬وإصرار‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ليس‭ ‬التهجير،‭ ‬وليس‭ ‬إزاحة‭ ‬شعب‭ ‬بأكمله‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬وأن‭ ‬حلها‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬العدل‭ ‬بحصول‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة‭ ‬فى‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬والعيش‭ ‬بكرامة‭ ‬وأمان‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬أرضهم‭ ‬مثلهم‭ ‬مثل‭ ‬باقى‭ ‬الشعوب،‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬مفاتيح‭ ‬الحل‭ ‬والسلام‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬وضعها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭.‬
سابعًا‭:‬‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬أزمة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تتطلب‭ ‬الانتباه‭ ‬الكامل‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭ ‬بما‭ ‬يهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬ويهدد‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحالية‭ ‬وإحياء‭ ‬مسار‭ ‬السلام،‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام،‭ ‬حققت‭ ‬أهدافها‭ ‬وأكدت‭ ‬وبتوافق‭ ‬الجميع،‭ ‬أن‭ ‬العدل‭ ‬هو‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأهمية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬شامل‭ ‬وعادل‭ ‬دائم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬هو‭ ‬الأمثل‭ ‬لإنقاذ‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬مصير‭ ‬مجهول‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬لاتساع‭ ‬رقعة‭ ‬النزاع‭ ‬والصراع‭ ‬ودخول‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬فيه،‭ ‬وأهمية‭ ‬وحتمية‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬ودائم‭ ‬ومستدام‭ ‬وآمن،‭ ‬وأن‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬أبدًا‭ ‬بالتهجير‭ ‬القسرى‭ ‬أو‭ ‬محاولات‭ ‬توطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬والرفض‭ ‬القاطع‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بإخلاء‭ ‬وتهجير‭ ‬سكان‭ ‬غزة،‭ ‬وإجبار‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬إنسان‭ ‬لترك‭ ‬أراضيهم‭ ‬ومنازلهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحصار‭ ‬والقتل‭ ‬والتجويع‭ ‬وقطع‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والوقود‭ ‬واستهداف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس،‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بنشوب‭ ‬حرب‭ ‬دينية‭ ‬تأكل‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته،‭ ‬وتفعيل‭ ‬مبادئ‭ ‬وبنود‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنسانى‭ ‬فالعالم‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقى‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الإنسانية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وإلا‭ ‬يكون‭ ‬متناقضًا،‭ ‬أو‭ ‬متواطئًا،‭ ‬أو‭ ‬متهمًا‭ ‬بازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬والكيل‭ ‬بمكيالين‭.‬
قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام،‭ ‬كاشفة‭ ‬تطوق‭ ‬رقبة‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وسلام‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.. ‬وأن‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سيحول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬غابة‭ ‬يأكل‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬الضعيف‭ ‬ويقذف‭ ‬بالقوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬ومبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬والسلام،‭ ‬إلى‭ ‬المجهول‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬وبدعوتها‭ ‬لقمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬والتى‭ ‬عقدت‭ ‬فى‭ ‬أيقونة‭ ‬قوتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬وبمشاركة‭ ‬عربية‭ ‬ودولية‭ ‬واسعة،‭ ‬وترقب‭ ‬واهتمام‭ ‬العالم‭ ‬بنتائجها،‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬توضيح‭ ‬المفاهيم‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬وشعوبه‭ ‬ومحاصرة‭ ‬التعنت‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬الهدم‭ ‬والقتل‭ ‬والحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬ومحاولات‭ ‬فرض‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬وتفاقم‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لمعاناة‭ ‬الملايين،‭ ‬هى‭ ‬إبراء‭ ‬للذمة،‭ ‬أمام‭ ‬ضمير‭ ‬العالم‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬بقوة‭ ‬وفاعلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيقاف‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الإجرامية‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬المدنيين،‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والعقاب‭ ‬الجماعي‭.‬
مصر‭ ‬عقدت‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬وشعبها‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬خلف‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬وتفويضه‭ ‬لاتخاذه‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬مناسبا‭ ‬لحماية‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬وإجهاض‭ ‬مشروعات‭ ‬التهجير‭ ‬وتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬مخططات‭ ‬التوطين‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬سيناء‭ ‬والأردن،‭ ‬لذلك‭ ‬جاءت‭ ‬الكلمات‭ ‬قوية‭ ‬ومعبرة‭ ‬وواضحة‭ ‬وشجاعة،‭ ‬تتحدث‭ ‬بشجاعة‭ ‬وشموخ،‭ ‬وتدعم‭ ‬الحق،‭ ‬وتتصدى‭ ‬لمحاولات‭ ‬توسيع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع،‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والمنطقة‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭.‬
قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭.. ‬نجاح‭ ‬كبير‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وإثبات‭ ‬وتأكيد‭ ‬حقيقى‭ ‬لثوابتها‭ ‬الشريفة،‭ ‬وتجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬لرسالة‭ ‬مصر‭ ‬السلام،‭ ‬النابع‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬شاملة‭ ‬لذلك‭ ‬موقف‭ ‬مصر‭ ‬مدعوم‭ ‬بإرادة‭ ‬شعبها‭ ‬وإلتفافهم‭ ‬الكامل،‭ ‬وتفويضهم‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وأيضًا‭ ‬وضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬وتحمل‭ ‬تبعات‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬التحرك‭ ‬سريعًا‭ ‬قبل‭ ‬اشتعال‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬
تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى