مصر
الكاتب أ / يسري السيد
بموازين القوى الظاهرة للعيان سواء كانت حقيقية أو مبالغا فى تضخيمها بهدف الردع النفسى ما كانت مصر تفكر فى خوض حرب أكتوبر المجيدة
> موازين القوة العادية والظاهرة تظهر تفوقا إسرائيليا فى العتاد العسكرى الذى تمده به المصانع الأمريكية والغربية .
> من حيث الموانع الطبيعية يوجد أكبر مانع مائى يستحيل عبوره بالأفراد، فما بالكم بالدبابات والمدرعات… إلخ من أسلحة ثقيلة لازمة للمعركة.
> من حيث الموانع الصناعية كيف لنا العبور من ساتر ترابى وخط بارليف الحصين ومواسير للنابالم يمكن أن تحيل قناة السويس إلى جهنم فى لحظة.
> من حيث الدعم الدولى كيف لمصر ان تواجه دعماً غربياً لا محدوداً لأكاذيب صهيونية ومزاعم بحقوق ليست لهم وعن أرض لايملكون منها ذره رمل واحدة، وتاريخ من الاساطير والأوهام لايرتبط بجغرافيا .
> من حيث الحق، كيف لمصر ان تسترد حقا وحضارة وتاريخا وحاضرا ومستقبلا وقع أسيرا بين أنياب عدو مغتصب جاء فارا وهاربا من مزاعم، وطامحا فى أرض ليست أرضه.
كل ذلك وبميزان العقل لايمكن لبلد ان يخوض حربا، لكن الكل نسى الطرف المهم فى المعادلة وهو الشعب والانسان المصري، الذى لم يفهم العالم رسالته الاولى بعد ساعات من 5 يونيو 1967 برفض تنحى القائد المهزوم من وجهة نظر العدو، ولكنه المخلص بالنسبة لشعبة وأمته… ولا أعتقد ان وقائع التاريخ بها مثل هذا المشهد المهيب من رفض الملايين لتنحى الزعيم والاصرار على الأخذ بالثأر.
> وبعيدا عن هذا الحدث الجلل لا أحد من القوى الاستعمارية وأن تغيرت صورها على مر الزمان يدرك قوة الشعوب التى لا تؤمن بموازين القوى العادية، لآنه ببساطة لو أدرك ذلك مافعل!!
> مصر تخلصت من احتلال بريطانى دام عشرات السنوات والجزائر تخلصت من احتلال فرنسى دام عشرات السنوات،.. وماحدث عندنا حدث فى الهند وافريقيا وامريكا الجنوبية وغيرها، وأن تعددت أشكال المقاومة…لكل شعب عبقريته وتفرده فى التخلص من محتله، فما بالك بالشعوب ذات الحضارات التى ما زالت تعيش لآلاف السنين، .
> الغطرسة والقوة الباطشه مهما طالت وتجبرت لا تنفع ولا تدوم امام الشعوب حتى ولو بقت لبعض الوقت… بأختصار لا يحرر البلدان سوى أهلها!!، ودروس التاريخ تؤكد انه لا يوجد محتل على مر العصور مهما تجبر ان يستمر فى أرض ليست له أو يحكم شعبا لم يختره الا بضع سنوات لا تزيد عن فيمتو ثانية فى عمر الشعوب.
> هنا الانسان المصرى ظهر معدنه واستعاد قدرته على الادهاش، وما زال!! بخرطوم ماء ازال الساتر الترابي، وبقوارب مطاط عبر الالاف، وبالهليكوبتر أسقط الفانتوم وبالحجر والاسمنت سد مواسير النابلم، وبالشجاعة وحدها نزل للمتمترسين فى خط بارليف .
> لم يدرك العدو قبلها بعض حلقات الدرس فى معارك الاستنزاف التى بدأت بعد أيام من شهر يونيو 1967 فى رأس العش وغيرها… لم يدرك العدو درس تحطيم المدمرة ايلات.
> لم يدركوا الفارق بين المصرى الذى يدافع عن أرضه وعرضه بجسده، والعدو المتمترس وراء دروع عن أرض ليست له
> لم يدرك العدو درس اقامة المصريين لحائط الصواريخ.. لم يدرك العدو دروس التحام القائد بالجند، الزعيم بالشعب،
> وما زال المصريون قادرين على الادهاش، لايهمهم الكون كله ما دامت قضيتهم عادلة، وما داموا يؤمنون بحلمهم وقائدهم… وكان آخر درس ماحدث فى ثورة 30 يونيو وقبلها بسنوات ثورة 23 يوليو 1952 وثورة 1919.
> العدو يدرك ان مصر هى دره التاج، بسقوطها تسقط المنطقة، وبقوتها تستقر المنطقة، ولأنهم لايريدون استقرارا للمنطقة
> حاولوا من الخارج فانتصرت مصر فى 1973
> حاولوا من الداخل فأنتصرت مصر فى ثورة 30 يونيو
وحذر الرد المصرى من دفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف لدعوات النزوح الجماعي.
.وحقنا لدماء الشعب الفلسطينى أكد أن رؤية القاهرة كانت بعيدة المدى عندما حذرت الجميع من خطورة الموقف وتداعيات هذا على ثوابت القضية الفلسطينية.
وشدد الرد المصرى على خطورة دعوات النزوح وأنها كفيلة بتفريغ القطاع من سكانه وتصفية القضية الفلسطينية ذاتها، فضلا عن كون السيادة المصرية ليست مستباحة.
> يعنى بأختصار ندرك الفخ…
> ولمن يستغرب ذاكرة السمك التى يتمتع بها الغرب اقول لا تستغربوا.
> الامم المتحدة أصدرت القرارات باعتبار ما تم احتلاله بعد 1967 أرض محتلة، ولم يأبه بذلك المحتل.
> رفضت قرارات الأمم المتحدة ضم الأراضى المحتلة ومن بينها القدس والجولان والضفة الغربية، ومع ذلك لم يأبه العدو بذلك
> أعتبرت الأمم المتحدة المستوطنات التى تقام على أرض محتلة عملا غير مشروع ومع ذلك لم يأبه بذلك ووطن بها نحو 800 ألف مستوطن جاءوا من شتات الأرض
> أعتبرت المنظمات الدولية ما يتم استخراجه من أراض محتلة ومستوطنات، سرقة ونهب لثروات الشعوب المحتلة ومع ذلك يتم تصدير منتجات ومحاصيل المستوطنات بمئات الملايين من الدولارات والشعب الفلسطينى يعيش على الإعانات!!
> ذاكرة السمك لا تنظر لمن يبكى ويصرخ من احتلال أرضه وتشريد أهله، بل تعتبره إرهابيا يستحق أن تحرك له الأساطيل وتفتح ضده مخازن الأسلحة والدمار، ولا تنظر لمن احتل ارضه ويقوم بحصاره وخنقه
> عالم لا يؤمن إلا بالقوة… والقوة لا تملكها إلا الشعوب مهما طال الزمن!