أقوى الأسلحة
الكاتب أ / عبد الرازق توفيق
بالوعى «تحيا الشعوب».. فكم من شعوب دفعت ثمناً باهظاً من أمنها واستقرارها وضياع أوطانها بسبب غياب الوعى الحقيقى… بعد أن تمكنت منها حملات الأكاذيب والتشكيك وهز الثقة والتحريض.. لذلك فإن جزءاً كبيراً من قوة وقدرة الدول تكمن فى الوعى الحقيقى لشعوبها.. لذلك فإن مصر تحقق النجاحات والإنجازات والقوة والقدرة وعبورالتحديات وهزيمة التهديدات.. بالوعى الحقيقى لدى المصريين والذى أدى إلى حالة اصطفاف وطنى حول القيادة السياسية.. قادرة على حماية الوطن وحفظ سيادته وأراضيه والسبب الحقيقى وراء هذا الوعى المتدفق هو قيادة وطنية شريفة انتهجت الصدق والشفافية والمصارحة والتواصل مع المصريين وإشراكهم فى تحمل مسئولية بناء الوطن وحمايته.
من أهم الأسلحة التى تمتلكها مصر والتى حفظت لها أمنها واستقرارها وقدرتها على مواجهة التحديات وحروب التضليل والتزييف والتحريض والتشويه والتشكيك وحملات الأكاذيب والشائعات هو الوعى الحقيقى لدى هذا الشعب العظيم وإدراك ما يحاك لوطنهم من مؤامرات ومخططات شيطانية والإلمام بأهداف حملات الكذب وأحاديث الإفك.
المصريون لديهم قدرة عجيبة على الفرز والوصول للحقيقة والتفرقة بين الصدق والكذب بين النفيس والرديء.. بالإضافة إلى أننا أمام شعب لديه تجربة قاسية عاشها فى يناير 2011 واستخرج منها الكثير من الدروس والحقائق المهمة.. وتعرف على حقيقة الأمور بالإضافة إلى إدراكه ان مصر الدولة الوحيدة التى نجت من براثن مؤامرة 2011 ويلم بأوضاع وأحوال وظروف دول الأزمات التى سقطت بفعل مؤامرة الربيع العربى المزعوم.
الوعى الحقيقى بالنسبة للمصريين هو أهم وأقوى الأسلحة التى تحمى وتصون الوطن.. لأنه يخلق حالة الاصطفاف والاحتشاد والتوحد خلف القيادة السياسية.. وأقوى حماية لهذا الوطن ان يكون هذا الشعب على قلب رجل واحد.. وفى هذه الحالة لن تقوى أمامه التحديات والتهديدات والمؤامرات والمخططات.. ولعل التاريخ زاخر بمواقف المصريين واصطفافهم عندما رسخوا مقولة مصر (مقبرة الغزاة).
لا يمكن لعقل بشر يستطيع استيعاب ما تعرضت له مصر من تهديدات وحروب وحملات أكاذيب ربما على مدار الدقيقة الواحدة لم تتوقف الأكاذيب والشائعات والتشكيك بشكل ممنهج ومدعوم.. لم يترك أعداء الوطن قراراً أو مشروعاً أو إنجازاً إلا واستهدفوه بالتشويه والتشكيك والشائعات.. ولم تصدق أى شائعة.. رغم استخدام كافة الوسائل من منابر إعلامية سواء قنوات تليفزيونية معادية.. أو خلايا إلكترونية نشطة تقودها جماعة الإخوان الإرهابية التى تسعى دائماً لتدمير مصر وشعبها ومقالات مأجورة فى صحف ومواقع إلكترونية مدفوعة الثمن تستهدف تشويه مصر.
ما أريد أن أقوله ان مصر تعرضت ومازالت لهجمة شرسة من الإعلام المعادى الذى تقوده قوى الشر من أجل محاولة تزييف وعى المصريين وتحريضهم على الوطن.. وهز ثقتهم فى أنفسهم وقيادتهم.. ومن أجل استعادة سيناريوهات الفوضى… وان يهدم الشعب ما بناه ويدمر منظومة الأمن والاستقرار والبناء فى تطبيق كامل للحروب الجديدة.. لكن كل ذلك فشل وتحطم على صخرة وعى المصريين وثقتهم فى قيادتهم السياسية.
الوعى الحقيقى لم يأت من فراغ على الإطلاق والوعى الحقيقى أيضاً يمثل قيمة مضافة وحصناً للحفاظ على الأوطان.. لذلك يأتى من تجارب عاشتها الشعوب.. تتضح فيها الحقائق والمؤامرات والمخططات.. وأيضاً أهداف ما يدار ويحاك ضد الدول المستهدفة لذلك فإن أسباب توهج الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لدى المصريين كثيرة ومتعددة وأصبح وعى الشعب هو السبب الرئيسى فى حالة الاصطفاف والأمن والأمان والاستقرار فى مصر لأن غياب الوعى هو السبب الحقيقى للفتن وتدمير الأوطان التى تبدأ من عقول شعوبها.. لذلك أعرض بعض الأسباب المهمة التى أدت إلى قوة منظومة الوعى الحقيقى لدى هذا الشعب العظيم كالتالي:
أولاً: اختلاف الرؤى والفكر والسياسات فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عنها فى العقود الماضى بمعنى انه على مدار أربعة عقود لم تول الدولة اهتماماً بوعى الناس واطلاعهم على الحقائق والتحديات والتهديدات وتركت الساحة مفتوحة أمام الأباطيل والأكاذيب والشائعات والمبالغات فى رصد الأخطاء والسلبيات حتى تسبب ذلك فى إحداث فجوة واحتقان لدى الشعب.. لكن الرئيس السيسى بنى منظومة وطنية عبقرية فى كيفية التواصل مع المصريين وإطلاعهم على الحقائق والتحديات والظروف التى تمر بها البلاد لا يخفى عنهم شيئاً ولا يجمل ولا يبيع الوهم للناس.. التزم منذ الوهلة الأولى لحكمه بأعلى درجات الصدق والمصارحة والشفافية وحرص على التواصل مع المصريين فى كافة المناسبات لذلك أصبحت أحاديث القيادة السياسية مع المصريين أقوى منصة لبناء الوعى الحقيقى… ولعل حرص الرئيس السيسى على الحديث بلغة سهلة وبسيطة فى كافة الموضوعات والأمور والظروف بشفافية.. وبالبيانات والأرقام والحقائق شكل وبنى وعياً غير مسبوق.. ففى المناسبات والفعاليات وافتتاح المشروعات القومية العملاقة يحرص الرئيس السيسى على إجراء مداخلات يشرح فيها بالتفاصيل وبالأرقام وبأسلوب «كيف كان وماذا أصبح» والفارق بين الماضى والحاضر كان له عظيم الأثر والتأثير فى تشكيل وعى المصريين خاصة ان المصريين يثقون فى قيادتهم السياسية بشكل غير محدود نظراً لما حققته لمصر من إنجازات ونجاحات وأيضاً لا تميل إلى دغدغة المشاعر والوعود ولكن الإنجاز على أرض الواقع.
أيضاً.. هناك مبدأ استثنائى حرص عليه الرئيس السيسى فى علاقته مع المصريين ليس فقط فى اطلاعهم على الحقائق والتحديات والظروف ولكن أيضاً فى اشراكهم فى المسئولية والبناء والحفاظ على هذا الوطن.. فلم يسبق لرئيس جمهورية من قبل ان يوجه المسئولين التنفيذيين للأخذ بآراء ومطالب المواطنين ولعل ذلك ما حدث بالفعل قبل تنفيذ مشروعات تنمية وتطوير قرى الريف المصرى الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» عندما وجه الرئيس السيسى المسئولين لاستطلاع آراء المواطنين والتعرف على مطالبهم وأولوياتهم.. وأيضاً مقولة الرئيس السيسى: «إنه لن يحمى مصر إلا شعبها» لذلك هناك علاقة قوية واستثنائية قوامها الثقة والتقدير والمصارحة بين الشعب والقيادة.
تجارب ومواقف كثيرة شكل فيها الوعى الحقيقى والثقة بين القيادة والشعب.. فلولا ذلك ما اتخذ قرار الإصلاح الشامل التاريخى وحقق نجاحات وثماراً غير مسبوقة.. فقد خشى جميع الرؤساء من قبل الاقدام على اتخاذ قرار الإصلاح خشية رد الفعل الشعبى لكن قرار السيسى الشجاع والوطنى الشريف نال التفاف وثقة المصريين الذين تحملوا تداعياته عن رضا وصبر وعمل.
ثانياً: التجربة التى عاشها الشعب المصرى فى يناير 2011 من فوضى وانفلات كادت تتسبب فى ضياع البلاد.. فى مؤامرة أدرك أبعادها ومحتواها جميع المصريين.. ثم حكم الإخوان المجرمين الذين تآمروا على مصر وحاولوا بيع أراضيها وإسقاطها وما لديهم من عقيدة فاسدة للقتل والإرهاب والتنكيل بالمصريين وتقسيمهم إلى معسكرين وفشل فى إدارة البلاد ومحاولات لتغيير واختطاف الهوية المصرية بالإضافة إلى الإرهاب الذى واجه مصر.. كل ذلك شكل دروساً قاسية للمصريين.. أدركوا أبعادها وأسبابها وتفاصيلها وحقيقتها فتولدت لديهم قناعة ووعى ان هذا الوطن مستهدف.. ومطلوب اضعافه وإسقاطه وإبعاده تماماً عن القوة والقدرة حتى يسهل تنفيذ المؤامرات والمخططات من أجل اقتطاع الأرض وتقسيم البلاد لصالح الكيان الصهيونى… ومصالح قوى الشر.. وبالتالى اتسعت دائرة الوعى الحقيقى والفهم الصحيح والإلمام بما يحاك لمصر وشعبها.
ثالثاً: ليس هناك أعظم من الوعى الحقيقى الذى يأتى من واقع مضيء وحافل بالإنجازات والنجاحات.. فالمواطن المصرى يتمتع بقدر غير محدود من الذكاء.. يتابع ما يجرى من حوله ويرى بعينيه ان كل شيء يتغير إلى الأفضل.. الأزمات تنحسر.. الاحتياجات تتوفر.. الخدمات ترتقى وتصبح أكثر جودة.. الدولة تقوى… الحياة الكريمة تقترب.. يصحو كل يوم على تغيير حقيقى فى بلاده.. اذن من هنا تأتى الثقة والوعى الحقيقى والاصطفاف حول القيادة والوطن.. فبناء الوعى الحقيقى بالواقع هو أفضل أنواع الوعى لأنه يرسخ القناعة واليقين لأن المواطن يرى بنفسه ويعايش ما يجرى فى بلاده.. ويلمس مدى التطوير الذى يطرأ على حياته إلى الأفضل فما حققته «مصر- السيسى» خلال الـ9 سنوات الماضية من إصلاح وبناء وتنمية فى كافة المجالات والقطاعات كفيل ان يرسم ملامح صورة ايجابية وقوية فى العقل الجمعى للمصريين.
رابعاً: الحقيقة وربما يتعجب البعض من قولى فاذا كانت حملات وحروب الأكاذيب والشائعات والأباطيل والتشكيك التى تطلقها قوى الشر على مدار الساعة حققت نتائج مغايرة لأهداف قوى الشر المرصودة فى محاولات تضليل وتزييف وعى المصريين.. لكنها أدت إلى قوة وعيهم لأن ما يراه ويسمعه المواطن من شائعات وأكاذيب يجد عكسها على أرض الواقع.. وهو يرى بنفسه ذلك.. فكيف تخبرنى بأن قناة السويس الجديدة هى مجرد (تفريعة) وهى تحقق أعلى إيرادات فى تاريخها بعد حفر القناة الجديدة.. من 4.5 مليار دولار قبل حفر القناة الجديدة إلى 9.4 مليار دولار بعدها.. وكيف تخبرنى بأن هناك مظاهرات فى هذا الميدان وأنا أقف فى نفس الميدان ولا أرى شيئاً.. وقس على ذلك الكثير.. لذلك أصبح المصريون أكثر قناعة وإيماناً ومعرفة بأهداف الأبواق والمنابر والخلايا الإلكترونية المعادية التى تبث الأكاذيب على مدار الساعة.. ولم ير أى شائعة أو كذبة تحققت على أرض الواقع وان كل ما يروجونه مجرد أحاديث إفك لا أساس لها من الصحة.
خامساً: حرص الدولة المصرية أو الحكومة وكافة الوزارات والهيئات على تطبيق المبدأ الرئاسى وهو الشفافية بلا حدود مع المواطنين واطلاعهم على الحقيقة دون تجميل أو تهوين أو تهويل فالحكومة على مدار الساعة تتصدى للأكاذيب والشائعات.. وتتحدث بالصدق والبيانات والحقائق والمعلومات الكاملة على أرض الواقع وكل وزارة لها صفحة ومتحدث وهناك حالة تلاحم مع الإعلام الوطنى لتعريف المواطن بكافة الحقائق والرد على الأكاذيب بالإضافة إلى ان الإعلام المصرى يعرض الصورة من على أرض الواقع.. ولا يتحدث إلا بالصدق.. اذن حالة التواصل بين المصريين قيادة وحكومة وشعباً هى سبب رئيسى للوعى الحقيقى بين المصريين.
سادساً: لا يمكن ان تنجح الحملات المعادية لتزييف الوعى وبث الأكاذيب وترويج الشائعات أو تنال من عقل المواطنين وهم يرون بعين الحقيقة ان الوطن يعبر الأزمات والتحديات ويدحر التهديدات والمخاطر بثقة واقتدار.. وكيف يحترم العالم مصر وما لها من دور وثقل ومكانة وتأثير وقيادة للمنطقة وفعالية فى المجتمع الدولى… لذلك لا يمكن ان ينتصر الكذب على الصدق.. أو تزييف الوعى مع الحقيقة على أرض الواقع.. من هنا المواطن المصرى أصبح أكثر التصاقاً بوطنه.. يعرف ويدرك أسباب ما يحدث.. ومن أين تأتى التهديدات والتحديات والأزمات ومن يقفون وراءها.. ولماذا مصر هى الهدف وربط ما كان يحدث من مؤامرات ومخططات منذ 2011 وإلى الآن فقد كشف المواطن المصرى حقيقة الجماعات التى تتاجر بالدين وأيقن ان قوى الشر هى من تديرها وتوظفها من أجل هدم أوطانها وانهم مجرد عملاء ومرتزقة.. فقد بات المصريون أكثر وعياً وقناعة بأن جماعة الإخوان المجرمين هى جماعة عميلة وخائنة تعمل لحساب أجهزة مخابرات معادية ومدعومة من دول لا تريد الخير لمصر.. لذلك وقف الإخوان وراء الإرهاب فى سيناء وفى ربوع مصر.. وباتت تساؤلات المصريين تدق الرءوس من أين لجماعة الإخوان المجرمين هذه القنوات والامكانيات ولماذا يحظون بالرعاية والاستضافة وتوفير منابر وأبواق إعلامية تنشر الأكاذيب وتبث السموم ولماذا تتمنى الخراب والدمار لمصر وشعبها؟.. اذن فى النهاية أصبح فى العقل الجمعى المصرى حقيقة واحدة انها جماعة عميلة وخائنة باعت الوطن لحساب قوى الشر وانها مجرد أداة فى أيدى القوى المعادية لمصر.
سابعاً: الأزمة الراهنة وما يجرى من تصعيد عسكرى من الكيان الصهيونى فى قطاع غزة.. ومؤامرة ومخطط الشيطان لتهجير سكانه إلى الأراضى المصرية وتوطينهم فى سيناء كشف حجم وقوة الوعى لدى المصريين.. لذلك عندما قال الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى مع المستشار الألمانى أولاف شولتس «بفرض الأمر على المصريين» ثم قال فى قمة القاهرة للسلام «ان المصريين فرداً فرداً يرفضون التفريط فى حبة رمل واحدة من أراضيهم» لذلك فإن حشود وملايين المصريين فى ميادين مصر تفويضاً وتأييداً لقيادتهم السياسية والاصطفاف حولها هو تجسيد حقيقى لحالة الوعى الحقيقى لدى المصريين وإدراكهم وإيمانهم بوطنية وإخلاص وشرف القيادة السياسية.. وأيضاً يعكس مدى إدراك المصريين لما يحاك لوطنهم من مؤامرات ومخططات.. وان كونهم على قلب رجل واحد.. هو أهم سلاح فى مواجهة هذه المؤامرات وان كل المخططات تتحطم على صخرة اصطفافهم.
الحقيقة ان هناك شعوباً دفعت ثمناً باهظاً من أمن واستقرار أوطانها بسبب غياب الوعى الحقيقى ونجاح حملات تزييف الوعى فى اختراق العقل الجمعى لهذه الشعوب وخداعها والتغرير بها.. لذلك انزلقت فى مستنقع الضياع والسقوط وهناك شعوب حمت وحفظت أوطانها بفضل ما تملكه من وعى حقيقى وفهم صحيح واصطفافها حول الوطن وقيادته.. وإدراك حقيقى لما يحاك له من هنا فإن قوة الأوطان تتضاعف بوعى شعوبها الذى يمثل الحصن وصمام الأوطان للبقاء والخلود.
دعونى أؤكد ان رؤية الرئيس السيسى وحرصه على انتهاج الشفافية والمصارحة والصدق والتواصل مع شعبه وما حققه من نجاحات وإنجازات على مختلف الأصعدة وما يشهده الوطن من واقع ثرى بالأمل والتفاؤل والمستقبل الواعد.. وقدرة فائقة على تجاوز وعبور التحديات والتهديدات كل ذلك بنى أقوى منظومة وعى حقيقى تحقق للوطن غاياته وأهدافه وخلوده.